وزير الدفاع الأميركي يطمئن قواته: مسلحو إيران "غير أكفاء"
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
قبل أكثر من شهر على الهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، سعى وزير الدفاع لويد أوستن إلى طمأنة القوات الأميركية بشأن قدرة الجيش على التصدي لهجمات المسلحين المدعومين من إيران.
وقال أوستن في تصريحات لم تُنشر من قبل للبحارة على متن حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد في 20 ديسمبر إن السبب الأساسي وراء فشل المسلحين في تحقيق ذلك يكمن في أنهم "لايتمتعون بالكفاءة اللازمة لتنفيذ ما يقومون به".
وقال أوستن لطاقم حاملة الطائرات "يطلق وكلاء إيران النار على قواتنا المتمركزة في العراق وسوريا كل يوم. لم ينجحوا على الإطلاق لسببين: الأول هو أنهم يفتقرون للكفاءة في تنفيد ما يقومون به".
وأضاف "لكن السبب الثاني هو أننا فعلنا الكثير لضمان حصولنا على الحماية الكافية للقوات... في نهاية المطاف، كما نعلم جميعا،قد يحالفهم الحظ يوما ما ويصيبون أحد جنودنا. لكننا سنتوخى الحذر ونضمن عدم حدوث ذلك".
وفي أعقاب هجوم الطائرة المسيرة، تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بفعل كل ما يلزم لحماية القوات الأميركية من دائرة العنف المتصاعدة في الشرق الأوسط حيث يطلق مسلحون متحالفون مع إيران النيران عليهم في العراق وسوريا والأردن وفي البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.
لكن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يقولون لرويترز إن نجاح المسلحين من وقت لآخر في تنفيذ هجمات قد يكون أمرا حتميا نظراللعدد الهائل من الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف التي تطلق على القوات الأميركية، فضلا عن أن الدفاعات لا يمكن أن تكون فعالة كليا بنسبة مئة بالمئة في كل وقت.
ويحذر خبراء أيضا من التقليل من شأن المسلحين المدعومين من طهران حتى وإن أخفقت معظم هجماتهم.
وأشار تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن إلى وصف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لتنظيم داعش بأنه فريق مدرسي للناشئين في عام 2014 بينما كان التنظيم يستجمع قوته.
وقال ليستر "أن نقول على طريقة أوباما 'حسنا، إنهم مجرد فريقمدرسي للناشئين' ونسخر... ونحن على يقين من أنه لن يحدث شيء خطير،هو مجرد أمر شديد السذاجة".
وتابع قائلا "هذه الجماعات نفذت هجمات متطورة عابرة للحدود ولها تاريخ في قتل القوات الأميركية".
لكن القادة الأميركيين لهم تاريخ طويل في إظهار الوجه الشجاع أمام قواتهم. وأوستن هو جنرال كبير متقاعد خدم على الأرض في العراق وتعرض هو نفسه لإطلاق النار.
وردا على طلب للتعليق، قال المتحدث باسم البنتاجون الميجر جنرال باتريك رايدر إن أوستن يشعر بالغضب والحزن الشديد بسبب مقتل الجنود في الأردن وليست لديه "أولوية أهم من حماية قواتنا ورعاية شعبنا".
مأساوي لكن متوقع
وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن لأكثر من 168 هجوما منذ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أكتوبرمع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتسببت تلك الهجمات في إصابة 143 من الجنود الأميركيين بينهم اثنان بجروح خطيرة للغاية وتسعة بجروح خطيرة.
وقع أسوأ هجوم في 28 ينايرعندما ضربت طائرة مسيرة قاعدة أميركية تسمى البرج 22 على حدود الأردن مع سوريا، مما أسفر عن مقتل السرجنت وليام جيروم ريفرز والجندية كنيدي لادونساندرز والجندية بريونا أليكسوندريا موفيت.
ووصف أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، هذا الهجوم بأنه "مأساوي ومؤسف ولكن كان متوقعا".
وقال المسؤول السابق "هذه هي طبيعة القتال. إنها ليست بيئة محصنة حيث يمكنك تحقيق الكمال في الدفاع عن نفسك".
وقال الجنرال دانييل هوكانسون رئيس الحرس الوطني الأميركي-الذي ينشر جنودا في البرج 22 تعرض بعضهم لإصابات- للصحفيين أمس الخميس إن الجيش يعمل جاهدا لضمان حصول القوات على مختلف أساليب الحماية لتقليل المخاطر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوستن طائرات إيران العراق وسوريا هجوم الطائرة المسيرة المسلحين إيران أوستن وزير الدفاع الجيش الأميركي أوستن طائرات إيران العراق وسوريا هجوم الطائرة المسيرة المسلحين شرق أوسط القوات الأمیرکیة فی العراق
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي سابق: عزلتنا تتوسع من شواطئ اليونان إلى الشباب الأميركي
بينما تتهاوى مكانة إسرائيل الدولية بشكل غير مسبوق، وتجد نفسها مرفوضة ومنبوذة في العديد من الساحات السياسية والشعبية، لا تزال الحكومة اليمينية تواصل تجاهل العالم، بل وترسم أحلاما استعمارية حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، كما لو أن شيئا لم يتغير.
هذا هو الواقع الذي يحاول وزير شؤون الشتات الإسرائيلي السابق والمتحدث العسكري الأسبق نحمان شاي، تسليط الضوء عليه في مقاله المنشور بصحيفة معاريف، محذرًا من أن إسرائيل تتجه نحو "منبوذية عالمية"، بسبب المجاعة والمعاناة التي تفرضها على قطاع غزة.
عزلة عالميةفي مقدمة مقاله المنشور يستعرض شاي، الذي يتقلد أيضا منصب عميد كلية الاتحاد العبري في معهد الدراسات اليهودية في القدس، حادثة مثيرة وقعت مؤخرا لركاب سفينة الرحلات البحرية الإسرائيلية " كراون آيرس" (Crown Iris)، التي رست قبالة السواحل اليونانية قبل بضعة أيام، حيث منعت السلطات ركابها من النزول إلى الشاطئ بسبب مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين أغلق خلالها المتظاهرون الميناء. ويصف شاي هذا المشهد بأنه "لحظة مضحكة ومؤلمة"، تذكّر بسفن اللاجئين اليهود التي طردتها سلطات الاستعمار البريطاني قبل أكثر من 80 عاما. ويضيف بمرارة: "نحن اليوم لا نُرغب، لا نريد إسرائيليين".
وتجاهل الكاتب أن الانتداب البريطاني على فلسطين هو الذي فتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين بموجب وعد بلفور (1917).
لكن حادثة هذه السفينة، برأيه، ليست سوى واحدة من سلسلة أحداث تعكس تحولًا عالميًّا في النظرة لإسرائيل، بالتوازي مع تصاعد الصور المروعة من قطاع غزة، حيث يُظهر الإعلام الدولي -وأخيرًا الإعلام الإسرائيلي- مئات الآلاف من الفلسطينيين وهم يتدافعون للحصول على لقمة العيش من مراكز الإغاثة، معتبرا أنه لم يعد بالإمكان إنكار أن ما يجري هو "كارثة إنسانية واسعة النطاق"، وأن العالم بدأ بالفعل في التحرك أو التهديد بالتحرك ضد إسرائيل.
إعلان "الصهيونية الدينية"في المقابل، يسخر الكاتب من اجتماع انعقد في الكنيست لأعضاء حزب "الصهيونية الدينية"، تحدثوا فيه بحماسة عن "غزة الجديدة"، حيث يحلمون بإقامة مدينة سياحية على طراز "الريفييرا"، مزوّدة بمراسي يخوت ومراكز أكاديمية، وكأن قطاع غزة منطقة خالية من السكان الفلسطينيين.
ويشير شاي إلى أن وزيرة الاستخبارات وعضوة الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود غيلا غمليئيل قدمت خطة متضمنة فيلما من إنتاج الذكاء الاصطناعي يروّج لغزة المستقبل كجنة على الأرض، بشرط أن تكون دون فلسطينيين!
ويعلق على ذلك بالقول "هذه ليست رؤية، بل كارثة"، يقول شاي، إن الإسرائيليين على متن السفينة في اليونان بدؤوا يفهمون للمرة الأولى ما معنى أن تكون محاصَرًا ومرفوضًا، بينما يستمر السياسيون المتدينون القوميون في نسج خيالاتهم الاستعمارية.
صفعة دبلوماسيةفي اليوم نفسه، وصلت صفعة دبلوماسية قوية من المجتمع الدولي، إذ وجّهت 25 دولة -من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا وسويسرا- رسالة مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية، تطالب بوقف القتال وترفض صراحة فكرة "المدينة الإنسانية" في رفح، التي روجت لها الحكومة الإسرائيلية. كما حمّلت تلك الدول تل أبيب المسؤولية عن معاناة المدنيين في غزة، رغم تأكيدها على ضرورة إطلاق سراح الأسرى.
ويشير الكاتب إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى رفض هذه المواقف، رغم أنها صادرة عن "أفضل أصدقائنا"، ويقول إن "هذه هي الدول التي لطالما أردنا أن ننتمي إليها، لكنها الآن تدير ظهرها لنا".
علامات فتورويرى الكاتب أن إسرائيل تتذرع بمعاداة السامية لتبرير الانتقادات، لكنه يرد بوضوح: "هذا تراجع حقيقي في مكانتنا الدولية، لا علاقة له بكراهية اليهود، بل بواقع سياستنا على الأرض". ويحذر من أن هذا التدهور في السمعة الدولية يترافق مع أزمة أعمق بكثير، وهي فقدان التأييد الأميركي، الحليف الأهم لإسرائيل تاريخيا.
ويشير شاي إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، المعروف بعلاقته الخاصة مع إسرائيل، بدأ يُظهر علامات فتور. ويقول إن البيت الأبيض وصف نتنياهو مؤخرًا بـ"المجنون"، واعتبر أنه يعطل السياسات الأميركية في سوريا، بل ونُسب إليه أيضا مسؤولية قصف كنيسة كاثوليكية في غزة، رغم زعم الجيش الإسرائيلي أن القصف "كان عن طريق الخطأ".
ويلفت الكاتب إلى أن ترامب "فهم التلميح"، وبدأ يعيد تموضعه بناءً على المزاج الشعبي الأميركي.
ويستند شاي أيضا إلى استطلاع جديد نشرته شبكة "سي إن إن" (CNN)، يُظهر أن 23% فقط من الأميركيين يعتبرون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مبررة، بانخفاض 27 نقطة مئوية عن استطلاع مماثل أجري بعد هجوم 7 أكتوبر". ويضيف أن التراجع طال المعسكرين السياسيين، لكنه كان أشد حدة في صفوف الديمقراطيين، حيث تراجعت نسبة الدعم من 38% إلى 7% فقط.
أما الجمهوريون، الذين ظنّت الحكومة الإسرائيلية أنهم "في جيبها"، فتراجع الدعم بينهم من 68% إلى 52%. الأخطر من كل ذلك، حسب شاي، هو تراجع الدعم بين الأجيال الشابة: "واحد فقط من كل 10 أميركيين تحت سن 35 يبررون الحرب، كما أن معظمهم يعارضون استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل".
إعلانهذه المعطيات، برأي شاي، كفيلة بأن تثير الذعر في أي نظام سياسي مسؤول، لأنها تنذر بمستقبل لا تستطيع فيه إسرائيل أن تخوض الحروب، أو أن تبقى اقتصاديا، أو أن تتجنب العقوبات الدولية.
ويختتم الوزير السابق مقاله بالقول: "دون شرعية دولية، لا تستطيع إسرائيل شنّ الحروب. ودون علاقات تجارية مع أوروبا وأميركا، لن تبقى واقفة. ومن دون إعادة التفكير بسياساتنا، سنُدفع إلى الزاوية أكثر فأكثر".