صدى البلد:
2025-06-01@15:25:35 GMT

نسرين حجاج تكتب: ظهور المسيح الدجال

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

تعد التكنولوجيا الرقمية، بكل أمثلتها المعروفة من هواتف محمولة، وألعاب إلكترونية، ووسائل تواصل اجتماعي، وغيرها من الأمثلة، أحد أهم التطورات التكنولوجية الحديثة، وسرعان ما تحدث تغيرات وتطورات داخل هذا العالم، حتى أصبح مصدر قلق ورعب لكل مَن لا يدرك أبعاده، مع أنني أحب حالة التلاقح الفكري التي أكتسبها من التكنولوجيا الرقمية.


في لحظة تفكير عميق، عندما رأيت فيديو لاستخدام الذكاء الاصطناعي لبصمة الصوت، وبصمة الوجه؛ أدركت أبعاد ما نحن ذاهبون إليه، إذ أصبح من الممكن أن أستعمل بصمة صوتك مع بصمة وجهك، وأركب صوتًا وصورة لينتهي المنتج مساويًا لشكلك تمامًا وصوتك، قائلًا ما أود أنا قوله؛ وهنا تبلورت فكرة هذا التحليل.
نحن أمام كذب بَين، ونطق بأكاذيب، وتدليس ببصمة الوجه، فما هذا الشيطان الرجيم الذي نحمله بين أيدينا، الذي يسمى بالهاتف المحمول؟ 
إنه المسيح الدجال! 
نعم، هو! بعينه الواحدة، وهي الكاميرا، وجنته نار، وناره جنة، ويأتي في زمن الفتن، فكلنا نترقبه، ونترقب قدومه. 
سألت نفسي: لماذا نظن أن المسيح الدجال سيأتي في زمن الجمال، وبين الصحراء؟ لماذا لم نتخيله "كاجوال"، أو من عصرنا الحديث؟ لماذا ظنناه بشرًا؟
لماذا لا يكون هذا الهاتف المحمول بين أيدينا هو نفسه الفتنة الكبرى المسماة بالمسيح الدجال؟
التكنولوجيا الرقمية أعطتنا بيئة إلكترونية ساعدتنا في حياتنا، فأضحت سهلةً ومرنة، ولكنها مثلما أعطتنا أخذت؛ فعلى سبيل المثال، أصبحت هناك بيئة جديدة رقمية يتعلم فيها المراهقون، ويمارسون مراهقتهم بين ألواحهم الإلكترونية، يتعلمون القتل، والدم، والعنف في سن مبكرة، في أوج تدفق الهرمونات بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة، فيتشبع العقل الباطن بفكرة العنف، وفكرة الميليشيات، وجمع الأسلحة. ولكي تكون أكثر لطفًا يعطونك مكافأة اختيار الملابس العسكرية، وتنويعها وتفخيمها، والابتكار في تصميمها، وتنويع أسلحتك كذلك، ولا مانع أيضًا من وجود شخصية صديقة مثيرة داخل اللعبة، ليست حقيقية؛ لتمتزج فكرة تعلقك باللعبة الإلكترونية، فهو دمج نفسي لفكرة القتل مع الإثارة والجمال، وهذا كله يُخزَّن بداخل عقول المراهقين، ويحدث تكرار تراكمي حتى يكبروا على تبلد المشاعر، وعلى القتل والدماء.
هل تدركون ما أنتم فاعلون بأبنائكم باسم الحب، وباسم الانفتاح والتطور والحرية؟ وكل هذا بدون رقابة، وكأن الرقابة الأبوية هى شيء شائن أو معيب، مع أنني أراها وساطة أبوية بين الأبناء وهذه التطبيقات المدمرة لطبيعتنا الإنسانية التي خُلقت على المحبة والتراحم والخير، وليس على القتل والعنف والدم! 
ولعل حديثي هذا يقودنا إلى الحديث عن أمر آخر ذي صلة بما تحدثنا عنه، وهو ما سمّيته "البلاعة الرقمية"- إذا جاز التعبير-  التي انتشرت فيها ما اصطلحتُ على تسميته "الفقاعات الإلكترونية"، المعروفة لدينا باسم "التريند"، التي أراها "فقاعات" مسمومة بسموم إلكترونية، ممزوجة بفضيحة، أو فكاهة، وأنا أرى الأمر- في حقيقته- تنمرًا وعنصرية. 
لقد خلقت تلك البيئة الإلكترونية أمراضًا نفسية جديدة، وظهرت من خلالها نماذج لا تعرف غير التفاهة والهزار، والعجيب أن تجد قنوات تليفزيونية (بعضها قنوات كبيرة) تتلقف تلك النماذج، فتجعلهم يعملون مذيعين فيها، وهو ما أراه "إفلاسًا إعلاميًّا"! فما الذي يمكن أن تعطيه تلك القنوات للمشاهد؟ إن المذيع يرتقي بالذوق العام، ويعطي الجمهور ما يحتاج إليه، وليس ما يريده. ولعل سائلًا يسأل: كيف لمذيعة بثقافة معتزة مهابة ورقيها أن تجلس في بيتها في أوج تألقها، وتخرج علينا أشباه المذيعات، فاقدات الذوق والرقي في اختيار مفرداتهن، وألفاظهن، وأفكارهن؟ 
وليس ببعيد عمّا نتحدث عنه، ما نجده مِن ظاهرة مَن يُعرفون بـ "البلوجرز"، فلا ثقافة، ولا تعليم، ولا أصل، ظهروا بيننا، وبعد شهرتهم بين عشية وضحاها أخرجوا لنا بيئتهم الحقيقية؛ فعندما يغضبون "يا ساتر "، يتراشقون بعنف وعنصرية، وتنفتح علينا "بالوعة" برائحة المستنقعات التي خرجوا منها.
لعل الأمل قائم! ولكن من أين يأتي الأمل بعد ظهور المسيح الدجال؟ فأنا في انتظار فيديوهات جديدة تسمى تسريبات، ولكنها ستكون من صُنع المسيح الدجال، فيها فضائح دول، وخراب بيوت، وهلم جرّا.
وسأختم مقالي بهذه الآية الكريمة : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المسیح الدجال

