دمج نماذج «فالكون» مفتوحة المصدر لدفع الابتكار
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
ضمن مشاركته في القمة العالمية للحكومات 2024، أعلن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، الجهة الرائدة المعنية بتعزيز منظومة البحث والتطوير في أبوظبي، وتسريع الأولويات الاستراتيجية في هذا المجال في دولة الإمارات، توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومعهد أبحاث الذكاء الاصطناعي في جمهورية صربيا، للاستفادة من الخبرات التقنية الواسعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والجهات التابعة له، لإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع البنية التكنولوجية في صربيا.
وبموجب المذكرة، تلتزم صربيا بدعم توظيف النموذج اللغوي الكبير «فالكون»، الذي طوّره فريق مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، والسعي إلى استكشاف سبل التعاون مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة لإيجاد الحلول المحتملة المبنية على نماذج «فالكون» الرائدة، كما سيتعاون الطرفان على دعم وتشجيع المؤسسات العاملة في جمهورية صربيا، للمشاركة في جهود تطوير النماذج مفتوحة المصدر من فالكون.
ومثل الطرفين في توقيع مذكرة التفاهم: شهاب عيسى أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، وميهايلو يوفانوفيتش، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في صربيا، ودوبرافكو كوليبرك، مدير معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي في صربيا.
وقال شهاب عيسى أبو شهاب،: «يشكل هذا التعاون علامة فارقة في ضوء تزايد الاهتمام العالمي في توظيف نماذج فالكون، كما أن سعينا المشترك نحو تطوير نماذج فالكون مفتوحة المصدر يؤكد منهجيتنا الشمولية لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي للصالح العام على مستوى العالم».
ومن جانبه، قال ميهايلو يوفانوفيتش: «بفضل خبرات مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بدأنا باستخدام نماذج فالكون مفتوحة المصدر، وتوظيفها في مسيرتنا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدولة، ومن المؤكد أن هذه الشراكة ستسهم في تنفيذ مشروعاتنا التنموية تحت مظلة البرنامج التنموي للدولة في صربيا لعام 2027».
وبدوره، قال دوبرافكو كوليبرك: «يسرنا الشروع في هذه الرحلة التحولية، حيث إن دمج نماذج فالكون مفتوحة المصدر سيسهم في دفع عجلة الابتكار والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتؤدي الشراكات الرائدة مثل هذه مع الجهات الحكومية من حول العالم؛ دوراً مهماً في تهيئة بيئة حاضنة للابتكار وداعمة لجهود توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التغيير الإيجابي».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات الإمارات مجلس أبحاث التکنولوجیا المتطورة الذکاء الاصطناعی مفتوحة المصدر فی صربیا
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي