القواعد العسكرية فى قارة أفريقيا.. الصين تسعى لإنشاء قاعدة جديدة بعد جيبوتى
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
بات التواجد فى قارة أفريقيا هدفا للقوى الإقليمية والعالمية المختلفة، وتتعدد أشكال التواجد سواء سياسيا أو اقتصاديا أو حتى عسكريا، حيث دأبت بعض القوى الكبرى فى السنوات الأخيرة على إنشاء قواعد عسكرية دائمة فى عدد من مناطق القارة السمراء.
وخلال الأسابيع الماضية ترددت أنباء بشأن عزم الصين وروسيا إنشاء قواعد عسكرية فى قارة أفريقيا، وكشف مركز بحثى أمريكى أن جولة وزير الخارجية الصين وانج يى الأخيرة فى القارة السمراء كانت بغية بحث إمكانية انشاء قاعدة عسكرية ثانية للعملاق الآسيوي.
وقال معهد السلام الأمريكى أن هناك مساعى من قبل الصين من أجل إنشاء قاعدة عسكرية ثانية فى قارة أفريقيا، فى محاولة منها لوضع قدم قوية فى القارة السمراء مع تزايد التحديات لاسيما فى مضيق باب المندب.
وبين المركز البحثى الأمريكى أن الجولة التى نفذها مؤخرا وزير الخارجية الصينى وانج يي، فى العديد من البلدان الساحلية منها توجو وساحل العاج، أثارت تكهنات برغبة الصين فى إنشاء قاعدة عسكرية جديدة فى القارة الأفريقية، فى ظل محاولات جعل القارة السمراء متعددة الأقطاب.
واتخذت التوغل الصينى فى أفريقيا أشكالا متعددة بدأت بالمحور الاقتصادى طوال ما يقرب من عقدين، ومن ثم انتقلت مؤخرا إلى مربع السياسية وحاولت التدخل لحل الخلافات السياسية فى القرن الأفريقى بعقد مؤتمر فى يونيو ٢٠٢٢، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وبعدما كان يقتصر التواجد الصينى على الاقتصاد والاستثمار وإقامة المشاريع، انتقل العملاق الآسيوى إلى مربع السياسة والأمن ودبلوماسية الأزمات، فى علاقته مع دول شرق أفريقيا.
ولفت التقرير المنشور فى نهاية يناير الماضي، إلى أن المساعى الصينية لإنشاء قاعدة جديدة تأتى فى ظل حذر فى القارة الأفريقية من فتح أراضيها أمام القواعد الأجنبية، وهو ما بات واضحا مع موجة الانقلابات التى ضربت العديد من الدول خلال الأعوام الأخيرة.
ونوه التقرير أن الصين حساسة لهذه التطورات فى القارة السمراء، وستكون حذرة فى طبيعة الاتفاقات غير الدائمة مع الدول الأفريقية بشأن إقامة قواعد إضافة إلى مخاوف دول القارة من وجود قواعد جديدة أجنبية على أراضيها.
ولفت المركز البحثى إلى أنه فى حالة فشل الصين فى إنشاء قاعدة عسكرية جديدة فستلجأ إلى توسيع البنية التحتية للموانئ المدنية القائمة وبناء مرافق مزدوجة الاستخدام فى الموانئ الأفريقية التى استثمرت فيها.
ووفقا للأرقام الصينية، فقد تم بناء أو تمويل أو تشغيل ١٠٠ ميناء أفريقى من قبل شركات صينية مملوكة للدولة الصينية.
واختتم التقرير بالقول إن الصين تواجه الآن أفريقيا متعددة الأقطاب والعازمة على الاستقلال على نحو متزايد، ومن المرجح أن تستمر الصين فى الضغط من أجل عمليات شراء إضافية لحماية مصالحها أو تعزيزها فى قارة أفريقيا.
أول قاعدة عسكرية صينية فى جيبوتى
وكانت أفريقيا هى مقصد الصين لإنشاء أول قاعدة عسكرية خارجية لها فى العالم واختارت جيبوتى فى عام ٢٠١٧ لاستضافتها بغية حماية التجارة الصينية فى البحر الأحمر. وعلى مقربة من القاعدة الصينية، تتمركز قاعدة عسكرية أمريكية.
القواعد العسكرية فى قارة أفريقيا
وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الأجنبية فى قارة أفريقيا فإن قوى إقليمية ودولية تتسابق لتتمركز فى القارة السمراء بقواعد عسكرية لتؤمن مصالحها وتكتسب نفوذا جديدا داخل القارة البكر.
ويبلغ عدد الدول التى تملك قوات عسكرية فى أفريقيا ١٣ دولة على رأسها الولايات المتحدة التى تتواجد فى ٣٤ منطقة بالقارة.
