زنقة 20. الدارالبيضاء

قال الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، أمس الأحد بلاغوس، إنه “في سياق السياسة التي تنهجها المملكة المغربية في إفريقيا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يتمثل طموحنا المشترك، سواء كفاعلين اقتصاديين، أو مقاولين أو فنانين، في التجسيد الحقيقي للهوية والحلم الإفريقيين”.

وأكد السيد عدو، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الممثل الإقليمي للخطوط الملكية المغربية في نيجيريا، أحمد أنور بوصوف، خلال حفل عشاء نظم بمناسبة الدورة الرابعة لبينالي لاغوس، أن التعاون مع بينالي لاغوس يتعدى مجرد رعاية، إلى تعبير عن فلسفة الشركة باعتبارها ناقلا إفريقيا بامتياز، وانعكاس لشعارها “حلم إفريقيا، تعرف على المغرب”.

وأضاف أن الخطوط الملكية المغربية، التي تعتز بأصولها الإفريقية، تعد ناقلا بطموحات دولية يواكب بلده وقارته نحو تحقيق التقدم، مبرزا أنه من خلال ربط إفريقيا بالعالم، فإن الشركة تسعى، كذلك، إلى إبراز غنى القارة الثقافي اللامتناهي، وكذا مواهبها التي تزداد تألقا عبر العالم.

وتابع “منذ سنوات عدة، نعمل على الاستثمار إلى جانب كبريات التظاهرات الثقافية الإفريقية في مختلف المجالات، عن طريق تقديم الدعم للأحداث القارية الكبرى، مثل مهرجان السينما الإفريقية في واغادوغو، وبينالي دكار، وبينالي باماكو الإفريقي للتصوير الفوتوغرافي، وسوق فنون العرض بأبيدجان، علاوة على المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وأوضح السيد عدو أن “تعزيز مكانة الثقافة وإبراز المواهب أمر ضروري لإرساء هوية قارية عصرية، ذات إشعاع، وبعيدة عن الصور النمطية التي نعرفها جميعا”.

ولفت إلى أنه “في زمن العولمة، فإن تمكين الجمهور الإفريقي من مواصلة استهلاك الإنتاج الثقافي المحلي من خلال إنجازات تعكس ثقافاتنا، لهجاتنا، ومجتمعاتنا المتطورة باستمرار، يشكل رهانا استراتيجيا يرفعه، المبدعون والمنتجون، ونحن فخورون بالمساهمة إلى جانبهم كناقل رسمي”.

وبعدما سجل أن “شعار الشركة يدعونا، في ذات الآن إلى تطوير خيالنا وتعزيز لقاءاتنا”، أبرز السيد عدو أن هذا الطموح هو، أيضا، هدف بينالي لاغوس، مشيدا بالمنظمين والشركاء المؤسساتيين الذين لم يدخروا أي جهد لإنجاح هذا الحدث.

من جانبه، استعرض سفير المملكة المغربية في نيجيريا، موحى أوعلي تاغما، ممثلا من طرف معاذ لحياني، في كلمة بالمناسبة، “الدور البارز لشركة الخطوط الملكية المغربية في نمو الاقتصاد المغربي وتحسين ربط إفريقيا بعدة مناطق في العالم، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يقود الأمة نحو مستقبل واعد.

وأكد السيد تاغما أن التزام جلالة الملك لفائدة تطور مطرد نحو الأفضل وضع أسسا متينة لنمو ورفاهية المغرب.

كما نوه الدبلوماسي المغربي بالدور الذي ما فتئت تضطلع به شركة الخطوط الملكية المغربية في دعم الاقتصاد المغربي، مشيرا إلى أنه “بفضل مبادراتها الاستراتيجية وانخراطها، أضحت الشركة قوة بارزة في المشهد الاقتصادي للبلاد، مساهمة في خلق مناصب الشغل وتعزيز الربط”.

وسجل أن مكانة الشركة تتجاوز الحدود الوطنية لتضطلع بدور طلائعي في تأهيل مشهد الطيران الإفريقي، مسجلا التزامها من أجل تحسين الربط الإقليمي والإسهام في تطور اقتصاد القارة .

