أرقام من داخل إسرائيل.. نتنياهو انتهى سياسيا وهذا نتائج الانتخابات المبكرة المتوقعة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
ينقل "المركز العربي واشنطن دي سي" تحليلا تفصيليا للمشهد الانتخابي المحتمل في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو المشهد الذي يتوقع مراقبون أن يشهد تغيرات دراماتيكية تحت ضغط الحرب في غزة، والتي منحت نتنياهو فشلا لم يكن يتوقعه في أسوأ كوابيسه، بداية من فشله في منع هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتهاء بعدم تمكنه من تحقيق أهداف عدوانه على القطاع المستمر منذ 4 أشهر.
التحليل الذي كتبه مهند مصطفى، المدير العام لمركز "مدى الكرمل" البحثي في حيفا المحتلة، يرى أن إجماع الجمهور الإسرائيلي الذي كان متوحدا خلف نتنياهو عقب هجمات 7 أكتوبر والرافض لإجراء انتخابات قد تفجر وباتت المطالب ترتفع الآن بعد شهور من الحرب العبثية في غزة لتتهم نتنياهو بالتقصير وتطالب بإجراء انتخابات مبكرة.
اقرأ أيضاً
متحديا دعوات دولية متصاعدة.. حكومة نتنياهو تصدق على قرار عدم الاعتراف بدولة فلسطينية أحادية الجانب
انتهاء الاصطفاف خلف نتنياهووفي بداية الحرب، عارضت أحزاب المعارضة، وخاصة تلك التي شكلت الحكومة قبل نتنياهو، إجراء الانتخابات وبدأت المناقشات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالفعل تشكلت حكومة طوارئ مع حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس، وظلت المطالبات بإجراء انتخابات مبكرة هامشية بسبب الحرب والوضع الأمني الخطير.
وحتى يائير لابيد، رئيس المعارضة، عارض الانتخابات في بداية الحرب؛ لكنه سرعان ما غيّر موقفه بعد شهر، مطالباً بتنحي نتنياهو لصالح حكومة بديلة، لكن من دون انتخابات.
لكن سلسلة من الإخفاقات والأخطاء ساهمت في توليد حركة احتجاجية اجتماعية وسياسية طالبت بإجراء انتخابات مبكرة لاختيار قيادة جديدة للمرحلة المقبلة.
لقد استمرت الحرب في غزة طويلاً، دون أي مؤشر على أنها تحقق أهدافها، وأصبح الفشل الاقتصادي للحكومة واضحا في خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى جانب تصنيف خمسة بنوك إسرائيلية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وإقرار ميزانية الدولة لعام 2023 التي أظهرت أن النهج الفصائلي للحكومة مستمر.
بالإضافة إلى ذلك، لم تعالج ميزانية 2024 المقترحة الأزمة الاقتصادية، بل انحرفت نحو تمويل القطاعات الاجتماعية التي تدعم الحكومة، مثل الطوائف الدينية والمستوطنين، على حساب الأولويات الاجتماعية والخدمية الأخرى.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يرفض دعوات للتنحي وإجراء انتخابات مبكرة
تأييد الانتخابات المبكرةوينقل الكاتب نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وأظهر أن 71% من الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة؛ 38% يريدونها بعد انتهاء الحرب و33% يفضلون إجراءها مباشرة بعد حل الكنيست والسماح بالثلاثة أشهر التي ينص عليها القانون.
لكن نتنياهو يرفض ذلك الأمر، ويصر على أنه لن تكون هناك انتخابات قبل أبريل/نيسان 2025.
وحتى لو غادر حزب الوحدة الوطنية بزعامة جانتس حكومة الطوارئ، فإن نتنياهو سيتشبث بالسلطة ويواجه ضغوطا داخلية لإجراء الانتخابات. كما لن يقوم شركاؤه بإسقاط الحكومة لأنهم يدركون أنه إذا أجريت الانتخابات، فسيتم تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل ستبقيهم في المعارضة.
