السودان.. قصف متبادل في الخرطوم والأبيّض ووالي الجزيرة يتحدث عن وضع إنساني صعب
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع جنوبي الخرطوم وشرقها، في حين شهدت مدينة الأبيّض الإستراتيجية (350 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية) قصفا مدفعيا استهدف قواعد لقوات الدعم السريع.
واستخدم الجيش سلاح المدفعية الثقيلة للهجوم على مواقع للدعم في غرب أم درمان وشمال غربيها.
ونشر الجيش السوداني على صفحته في فيسبوك صورا قال إنها توثق عمليات نفذتها قواتٌ خاصة تابعة له، وأوضح أن قوات العمل الخاص التابعة له نفذت هذه العمليات في حي العشُرة الواقع شرق سلاح المدرعات التابع للجيش جنوبي العاصمة الخرطوم.
وفي الأبيّض (وسط البلاد)، أفاد مراسل الجزيرة بتحليق طائرات تابعة للجيش بشكل كثيف في أجواء المدينة، وقال إن المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع تصدت لهذه الطائرات.
وقال أحد سكان الأبيّض إن "قصفا مدفعيا استهدف قواعد لقوات الدعم السريع" في المدينة، كما قال آخر إن "سلاح الجو يقصف قوات الدعم السريع التي ترد بنيران مضادات الطائرات".
وكان الجيش اتهم قوات الدعم السريع أمس الأربعاء بقصف حي سكني في العاصمة بطائرة مسيرة، مما أدى إلى مقتل "14 مدنيا وجرح 15" آخرين.
تأهب أمني وإنساني
في سياق مواز، قال والي ولاية الجزيرة إسماعيل العاقب إن مجلس الحرب ولجنة أمن الولاية في حالة انعقاد دائم لمنع انتقال الحرب وآثارها إلى الجزيرة.
وأشار والي الجزيرة إلى تشكيل لواء في شرق الولاية يتألف من 20 ألف مقاتل تجري حاليا عملية استيعابهم من مختلف محليات الولاية.
كما أشار إسماعيل العاقب في تصريحات للجزيرة إلى أن الولاية المتاخمة للعاصمة السودانية جنوبا تستضيف نحو 300 ألف أسرة فرت من المواجهات في الخرطوم.
وأوضح أن النازحين يقيمون في أكثر من 150 مركز إيواء، داعيا المنظمات المحلية والأجنبية لبذل المزيد من الدعم لتلبية متطلبات النازحين.
ومنذ اندلاعها في 15 أبريل/نيسان الفائت، أسفرت المواجهات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص.
وظهر البرهان الثلاثاء الماضي في مقطع فيديو نادر، بعد وقت قصير من تسجيل صوتي لمنافسه دقلو.
وفي هذا المقطع القصير (مدته أقل من دقيقة) حيا البرهان قواته من غرفة في مقر الجيش، وقد تمنطق مسدسا وتدلى رشاش على كتفه.
وما زال مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم يشهد اشتباكات، ولم يؤكد أي من الطرفين سيطرته الكاملة عليه بعد.
كما شوهد حميدتي بضع ثوان فقط في مقطع فيديو صوره أحد أفراد قواته في بداية النزاع، ومنذ ذلك الحين ينشر "حميدتي" تسجيلات صوتية فقط.
ومساء الاثنين، تحدث دقلو بشكل خاص عن دارفور، الإقليم الواقع غربي البلاد، والذي دمرته حرب أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي، ويشهد حاليا فظائع جديدة.
وأكدت تقارير عديدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية وقوع فظاعات في دارفور، بما فيها عنف جنسي، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.
ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى عدم السماح "للتاريخ بأن يُعيد نفسه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
الفاشر- أفادت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية تمكنوا، ظهر الخميس، من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في واحدة من أشرس المعارك الميدانية منذ بداية الحصار المفروض على المدينة مطلع عام 2024.
وأسفر الهجوم -وفقًا لمصادر العسكرية تحدثت للجزيرة نت- عن مقتل العشرات، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأرقام من مصادر مستقلة، بالإضافة إلى تدمير 5 آليات قتالية والاستيلاء على مركبة محملة بالذخائر والأسلحة الثقيلة.