إقرأ أيضاً:

الإمارات: دوامة القتل في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة تحت رعاية الشيخة فاطمة.. «دور القضاء في استقرار المجتمع» يؤكد أهمية ترسيخ التماسك الأسري

اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة أن استمرار الحرب في قطاع غزة وما رافقها من معاناة وتشريد وقتل تشكل «وصمة عار في تاريخ الإنسانية»، داعيةً مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ قرار لوقف الحرب بشكل دائم وشامل.
ونشرت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة رسالة عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»، أمس، قالت فيه: «ألقت دولة الإمارات بياناً باسم المجموعة العربية خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط».
وأضافت: «أكدت المجموعة أن دوامة المعاناة والتشريد والقتل في غزة منذ 19 شهراً، تشكل وصمة عار في تاريخ الإنسانية».
وأردفت: «دعت المجموعة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته، واتخاذ قرار لوقف هذه الحرب بشكل دائم وشامل».
وفي السياق، جددت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط (بصفة مؤقتة) سيخريد كاخ، التأكيد على عدم إمكانية تحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعدم وجود طرق مختصرة، منبهة إلى أن «حل الدولتين في حالة حرجة، وإنعاشه يتطلب عملاً حاسماً».
وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن، قالت كاخ: «لا يمكن للسلام أن يكون صفقة أو ترتيباً جزئياً ومؤقتاً، بل يجب أن يُبنى على الإجماع الدولي والشرعية، من إدارة الصراع إلى إنهائه».
ووصفت المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في نيويورك في يونيو، بأنه «فرصة بالغة الأهمية»، وأكدت ضرورة ألا يكون مجرد «خطاب عابر»، بل يجب أن يطلق مساراً ملموساً نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
وأضافت: «علينا أن ننتقل من التصريحات إلى القرارات، علينا أن نطبق النصوص بدلاً من اعتماد نصوص جديدة».
وعن الوضع في غزة، نبهت سيخريد كاخ إلى أنه «منذ استئناف الأعمال العدائية هناك، غرق وضع المدنيين المروع أصلا بصورة أكبر نحو الهاوية، هذا الوضع من صنع الإنسان».
وقالت كاخ: «عند الحديث عن إخواننا من البشر في غزة، تفقد كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم معانيها، لا ينبغي أن نعتاد عدد القتلى والجرحى، هؤلاء بنات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم، جميعهم لهم أسم، ومستقبل، وأحلام وطموحات».
ووصفت السماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه «يشبه قارب نجاة بعد غرق السفينة». 
وأكدت أن الأمم المتحدة بما في ذلك وكالة «الأونروا» ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية على أساس مبادئ الحياد والنزاهة.
وأضافت: «لا يمكننا المشاركة في أي آلية تنتهك المبادئ الإنسانية»، مؤكدة أن «المساعدات غير قابلة للتفاوض، ولا مجال للتهجير القسري».
وشددت على أن العنف ضد المدنيين من أي جهة «لا يُبرر أبداً».
وأكدت كاخ في ختام إحاطتها على عدد من النقاط بما فيها ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى جميع المدنيين في جميع أنحاء غزة، واستئناف جهود التعافي المبكر على الفور.
وشددت أيضاً على رفض التهجير القسري للمدنيين بشكل قاطع ومنعه وفقاً للقانون الدولي.
وأوضحت أن «هناك حاجة إلى حكم فلسطيني لما بعد الحرب وترتيبات أمنية مناسبة في غزة تلبي احتياجات وحقوق الفلسطينيين، وأنه يجب الحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لغزة والضفة الغربية». 
وقالت المسؤولة الأممية: «دعونا نكون الجيل الذي اختار الشجاعة بدلاً من الحذر، والعدالة بدلاً من الجمود، والسلام بدلاً من السياسة».

مقالات مشابهة

  • عيد دخول المسيح أرض مصر.. البابا تواضروس يشرح محطاته ويتأمل في جوانبه
  • سيامة 8 أساقفة جدد خلال قداس عيد دخول السيد المسيح مصر
  • نورهان خفاجي تكتب: صنعاء بلا أجنحة
  • عشية سيامة 8 أساقفة جُدد وتجليس أسقف عام في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر|صور
  • إلهام أبو الفتح تكتب: لبيك اللهم لبيك
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا في مواطن قتل آخر بالحدود الشمالية
  • بن طريف تكتب في حق العيسوي
  • بارزاني والسوداني بين السطور.. الرواتب تكتب فصلاً جديداً من الصراع
  • الإمارات: دوامة القتل في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية
  • أكاديمي إسرائيلي يتحدث عن ارتباك تجاه سياسة ترامب.. لم يعد المسيح المُخلّص