موقع النيلين:
2025-05-18@14:02:35 GMT

غيرنيكا الفلسطينية

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT


هل كانت اللوحة الشهيرة لبيكاسو عن المذبحة البشعة التي ارتكبها النازيون في المدينة الإسبانية غيرنيكا وحملت، أي اللوحة، اسم المدينة ذاتها، ستكون بالشهرة التي حظيت بها لو أن الظروف التي رسم فيها بيكاسو لوحته أشبه بظروفنا اليوم؟ كانت اللوحة إدانة للجريمة، لبشاعة الفاشية وقبحها ودمويتها وتجردها من القيم الإنسانية، بل إن اللوحة إدانة لفكرة الحرب على وجه الإطلاق، لما تجرّه على البشر من أهوال ومصائب وفواجع ودمار وتهجير.

كان العالم قد صعق في عام 1937 بما ارتكبه النازيون نصرة لحليفهم فرانكو في حربه الشرسة ضد الجمهوريين الإسبان، وكانت غيرنيكا بمثابة العاصمة الثقافية والروحية لإقليم الباسك الإسباني، حين قرر هتلر بالتواطؤ مع فرانكو أن يجعل من معاقبتها عبرة لمن يريد أن يعتبر، فبالغ في تدميرها حين ألقت قاذفاته على المدينة الوادعة أطناناً من القنابل التي أوقعت أعداداً هائلة من الضحايا لا لهدف استراتيجي محدد، وإنما لإخافة العالم من المنتظر، من الجزاء الذي ينتظر كل من يقف ضد الفاشية التي كانت تبلورت على شكل مشروع انتحاري جهنمي عرف العالم فيما بعد نتائجه المروعة.

سجل بيكاسو في خالدته تلك المأساة. إن الألم يكاد ينطق في كل تفصيل من تفاصيل اللوحة التي تدفعنا إلى أجواء المأساة عبر الوجوه والأعناق المشرئبة للسماء، وهي تصرخ من الألم، والجثث الملقاة على الأرض وتفاصيل أخرى نراها بارزة في اللوحة.

هل كانت لوحة بيكاسو ستنال كل هذا الخلود لو أنها رسمت في ظروف أخرى غير ظروف تلك الأيام يوم أراد الفنان ذو الأصل الإسباني المهاجر إلى باريس أن يوثق الجريمة شاهداً على بشاعة الحرب وأربابها؟ هل كنا سنحافظ على نفس المقدار من الانفعال ونحن نشاهد لوحة مشابهة لفنان معاصر في وزن بيكاسو وهو يوثق جريمة أخرى من جرائم الحروب المعاصرة في غزّة وكامل فلسطين؟ نطرح هذا السؤال لنقول إن التطور المذهل في وسائل الاتصال قد جعلنا شهوداً على الحروب لحظة وقوعها، فالصور التي تبث مباشرة من موقع هذه الحروب تنقل إلينا مقدار البشاعة والوحشية في فكرة الحرب والإبادة الجماعية وقتل الأبرياء.

ليس علينا أن ننتظر شهوراً أو سنوات حتى نرى لوحة توثق ما يجري في خان يونس أو رفح أو سواهما.. ما نراه من فيديوهات على مدار الساعة عن هول ما يجري يعني أن «غيرنيكا» ليست ماضياً فقط. إن «غيرنيكا» الفلسطينية بأطنان القنابل التي تلقى عليها، لا تقل بشاعة ودموية ووحشية عن «غيرنيكا» الإسبانية، التي ربما ما كانت الأجيال ستعرف هول ما جرى فيها، لولا لوحة بيكاسو الخالدة.

حسن مدن – جريدة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جدع.. لوحة سيارة بسعر 650 ألف جنيه

طرحت بوابة مرور مصر الإلكترونية، عددًا من اللوحات المميزة داخل المُزايدة التي تتم إلكترونيًا عبر البوابة الرسمية لمرور مصر.

ومن ضمن اللوحات التي تتم عليها المُزايدة لوحة تحمل رقم “ج د ع- 999”، ووصل سعرها حتى الآن لـ 650 ألف جنيه، ويتزايد عليها 4 أشخاص وتنتهي المزايدة عليها يوم 18-5-2025 .

وأتاحت بوابة مرور مصر الإلكترونية، الدخول فى المُزايدة على اللوحات ذات الأرقام المميزة للسيارات.

أون لاين.. أسهل طريقة لاستخراج قيد عائليلينك الاستعلام عن مخالفات المرورخطوات المزايدة على اللوحات المميزة:

الدخول على الموقع من بوابة مرور مصر الإلكترونية على الإنترنت.

الضغط على أيقونة “لوحتك” ثم تسجيل الدخول على الموقع أولاً عن طريق إدخال البيانات المطلوبة بشكل صحيح في الحقول التي ستظهر لك، ثم الضغط على تسجيل الدخول، والضغط على "كون لوحتك الآن".

كتابة أرقام وحروف لوحتك التي ترغب بشرائها، ثم الضغط على "بحث".

يتم إرسال طلبك لإدارة الموقع، ويتم إدراجها في اللوحات المتاحة للمزاد في أقرب وقت.

في حالة الفوز باللوحة، يمكنك الدفع عن طريق بطاقتك الائتمانية، أو سداد نقدي في أحد فروع البنوك.


 

طباعة شارك بوابة مرور مصر مرور مصر الإلكترونية اللوحات المميزة المُزايدة

مقالات مشابهة

  • اكتشاف لوحة فسيفساء في قرية مريمين بحمص
  • آل مغني ينتقد توجه الهلال لاستعارة لاعبين من أندية أخرى
  • صهيل الحضارات.. لوحة تخطف الأنظار خلف الزعماء العرب في بغداد
  • رئيس الوزراء: السكرى أحد أفضل 25 منجما على مستوى العالم
  • مدبولي: مشروع الأتوبيس الترددي ومشروعات أخرى كانت مخطط لها قبل 25 عاما
  • جدع.. لوحة سيارة بسعر 650 ألف جنيه
  • حسين فهمي في ندوة "مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي" بـ"كان السينمائي": بدأنا ننهض مرة أخرى
  • حسين فهمي في ندوة “مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي” بـ”كان السينمائي”: بدأنا ننهض مرة أخرى
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب