هنَّأ الإمام الأكبر أ. د/أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لهذا العام 2024، وذلك من خلال كلمة متلفزة لشيخ الأزهر في حفل تكريم الفائزين الذي عُقِدَ في صَرحِ زايد المؤسس بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحضور الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، وعددٍ من قادة الفكر والأديان والسياسة من حول العالم.

وفي تهنئته للدكتور مجدي يعقوب قال الإمام الأكبر: "السير/ مجدي يعقوب، طبيب القلوب، أهنِّئكُم بفوزكم المستحَقِّ بــ: «جائزة زايد للأُخوَّةِ الإنسانيَّة».. فقد ضَربتُم المثل الأعلى في استثمار ما حباكم الله به من عِلْمٍ ومَعْرِفةٍ لإنقاذِ الأطفال من مهالك مُحقَّقة، ومن إتاحة الفُرَص أمامهم في حياةٍ جديدةٍ كريمةٍ، كما ضربتم المثل في الإيثار ونكران الذات، والاعتلاء على المصالح الصغيرة الضَّيقة، وتغليب مصلحة المحتاجين من مرضى القلب، وكنتُم ولا زلتم مثالًا في العمل لما فيه خدمة أبناء وطنكم وأبناء الإنسانيَّة جمعاء، فهنيئًا لكُم هذه الجائزة التي ستظلُّ شاهد صدق على إنجازاتكم المحـليَّة والإقليميَّة والعالميَّة، وسَــتبقَون معـــها -دائمًا- فخرًا لكلِّ مصريٍّ وعربي.

كما هنأ شيخ الأزهر الأخت نيللي ليون كوريا، الناشطة في حقوق المرأة من دولة تشيلي، بفوز مؤسَّستها (مؤسسة المرأة الصامدة) بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، مشيرًا إلى اطلاع فضيلته على طائفةٍ من مجهوداتها المشكورة والمقدَّرة في مجالات دعم المرأة واحتضانها في تشيلي؛ وبخاصَّةٍ هؤلاء القابعاتُ وراء القضبان في السجون، وتقديمِ المساعدة لهُنَّ لاستعادة ثقتهنَّ، والحفاظ على حقوقهنَّ وكرامَتهنَّ، وتلبيةِ احتياجاتهنَّ واحتياجات عائلاتهنَّ وتوفير أماكنَ لإيواءِ غيرِ القادرات مِنهُنَّ بعد خروجهنَّ للحياةِ مَرَّةً أُخرى، مضيفا: "هنيئًا لكِ هذه الجائزة المستحَقة، وهنيئًا للإنسانيَّة بأمثالِك، وأتمنَّى لكِ ولمؤسَّستِك المزيد من التَّوفيق والسَّداد في المستقبل".

كما تقدَّم شيخ الأزهر د/ أحمد الطيب بخالص التَّهنئة إلى جمعية نهضة العلماء وجمعية المحمدية من جمهورية إندونيسيا الحبيبة، لفوزهما بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لهذا العام، مؤكدًا أنها جاءت تتويجًا لجهود المؤسستين الكبيرتين في مجالات العمل الإنساني وبناء السلام محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وتنمية المجتمع الإندونيسي من خلال تمويل بناء المدارس والمستشفيات وإدارة المشروعات الخيرية ودعم الفقراء والمحتاجين، مقدمًا تهنئة خاصة للدكتور/ حيدر ناصر، رئيس الجمعيَّة المحمديَّة، والسيد يحيي خليل ستاقوف، رئيس جمعية نهضة العلماء، مضيفا "أهنِّئُ الشعبَ الإندونيسي وأُهنِّئكُم مَرَّةً أُخرى لحصول الجَمْعيَّتيْن المباركتَين على الجائزة، وأدعو الله أن يُباركَ جهودكم، وأنْ يُوفِّقَ مساعيَــكم للعمل من أجل خيرِ بلادكم وخير الإنسانيَّة، واستمرار العمل معًا من أجلِ إسعاد الفُقراء والمحتاجين والضُّعفاء، وتخفيف معاناتهم وحفظ كرامتهم".

كما أعربَ الإمام الأكبر عن خالص تقديرِه وامتنانه لأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة، والذين واصَلوا العمل، وأتقنوه، من أجلِ استنهاض الهِمَمِ في التَّنقيب عن إنجازات الأفراد والمؤسَّسات حولَ العالم، واختيار أبرز ما تمَّ تقديمه من مشاريع إنسانية تهدف إلى تحفيز الشَّباب والنشء، وتشجيعِهم على نشرِ مبادئ الأُخوَّة، وتقديم نماذجَ مُلهمةٍ لتكون قدوة للجميع في التَّحَلِّي بها والسَّيْر على دَرْبِها.

وضمت لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية لهذا العام: الكاردينال ليوناردو ساندري، العميد المتفرِّغ لدائرة الفاتيكان للكنائس الشرقية، والسيدة ريبيكا جرينسبان مايوفيك، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، والسيد أبراهام كوبر، رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، والسيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العام السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والمستشار محمد عبد السلام، أمين عام مجلس حكماء المسلمين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شيخ الأزهر لهذا العام 2024 د أحمد الطيب بجائزة زاید للأخوة الإنسانیة شیخ الأزهر ة الإنسانی

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية من الصين: الإسلام ينبذ التمييز ويدعو لوحدة الإنسانية

ألقى فضيلة د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم الاثنين، كلمةً في الجلسة الافتتاحيَّة للمؤتمر العِلمي الدَّولي الذي تنظِّمه الأكاديميَّة الصينيَّة للعلوم الاجتماعيَّة على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء في معهد التاريخ الصِّيني، تحت عنوان: (التسامح الدِّيني ومناهضة التمييز في إطار مبادرة الحضارة العالميَّة)، بمشاركة نخبة مِنَ العلماء والباحثين من مختلِف دول العالم، وبحضور د. عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، د. حسن خليل الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث.

حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود.. مفتى الجمهورية يجيبفضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند اللهدعاء الحر.. ردده الآن ليخفف الله عنك الموجة الحارةمفتي الجمهورية: الزواج المؤقت باطل شرعًا

تناول الدكتور محمد الجندي في كلمته عُمق العَلاقات التاريخيَّة والروابط الحضاريَّة بين مصر والأزهر الشريف ودولة الصِّين، مؤكِّدًا أنَّ هذه العَلاقات تمثِّل جسرًا متينًا للتسامح والسلام بين الشعوب، وأنَّ البعثاتِ العِلميَّةَ على مدار العقود كانت خيرَ شاهدٍ على متانتها وعُمقها.

واستعرض الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة جذور هذه العَلاقة، مبيِّنًا أنَّ أول بعثة طلابيَّة صينيَّة جاءت إلى الأزهر الشريف كانت عام 1931م، لتبدأ مسيرةً عِلميَّةً وحضاريَّةً امتدَّت حتى اليوم، أُرسيت خلالها قواعد التعاون الأكاديمي، وتخرَّج فيها أجيال مِنَ العلماء الذين عادوا إلى بلادهم سفراء لقِيَم الوسطية والاعتدال، مؤكِّدًا أنَّ الأزهر الشريف كان -ولا يزال- بيتَ العِلم الذي يحتضن أبناء الصِّين وغيرهم من مختلِف دول العالم؛ ينهلون مِن علومه، ويتعلَّمون كيف يكون الدِّين مصدرًا للأمن والسلام.

وأوضح فضيلته أنَّ العَلاقاتِ المصريَّةَ-الصِّينيةَ ليست وليدة اليوم؛ بل هي امتدادٌ لقرون مِنَ التواصل الثقافي والتِّجاري، الذي كان الأزهر فيه منارة علميَّةً وثقافيَّة تُنير دروب المسافرين بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى أنَّ هذا الإرث المشترك هو ما يدفع البلدين اليوم إلى مزيدٍ مِنَ التعاون في مجالات البحث العِلمي والحوار الثقافي والتبادل الأكاديمي.

