تدشين زراعة الموسم الربيعي لمحصول البطاطس بمحافظة ذمار
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
الثورة نت / أمين النهمي
دشنت الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس في محافظة ذمار، اليوم، زراعة الموسم الربيعي لمحصول البطاطس في عدد من القيعان والحقول الزراعية.
وفي التدشين بحضور عدد من المزارعين المكاثرين لإنتاج بذور البطاطس في محافظة ذمار ومديرية يريم، أكد مستشار وزارة الزراعة والري المهندس يحيى إسماعيل الحوثي أن اليمن ومحافظة ذمار بشكل خاص من المناطق التي تمتلك ميزة نسبية أكثر من غيرها لإنتاج بذور البطاطس بحكم ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، وتمتاز بمواصفات لا تستطيع بقية دول المنطقة إنتاج بذور بنفس مواصفاتها.
وأشاد، بالنقلة النوعية التي حققتها الشركة في إنتاج الأنسجة ورفع إنتاجيتها من بذور البطاطس والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن شركة البطاطس أثبتت قدرتها على تجاوز التحديات التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار، وتمكنها من تقديم أنموذج ناجح والوصول إلى الاكتفاء الذاتي من بذور البطاطس.
وحذر التجار الموردين من إستيراد بذور البطاطس من الخارج، مؤكداً أن القيادة الثورية والسياسية وقيادة وزارة الزراعة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المتلاعبين باقتصاد البلاد.
من جهته أشار وكيل المحافظة علي عاطف، إلى أن الشركة مليئة بالبذور المحلية لما يكفي للبلد، ومن المؤسف أن هذه البذور هذه لا تحظى بوجود سوق بسبب السياسات الخاطئة، والتصريحات التي يتم منحها لبعض المستوردين من التجار.
وناشد رئيس المجلس السياسي الأعلى، وقيادة وزارة الزراعة وضع حد لهذه التصرفات التي تضر بإقتصاد و مصلحة البلد، مشيراً إلى أن الجبهة الزراعية لا تقل شأنا عن الجبهة العسكرية.
وأشاد بجهود شركة بذور البطاطس، والمكاثرين الذين أثبتوا نجاحهم في تأمين هذا المنتج الغذائي الهام، مؤملاً من قيادة الدولة اتخاذ القرارات الصارمة، وإحالة من يتسبب بالإضرار باقتصاد البلد إلى المحاسبة القانونية.
فيما أكد المدير التنفيذي للشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس المهندس همدان زيد الأكوع، استعداد المكاثرين لتغطية احتياجات البلد، مشيراً إلى أن تدشين الموسم الربيعي في أغلب الحقول بزراعة بذور البطاطس شيء يبعث على الاطمئنان بشكل كبير.
ودعا الجميع إلى التعاون والتماسك في مضمار الإنتاج المحلي سواء في بذور البطاطس، أو غيرها من المحاصيل، مؤكداً توفر بذور البطاطس في كل المخازن بكميات كبيرة، وللأسف أدى إغلاق السوق العام الماضي بأكثر من إحتياج البلد أكثر من 5000 طن إلى إتلاف البذور في عدد من المخازن.
ولفت إلى أن تنظيم الإنتاج مطلب رئيسي وشيء ضروري لاستدامة الزراعة، منوهاً إلى أنه عندما نسمح بإستيراد كمية بذور أو إنتاج أكثر من الحاجة ينعكس على تضخم الزراعة، وهبوط الأسعار بشكل كبير التوازن بين الإنتاج واستهلاك السوق، وهو الأساس في استدامة الزراعة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذمار محصول البطاطس لإنتاج بذور البطاطس البطاطس فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر
سعيد بن بخيت غفرم
s.ghafarm@gmail.com
ظفار، المحافظة الخضراء بجمال جبالها الشاهقة وسواحلها الرائعة، لطالما شكلت نموذجًا للتوازن البيئي في عمان. لكن اليوم، تواجه المحافظة تحديًا خطيرًا: التصحر. الأراضي الزراعية والمراعي التي كانت مصدر حياة بدأت تتدهور، والتربة تفقد خصوبتها تدريجيًا نتيجة الرعي الجائر، وإزالة الغابات، والتغيرات المناخية، واستنزاف الموارد المائية.
التصحر في ظفار ليس مجرد مشكلة بيئية؛ بل أزمة متعددة الأبعاد؛ فهو يهدد التنوع البيولوجي؛ حيث بدأت بعض النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض تفقد موائلها الطبيعية. كما إن انخفاض الإنتاج الزراعي والرعوي يؤثر مباشرة على معيشة السكان الريفيين، الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي لتأمين قوتهم، ويضطر بعضهم إلى الانتقال إلى المدن، تاركين وراءهم تراثًا عمره أجيال.
أسباب التصحر متنوعة، وأبرزها: الرعي المُفرِط الذي يُجرِّد الأرض من غطائها النباتي ويجعلها عرضة للتعرية، وإزالة الغابات لأغراض البناء أو الزراعة، إلى جانب تقلص الأمطار الموسمية وارتفاع درجات الحرارة. كل هذه العوامل تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة، ما ينعكس على جودة وكمية الإنتاج الزراعي والرعوي.
لكن التصحر ليس مصيرًا محتمًا، وهناك حلول عملية لمواجهته. تشمل إعادة التشجير وزراعة الأشجار المحلية المقاومة للجفاف لاستعادة الغطاء النباتي وحماية التربة، وتنظيم الرعي من خلال ضبط أعداد الماشية واعتماد نظام تدوير المراعي. كما تلعب تقنيات الري الحديثة وإدارة المياه بشكل مستدام دورًا مهمًا في المحافظة على الموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد التوعية المجتمعية وتشجيع الزراعة المستدامة خطوات فعالة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا.
لقد شهدت بعض مناطق ظفار تجارب ناجحة عبر مشاريع إعادة التشجير المجتمعية؛ حيث تعاونت السلطات المحلية مع الأهالي لغرس آلاف الأشجار المقاومة للجفاف في القرى والمراعي المتدهورة. كما أَطلقت بعض الجهات مبادرات لتعليم المزارعين أساليب الزراعة المستدامة واستخدام تقنيات الري الحديثة؛ مما ساعد على تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج. وهذه التجارب تؤكد أن التعاون بين الدولة والمجتمع المحلي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا، ويشكل نموذجًا يُحتذى به في بقية مناطق المحافظة.
ظفار ليست مجرد أرض؛ بل هوية وتراث. والتصحر تحدٍ حقيقي، لكنه أيضًا فرصة لتوحيد الجهود من أجل بيئة صحية وموارد مستدامة وحياة كريمة للجميع. وإذا تحركنا اليوم، ستظل المحافظة خضراء نابضة بالحياة، وشاهدًا على إرادة الإنسان في حماية الأرض وصون تراثه. حماية البيئة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الدولة لضمان استدامة الطبيعة والحياة معًا.
وفي الختام.. يجب أن يكون كل منا جزءًا من الحل. كل شجرة تُزرع، وكل خطوة نحو إدارة مستدامة للموارد، وكل جهد للتوعية البيئية، يسهم في صون إرث ظفار. إن الطبيعة توجه نداءً عاجلًا لنا جميعًا، والأجيال القادمة تنتظر: لنكن حراسًا للطبيعة، لنضمن المحافظة على خضرتها وحياتها المتجددة، ولتظل شاهدة على التوازن بين الإنسان والبيئة.