بوابة الوفد:
2025-05-27@23:24:34 GMT

لماذا يعاقب التموين أسرتى؟

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

تلقيت رسالة من مواطن بسيط يدعى محمد قرنى نادى يوسف يعمل سائقًا بأجر يومى ٨٠ جنيهًا، ويعول ستة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وما يهون عليه الأمر هو استطاعته توفير الخبز المدعم لأبنائه الستة عن طريق بطاقته التموينية رقم ١٠٦٠٠٢٢٣١٣٧٠ ورقمه القومى ٢٧٤١٠١٢٢١٠٠٤٧٨ ورقم سرى ٥٧٦٨ وكان يعيش بالمثل الشعبى الذى يقول (من لقى العيش وبله نال المنى كله) والمثل الآخر الذى يقول (من لقى العيش يبقى الغموس شبرأة) أى من نجح فى توفير الخبز فى تلك الأيام يصبح الغموس أى الطعام رفاهية وليس ضروريًا، ولكن شاءت الأقدار أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، بعد أن زف له أحد أبنائه خبرًا سيئًا بأن البطاقة توقفت عن صرف الخبز والمقررات التموينية، وهنا بدأت رحلة أبنائه خلف البطاقة ليعيدوا إليها حياتهم التى خنقها السيستم عديم القلب، طبقًا للمثل الشعبى الذى يقول (من أخذ قوتى فقد نوى على موتى) وبدأت رحلة عذابهم بالإدارة التموينية بالبدرشين التى أكدت لهم احتمال وجود سيارة ملك للأسرة، أو تم تحرير محضر كهرباء، أو قيام الوالد بالبناء المخالف على ارض زراعية، أو تم تحرير محضر ضده، أو يمتلك أراضى، كل هذه الأمور تتسبب فى خروج البطاقة التموينية من السيستم تلقائيًا، وهنا أسقط فى ايديهم، وتحولت الأسرة البائسة إلى خلية نحل تبحث فى المحاضر المحررة ضد الاب الذى لا يملك سيارة ولا أرضًا وليست له مشاكل مع الكهرباء، وفعلًا حصلوا على شهادة من مركز شرطة البدرشين تؤكد تصالحه فى أحد المحاضر المحررة ضده منذ عام ٢٠١٣، وليس لديه اية معوقات أخرى، تتسبب فى عقاب أبنائه الستة، بالإضافة اليه هو وزوجته، وتوجه إلى مديرية التموين بالجيزة حاملًا أوراق براءته ظنًا منه أن الروح ستدب فى أوصال بطاقته الميتة أكلينيكيًا، بعد أن تحصل على تنفس صناعى من بركة السيستم التموينى، ليبقيها على قيد الحياة، ولكن وجد جمودًا بين ثنايا السيستم عديم القلب يؤكد له أن الروح لن تدب مرة أخرى فى أوصال بطاقته، وعليه البحث والتحرى مرارًا وتكرارًا فى ماضيه وحاضره، لعله يصل إلى حل اللغز الذى تسبب فى ضياع ثمانين جنيهًا يوميًا للإنفاق على الخبز الحاف فقط، ولا يدرى فى ظل هذا الغلاء المعيشى ماذا يفعل، وما ذنب ابنائه الذين حرموا من حقهم فى الخبز المدعم حتى لو كان والدهم متهمًا فى أية قضية.

 
أرجو أن تلامس هذه السطور قلب الدكتور على مصيلحى وزير التموين لإعادة الروح إلى بطاقة أسرة محمد بعد أن حجب السيستم جميع الأبناء ولم يعد لهم دعمًا فى أى شىء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير التموين هموم وطن طارق يوسف البطاقة التموينية

إقرأ أيضاً:

الميراث.. "قصة حزينة"

فجرت قضية سرقة المربية ذائعة الصيت فى مجال التعليم الدكتورة نوال الدجوي، أزمة مجتمعية بالغة التعقيد يكون فيها الميراث اللاعب الرئيسي فى المشهد بشكل عام، ورأينا كيف كان مفجرا لأزمات واتهامات وقضايا ومحاكم بين عائلات بالكامل، يستوي فى ذلك العائلات الثرية مع من هم أقل حظا فى الوفرة المالية، فالخلاف يمكن أن يحدث بين الورثة على شقة أو قطعة أرض صغيرة أو مبلغ بسيط من المال.