وأكد الدبلوماسي المغربي أن تظاهرات من هذا القبيل لا تسلط الضوء على إنجازات الخطوط الملكية المغربية فحسب، بل تعد أيضا بمثابة واجهة للترويج لعلامة المغرب على الساحة الدولية، مضيفا أن “الجهود التي تبذلها الشركة تساهم في نجاحها وأيضا في تحسين صورة المغرب على الصعيد الدولي.

وأشار إلى أنه “في إطار روح التعاون والدبلوماسية، تضطلع الخطوط الملكية المغربية بدور مهم في تعزيز الروابط مع إفريقيا، لا سيما مع نيجيريا، موضحا أن “هذا الالتزام سيساهم في دعم التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي، بما يتماشى مع هدف إقامة علاقات قوية بين البلدين”. كما أبرز السيد تاغما أن الخطوط الملكية المغربية بتقديمها عروضا لرحلات مباشرة من وإلى نيجيريا، تشجع على تعزيز المبادلات التجارية والسياحة والتعاون بين الفاعلين المغاربة والنيجيريين، مستحضرا دراسة فرص أخرى من أجل تعزيز التواصل بين شعبي البلدين.

واعتبر أن “هذا الالتزام وهذه الإنجازات تجعل من مثل هذه التظاهرات شهادة على تميز شركة الخطوط الجوية المغربية، فضلا عن تعزيزها لسمعة المغرب على الساحة الدولية. يذكر أن شركة الخطوط الملكية المغربية تعد الناقل الرسمي للدورات الثلاث المقبلة لهذا الحدث الثقافي والفني، الذي تنظم فعاليات دورته الرابعة، من 3 إلى 10 فبراير الجاري بالساحة التاريخية تافاوا باليوا.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الخطوط الملکیة المغربیة المغربیة فی

إقرأ أيضاً:

المغرب العربي الكبير.. حلمٌ لا يمكن إقباره

في أبريل / نيسان 1958، انعقد في طنجة لقاءٌ تاريخي بين قادة الحركة الوطنية في المغرب وتونس والجزائر تم بموجبه وضع اللبنات الأولى للعمل المغاربي المشترك من أجل تحقيق الوحدة والاندماج. بعدها كانت محاولات متعددة في الستينات من أجل لَمِّ شمل دول المنطقة، إلا أن الحدث المفصلي وقع في الثمانينيات حين تمَّ التئام جمع قادة دول المنطقة الخمس في قمة زرالدة بالجزائر في العاشر من يونيو / حزيران 1988 للتحضير للتأسيس للوحدة المغاربية والتي التأمت في لقاء تاريخي في مراكش في 17 فبراير / شباط للتوقيع على معاهدة بناء المغرب العربي الممتد من ليبيا شرقا إلى المغرب وموريتانيا غربا. 

الحلمُ الذي بدأ كفكرة في طنجة قبل ثلاثة عقود، أصبحت بوادر تحقيقه ممكنة في مراكش من خلال معاهدة تتوخى تمتين أواصر الأخوة التاريخية بين الشعوب، وخلق الاندماج الاقتصادي والتسهيل من حرية تنقل الأشخاص والبضائع، والحفاظ على الهوية المشتركة وغيرها…في الحقيقة، ما قام به القادة المغاربيون هو تجاوز خلافات الماضي أو وَضْعِها جانبا من أجل تغليب مصلحة الشعوب في الوحدة والتكتل والتآزر. 

ومن بين القضايا الشائكة التي وضعها القادة المغاربيون آنذاك جانبا هي قضية الصحراء المغربية. بعد قرار المحكمة الدولية الاستشاري بلاهاي في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 بوجود روابط بيعة بين ملوك المغرب وقبائل الصحراء وهو ما يؤكد سيادة المغرب التاريخية على هذه المنطقة، دعا الراحل الحسن الثاني إلى تنظيم "مسيرة شعبية خضراء" (أي سلمية يحمل فيها 350 ألف رجل وامرأة القرآن الكريم في يدٍ والعلم الوطني المغربي في يدٍ أخرى) لاسترجاع الصحراء إلى حضيرة الوطن الأم، المغرب. وكان ذلك للملك الحسن والشعب المغربي حين تم التوقيع على اتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 
/ تشرين الثاني 1975 تم بموجبها استرجاع الصحراء لتصبح جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي. 