اقرأ أيضاً
135 يوما من محرقة غزة.. القصف يتواصل وتصاعد المطالب بتنحي نتنياهو
المشهد المرتقبوينتقل الكاتب للحديث عن المشهد المرتقب، وفقا لتلك المعطيات التي تشير إلى ذهاب الكيان الإسرائيلي إلى انتخابات مبكرة، رغما عن نتنياهو.
ويشير المشهد المرتقب إلى التوقعات الآتية، وفقا لاستطلاعات قياس تفضيلات الناخبين الإسرائيليين:
من المتوقع أن يحصل حزب "الوحدة الوطنية" بزعامة بيني جانتس على تمثيل برلماني يصل إلى 40 مقعدًا. وهذه نتيجة غير مسبوقة لقائمة انتخابية منذ انتخابات 1992. في المقابل، سيتقلص عدد مقاعد حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو انتخابيا إلى 17 مقعدا فقط. بشكل عام، تشير نتائج الاستطلاعات إلى أن ائتلاف الحكومة الحالية سيحصل على 45 مقعدا، فيما سيحصل شركاء الحكومة السابقة التي كان يرأسها يائير لابيد على 71 مقعدا.اقرأ أيضاً
"النصر المطلق" ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية
الائتلاف الحالي لن يتكرر وتظهر التوقعات أيضا أن شركاء الائتلاف الحكومي الحالي لن يتمكنوا من تشكيل حكومة في حال إجراء انتخابات مبكرة، حيث من المتوقع أن يفوزوا بـ 45 مقعدا. أي أقل بحوالي 19 مقعداً من النتائج التي حصلوا عليها في انتخابات 2022. في المقابل، سيحصل شركاء لابيد في الحكومة الائتلافية (باستثناء الجبهة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة) على نحو 70 مقعداً، مما يمنحه القدرة على تشكيل حكومة برئاسة بيني جانتس بسهولة. وحتى لو قرر جانتس عدم ضم القائمة العربية الموحدة التي يرأسها منصور عباس، فإنه سيكون قادرا على تشكيل حكومة تضم 65 نائبا في الكنيست، وهذا يلغي الأهمية السياسية الانتخابية لقائمة عباس التي سمحت لنفتالي بينيت ويائير لابيد بتشكيل :"حكومة التغيير في عام 2021". صعود بن غفير تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب "الصهيونية الدينية"، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لن يتجاوز العتبة الانتخابية. لكن حزب القوة اليهودية (عوتسما يهوديت)، برئاسة إيتمار بن غفير، قد يكون الحزب الوحيد بين شركاء الائتلاف الحكومي الحالي الذي قد يحقق مفاجأةوينبع ذلك بالدرجة الأولى من حملة بن جفير لتوزيع الأسلحة خلال الحرب وخطاباته وسلوكه ضد الحكومة وكأنه في المعارضة حيث يدعي النجاحات لنفسه ويلوم الآخرين على الفشل بحجة أنهم لا يستمعون إليه.
كما تشير نتائج الاستطلاعات إلى انهيار حزب "العمل" وفشله في تجاوز العتبة الانتخابية اللازمة لدخول الكنيست.وهكذا يختفي الحزب الذي أسس دولة الاحتلال من المشهد السياسي الإسرائيلي، يقول الكاتب.
بالإضافة إلى ذلك، لن يتمكن حزب لابيد "هناك مستقبل" (يش عتيد)، الذي كان أكبر حزب في المعارضة، من تشكيل الحكومة.اقرأ أيضاً
إعلام عبري: خلاف حاد بين نتنياهو وهاليفي حول هجوم رفح
مستقبل نتنياهو السياسيويخلص التحليل إلى أن مستقبل نتنياهو السياسي بات محكوما بالفشل، بشكل شبه نهائي، بسبب ما تم ذكره سلفا من فشله في التعامل مع 7 أكتوبر وما بعدها.
ولا يزال نتنياهو مصرا على عدم تحمل فشله في هذا الأمر، ويلقي بالكرة في ملعب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ما فاقم غضب الجمهور ضده.
