أكد اجتماع مشترك ضم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” وحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” على أن حرب الخامس عشر من أبريل الماضي تعتبر أكبر مهدد وجودي للسودان وأن وقفها أولوية قصوى للحفاظ على وحدة البلاد.

التغيير: الخرطوم

والثلاثاء انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة اجتماع بين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” وحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”.

وجاء الاجتماع على خلفية الدعوة التي قدمتها “تقدم” للاجتماع بحزب البعث “الأصل” للتفاكر حول كارثة الحرب وآثارها على مختلف الأصعدة وسبل مواجهتها.

وبحسب بيان مشترك، صدر اليوم الأربعاء، فإن الاجتماع ناقش الأزمة الشاملة في السودان جراء استمرار الحرب لما يقارب العام.

كما ناقش الآثار الإنسانية الكارثية للحرب والتدمير المتعمد وغير المسبوق للاقتصاد والبنية التحتية والتماسك المجتمعي فضلاً عن تهديد الوحدة الوطنية.

واتفق الطرفان، “تقدم” وحزب البعث العربي “الأصل” على على أن حرب الخامس عشر من أبريل هي أكبر مهدد وجودي للسودان طوال تاريخه.

وقف الحرب

واتفق الطرفان على أن وقف الحرب أولوية قصوى للحفاظ على وحدة واستقرار البلاد من الكارثة الإنسانية التي تعصف بها.

وأمن الطرفان على ضرورة العمل الميداني المشترك، لحشد الإرادة الوطنية من أجل وقف الحرب ومحاربة خطاب العنصرية والكراهية والانخراط في المبادرات الساعية لتخفيف الأزمة الإنسانية.

وأكد الاجتماع على أن الخيار الوحيد لحل قضايا الأزمة الوطنية المتراكمة هو الخيار السلمي.

كما ناقش الاجتماع تردي الأوضاع الإنسانية في السودان من حيث النزوح واللجوء والنقص الحاد في الغذاء الذي يهدد بوقوع مجاعة تطال ملايين السودانيين، إلى جانب التدهور المريع في خدمات الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى.

وطالب الاجتماع طرفي الحرب، بالوقف الفوري للحرب دون أي شروط مسبقة واحترام القانون الإنساني الدولي.

كما طالبهم بالكف عن استباحة حرمة الأرواح والممتلكات وحريات المدنيين والسماح بانسياب المساعدات الإنسانية والتوقف عن تدمير المنشآت العامة والخاصة.

وبحسب البيان فإن الاجتماع أدان  كافة الانتهاكات التي ارتكبها طرفا الحرب وطالبهما بالكف عنها.

محاسبة الجناة

كما أكد الاجتماع على ضرورة التحقيق والمحاسبة على الجرائم المرتكبة من قبل طرفي النزاع.

وأدان الاجتماع، قطع خدمات الاتصالات وطالب بإرجاعها لكل ولايات السودان دون قيد أو شرط.

وأكد الاجتماع، على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً وديمقراطية ومدنية الحكم.

كما أكد على ضرورة إنهاء حالة تعدد الجيوش، لصالح جيش وطني مهني واحد، وإطلاق عملية شاملة للعدالة والعدالة الانتقالية، وتفكيك بنية نظام الثلاثين من يونيو 1989 وانقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021.

وأكد الإجتماع، أيضاً على ضرورة السعي لتحقيق كافة المبادئ والأهداف التي رفعتها ثورة ديسمبر المجيدة.

وأقر الاجتماع، تشكيل فريق عمل مشترك لاستكمال الحوار بالاستفادة من التجارب السابقة مع ضرورة تنسيق وتوحيد جهود كافة القوى المدنية من أجل الوصول لأوسع جبهة مدنية لوقف الحرب.

كما أكد على معالجة الكارثة الانسانية واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي وتنفيذ شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع لا للحرب وحدة القوى المدنية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع لا للحرب على ضرورة على أن

إقرأ أيضاً:

مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج

الخرطوم ـ "من ينجو من الرصاص.. يفتك به المرض"، بهذه الكلمات اختصر الشاب السوداني عمار مأساته مع السرطان والحرب، وهو يروي للجزيرة نت تفاصيل رحلته من أعالي ريف الفاشر إلى أقصى شمال السودان، بحثا عن جرعة أمل في مستشفى لم تطله نيران النزاع.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم يعد الموت في السودان يخيم فقط على جبهات القتال، ويطارد الآلاف في أجسادهم التي أنهكها المرض، وفي مقدمتها السرطان الذي أضحى تحديا مضاعفا للنازحين في بلد ممزق.

اضطر عمار لركوب طريق التهريب متجاوزا أكثر من 1300 كيلومتر من ريف الفاشر، هربا من حصار الدعم السريع للمدينة، لينتهي به المطاف في مستشفى مروي، قبل أن يحال إلى مركز علاج الأورام بشندي، قاطعا مسافة تجاوزت 1800 كيلومتر.

وفي كل نقطة تفتيش، كان يدفع عمار مالا ليسمح له الجنود بالعبور، وهو يحمل أوراقا طبية تثبت مرضه، يقول عمار "الطريق كان مظلما، لكن الأصعب أني لا أستطيع العودة لأسرتي ما لم تتوقف الحرب".

مرضى يتلقون العلاج في قسم العلاج الكيميائي بالمركز (الجزيرة) رحلة قاسية

قصة فاطمة عبد الكريم إسحق (60 عاما) من الجنينة لا تقل مأساوية، إذ غادرت إلى تشاد بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة، وأقامت في معسكر لاجئين، قبل أن يطلب منها العودة إلى السودان لاستكمال العلاج.