ونظرا للموقع الجغرافى المهم لمنطقة القرن الأفريقى فإن بها حوالى ١١ قاعدة عسكرية، حيث ترتبط المنطقة بالممرات البحرية العالمية والبحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب.
وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية فى الدول الأفريقية جنوب الصحراء فإنها تصل إلى حوالى ٤٤ قاعدة.
فى السياق نفسه؛ أعلنت أفريقيا الوسطى ترحيبها بإنشاء قاعدة عسكرية روسية على أراضيها، وهو أمر يمثل امتدادا للمد الروسى فى القارة السمراء فى مقابل انحسار نفوذ عدد من القوى أبرزها فرنسا التى طردت مؤخرا من دول الساحل بوركينا فاسو والنيجر ومالي، بعد الانقلابات العسكرية المتتالية التى شهدتها البلدان الثلاثة على مدار السنوات الماضية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين قارة إفريقيا إنشاء قاعدة عسکریة فى القارة السمراء عسکریة فى
إقرأ أيضاً:
أسوشيتد برس: ترامب يصعّد إجراءات الحدود ويعلن منطقة عسكرية جديدة في كاليفورنيا
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إضافة منطقة عسكرية جديدة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لدعم عمليات الأمن الحدودي، وهذه المرة في ولاية كاليفورنيا.
وقالت وزارة الداخلية الأمريكية في بيان صحفي إنها ستنقل الولاية القضائية على معظم الحدود الدولية لولاية كاليفورنيا مع المكسيك إلى البحرية الأمريكية لتعزيز "الدور التاريخي الذي تلعبه الأراضي العامة في حماية السيادة الوطنية".
وتمتد المنطقة العسكرية الجديدة تقريباً من خط ولاية أريزونا إلى محمية جبل أوتاي، مروراً بوادي إمبيريال والمجتمعات الحدودية بما في ذلك مدينة تيكاتي.
ومنذ شهر أبريل الماضي، تم إعلان مساحات واسعة من الحدود كمناطق عسكرية، مما يمنح القوات الأمريكية صلاحيات اعتقال المهاجرين وغيرهم ممن يُتهمون بالتعدي على قواعد الجيش والقوات الجوية والبحرية، ويتيح فرض تهم جنائية إضافية قد تصل إلى عقوبة السجن. وتم نشر أكثر من 7 آلاف جندي على الحدود، بالإضافة إلى مجموعة من الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار وأجهزة المراقبة.
وكانت هذه الاستراتيجية العسكرية قد بدأت في أبريل على طول 170 ميلاً «275 كيلومتراً» من الحدود في نيو مكسيكو، ثم تم توسيعها لاحقاً لتشمل أجزاء من الحدود في تكساس وأريزونا.
ووصفت وزارة الداخلية المنطقة الدفاعية الجديدة في كاليفورنيا بأنها منطقة ذات كثافة مرور عالية للعبور غير القانوني للمهاجرين. ومع ذلك، فإن اعتقالات دوريات الحدود على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة هذا العام سجلت أبطأ وتيرة منذ ستينيات القرن الماضي، في ظل سياسة الرئيس ترامب الداعية إلى عمليات ترحيل جماعية.
وقال وزير الداخلية دوج بورجوم في بيان صحفي: «من خلال العمل مع البحرية لسد الثغرات الأمنية الطويلة الأمد، نقوي الدفاع الوطني، ونحمي أراضينا العامة من الاستخدام غير القانوني، ونعمل على تعزيز أجندة الرئيس».
ودفعت حالة الطوارئ المعلنة من قبل ترامب القوات المسلحة إلى دور محوري في ردع محاولات عبور المهاجرين بين نقاط الدخول الأمريكية. ويشير خبراء قانونيون إلى أن هذه الاستراتيجية تتجاوز الحظر المفروض على استخدام الجيش لأغراض إنفاذ القانون داخل الأراضي الأمريكية، ما يضع القوات المسلحة في مهمة قد تتسم بالطابع السياسي.
وجاء الإعلان عن المنطقة العسكرية الجديدة بالتزامن مع أمر أصدره قاضٍ فيدرالي بإيقاف إدارة ترامب عن نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، وإعادة السيطرة على تلك القوات إلى الولاية.
وكان ترامب قد استدعى أكثر من 4 آلاف من قوات الحرس الوطني في كاليفورنيا في يونيو الماضي دون موافقة الحاكم جافين نيوسوم، لتعزيز جهود الإدارة في تطبيق قوانين الهجرة.
اقرأ أيضاًترامب يتحرش بـ مادورو.. القوات الأمريكية تعترض ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية
ترامب يهاتف القادة الأوروبيين لتحقيق السلام في أوكرانيا
ترامب: أوروبا تسير في اتجاه سيئ للغاية ويجب أن تكون حذرة