العين الأردني السابق غازي الطيب: المؤثرون تصدوا لأكاذيب العدوان الإسرائيلي على غزة
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
عمّان- في اليوم الثاني من الملتقى العربي للإعلام 2024 والملتقى الأول للمؤثرين وصانعي المحتوى، نظم الملتقى زيارة سياحية إلى مدينة عجلون، لمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي المشاركين في الملتقى.
وعُقد الملتقى بتنظيم من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطاع الإعلام والاتصال والهيئة العربية للبث الفضائي، ويبحث مواضيع وقضايا عديدة تتصدر الاهتمام والمناقشة لا سيما ما يتعلق بواقع خطط وإستراتيجيات التنمية المستدامة في المنطقة.
ورحب محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف بالضيوف، مؤكدا ما تتمتع به عجلون من آثار وأماكن سياحية، داعيا المؤثرين لمشاركة ما سيشاهدونه في عجلون الخلابة مع متابعيهم.
وفي كلمته في استقبال المؤثرين شدد الرئيس الفخري لمبادرة "أنا مؤثر" السيد غازي الطيب على الدور الذي يقوم به المؤثرون الأردنيون والعرب في مخاطبة الجمهور العربي والعالمي، وإيصال الرسالة الصحيحة حيال قضايانا العربية للعالم.
وزار المؤثرون قلعة عجلون، وتعرفوا على تاريخها، والتقطوا الصور والفيديوهات فيها. كما زاروا تلفريك عجلون.
وقال غازي الطيب -وهو عين سابق والمساعد السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة- إن الشباب هم هدف أي مشروع تنموي أو فكر إستراتيجي، والغاية هي تقدم الشباب، وهم الوسيلة لتحقيق ذلك أيضا، ولذلك يجب الاهتمام بما يهمهم، ومن هنا جاءت مبادرة "أنا مؤثر"، والتي تستهدف مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرهم يمكن التخاطب مع الشباب.
وأضاف الطيب -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن التأثير على الرأي العام وجذبه إلى قضايانا المحقة والعادلة التي نؤمن بها.
ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تقدم فوائد -إذا تم استخدامها بالطريقة الصحيحة ووفرت محتوى راقيا ومفيدا- تشمل العديد من المجالات مثل الصحة والتوعية والتعليم عن بُعد وغيرها من مجالات.
واكد أن مواقع التواصل الاجتماعي هي عالم افتراضي يجب أن نستفيد منه، وقال إن "التكنولوجيا مغطاة بقشة"، مضيفا أنه يجب أن نشجع على الإبداع وخلق محتوى يفيد الشباب ومستقبلهم.
وأضاف العين السابق أن دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي برز خلال العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث إن العديد من المؤثرين الأردنيين والذين لديهم ملايين المتابعين، قاموا بنشر الصورة الحقيقة التي تفضح كذب سردية العدوان.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي نشر مزاعم كاذبة حول قطع المقاومة لرؤوس الأطفال، ولكن المؤثرين الأردنيين والعرب قاموا بمواجهة وتفنيد هذه السردية، وأسهموا في التأثير في الرأي العام العالمي.
ودعا الطيب الشباب مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي إلى استخدام أدوات الذكاء الصناعي لتفنيد الأكاذيب التي يبثها إعلام الاحتلال الاسرائيلي.
وختم الطيب بالإشادة بالدور الذي تقوم به قناة الجزيرة والتي خلقت في الإعلام خطا جديدا ومميزا وصل إلى العالم كله، مضيفا أن الجزيرة كانت من الأوائل الذين كشفوا الحقيقة بالصوت والصورة، ورفعت من سوية الإعلام العربي.
وقالت الدكتورة رهام المومني -الباحثة والمحاضرة والناشطة النسوية- إن المؤثر هو الشخص الذي يحدث تغييرا فيمن حوله مثلا في البيت أو العمل، فالمؤثر هو شخص عنده قدرة على إحداث شيء مختلف عن الشخص العادي، عبر قدراته، مثلا في الخطابة ولغة الجسد.
وأضافت المومني -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إنه لذلك فإن المؤثر شخص لديه قدر من الذكاء العاطفي، وهذا يعني أن لديه كاريزما تجعل الآخرين يستمعون له.
وأكدت الدكتورة المومني أن للمؤثرين حضورا وتأثيرا، ويجب أن نعمل -كباحثين ومربين وأهل- إلى توجيه الشباب إلى اختيار المؤثرين الذين يحملون رسائل إيجابية، مؤكدة أن غالبية محتوى المؤثرين في الأردن هو إيجابي، ونحن مجتمع واع.
وتمنت المومني على جميع المؤثرين أن تكون لديهم موضوعية في اختيار وصناعة المحتوى، لأنهم يؤثرون في الجيل الصاعد، والذي به يكون بناء الوطن ورفعته.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحرب
قالت "غارديان" إن حربا خفية من التضليل الإعلامي بدأت بعد فترة وجيزة من إعلان الحكومة الهندية عن هجومها العسكري على باكستان ردا على هجوم شنه مسلحون في كشمير، حيث حملت نيودلهي إسلام آباد المسؤولية، بالتزامن مع انتشار تقارير عن هزائم باكستانية فادحة على الإنترنت.
وأوضحت الصحيفة البريطانية -في تقرير بقلم مراسلة جنوب آسيا حنة إليس بيترسن- أن ما بدأ كمزاعم على منصات التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحول إلى فوضى عارمة من التصريحات عن قوة الهند العسكرية، التي بثت على أنها "أخبار عاجلة" و"حصرية" في أكبر برامج الأخبار في البلاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركيةlist 2 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساend of listوتحدثت هذه المنشورات والتقارير -حسب غارديان- عن إسقاط الهند عدة طائرات باكستانية وأسرها طيارا، بالإضافة إلى استيلائها على ميناء كراتشي ومدينة لاهور، ثم اعتقال قائد الجيش الباكستاني، كما تحدثت عن وقوع انقلاب.
تضليل تجاوز المألوف
وقد أرفقت العديد من هذه الادعاءات بلقطات لانفجارات وهياكل متداعية وصواريخ تطلق من السماء، وأعيد تداول منشور "سنتناول الإفطار في روالبندي غدا" على نطاق واسع، في إشارة إلى المدينة الباكستانية التي يقع فيها مقر الجيش.
ومن بين الأمثلة المتداولة مقطع فيديو لغارة جوية إسرائيلية على غزة عام 2023، نشرت زورا أنها غارة هندية، بالإضافة إلى صورة لتمرين بحري هندي تم تقديمه دليلا على أن البحرية الهندية هاجمت ميناء كراتشي واستولت عليه.
إعلانوتم الترويج لصور ألعاب فيديو على أنها لقطات حقيقية لسلاح الجو الهندي يسقط إحدى المقاتلات الباكستانية، كما نشرت لقطات من الحرب الروسية الأوكرانية على أنها مشاهد "غارات جوية ضخمة على باكستان".
ولكن كل هذه التقارير لم تكن صحيحة -حسب غارديان- ويقول جويجيت بال، الأستاذ المشارك في كلية الإعلام بجامعة ميشيغان، إن الأمر في الهند "تجاوز نطاق ما رأيناه من قبل".
وقد انتشر التضليل الإعلامي والمعلومات الكاذبة على نطاق واسع في باكستان أيضا، خاصة أن الحكومة رفعت حظرا على موقع إكس قبل اندلاع الحرب بوقت قصير، ووجد الباحثون أنه أصبح على الفور مصدرا للتضليل الإعلامي، وإن لم يكن بنفس النطاق الذي عليه التضليل في الهند.
وتداولت وسائل التواصل لقطات مولدة بالذكاء الاصطناعي، تظهر انتصارات عسكرية باكستانية، ضخمتها بعد ذلك وسائل الإعلام الرئيسية والصحفيون المرموقون ووزراء الحكومة، ضمنها ادعاءات بأسر طيار هندي، وانقلاب في الهند، وضربات باكستانية تدمر دفاعات الهند، وهجوم إلكتروني دمر معظم شبكة الكهرباء الهندية، واستسلام جنود هنود.
اتجاه عالمي نحو الحرب الهجينةوفي هذا السياق، قال تقرير أصدرته منظمة المجتمع المدني "ذا لندن ستوري" -حول حرب وسائل التواصل التي أحاطت بالحرب الهندية الباكستانية- إن موقعي إكس وفيسبوك أصبحا "أرضا خصبة لانتشار روايات الحرب، وخطاب الكراهية، والتضليل الإعلامي المستغل عاطفيا"، و"محفزات التحريض القومي" في كلا البلدين.
واعتبر المحللون أن هذا دليل على وجود جبهة رقمية جديدة في الحرب، يتم عبرها استخدام المعلومات المضللة للتلاعب وتصعيد التوترات. وقد حذر مركز دراسة الكراهية المنظمة في واشنطن من أن استخدام المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة في هذه الحرب "ليس ظاهرة معزولة، بل جزء من اتجاه عالمي أوسع في الحرب الهجينة".
إعلانومن جانبه، تحدث المدير التنفيذي للمركز رقيب حميد نايك عن "فشل كارثي" من جانب منصات التواصل في تعديل ومراقبة نطاق المعلومات المضللة، ولكن متحدثا باسم شركة ميتا (مالكة فيسبوك) قال إن الشركة اتخذت "خطوات مهمة لمكافحة انتشار المعلومات المضللة".
وأشارت غارديان إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية في الهند تواجه الآن أسئلة صعبة بعد أن خسرت مصداقيتها بسبب موقفها المؤيد بشدة للحكومة في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، كما أوردت غارديان.
وقدمت منظمة "مواطنون من أجل العدالة والسلام" الهندية لحقوق الإنسان شكاوى رسمية إلى هيئة الرقابة على البث الإذاعي بسبب "انتهاكات أخلاقية خطيرة" ارتكبتها 6 من أبرز القنوات الإخبارية التلفزيونية بالبلاد، مشيرة إلى أنها تخلت عن مسؤولياتها كقنوات إخبارية محايدة، وأصبحت متعاونة بالدعاية.
ولكن كانشان غوبتا، كبير مستشاري وزارة الإعلام والإذاعة الهندية، نفى أي دور حكومي في حملة التضليل الإعلامي، وقال إن الحكومة كانت "متيقظة للغاية" لمسألة التضليل الإعلامي، ولكنه أكد أن "ضبابية الحرب أمر مسلم به عالميا كواقع".