فكانت رحلتها مع زوجها إلى الدبة في شمال السودان شاقة، امتدت لأكثر من 3 آلاف كيلومتر على مدى 15 يوما، عبر طرق محفوفة بالمخاطر، وتقول "نجونا من الموت أكثر من مرة بأعجوبة"، وتواصل فاطمة علاجها بمركز شندي، وقد تركت أبناءها في معسكرات اللجوء بتشاد، على أمل الشفاء والعودة إليهم.

أما عادل أحمد عمر فيقول للجزيرة نت إن إصابته بالمرض تزامنت مع اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، مما اضطره للانتقال إلى قرية "عمار جديد" بضواحي مدينة الفاشر، ضمن محلية كتم.

ومع تدهور حالته الصحية، اتخذ قرارا بمغادرة المنطقة نحو شمال السودان، في رحلة شاقة عبر طرق صحراوية وعرة استغرقت أكثر من 10 أيام.

إعلان

كانت السيارة التي تقله تتحرك ليلا فقط لتفادي نقاط التفتيش، ومع ذلك، اضطر إلى المرور بعدة حواجز تابعة لقوات الدعم السريع، حيث كان يجبر على دفع مبالغ مالية في كل نقطة مقابل السماح له بمواصلة الطريق حاملا أوراقه الثبوتية وتقاريره الطبية.

مركز شندي للعلاج النووي وعلاج الأورام يعاني من ارتفاع عدد المترددين عليه (الجزيرة) منقذ المرضى

يشهد مركز الطب النووي وعلاج الأورام بشندي تدفقا غير مسبوق، بعد أن أصبح الملاذ شبه الوحيد لمرضى السرطان من مختلف ولايات السودان، وفق ما يؤكده مدير المركز المكلف الدكتور الهادي حسن المقدم.

ويقول الهادي للجزيرة نت إن المركز كان يستقبل 500 حالة سنويا قبل الحرب، لكنه اليوم يتعامل مع أكثر من 900 حالة شهريا، معظمها من الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

ورغم أن الطاقة الاستيعابية لا تتجاوز 70 سريرا، منها 25 فقط مخصصة للجرعات الكيميائية، فإن الأطباء يضطرون لاستقبال المرضى على كراسي أو حتى مشاركة السرير الواحد.

يعاني المركز من مديونية بلغت 87 مليون جنيه سوداني (نحو 34 ألف دولار) لتغطية نفقات الكهرباء والتشغيل، إلى جانب نقص كبير في الكوادر، إذ يعمل ممرض واحد مقابل 20 مريضا، كما يفتقر المركز للعديد من الأدوية الأساسية، ويعاني من بطء إجراءات التعاقد لاستجلاب أدوية من الخارج عبر صندوق الإمدادات الطبية الاتحادي.

مبنى استراحة مرضى السرطان المتوقف عن العمل منذ عام 2018 (الجزيرة) معضلة الإقامة

رغم ذلك، نجح المركز في تلقي دعم من دول كقطر والسعودية والهند، لتوفير بعض جرعات العلاج الكيميائي مجانا، حسب رئيسة قسم الصيدلة سوزان أبو القاسم، التي أوضحت أن المركز يحضر 900 جرعة شهريا مقارنة بـ1600 جرعة سنويا قبل الحرب.

ويواجه المرضى القادمون من مناطق بعيدة معضلة الإقامة خلال فترات العلاج الطويلة، وتدير جمعية "سلفا الخيرية" استراحة للمرضى تضم 4 غرف فقط، لكنها تستقبل أكثر من 80 مريضا، في حين يقيم مرافقيهم في الفناء. وتقول الطبيبة هبة صلاح للجزيرة نت إنها تعاين يوميا نحو 30 مريضا من مختلف أنحاء البلاد.

ويوضح المشرف على الاستراحة يوسف أحمد أن بعض المرضى يضطرون للبقاء في الاستراحة طوال فترة العلاج بسبب صعوبة العودة إلى مناطقهم.

الجمعية الخيرية نجحت في شراء قطعة أرض مجاورة للمركز لبناء استراحة جديدة، لكن المشروع توقف منذ 2018 بسبب غياب التمويل.

توفير الطعام والدواء بات أحد أكبر التحديات في السودان (غيتي) أمل يتآكل

ومع تدهور الوضع الإنساني واستمرار الحرب، يزداد الضغط على المرضى وذويهم، وتقول سوزان إن الجمعية تساعد المحتاجين بتوفير وجبات وسفر العودة، لكنها تؤكد أن الحاجة توسعت كثيرا بعد الحرب، وأصبح توفير الطعام والدواء أحد أكبر التحديات.

في السودان اليوم، لا يواجه السرطان فقط بالدواء، بل بالإرادة والأمل، وربما بقليل من الحظ في الإفلات من جحيم الحرب، وفي ظل كل هذا، تبقى مبادرات الخير وتكاتف المجتمع طوق نجاة للكثيرين الذين أنهكهم الألم وأضناهم طريق العلاج.

مقالات مشابهة

  • السعودية تقدم هدية إلى السودان بـ ” 5 ملايين دولار”
  • لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالمي
  • اجتماع في الحديدة لتقييم مستوى أداء المكاتب الخدمية بالمحافظة
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • مصري أم تركي؟.. «طبق عاشوراء» في الرواية التاريخية
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • لكنها الحرب !!
  • زيلينسكي: روسيا شنت إحدى أكبر الهجمات على بلادنا منذ بدء الحرب واستخدمت صواريخ باليستية
  • السعودية وروسيا تدعوان لحل دائم للقضية الفلسطينية