وتابع أنَّ رسالة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تؤكِّد أنَّ تاريخ الحضارات الإنسانيَّة يكشف بوضوحٍ أنَّ النَّهضة الحقيقيَّة لم تُبنَ يومًا على العصبيَّة أو التمييز؛ بل قامت على الانفتاح والتسامح، وإتاحة مساحة حقيقيَّة للتعايش بين الأديان والثقافات، وأنَّ التسامح الدِّيني يُعدُّ حجرَ الأساسِ في بناء الحضارات، وليس مجرَّد تَرَفٍ أخلاقيٍّ يُذكَر في المناسبات، فهو ركيزةٌ لكلِّ أمَّة تحترم ذاتها وتسعى إلى البقاء، لافتًا إلى أن الإمام الأكبر أسهم بشكل كبير في دعم ثقافة التسامح والحوار بين الشعوب، كما بذل الكثير من الجهود عبر جولاته الخارجية في الشرق والغرب لدعم أواصر السلام بين الجميع ونبذ التمييز والعنصرية ومواجهة سياسات إراقة الدماء وإرهاب الشعوب.

وشدَّد الدكتور الجندي على أنَّ الأزهر الشريف كان دائمًا سدًّا منيعًا في وجه التطرُّف والانغلاق، متمسِّكًا بمنهج الوسطيَّة، ومحذِّرًا مِنَ الانزلاق إلى الصِّفات التي حذَّر منها القرآن الكريم، لافتًا إلى أنَّ المجتمعات التي تستسلم لهذه الصفات تهدم قِيَمها وتفقد هُويَّتها، بينما يحرص الإسلام على تهذيب النفوس وصيانة القِيَم.

وأردف أنَّ القرآن الكريم والسُّنة النبويَّة المطهَّرة وضعَا أُسسًا واضحةً للتعامل مع غير المسلمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}، موضِّحًا أنَّ هذه النَّص القرآني يحمل خطابًا إنسانيًّا عالميًّا يرسِّخ لبرِّ الآخرين والتعامل معهم بالعدل والإحسان، كما استشهد بحديث النبي ﷺ: «لَا فَضْلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمَ، وآدمُ من تراب»؛ ليؤكِّد أنَّ رسالة الإسلام تنبذ التمييز العنصري وتدعو إلى وَحدة الأسرة الإنسانيَّة.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ العالَم في حاجة ماسَّة إلى إحياء هذه القِيَم المستمدَّة مِنَ التعاليم السماويَّة؛ لمواجهة ما يهدِّد الإنسانيَّة مِن صراعات وحروب، وأنَّ الأزهر الشريف سيظلُّ قائمًا بدَوره التاريخي في نَشْر السلام، وصيانة الأخوَّة الإنسانيَّة، والتواصل مع مختلِف الثقافات على أساسٍ مِنَ الاحترام المتبادل، والقِيَم الإنسانيَّة المشتركة.

طباعة شارك التسامح الدِّيني ومناهضة التمييز الإسلام الأزهر التسامح الدِّيني الدكتور محمد الجندي الأزهر الشريف

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية من الصين: الإسلام ينبذ التمييز ويدعو لوحدة الإنسانية
  • سمو نائب الأمير يهنئ رئيس تشاد
  • سمو الأمير يهنئ رئيس تشاد
  • رئيس جامعة البترا يؤكد أهمية العمل التطوعي خلال استضافة الجامعة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبد الله الثاني
  • سمو نائب الأمير يهنئ رئيس الإكوادور
  • سمو الأمير يهنئ رئيس الإكوادور
  • محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
  • المالكي: المنظمة تؤكد على التزامها الكامل بالمبادئ الإنسانية والحيادية، وأي استهداف لفرق الهلال الأحمر يُعد انتهاكاً للقوانين الدولية وحرمات العمل الإنساني.
  • سمو نائب الأمير يهنئ رئيس سنغافورة
  • سمو الأمير يهنئ رئيس سنغافورة