خبير إقتصادي يطالب برفع درجة التوعية بصناعة إعادة تدوير الزيوت المعدنية لأهميتها في الحفاظ على البيئة ودعم الإقتصاد الوطني
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
في البداية وجه صلاح السكري التحية والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه الدائم لكل مقومات الإستثمار والمستثمرين ورجال الأعمال والصناعة الوطنية ولتأكيده على ضرورة منح القطاع الخاص الدور المحوري الرئيسي في دفع عجلة الاقتصاد، وزيادة الصادرات وأن حجم القطاع الخاص في مصر يصل إلى نحو 75% من الاقتصاد.
وقال السكري أن الرئيس السيسي وجه بتوفير البيئة المناسبة وشدد على التزام الدولة بتوفير "بيئة ملائمة لتطوير الصناعة" وتقديم "الحوافز والمزايا اللازمة للمستثمرين الأجانب والمحليين" لضمان نجاح مشروعاتهم ، بالاضافة إلى توجيه الحكومة بتشجيع الاستثمارات الوطنية في مجال الإنتاج والتصدير، وتوفير الخدمات اللازمة للمصدرين ودعم وتوطين الصناعة المصرية ، حيث كانت كلمات فخامة الرئيس بمثابة طوق النجاة لكثير من صغار المستثمرين ورجال الاعمال عندما وجه فخامته بضرورة حل مشكلات المصانع المخالفة والمتعثرة وتقنين الأوضاع وليس رصد المخالفات ورصد حجم المصانع غير المرخصة؛ تمهيداً لمعالجة أوضاعها.
كما تحدث السكري عن جهود وزير الصناعة الفريق كامل الوزيري في دراسة المشكلات والتحديات التي تواجه المصانع المتعثرة، وإيجاد حلول غير تقليدية لتقديم العون والمساعدة لتشغيل تلك المصانع، حفاظاً على ما تم ضخه بها من استثمارات وحماية شاملة لحقوق العمال وذلك من منظلق تنفيذ توجيهات القيادة السياسية .
وأضاف صلاح السكري بأنه على الرغم من توصيات القيادة السياسية وسعي الحكومة متمثلة في وزارة الصناعة في العمل على دعم الصناعة وتشجيع وزيادة حجم الإستثمارات وزيادة المنتج المحلي ودعم الاقتصاد الوطني ، إلا أن هناك ناقوس يدق خطره ويعوق عملية الإستثمار ، بسبب وجود بعض الإجراءات الخاطئة من بعض الجهات على بعض المصانع والشركات العاملة في صناعة إعادة تدوير الزيوت المعدنية، حيث تكمن خطورة الإجراءات الخاطئة لعدم وعي بعض الموظفين في فنيات الصناعة لوجود خلط في طبيعة عمل مصانع إعادة تدوير الزيوت المعدنية ومثيلتها من مصانع تدوير زيوت الطعام المخالفة والضارة بحياة الإنسان ، كما تلاحظ أيضاً أن هذا الخلط منتشر بشكل كبير وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي مما يوجب على المتخصصين في هذة الصناعة توضيح الأمور لمجابهة الشائعات التي تعوق عملية الإستثمار في هذا القطاع الهام ، وبتوضيح أكثر تحدث عن إعادة تدوير الزيوت المعدنية في مصر.
وهنا صرح الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال المهندس صلاح السكري أن إعادة الزيوت المعدنية المستعملة ضرورة بيئية وموردًا اقتصاديًا مهمًا، حيث يحقق منافع مزدوجة تتمثل في الحفاظ على البيئة ودعم الاقتصاد الوطني.
ويرجع ذلك للأهمية البيئية لتدوير الزيوت المعدنية المستعملة (مثل زيوت المحركات والتشحيم) هي من المخلفات الخطرة التي تحتوي على مواد سامة ومعادن ثقيلة، ولذلك فإن تدويرها يُعد أفضل طريقة للتخلص الآمن منها وحماية البيئة.
بالإضافة إلى منع تلوث المياه والتربة حيث يُعدّ إلقاء غالون واحد من الزيوت المستهلكة قادرًا على تلويث ملايين الجالونات من المياه الجوفية والسطحية فالتدوير يمنع تسرب هذه الزيوت إلى التربة والمياه، مما يحمي الكائنات الحية والنظام البيئي.
كما أن استخدام الزيت المستهلك مباشرة كوقود دون معالجة يؤدي إلى تلوث الهواء نتيجة احتراقه واحتوائه على ملوثات سامة ومركبات معدنية ثقيلة ، ولكن التدوير الصحيح يهدف إلى إعادة تكرير الزيت لإنتاج "زيت قاعدة" نظيف أو استخدامه كوقود بديل في مصانع مزودة بأجهزة تنقية خاصة، مما يقلل من الإنبعاثات الضارة.
وهذا بخلاف أن إعادة تدوير الزيوت المستعملة لإنتاج زيوت أساسية جديدة يقلل الاعتماد على استخراج كميات إضافية من النفط الخام (المادة الأولية للزيوت المعدنية)، مما يحافظ على الموارد الطبيعية.
· أما فيما يتعلق بأهمية تدوير الزيوت المعدنية من حيث العائد الإقتصادي ودعم الاقتصاد الوطني فأفاد صلاح السكري الخبير الإقتصادي أن عملية تدوير الزيوت المعدنية تعد مشروعًا اقتصاديًا ناجحًا وموردًا مهمًا يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني حيث انها تعمل على توفير التكاليف وخفضها ، حيث تكلفة إنتاج الزيوت المكررة والمعاد تدويرها تكون أقل بكثير من تكلفة إنتاج الزيوت الجديدة من النفط الخام، مما يقلل نفقات الإنتاج على المصانع والشركات.
وأفاد أيضاً أن هذة الصناعة تساهم في توفير الطاقة عملية إعادة تكرير الزيت المستعمل طاقة أقل مما هو مطلوب لتكرير النفط الخام وإنتاج زيت أساسي جديد.
وأن قطاع إعادة التدوير يخلق فرص عمل جديدة في مجالات الجمع والنقل والمعالجة والتكرير، كما يفتح مجالات جديدة للاستثمار في الصناعات المرتبطة بالمنتجات النهائية للتدوير.
حيث يُمكن استخدام الزيوت المعاد تدويرها في إنتاج منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية مثل :
إنتاج زيوت محركات وتشحيم جديدة بجودة عالية، وكوقود بديل في مصانع الأسمنت والحديد وفي التدفئة وتشغيل محركات الديزل (مع الالتزام بالمعايير البيئية لتقليل التلوث) ، و في بعض التطبيقات الصناعية الأخرى وفي صناعة الأسفلت .
وأشار السكري أيضاً بالعديد من الدول التي تعمل على تطوير هذة الصناعة والإستفادة منها مثل دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر من الرواد في هذا المجال، حيث أصدرت تشريعات صارمة تُلزم بجمع وإعادة تدوير زيوت المحركات المستهلكة ، حيث تُحرم هذه التشريعات إلقاء الزيوت المستعملة في البيئة، وتفرض على الجهات المنتجة (مثل ورش صيانة السيارات والمصانع) تسليمها لمراكز معالجة معتمدة.
وتتميز الدول الأوروبية بارتفاع معدلات التجميع والتكرير، حيث يتم استخدام الزيوت المكررة لإنتاج زيوت أساسية جديدة عالية الجودة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية
فتقوم الحكومة الأمريكية وخاصة وكالة حماية البيئة على فرض لوائح صارمة على التخلص من الزيوت المستعملة، وتُشجع بقوة على إعادة تدويرها.
وتأتي الدول الآسيوية والتي تولي اهتمامًا متزايدًا لتدوير الزيوت المعدنية، خاصة مع تزايد النشاط الصناعي والسيارات مثل (الصين واليابان)
بالاضافة الى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أدركت العديد من الدول العربية أهمية هذا القطاع وبدأت في تطوير بنيتها التحتية وتطبيق التشريعات ، ونلاحظ أن المملكة العربية السعودية تشهد مبادرات حكومية وخاصة لتنظيم عملية إدارة النفايات الصناعية، بما في ذلك زيوت التشحيم، ضمن رؤى التنمية المستدامة.
كما تعتبر تونس الخضراء من الدول السباقة في هذة الصناعة المتخصصة في إعادة تدوير الزيوت المعدنيه حيث شرفت بزيارة مجموعة مصانع سوتيولوب Sotulub لخدمة التنمية المستدامة بجمهورية تونس الشقيقة وهي أول شركة في أفريقيا متخصصة في جمع وتجديد الزيوت حيث لديها اكثر من ثلاثون عاماً خبره في أعمال التنمية المستدامة.
وأشار أيضاَ إلى أن الاتجاه نحو تدوير الزيوت المعدنية هو اتجاه عالمي مدعوم بالتشريعات البيئية الحديثة والحاجة الاقتصادية لتوفير الموارد وتقليل الاعتماد على النفط الخام.
وفي النهاية اختتم الخبير الاقتصادي صلاح السكري تصريحاته بأنه منزعج جداً من مثل هذة الأمور التي تعوق إستثمارات ضخمه تصب جميعها في دعم الاقتصاد والحفاظ على البيئة ، وجهه سيادته نداءاً لكل المسئولين بالإنتباة إلى خطورة مثل هذة الأمور التي تكون عائقاً في البناء والتنمية التى يجب أن يعمل عليها كل رجال الأعمال والمستثمرين للوقوف بجانب مؤسسات الدولة في بناء الجمهورية الجديدة طبقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسيي .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتفقد أعمال إعادة إحياء منطقة درب اللبانة..المشروع يندرج تحت نوعية الحفاظ على منطقة حضارية تاريخية
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، أعمال إعادة إحياء منطقة "درب اللبانة"، وذلك خلال الجولة التي بدأها اليوم بعددٍ من مشروعات إعادة إحياء القاهرة التاريخية.
وفي أثناء مروره بمنطقة درب اللبانة، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، الذي أوضح أن إعادة إحياء المنطقة تأتي في إطار جهود الدولة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية والحفاظ على النسيج العمراني لها وتحويل المساحات الخربة إلى مبانٍ بطابع معماري مميز، وكذا إحياء حديقة ميدان الرميلة المطلة على مسجدي الرفاعي والسلطان حسن.