وقالت المصادر إن القوات الحكومية "تعاملت بحرفية مع الهجوم الذي بدأ عند الفجر بقصف مدفعي مكثف، أعقبه محاولة اختراق من المحاور الشمالية الشرقية والغربية للمدينة".
تحرك ميدانيوقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في تصريح للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بدعم من ما يُعرف بـ"قوات تحالف السودان التأسيسي"، التي دفعت بعناصرها ضمن تشكيلات الدعم السريع في محاولة للسيطرة على المداخل الشمالية للمدينة.
وأضاف العقيد حسين أن وحداتهم الميدانية كانت تراقب التحركات منذ ليلة الأربعاء وتمكنت من إحباط الهجوم قبل أن يُحقق أي اختراق.
وأكد أنهم دمروا 5 آليات واستولوا على مركبة واحدة، بالإضافة إلى عتاد عسكري كان مُعدًا للاستخدام في الأحياء المكتظة بالسكان. كما شدد على أن الفاشر لن تُترك لما وصفها بالمليشيات، وأن الكلمة الفصل تعود للميدان.
صراع دبلوماسيويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب تعثُّر الجهود الدبلوماسية، بعد إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) المُقرَّر في واشنطن بسبب خلافات بين الأعضاء حول مقاربة حل الأزمة.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن تضارب المواقف أدى إلى تأجيل الاجتماع، مما دفع قوات الدعم السريع، بحسب مراقبين محليين، إلى تكثيف عملياتها العسكرية على الأرض، حيث استهدفت مدينة الفاشر بقصف مدفعي وهجوم بري مكثف خلال يومي الأربعاء والخميس.
أزمة إنسانيةورغم نجاح القوات المشتركة في صد الهجوم، فإن الأحياء المدنية لم تسلم من تداعيات المعركة؛ حيث سقطت قذائف عشوائية على أحياء وسوق أبو شوك، إضافة إلى مخيم أبو شوك للنازحين شمال الفاشر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير المتاجر ومرافق خدمية في السوق، الذي يُعتبر المنفذ التجاري الوحيد الذي يعمل جزئيًا في المدينة.
إعلانوفي هذا السياق، قال سليمان أرباب، أحد سكان حي أبو شوك، للجزيرة نت: "لقيت امرأة في العشرينيات من عمرها مصرعها جراء القصف على الحي، وأصيب 3 آخرون".
وأضاف: "دمرت القذائف عددا من المنازل وألحقت أضرارا بالغة بالمحال التجارية في سوق أبو شوك. الناس كانوا يبحثون عن الغذاء وعلف الحيوانات أو الماء، فوجدوا الموت يتساقط من السماء".
نداء استغاثة
وتعيش مدينة الفاشر منذ أبريل/نيسان الماضي تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى انهيار تام في الخدمات الصحية والغذائية.
ويعاني السكان من انعدام مصادر الغذاء، حيث يضطر الكثيرون للاعتماد على علف الحيوانات المعروف محليًا بـ"الأمباز".
وخلال هذا الوضع الصعب، نقلت الجزيرة نت عن المواطنة فاطمة مكي، المقيمة في حي الرديف، قولها: "نُطعم أطفالنا الأمباز كما لو أنه طعام بشري… لا دواء، لا غذاء، وحتى المياه. نحن نموت جوعا أو تحت القذائف، ولا أحد يسمعنا. وأضافت: "حياتنا تحولت إلى جحيم، ويومنا يمر دون أي أمل. نناشد المجتمع الدولي أن يمد لنا يد العون قبل فوات الأوان".
مستقبل غامضويرى محللون أن نجاح القوات المسلحة في صدّ الهجوم يعكس تحولا تكتيكيا في مسار المواجهة داخل مدينة الفاشر.
ويؤكد هؤلاء أن التعاون بين الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمواطنين قد يكون مقدمة لإعادة رسم خارطة السيطرة وبناء جبهة سياسية موحدة، إذا ما استُثمر هذا النجاح ميدانيا بشكل فعّال.
ومع ذلك، يحذر بعض الناشطين المحليين من أن الانتصار العسكري وحده لن يكون كافيا لكسر الحصار عن المدينة أو إنهاء معاناة المدنيين، ما لم يُترجم إلى زحف عسكري عاجل من شمال البلاد إلى دارفور.