استعرض تقرير لصحيفة "لكسبرس" الفرنسية كيفية تمكن إيران في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ سنة 2018 من الالتفاف على الإجراءات التي اتخذتها واشنطن عبر نظام الشركات الواجهة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك خطة واسعة للتحايل على العقوبات الغربية، وهذا ما حاولت طهران فعله من خلال فتح حسابات في مؤسستين مصرفيتين مقرهما لندن، هما بنك "لويدز" البريطاني، وفرع بنك "سانتاندير" الإسباني في لندن.

 

وقد كُشف عن هذه المعلومات يوم الإثنين الماضي من قبل صحفيي صحيفة "فايننشال تايمز".

وذكرت الصحيفة البريطانية، "أن إيران استخدمت اثنين من أكبر البنوك البريطانية لتحويل الأموال سرا حول العالم كجزء من برنامج واسع للتهرب من العقوبات تدعمه أجهزة المخابرات في طهران".



الشركات "الواجهة"، طرف أساسي لنظام التحايل
كانت إيران تحاول استخدام شركات وهمية بريطانية للتحايل على العقوبات الأمريكية السارية منذ سنة 2018. وهي كيانات تنتمي في الواقع إلى الشركة التجارية للبتروكيماويات، التي تسيطر عليها الدولة وتتعرّض للعقوبات الأمريكية.

ولسبب وجيه، تتّهم واشنطن إيران بجمع ملايين الدولارات لصالح الحرس الثوري الإيراني. 

وتشتبه المخابرات الأمريكية أيضا في أن الشركة التجارية للبتروكيماويات تتعاون مع المخابرات الروسية للحصول على أموال للميليشيات الوكيلة لإيران، ولكن بفضل هذا النظام من الشركات "الواجهة"، إلى جانب التعيين الاستراتيجي لشخصيات على رأسها، نجحت الشركة التجارية للبتروكيماويات في التحايل على هذه العقوبات.

ومن بين هذه الشركات الخارجية، ذكرت الصحيفة شركة "آريا أسوشياتد"، التي يشغل مالكها الرسمي محمد علي رجال، منصب نائب المدير العام لدى فرع الشركة التجارية للبتروكيماويات في المملكة المتحدة، وشركة "بيسكو يو كيه"، المملوكة رسميا لعبد الله سياوش فهيمي، وهو مواطن بريطاني، ومعروف أيضا بأنه المدير السابق لفرع الشركة التجارية للبتروكيماويات في بريطانيا(بي.سي.سي.يو كيه").



المرور عبر آسيا
تقول "لكسبرس"، في السنة الماضية بالفعل، اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية شركات البتروكيماويات الإيرانية باستخدام كيانات واجهة للتهرب من العقوبات عن طريق توجيه مبيعاتها عبر آسيا. 

وتؤكد الشكوك النتائج الأخيرة التي توصلت إليها صحيفة "فايننشال تايمز" التي تظهر أن حساب " بيسكوس سانتاندر" تلقى تحويلا من شركة صينية تدعى "بلاك توليب" في سنة 2021.

وفي رسالة بريد إلكتروني يعود تاريخها إلى تموز/يوليو 2021، زُعم أن مالك شركة "آريا أسوشيتد"، محمد علي رجال، طلب من وكيل المحاسبة الخاص به تحويل الأموال من الصين إلى حسابه البنكي في بنك "لويدز"، مع الحرص على إخفاء أي إشارة إلى الشركة التجارية للبتروكيماويات أو فرعها البريطاني.

البنوك المتهمة بانتهاك العقوبات
ودافع بنك "سانتاندير" و"لويدز"، المتهمان بعدم احترام العقوبات المفروضة على طهران، عن نفسيهما ضد أي انتهاك للإجراءات التي اتخذتها واشنطن. 

وأكد الفرع البريطاني للبنك الإسباني: "لقد وضعنا سياسات وإجراءات لضمان امتثالنا لمتطلبات العقوبات".



وينطبق الأمر ذاته على مجموعة "لويدز" المصرفية، التي أكدت الآتي "نعتقد أننا امتثلنا لجميع الالتزامات القانونية والتنظيمية، وبناء على تحقيقاتنا الخاصة، لا نعتقد أننا انتهكنا أي متطلبات للعقوبات". لكن المؤسسة المصرفية توضح أنها غير قادرة على التواصل بشكل أكثر دقة بشأن وضع عملائها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران العقوبات الأمريكية البنوك بريطانيا تحويل الأموال إيران بريطانيا بنوك تحويل أموال العقوبات الأمريكية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"

حذّرت إيران، الجمعة، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الدول الأوروبية من مغبة ارتكاب "خطأ استراتيجي" في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، غداة تأكيد مصادر دبلوماسية أن الغربيين سيطرحون قرارا ضد طهران.

وكتب عراقجي على "إكس": "بدلا من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف: "احفظوا كلامي بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها".

وكانت مصادر دبلوماسية أفادت وكالة فرانس برس الخميس بأن الدول الأوروبية الثلاث، وهي أطراف في اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، إضافة الى الولايات المتحدة، تعتزم أن تطرح على مجلس المحافظين قرارا ضد إيران، مع تهديد بإحالة ملفها على الأمم المتحدة.

وقال مصدر دبلوماسي مطلع إنه بعد نشر الوكالة التابعة للمنظمة الدولية تقريرا يؤكد "عدم تعاون كاملا من جانب طهران، سيتم تقديم قرار لعدم احترامها التزاماتها النووية". وأكد دبلوماسيان آخران المبادرة الهادفة إلى "تشديد الضغط" على إيران.

وشدد عراقجي على أن طهران التزمت "على مدى أعوام بتعاون جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثمر قرارا طوى صفحة المزاعم المغرضة بشأن +بعد عسكري محتمل+ للبرنامج النووي السلمي لإيران".

وأشار إلى أن "بلادي متهمة مرة أخرى بعدم التعاون"، عازيا ذلك إلى "تقارير واهية ومسيّسة".

وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة نددت في تقرير الأسبوع الماضي بتعاون إيران "الأقل من مرض" بشأن برنامجها النووي، مشيرة في الوقت عينه إلى أن الجمهورية سرّعت من وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.

واتهمت طهران إسرائيل بتقديم "معلومات غير موثوقة ومضللة" إلى الوكالة الدولية، وتوعدت بالرد في حال "استغل" الأوروبيون التقرير "لأغراض سياسية".

مقالات مشابهة

  • ارتفاعُ رصيد الائتمان الممنوح من البنوك التجارية التقليدية بنسبة 7.9 بالمائة
  • إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • تصعيد أمريكي جديد ضد طهران… وعقوبات تمتد من دبي إلى لندن
  • تصعيد غربي ضد إيران أمام الوكالة الذرية وعراقجي يرد
  • وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
  • وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
  • ايران: أي طرف يشارك في عمل عسكري ضد إيران سيدفع الثمن
  • إيران: لا اتفاق ومفاوضات دون تخصيب اليورانيوم