نتنياهو.. الهروب إلى الهزيمة!!
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
علي محمد الاشموري
مليون ونصف نازح مدنيون نساء وأطفال وشيوخ يعيشون في خيام تحت البرد القارص والجوع والمرض، هذه المنطقة المحاذية لمصر سكانها ونازحوها مهددون بالإبادة الجماعية، ولكن التصريحات المتضاربة بين جيش الحرب الإسرائيلي وما يصدر عن نتنياهو من تصريحات متضاربة وبين رئيس الأركان والسياسيين وجمهورية مصر العربية التي تأهبت لعدم استقبال النازحين الفلسطينيين إلى أراضيها مهددة بإلغاء اتفاقية كامبديفد كما تشير بعض المصادر البريطانية، وبين التصريحات المؤيدة للاجتياح من قبل بايدن الذي لا يحبذ ان تكون العملية العسكرية الا بعد تامين السكان وليس في رمضان بالتحديد، هذه التصريحات المتضاربة قد سبقتها تصريحات بعمليات عسكرية كانت أخرها في خانيونس وأرتكبت مجازر إبادة جماعية، فأمريكا قد أعطت الضوء الأخضر لجيش الحرب الصهيوني، ونتنياهو يحاول الهروب إلى المجازر والإبادة الجماعية ضد (حماس) حسب قوله.
هذه المواقف وهذه الحرب المدمرة تظهر مدى خوف نتنياهو من المحاكمة واستمراره في السلطة، وتظهر الحقد والكراهية الصهيونية للفلسطينيين أصحاب الأرض.
التساؤل هنا، ما هو الموقف المصري من هذه العملية، وما مصير المهجرين إلى رفح، وكيف تتصرف مصر أمام هذا الكيان؟ وهل هناك كما يشاع صفقة سياسية بين الاحتلال والجارة الكبرى.
الوقائع والأحداث تؤكد ان هناك خطة قد رسمت من قبل، من أجل تصفية القضية الفلسطينية والضغط على حركة حماس بالإفراج عن الأسرى
فبعد السابع من أكتوبر لم ولن يكون كما قبله، فصمود حماس واسناد المقاومة اللبنانية- اليمنية- العراقية- السورية قد كشف عورة الجيش (الذي لا يٌقهر)، وأظهر هشاشة الغرب بقيادة الولايات المتحدة (المترهلة)، كما أن دور جنوب إفريقيا قد فضح أكاذيب الكيان المحتل وتجريمه من قبل محكمة العدل الدولية، وظهرت خفايا النازية الجديدة الصهيو- أمريكية البريطانية، فتلك الجرائم التي لم تحدث في التاريخ القديم ولا الحديث قد هزت العالم الحر وكسبت المقاومة الفلسطينية إلى جانبها الكثير من التعاطف الشعبي العالمي.
فمنذ السابع من أكتوبر أثبتت المقاومة بأنها رقم صعب لا يمكن هزيمته، وظهر المارد اليماني الذي تعرض لأبشع جرائم العدوان منذ 2015م، وكيف استطاع الصمود في وجه العدوان، وأن يصد عسكرة البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي من البوارج الأمريكية والبريطانية التي تحمي امن إسرائيل ومصالحها فضربات المقاومة اليمنية للسفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة وما أحدثته الصواريخ المتنوعة والمسيرات من خسائر اقتصادية للدولار والشيكل واليورو والجنيه التي ضربت في مقتل التضخم الاقتصادي فارتفعت البطالة الغربية وبدأت الهجرة المعاكسة من الأراضي المحتلة إلى الشتات رغم ان الغرب والصهاينة يعرفون حق المعرفة ان وطنهم الأصلي والمخفي عن الإعلام هو (بيروبيجان) جنوب شرق روسيا
فالكيان الصهيوني يسعى إلى كتم الحقيقة، ومنع الإعلام عن زيارتها خوفا من معرفة العالم لهذا الموطن، باعتبار ان الصهيونية قد أنشئت من قبل بريطانيا وأمريكا، كشوكة في خاصرة وقلب الشرق الأوسط الغني بالثروات النفطية والمعدنية والممرات المائية الهامة التي يسيل لها لعاب المستعمر القديم- الجديد.
وبين هذا وذاك فتحركات دويلة الإمارات الزجاجية-الكرتونية في الجزر اليمنية مثيرة للريبة والشك من التحركات التي بدأت منذ 2016 وحتى اللحظة، يساندها في ذلك أذيالها من المرتزقة الذين يسيرون في ركب هذه الدويلة، وينفذون أوامرها مقابل المال المدنس، ولن أزيد لأن الأمر غاية في الخطورة، والحليم تكفيه الإشارة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب نتنياهو خائف
#سواليف
شهدت الأيام والأسابيع الماضية حراكًا مهمًا، في محاولة لاستئناف المفاوضات العالقة بين حركة #حماس و #الاحتلال الإسرائيلي، بعد انقلاب #نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتطوير تصوّره حول وقف العدوان على غزة باشتراطه تسليم #الأسرى، ونزع #سلاح_المقاومة، وإعادة انتشار جيش الاحتلال داخل القطاع، وإعادة رسم مستقبل القطاع وفق هذه الشروط، ما قد يفتح الباب أمام استدامة الاحتلال وتنفيذ فكرة التهجير.
أمام هذا الجدار من الشروط الإسرائيلية التعجيزية، تقدّمت حركة حماس باقتراح الرزمة الشاملة، والتي تعني إطلاق كافة الأسرى دفعة واحدة شرط وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من القطاع، وفتح المعابر لدخول المساعدات وبدء الإعمار مع موافقتها على لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة القطاع وفق المقترح المصري.
محاولة تحريك المياه الراكدة
مقالات ذات صلة أوقعت قتلى وجرحة .. المقاومة تستدرج قوة صهيونية بواسطة دمية تصرخ العبرية 2025/05/08قامت حركة حماس وعبر مجلسها القيادي برئاسة محمد درويش بزيارات مكوكية ولقاءات مهمّة في الدوحة وأنقرة والقاهرة، في محاولة منها لدفع عجلة #المفاوضات استنادًا إلى مقترح (الرزمة الشاملة)، الذي يتقاطع مع رغبة أغلبية الرأي العام الإسرائيلي، ورؤية الإدارة الأميركية التي عبّر عنها مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى الأميركيين السيد آدم بولر.
هذا الجهد السياسي للحركة أفضى لمناقشة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أثناء زيارته لواشنطن، ملفَّ مفاوضات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة، حيث التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث ترامب السيد ستيف ويتكوف.
بالتوازي مع ذلك بَذَلت أنقرة جهدًا باتصالاتها المباشرة مع الإدارة الأميركية، للضغط من أجل إدخال المساعدات وتحريك المياه الراكدة للمفاوضات. بعد أيّام قليلة خرج الرئيس ترامب وصرّح بأنه اتصل بنتنياهو وطلب منه إدخال المساعدات والأدوية إلى غزة.
في هذا السياق قام نتنياهو بخطوتين:
1- مناقشة إدخال المساعدات مع حكومته بناء على طلب الرئيس الأميركي:
حيث برز في نقاشات الحكومة رأيان؛ الأول أن يقوم الجيش الإسرائيلي بنفسه بعملية توزيع المساعدات، وقد تبنّى هذا الرأي وزير المالية سموتريتش لتوريط الجيش في إدارة غزة مستقبلًا، والرأي الثاني يتمحور حول إيجاد طرف ثالث (شركة أميركية) تعمل تحت عين الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتقوم بتوزيع المساعدات في محور موراغ الفاصل بين رفح وخان يونس.
وهناك أفكار تدور حول جعل مدينة رفح منطقة خيام لإيواء النازحين، تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وهي المدينة المحصورة عمليًا بين محور صلاح الدين جنوبًا مع مصر، ومحور موراغ الفاصل بين رفح ومدينة خان يونس شمالًا.
خطورة تحويل مدينة رفح إلى منطقةِ خيام معزولة ومخصّصة للنازحين، ومصدرٍ لتوزيع المساعدات تحت إشراف جيش الاحتلال؛ أن ذلك سيؤدي إلى فرز الفلسطينيين أمنيًا، واعتقال الاحتلال من يريد تحت سيف الحاجة للمساعدات، ناهيك عن المعاناة الإنسانية لكافة سكان القطاع المنتشرين في الوسط والشمال.
من جانب آخر، هذا التصوّر يُراد منه إغلاق الباب أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنعها من القيام بدورها الإغاثي.
الأخطر من ذلك، هو قيام الاحتلال بسيناريو قصف هذه المنطقة، بعد تكديس المدنيين فيها، ودفعهم بالقوّة للتوجه نحو سيناء المصرية.
2- إرسال رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، وإرسال وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى القاهرة:
ويبدو أن تلك اللقاءات، لم تفضِ إلى نتيجة عملية، حيث بقي الطرف الإسرائيلي يُصرّ على عدم وقف الحرب على غزة، وهذا ما أشار له رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أثناء مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان في الدوحة، عندما قال إن حركة حماس لديها مقترح وشروط، ونتنياهو يرفض تلك الشروط، وهو يريد الأسرى، ولكنه لا يملك رؤية لنهاية الحرب على غزة.
ما يشير إلى أن نتنياهو أرسل رُسُله إلى الدوحة والقاهرة لتنفيس الضغط الداخلي والخارجي، واستهلاك الطاقة والوقت دون الوصول إلى نهاية.
#الحرب والانتخابات
أمام هذا الاستعصاء في مسار المفاوضات، قام الإعلام الإسرائيلي بتسريبٍ على لسان مسؤول إسرائيلي بأن الحرب ستستمرّ حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم، كما صرّح وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بأن الحرب على غزة ستنتهي خلال 12 شهرًا.
هذه التسريبات والتصريحات، في حال دقّتها، تعني أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خائف من القادم وهذا يدفعه إلى الحرص على استمرار العدوان على غزة حتى قُبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المتوقع انعقادها منتصف العام 2026، بهدف السعي لتحقيق أحد أمرين:
العمل على هزيمة المقاومة واستسلام الفلسطينيين، ما يسمح له بإعلان النصر المطلق.
رسم مستقبل قطاع غزة كما يشاء بدءًا من إعادة احتلال القطاع وحتى تهجير الفلسطينيين، بغطاء أميركي.
إن لم ينجح في هزيمة الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو الأمر المرجّح بعد هذا التماسك والصمود الأسطوري خلال أكثر من 18 شهرًا، فإنه حينها قد يلجأ للمفاوضات لوقف إطلاق النار، وتسويق ذلك أمام الرأي العام الإسرائيلي؛ بأن المفاوضات جاءت عقب القضاء على المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وأن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وأنه حقّق أهداف الحرب.
وفي كلتا الحالتين سيستخدم أيًا من السيناريوهين، كرافعة له بين يدي الانتخابات البرلمانية، إما بإعلان النصر المطلق، أو أنه حقّق للرأي العام الإسرائيلي رغبته بوقف الحرب، واستعادة الأسرى.
المشهد يبدو معقّدًا وغامضًا إلى حد ما، قياسًا إلى صعوبة التحكّم في مسار ونتائج استمرار العدوان على غزة حتى نهاية العام الجاري، لا سيّما إذا نجحت المقاومة في استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني من الإنهاك، ويعاني من النقص العددي، حيث يرفض نحو 50% من الاحتياط العودة إلى القتال في غزة، ناهيك عن ازدياد رفض الرأي العام الإسرائيلي الحربَ خشية مقتل الأسرى، ولأن الحرب باتت مصلحة شخصية لنتنياهو لاستدامته في السلطة، وليست حربًا لأجل إسرائيل.
هذا، في وقت قد تندلع فيه مواجهات عسكرية، أو يزداد منسوب التوتّر بين إسرائيل وسوريا على خلفية استمرار احتلال إسرائيل أراضيَ سورية، وتحريضها تيارًا من الدروز للتمرّد المسلح على دمشق، ودعمها أيَّ مجموعات انفصالية أخرى؛ حرصًا منها على إضعاف دمشق لبقاء سيطرتها على جنوب سوريا بالحد الأدنى، وهو سلوك لا يروق أيضًا لتركيا التي تربط بين أمنها القومي واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
هذا السياق، الذي تتسارع فيه الأحداث في حالة من الغموض في سوريا ولبنان، واليمن المستمر في اشتباكه مع القوات البحرية الأميركية وإسناده لغزة، وإيران التي ما زالت تفاوض واشنطن بشأن برنامجها النووي، وغيرها من الأحداث التي قد تنبت فجأة، يجعل من قدرة إسرائيل المحتلة على التحكّم في المآلات أمرًا محل شكّ، فليس كل من يشعل حربًا يمكنه التحكّم في مخرجاتها ونتائجها، وإسرائيل ليست استثناءً.