ملحمة استرجاع الأراضي المغربية لحضيرة الوطن لم ترُقْ آنذاك الرئيس الجزائري الهواري بومدين والعقيد الليبي معمر القدافي فقاما بتسليح "البوليساريو" لمناهضة المغرب في صحرائه. والبوليساريو هي فكرة تكونت في الرباط في أوساط طلابية صحراوية كان هدفها الأولي هو استرجاع الصحراء إلى حضيرة الدولة المغربية، ولكن القذافي شجعها آنذاك على مناوءة النظام المغربي وقام بتسليحها قبل أن يتبناها بومدين ويقوم بدعمها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا مما أثَّر على العلاقات بين المغرب والجزائر وعطَّل فكرة الاتحاد المغاربي في فترة السبعينات وبداية الثمانيات. 

في أواسط الثمانينيات، كان المغرب قد أكمل جداره العازل حول الصحراء المغربية ووضع حدّا للهجومات الآتية من التراب الجزائري، كما أنه اتخذ زمام المبادرة الدبلوماسية باقتراح الملك الحسن الثاني في 25 يونيو / حزيران 1981 خلال انعقاد قمة نيروبي للدول الإفريقية تنظيم استفتاء في الصحراء. بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أمين عام منظمة الوحدة الإفريقية في 1984 بفبركة دخول ما يسمى بالجمهورية الصحراوية (والتي لا وجود فعلي لها إلا على الورق) إلى المنظمة الإفريقية، انسحب المغرب من العمل الإفريقي المشترك واتخذ قرارا بوضع الملف أمام أنظار الأمم المتحدة. بعدها أدرك العقيد القذافي والرئيس الشاذلي بنجديد ومعهم الزعماء المغاربيون أن المغرب لن يتخلى أبدا عن الصحراء وأنه مصصم على الذهاب إلى أبعد حدٍّ لإيجاد حلٍّ يخدم مصلحته الأولى ألا وهي الحفاظ على وحدته الترابية مهما كلف الأمر. 

هذه هي خلفيات قمة مراكش والآمال التي انعقدت عليها. وهي آمال سرعان ما بدأت تتبخر بعد دخول الجزائر ما يصطلح عليه بـ "العشرية السوداء" في التسعينيات من القرن الماضي، عِلْماً أن سنة 1991 شهدت التوقيع على وقف إطلاق النار بين المغرب والعناصر الانفصالية المسانَدة من طرف الجزائر وبداية مسلسل تحديد هوية من سيشارك في الاستفتاء. بعد تعثر مسلسل تحديد الهوية، أعلنت الأمم المتحدة في أواخر التسعينيات أن الاستفتاء هو حل غير قابل للتحقيق، وأنه على الأطراف أن تقترح أفكارا جديدة لحل النزاع المفتعَل. وهو ما قام به المغرب باقتراح حكم ذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية سنة 2007. 

كل هذا أثار حفيظة القادة الجزائريين خصوصا  الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وكان لذلك أثرا سلبيا على العمل المغاربي المشترَك. هكذا تم إلغاء القمة المغاربية التي كان مزمعا عقدها في مايو/أيار 2005 في طرابلس في ليبيا بسبب رسالة الرئيس بوتفليقة إلى رئيس الحركة الانفصالية (البوليساريو) والتي يؤكد فيها دعمه لهذه الحركة، وهو ما فسره المغرب وقادة الدول المغاربية الأخرى على أنه ضرب لأهداف الاتحاد المغربي خصوصا الوحدة والتكتل، وذلك عبر زرع بذور التفرقة والانفصال.

كلما تقدم المغرب على درب تأكيد مغربية الصحراء، خصوصا مبادرة الحكم الذاتي (2007)، وقرارات مجلس الأمن التي تؤكد مصداقية المبادرة المغربية، وقبول الكونغريس الأمريكي ابتداء من 2014 إدماج الصحراء المغربية في برامج التنمية الدولية الممولة من طرف الحكومة الأمريكية، واعتراف الكثير من الدول بمغربية الصحراء وفتحها قنصليات في العيون والداخلة، والتي تُوِّجَتْ بالاعتراف التاريخي للولايات المتحدة في العاشر من ديسمبر / كانون الأول 2020 بسيادة المغرب على الصحراء، ودخول دول أوروبية (مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا وهنغاريا وغيرها) على الخط مؤكدة مصداقية الحل المغربي (أي الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية)، كلما تقدم المغرب على هذا المستوى كلما حاول البعض افتعال الأزمات لإبعاد الحلم المغاربي عن إيجاد سبيل له على أرض الواقع.  