وأشار المهندس خالد صديق، إلى أنه تم ترميم وإعادة بناء المباني الخربة مع الحفاظ على الواجهات الأصلية والنسيج العمراني الحي للمنطقة، وقد وصلت نسبة التنفيذ للمشروع إلى 90%، حيث نجح الصندوق في إعادة إحياء المنطقة، من خلال إنشاء عدد 29 عقاراً وفقًا للطابع العمراني المتوافق مع هوية المنطقة، وجار إنهاء التشطيبات الداخلية للمباني المقرر عودة شاغلي المنطقة إليها تمهيدًا لإعادة تسكين الأهالي. فضلا عن إنشاء عدد 7 منشآت خدمية وترفيهية تضم منطقة مطاعم، كافيهات، بازارات، وأنشطة ترفيهية متنوعة، وجار إنهاء التشطيبات للواجهات الخارجية.
وأضاف رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، أنه تم أيضًا التدعيم الإنشائي والترميم الكامل لعدد 3 عقارات للحفاظ على سلامتها الإنشائية وقيمتها التاريخية، وسيتم تسليم الوحدات لأصحابها بعد ترميمها خلال الفترة القادمة. إلى جانب رفع كفاءة وتطوير واجهات وأسطح عدد 2 عقار بما يتناسب مع النسق العمراني للموقع.
ولفت المهندس خالد صديق، إلى أنه تمت إعادة إحياء حديقة المحمودية على مساحة 5150 مترا مربعا والتي كانت مهملة، وجار حالياً تسليم الحديقة للجهة المسؤولة عن إدارتها وتشغيلها بما يضمن تقديم خدمة حضارية للزوار.
وقال: كما شهدت المنطقة إطلاق فرص للحرفيين وأصحاب الحرف اليدوية للعودة عبر طرح وحدات ومحلات ومراكز حرفية. فضلا عن أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق التنمية الحضرية ومؤسسة عزة فهمي لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية لإنشاء مركز ثقافي وتدريبي لتعليم الحرف اليدوية في درب اللبانة، كجزء من خطة تنمية الحرف التقليدية وإحياء التراث.
بدورها، أوضحت الدكتورة نايبري هامبيكيان، استشارية المشروع، أن المشروع تم إعداد الدراسات الخاصة به على مدار عامي 2020 و 2021، وبدأ التنفيذ به منذ عام 2022، حيث يندرج المشروع تحت نوعية الحفاظ على منطقة حضارية تاريخية، باعتبار منطقة "درب اللبانة" جزءا من القاهرة التاريخية.
وعرضت استشارية المشروع موقف التدخلات التي تمت بالمنطقة من إزالة بعض المباني المتهدمة بالكامل؛ لم يكن من ضمنها مبانٍ ذات قيمة خاصة، ومُكونات تم إعادة فكها وتركيبها، مع تنفيذ أعمال ترميم شامل للمباني المُتهدم جزء منها، الى جانب تنفيذ مبانٍ جديدة على المناطق الخربة، وذلك وفق استراتيجية تهدف إلى الاحتفاظ بالنسيج العمراني القديم، الذي تم توثيقه في خريطة وصف مصر، كما استعرضت جانباً من الاستخدامات التي يتم بها توظيف المباني المُرممة بالمنطقة، ومنها المبنى الذي تشغله مدرسة عزة فهمي الحرفية، وعدد من المباني الخدمية الأخرى، من بوتيكات، وفنادق، ومطاعم، وغيرها.
وخلال الجولة، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي، بمستوى الأعمال التي تنفذ ضمن مشروع إعادة إحياء منطقة "درب اللبانة"، التي تتم على أعلى مستوى، وفي اطار من الحفاظ على الطابع الحضاري والنسيج العمراني، موجهاً بسرعة الانتهاء من المشروع، كما كلف محافظ القاهرة بدعم المشروع من خلال تطوير الطرق المؤدية للمنطقة ورفع كفاءتها، وأن يتم رصفها بإنترلوك يتناسب مع طبيعة المكان.
ووجه رئيس الوزراء بسرعة طرح الوحدات بالمنطقة سواء الغرف الفندقية أو المحال التجارية، مؤكداً ان هذه المنطقة ستلقى رواجاً كبيراً وستمثل إضافة مهمة إلى المقاصد السياحية المصرية، لكونها تقع وسط منطقة شهدت حقب تاريخية مهمة.
وخارج مسار الزيارة، حرص رئيس الوزراء على زيارة بيت عطفة الوالدة باشا، داخل الدرب، والمكون من نحو 6 أدوار، والصعود وصولا إلى أعلى المبنى، ليشاهد من نقطة مشاهدة مرتفعة عدداً كبيراً من مآذن مساجد القاهرة، منها مسجد السلطان حسن، والرفاعي، وقايتباي الرماح، وقال إن هذا البيت يمثل متحفا مفتوحاً وعنصر جذب سياحي كبير.