وزراء دفاع الناتو يجتمعون في بروكسل لمناقشة تحسين الدفاع ضد الطائرات المسيّرة الروسية، مع خطة لإنشاء "جدار مسيرات". اعلان

اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل يوم الأربعاء لمناقشة تعزيز الرد على التهديدات الجديدة، بعد سلسلة اختراقات جوية روسية للأجواء الأوروبية. وركز الاجتماع على استراتيجية مواجهة الطائرات المسيّرة وتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، في ظل التوتر الأمني في المنطقة.

"جدار المسيرات" لحماية الدول الأعضاء

أعلن الأمين العام للناتو، مارك روته، أن الحلف والاتحاد الأوروبي يعملان معًا على إنشاء ما يعرف بـ"جدار المسيرات" لحماية الدول الأعضاء من اختراق الطائرات المسيّرة. وأوضح أن الناتو سيوفر القدرات العسكرية، بينما يمتلك الاتحاد الأوروبي النفوذ الاقتصادي والتمويل اللازم، بما في ذلك ضمان توفر الموارد ضمن السوق الداخلية الأوروبية.

وقال روته إن دول الحلف تعهدت بالفعل بتقديم ملياري يورو ضمن برنامج المشتريات الدفاعية الموجّهة لأوكرانيا، مؤكداً أن الهدف هو استمرار الدعم العسكري لكييف عند مستويات مماثلة للعام الماضي، وضمان بقائها في المعركة "بأقوى شكل ممكن".

وسائل "أكثر كفاءة" لإسقاط الطائرات المسيّرة

شدّد وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز على ضرورة إيجاد وسيلة "أكثر كفاءة" للتعامل مع الطائرات المسيّرة بدلاً من الاعتماد على مقاتلات F-35 المكلفة.

وأوضح أن هولندا ستخصص 90 مليون يورو لتزويد أوكرانيا بطائرات مسيرة، ودعا باقي الدول الأعضاء إلى زيادة مساهماتها ضمن "قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية".

Related وسط اتهامات بانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين.. روسيا تنسحب من معاهدة منع التعذيب الأوروبيةأوروبا تتحصّن: قمة كوبنهاغن تبحث إنشاء "جدار مسيّرات" لمواجهة روسياالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تلزم روسيا بدفع 253 مليون يورو لجورجيا

وأضاف بريكلمانز أن الابتكار في أساليب إسقاط الطائرات المسيّرة أصبح أمرًا حيويًا بعد الاختراقات الأخيرة للأجواء البولندية والإستونية، والتي اعتبرها عدة "إنذارًا حقيقيًا لقدرة روسيا على اختبار حدود دفاعات الحلف".

تشديد المراقبة على الحدود الشرقية

في رد فعل سريع على هذه التطورات، أطلق الناتو عملية "الحارس الشرقي" لتقوية المراقبة على الحدود الشرقية للحلف. وتستهدف العملية تكثيف القدرات الدفاعية للحلف ضد الطائرات المسيّرة والهجمات المحتملة على البنية التحتية الحيوية في الدول الأعضاء.

وأكد وزراء الدفاع أن هذه الخطوات تهدف إلى ضمان قدرة الحلف على اتخاذ إجراءات عاجلة ومرنة، وتخفيف القيود التي تحد أحيانًا من رد الفعل السريع بسبب تعدد أنظمة الدفاع والقواعد المعقدة في الدول الأعضاء.

دعم أوكرانيا.. التمويل والأسلحة ذات الأولوية

خلال الاجتماع، التقى وزراء الدفاع بنظيرهم الأوكراني دينيس شميغال لمناقشة الدعم العسكري، بما في ذلك مبادرة أمريكية تتيح لكييف شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي. وقال السفير الأمريكي لدى الناتو، ماثيو ويتاكر، إن البرنامج "حيوي" ويجب تكثيف الجهود لضمان قدرة أوكرانيا على مواجهة موسكو.

وتلقت كييف دفعتين من المساعدات بقيمة نحو ملياري دولار، بدعم من هولندا ودول اسكندنافية، فيما تعهدت ألمانيا وكندا بتمويل دفعتين إضافيتين بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما.

كما أكد وزراء الدفاع الأوروبيون أهمية مساهمة كل دولة بنصيبها العادل من الدعم العسكري لأوكرانيا، في وقت يدرس الرئيس دونالد ترامب إمكانية تزويد كييف بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى.

روسيا تواجه ضغوطا متزايدة

أشار وزير الدفاع الفنلندي إلى أن روسيا استنزفت جزءًا كبيرًا من مواردها العسكرية وأصبحت أكثر اعتمادًا على الصين. من جانبه، قال وزير الدفاع الإستوني إن بلاده ستساهم في الحزمة الرابعة من الأسلحة ذات الأولوية لأوكرانيا، مع ملاحظة "تراجع المساعدات العسكرية المقدمة مؤخرًا".

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الحلف "يتعلم تطبيق السلام من خلال القوة"، في إشارة إلى النهج الذي يتبعه الرئيس دونالد ترامب في دعم أوكرانيا وتقوية الردع ضد موسكو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس غزة سوريا روسيا إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة سوريا روسيا إسرائيل روسيا أوكرانيا حلف شمال الأطلسي الناتو الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب حركة حماس غزة سوريا روسيا إسرائيل دراسة بحث علمي الصحة الأمم المتحدة حروب أوروبا الدول الأعضاء الدعم العسکری وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

مشروع أميركي لمواجهة خطر المسيّرات في كأس العالم

تتحرك إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز حماية الأجواء الأميركية ضد التهديدات المحتملة من الطائرات المسيّرة "الدرونز" قبل انطلاق كأس العالم الصيف المقبل وغيره من الأحداث الكبرى، معتبرة أن هذه التكنولوجيا ضرورية ليس فقط لتعزيز الأمن، بل أيضا لمجاراة المنافسة الأجنبية في مجال تكنولوجيا الطيران.

ووفقا لموقع "بوليتيكو"، تخطط الإدارة الأميركية لإطلاق مشروع بقيمة 500 مليون دولار لدعم حكومات الولايات والحكومات المحلية في تطوير استراتيجيات أمنية مضادة للطائرات المسيّرة قبل انطلاق بطولة كأس العالم التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إلى جانب الاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة وأولمبياد 2028 في لوس أنجلوس، وفقا لما ذكره أندرو جولياني، مدير فرقة عمل البيت الأبيض الخاصة بكأس العالم 2026.

ويتصور القائمون على المشروع أن تستخدم إدارات الشرطة في المدن الأميركية أجهزة محمولة لكشف الطائرات المسيّرة، ثم تعطيلها بتقنية التشويش، أو إجبارها على العودة إلى نقاط انطلاقها.

وقال جولياني في مقابلة مع "بوليتيكو": "الجميع، من الحكام إلى مفوضي الشرطة في المدن المختلفة إلى مسؤولي الأمن في الملاعب، يؤكدون أن هذه المعدات ضرورية لحماية مواقع كأس العالم".

ويأتي المشروع المموّل من ميزانية وزارة الأمن الداخلي ضمن قانون "One Big Beautiful Bill" الذي أُقرّ في يوليو، ويعكس تزايد القلق داخل البيت الأبيض ووكالات الأمن القومي من تهديدات الطائرات غير المأهولة، خصوصا خلال الفعاليات الكبرى، سواء كانت من قبل إرهابيين منظمين أو مجرمين أو مجرد هواة لا يعلمون أن المجال الجوي مغلق.

من جانبه، قال سيب غوركا، المدير الأول لمجلس الأمن القومي لمكافحة الإرهاب: "الدرونز تكنولوجيا مزعزعة. لديها إمكانات مذهلة للخير والشر في آنٍ واحد. وسنعزز تطبيق القوانين الحالية لردع نوعين من الأشخاص: الأشرار والحمقى".

وعقدت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك أول اجتماع ثلاثي للتنسيق في مكافحة المسيّرات هذا الصيف في مكسيكو سيتي، رغم اختلاف الأطر القانونية بين الدول الثلاث المضيفة.

وشدد جولياني على أن بلاده "ستقدم أفضل الممارسات لديها، وندعو شركاءنا لتقديم أفضل ما لديهم أيضا، لنرى في النهاية ما هي الممارسات المثلى التي يمكن أن نتبناها جميعا للمضي قدما".

ومع ذلك، لا تزال الثغرات في القانون الأميركي تشكل عقبة رئيسية، إذ لا يُسمح حاليا سوى لوزارتي العدل والأمن الداخلي بإسقاط أو اعتراض الطائرات غير المأهولة في مواقع غير مصرح بها أو تُعتبر تهديدا.

وقد دفعت هذه الثغرات ولايات عدة إلى المطالبة بوضوح أكبر في تحديد المسؤوليات عن المسيّرات.

وحثّ أكثر من 30 حاكم ولاية الكونغرس في سبتمبر على تمرير تشريع يمنح الولايات سلطات تخفيف تهديدات المسيّرات نفسها التي تملكها الوكالات الفيدرالية.

وأقرّت لجنة النقل في مجلس النواب مشروع قانون يتضمن برنامجا تجريبيا لتحقيق ذلك في فعاليات معينة، لكن موعد عرضه على المجلس لا يزال غير واضح.

وإلى جانب كأس العالم، تربط الإدارة الأميركية سياستها في التعامل مع المسيّرات بأهداف صناعية ودفاعية أوسع.

ففي يونيو، وقّع ترامب أوامر تنفيذية لتعزيز أمن الأجواء، وتسريع الابتكار المحلي في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، وتوسيع نطاق استخدامها التجاري.

مقالات مشابهة

  • لسبب غريب.. طائرة وزير الحرب الأمريكي تهبط اضطراريا في بريطانيا
  • «الناتو» يسعى لتسريع بناء «جدار المسيرات» لحماية أجوائه
  • تسريب يكشف خطة الاتحاد الأوروبي لإقامة جدار مسيّرات لمواجهة روسيا بحلول عام 2027
  • أميركا تحذر روسيا بدفع الثمن إذا لم تنه حربها على أوكرانيا
  • الشرع من روسيا: نعيد بناء علاقاتنا مع كافة الدول
  • وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي والناتو يعقدون اجتماعات حاسمة لدعم أوكرانيا
  • اجتماع وزراء دفاع الناتو والاتحاد الأوروبي في بروكسل
  • مشروع أميركي لمواجهة خطر المسيّرات في كأس العالم
  • الاتحاد الأوروبي يعتمد قراراً بشأن الجرائم الإلكترونية