لكن وحدة المغرب العربي الكبير هو حلم شعوب المنطقة برمتها. والشعوب تدرك أن هذا الفضاء الرحب الممتد من الكفرة والجوف في الشرق الليبي إلى طنجة وأكادير والداخلة على المحيط الأطلسي، ومن بنزرت شمال تونس إلى انكزام في عمق الجنوب الجزائري، هو غنى جغرافي وإيكولوجي كفيل بخلق فرص التنمية والشغل والازدهار والتكامل والتعاضد، لما فيه مصلحة 105 مليون من الساكنة تتقاسم نفس التاريخ واللغة و العقيدة والمذهب والثقافة وغيرها. 

الناتج الداخلي لدول المنطقة يقارب 600 مليار الدولار ولكنه قد يصل إلى واحد تريليون دولار ومائتي مليار دولار في غضون عشر سنوات إن تم إدماج اقتصاديات دول المنطقة. الاندماج الاقتصادي سيعطي مابين 150 و200 مليار دولار  إضافية للمنطقة؛ إذا أضفنا إلى هذا 4 % كمعدل نمو سنوي لاقتصاديات دول المنطقة (أي حوالي 240 إلى 300 مليار دولار) متفرقة فإن التريليون دولار يصبح في متناول دول المنطقة. وهذا يعني مضاعفة الدخل الفردي على الأقل مرتين ونمو الطبقة المتوسطة وخلق العديد من فرص الشغل، ناهيك عن فرص الاستثمار والعمل المشترك على المستوى السياسي والدبلوماسي.

لا يجب ترك مشكل قد تم حسمه بشكل شبه نهائي لصالح الوحدة والسيادة المغربية يؤثر على مستقبل شعوب المنطقة. من جانب آخر، لا يمكن تبني الانفصال ومحاولة خلق دويلات غير قابلة للحياة، وفي نفس الوقت الدعوة إلى العمل المغاربي المشترك، وفي بعض الأحيان بطريقة تزرع مزيدا من التشردم كما حصل مؤخرا حين تم تنظيم لقاءات على مستوى بعض دول المنطقة دون الأخرى. على قادة دول المنطقة التحلي ببعد النظر وطي خلافات الماضي وسن سياسة اليد الممدودة التي نادى بها العاهل المغربي الملك محمد السادس من أجل تحقيق حلم أبناء المنطقة في الوحدة والتكتل والتكامل لمواجهة تحديات العصر وللعمل المشترك من أجل غد مشرق وأفضل. لا يجب علينا أن نضحي بآمال الأجيال الصاعدة عبر محاولات يائسة لتغيير مسار ماضٍ ولَّى إلى غير رجعة.

التاريخ سوف لن يرحم من لم يكن على موعد مع طموحات الشعوب في الحرية والانعتاق والكرامة والتآخي والحق في الأمل وفي مستقبل أكثر عدلا وإشراقاً. الحق في الحلم أجمل هدية يقدمها قادة المنطقة لشعوبهم.

مقالات مشابهة

  • بالصور.. هجوم شرس على الدولي الجزائري بن رحمة مباشرة بعد وصوله إلى المغرب
  • بوركينا فاسو تجدد تأكيد دعمها لمغربية الصحراء
  • رسميًا.. رامابوزا رئيسًا لجنوب إفريقيا لولاية ثانية
  • السنغال تجدد بالأمم المتحدة دعمها الثابت للوحدة الترابية المغربية ولمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء
  • مدغشقر تشيد بجهود المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء
  • المغرب العربي الكبير.. حلمٌ لا يمكن إقباره
  • الخطوط الليبية تكشف أسباب هبوط طائرتها اضطراريا بمطار مصراتة يوم أمس
  • الأردن.. حضور قوي للسينما المغربية في الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي
  • الاتحاد الدولي للكرة الحديدية يُقر عقوبات ثقيلة بحق رئيس الجامعة الملكية المغربية ولاعبين بالمنتخب
  • هل دخل المغرب لحظة الاستراتيجيا؟