"ماما نوال"، كما يناديها معلمو وطلاب مدارسها وجامعتها، نسجت خيوط أسطورة فى مجال التعليم، وضربت "دار التربية" المثل فى مستوي التعليم الثانوى بنظاميه البريطاني والأمريكي، وتخرجت فى هذه المدارس أجيال تفوقت فى كل المجالات، فكان الحزم والاتقان والحرص على التميز عنوانا لمسته بنفسي عندما كانت ابنتي طالبة فى هذه المدارس.

"فتنة المال" تلعب دائما بمشاعر ضعاف النفوس، فالحفيد الذى تبين أنه الذى سرق كل المبالغ التى أعلن عنها، والذى قيل إنه أيضا صاحب قضية فى المحاكم، لم تكفِه للأسف كل هذه الأموال التى كان ينعم بها بلا شك فى حياته، فلا أعتقد ولا يعتقد أحد أنه كان محروما من الحياة الرغدة التى تعيشها هذه العائلة الثرية أبا عن جد، ولكنه الطمع الذى يسول للإنسان السير فى طريق لا يراعي فيه حتى كبر السن ولا المقام، ويكون سببا فى أن تلوك الألسن سيرة سيدة ظلت تحافظ على مكانتها وهيبتها حتى قاربت على التسعين عاما من عمرها.

رأينا من قبل الفنان الكبير رشوان توفيق وهو يبكي مرارة الخلافات مع ابنته على الميراث، وانشغل الرأى العام وقتها بهذه القضية التى وصلت إلى أروقة المحاكم، وكذلك قضية أبناء الدكتورة سعاد كفافي مؤسس جامعة مصر وخلافاتهم على الميراث أيضا والاتهامات التى ظلت شهورا طويلة حديث وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرا تابعنا ما فجرته المذيعة بوسي شلبي ضد أبناء الفنان محمود عبد العزيز، وما وصل إليه الأمر من الدخول فى الاعراض واستباحة سيرة فنان كبير، بدون أى احترام حتى لحرمة الموت.

ماذا حدث للمجتمع؟ ولماذا يقدم ضعاف النفوس على تجاوز كل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية؟ ولماذا لا تردعهم صلة الرحم وتوقير الكبير واحترام السيرة؟ الإجابة بالطبع تتعلق بكل التغيرات الاجتماعية التى غزت أواصر المحبة إلا من رحم ربي، والخلخلة فى النفوس التى أغواها الطمع.

الميراث "قصة حزينة" يلعب الجشع فيها وحب الذات دورا رئيسيا، والأمر له شقان الشق الأول هو ما يحدث أثناء حياة كبير العائلة الذى يضنيه نكران الجميل ونهش جسده وهو حي، وما أصعب هذا الشعور، والشق الثاني ما يتعلق بخلافات الورثة بعد وفاته، حيث يجور الأخ الذكر على الأخوات البنات، ويلقي لهم الفتات معتقدا أن المال مال أبيه ولا يجب خروجه لأطراف أخرى، غير مكترث بشرع الله الذى يلزمنا برد الحقوق إلى أصحابها، ولا حتى مكترث بصلة الأخوة ولا كونهم أكلوا ذات يوم على مائدة الطعام نفسها واستظلوا جميعا تحت سقف بيت أبيهم، وكذلك يجور الأعمام على حق أبناء أخيهم المتوفى، ويجور الأخ الذكر أيضا على باقي أخوته الذكور وهكذا.

الميراث والطمع متلازمتان فى مجتمعنا، فلا قوانين رادعة ولا أعراف شافعة، ولا حتى "العيب" مفردة يعرفونها، نسأل الله أن يطبطب على قلب كل من أصابه جرح بسبب "الورث" وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.

مقالات مشابهة

  • بسب سور....إعدام المتهم بقتل نجل شقيقه بمساعدة أبنائه بالدقهلية
  • بحضور محافظ الإسكندرية.. وزير التموين يتفقد أحد محطات الزيوت والشحوم التموينية في الإسكندرية
  • هذا ما يجب فعله في حالة ضياع البطاقة الذهبية
  • كشف الية فحص وتجهيز المواد الغذائية المستوردة ضمن البطاقة التموينية
  • لقطة تحكيمية تثير الجدل في مواجهة الفحيحيل والقادسية.. فيديو
  • طبيب يحارب من أجل حياته بعد مقـ.تل تسعة من أبنائه
  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • الأب المتهم بقتل وحرق أبنائه يُضرب عن الطعام وتأجيل محاكمته
  • بعد شكاوي محافظ الدقهليه.. يكلف وكيل التموين بالتفتيش على مخبز بقرية سلامون القماش
  • مفوضية الانتخابات:أكثر من (29) مليون عراقي لهم الحق في التصويت الانتخابي