في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توافق دول عربية على تقديم "ضمانات أمنية رائعة" وغير مسبوقة لإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض خطة السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، بحسب مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist).

وقالت المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن "انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 قوبل باللاءات الثلاث في القمة العربية بالخرطوم: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بها، لا مفاوضات. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الحرب في غزة يبدو أن لها تأثيرا معاكسا".

وأوضحت أن "السعودية، أهم دولة عربية، تقول نعم للسلام والمفاوضات والاعتراف بالدولة اليهودية، إذا وافقت إسرائيل على "مسار واضح وموثوق" لإنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تم احتلالها عام 1967".

وأضافت أنه "ربما يكون هناك خياران آخران معروضان: نعم للضمانات الأمنية العربية لإسرائيل، بما يتجاوز العلاقات الدبلوماسية؛ ونعم لمساعدة الدول العربية في إصلاح السلطة الفلسطينية حتى تصبح مؤهلة لإدارة غزة".

و"هذه هي الرسالة التي حملها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل هذا الأسبوع، بعد عبوره شبه الجزيرة العربية، في جولته الإقليمية الخامسة منذ هجوم حركة حماس (على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية) في 7 أكتوبر الماضي"، وفقا للمجلة.

واستدركت: "ولكن إذا حكمنا من خلال رد الفعل المتسم بالازدراء من جانب نتنياهو، فإن إسرائيل أصبحت الآن هي التي ترفض".

اقرأ أيضاً

التطبيع وفلسطين.. 3 رسائل سعودية للداخل وأمريكا وإسرائيل

الخطوة الأولى

و"يسعى بلينكن إلى تحويل الرعب في غزة إلى فرصة للسلام (...) لكن الطريق إلى اتفاق إقليمي ليس مضمونا على الإطلاق"، بحسب المجلة.

وأرجعت ذلك إلى أن "صفقة تبادل الأسرى، وهي الخطوة الأولى الأساسية في الخطة الأمريكية، تقع على عاتق الرجل الذي عقدت إسرائيل العزم على قتله: وهو يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة".

وتابعت: "مع ذلك، جلب بلينكن أخبارا تبعث على الأمل. وفي 6 فبراير الجاري، أخبره أمير قطر أن حماس ردت على صفقة الأسرى التي صاغتها إسرائيل وأمريكا ومصر وقطر. واعتبرت قطر الإجابة "إيجابية". لكن نتنياهو رفض المقترح ووصفه بأنه "وهمي".

المجلة شددت على أن "هذا يسلط الضوء على نتنياهو، الذي أعلن عن نيته الاستمرار في القتال من أجل تحقيق "النصر المطلق" ومعارضته لإقامة دولة فلسطينية. ويريد القادة العرب من واشنطن أن تمارس المزيد من الضغوط عليه".

وانتقد بلينكن إسرائيل بسبب عدد القتلى "المرتفع للغاية" في غزة، وهو أكثر من 27 ألف فلسطيني، وطالب بمزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع. وفي الأول من فبراير، فرضت واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين يهود متهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين، مما أثار غضب نتنياهو.

كما "يبدو بلينكن قلقا من تقدم القوات الإسرائيلية نحو مدينة رفح في الطرف الجنوبي من غزة، حيث يتركز الفلسطينيون ويكمن الخطر في دفعهم عبر الحدود إلى سيناء المصرية، وفي محاولة لطمأنة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعرب بلينكن عن "رفض أمريكا لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة"، كما أضافت المجلة.

اقرأ أيضاً

بلينكن: بن سلمان أكد اهتمام المملكة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل

ضمانات أمنية

وقالت المجلة إن "أمريكا تريد أن توافق إسرائيل على "موعد زمني لا رجعة فيه لقيام دولة فلسطينية" كجزء من اتفاق بين أمريكا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والسعودية. وستوقع أمريكا معاهدة دفاع مع المملكة وتزودها بتكنولوجيا نووية مدنية، وستوافق السلطة الفلسطينية على الإصلاح".

وتابعت: "ولتحسين الصفقة، قال بلينكن إن الدول العربية ستقدم لإسرائيل "ضمانات أمنية" غير محددة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الخيارات قد تشمل المزيد من تبادل المعلومات المخابراتية، وإقامة منطقة دفاع جوي مشتركة، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة".

وقال بلينكن إن الدول العربية مستعدة "للقيام بأشياء مع إسرائيل ومن أجلها لم تكن مستعدة للقيام بها في الماضي".

"كما تبدو الدول العربية مستعدة لمساعدة السلطة الفلسطينية في الإصلاح"، بحسب المجلة التي لفتت في هذا السياق إلى اجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن مع مسؤولين من السلطة الفلسطينية في الرياض يوم 8 فبراير الجاري.

وأضافت أن القادة العرب "يبدو أنهم يدركون أنه يتعين عليهم أن يتحملوا مسؤولية أكبر فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، وإلا فإنهم يجازفون باستغلال إيران للقضية الفلسطينية لصالحها".

وتساءلت المجلة: "هل يستطيع نتنياهو أن يقول نعم للسعوديين؟ وإذا رفض فهل مَن سيحل محله سيكون أكثر استعدادا؟"، معتبرة أنه "لا بلينكن ولا أي شخص آخر متأكد من ذلك".

اقرأ أيضاً

تقدير أمريكي: منطق التطبيع لايزال قائما بالخليج.. لكن "ثمنه" الإسرائيلي ارتفع

المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الدول العربية دولة فلسطينية ضمانات أمنية إسرائيل نتنياهو السلطة الفلسطینیة الدول العربیة دولة فلسطینیة ضمانات أمنیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية اللبناني يرفض زيارة نظيره الإيراني لهذا السبب

صراحة نيوز- اعتذر وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، في ردٍّ له على رسالة نظيره الإيراني عباس عراقجي، عن عدم قبول الدعوة لزيارة طهران في الظروف الحالية، مشددًا على أن “الأجواء المؤاتية غير متوافرة”.

وجدد رجي دعوته لعقد لقاء بين الطرفين في دولة ثالثة محايدة، معربًا عن “الاستعداد لإرساء عهد جديد من العلاقات البنّاءة بين لبنان وإيران، شريطة أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل واستقلال وسيادة كل بلد وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”.

وأكد الوزير اللبناني على “قناعة ثابتة بأن بناء أي دولة قوية يتطلب احتكار الدولة وحدها لحق حمل السلاح وامتلاك القرار الحصري في قضايا الحرب والسلم”. وختم رسالته بالترحيب الدائم بزيارة عراقجي إلى لبنان.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: أوكرانيا تتسلم مسودة ضمانات أمنية أمريكية
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • اقتحامات بالضفة وإدانات فلسطينية لقرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية
  • رحلة مشبوهة أم دبلوماسية؟ نتنياهو يرفض وجود الصحفيين في طائرته خلال زيارته إلى فلوريدا
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض زيارة إيران
  • باحث سياسي: نتنياهو يدرك ضعف موقفه الانتخابي ويسعى لإبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • نيويورك تايمز: نظام كييف قد يقبل بتنازلات إقليمية مقابل ضمانات أمنية موثوقة من الغرب
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض زيارة نظيره الإيراني لهذا السبب
  • ضياء رشوان: نتنياهو يرفض الدولة الفلسطينية دون أسباب