وكشفت سلسلة من الاستطلاعات التي أجرتها صحيفة "معاريف" عن تراجع مكانة نتنياهو السياسية بين الإسرائيليين.
حيث أظهر استطلاع للرأي أجري في 13 أكتوبر/تشرين الأول أن 48% من الإسرائيليين يفضلون بيني جانتس رئيسا للوزراء، وأن 29% فقط يفضلون نتنياهو، وأن 21% فقط يريدون نتنياهو رئيسا للوزراء بعد الحرب.
وفي استطلاع أجري في 27 أكتوبر/تشرين الأول، أشار 49% إلى أنهم يفضلون جانتس، مقابل 28% لنتنياهو.
ولم تتغير هذه النسب في الاستطلاع الذي أجري في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتظهر هذه المعطيات أن نتنياهو لم ينجح في تحسين مكانته بعد الفشل في 7 أكتوبر، وبعد أربعة أشهر من العمليات العسكرية، لم يتمكن من تحسين مكانته.
وبالفعل فإن المطالبات باستقالته تتزايد، وتحولت إلى مظاهرات حاشدة في المدن الإسرائيلية.
إضافة إلى ذلك، هناك انعدام ثقة بينه وبين المؤسسة العسكرية بدأ يظهر أيضاً للعلن، وارتباك واضح بين وزرائه، وخاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريش، في صياغة خطة اقتصادية تساعد المتضررين من الأزمة.
اقرأ أيضاً
عودة المظاهرات ضد نتنياهو وتعديلاته القضائية داخل تل أبيب للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر
التمسك باستمرار الحربويختم التحليل بالقول: تشير نتائج الاستطلاعات إلى أنه إذا أجريت انتخابات مبكرة في إسرائيل، فلن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة، وقد يكون ذلك أيضًا نهاية مسيرته السياسية. ولذلك فإن نتنياهو يتمسك بحكومته الحالية ويرفض الاستقالة، وهذا ما يفسر، إلى حد كبير، إصراره على إطالة أمد الحرب أو تحقيق انتصار ساحق فيها من أجل استعادة شعبيته أو منح نفسه الشرعية اللازمة للانتخابات.
المصدر | مهند مصطفى / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: انتخابات إسرائيل نتنياهو فشل نتنياهو غزة 7 أكتوبر حماس إيتمار بن غفير بيني جانتس انتخابات مبکرة تشکیل حکومة اقرأ أیضا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية انقساما حادا داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن إمكانية التوصل لصفقة لتبادل الأسرى تتضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة، بالتزامن مع فشل الائتلاف الحاكم في تمرير قرار تمديد تجنيد الاحتياط، وانتقادات من داخل حزب الليكود للخطط العسكرية الحالية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر بيانا في وقت سابق جاء فيه أن الفريق المسؤول عن المحادثات لإطلاق سراح الأسرى ناقش التوصل إلى صفقة شاملة تتضمن أيضا إنهاء الحرب.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 أور هيلر إن ساعات حاسمة ينتظرها الجميع تفصل بين توسيع نطاق القتال والتوصل إلى اتفاق.
ولفت إلى أن أنظار جيش الدفاع الإسرائيلي تتجه إلى الدوحة لفهم ما إذا كان وفد التفاوض سينجح في التوصل إلى نوع من المرونة في المواقف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف أن المطلوب هو أن تتنازل حماس عن مطالبها بوقف الحرب بضمانات دولية، وأن توافق على مقترحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
من جهته، قال رئيس قسم الأسرى والمفقودين في الجيش سابقا آفي كالو إنه إذا كانت إسرائيل تطالب بصفقة شاملة، فيجب عليها أن توافق على مطالب حماس وعلى رأسها إنهاء المعركة.
إعلانوأضاف أنه يجب أن نتذكر أن حماس والعديد من المنتديات في العالم العربي يطالبون الآن بإنهاء الحرب من منطق ضرورة التفرغ لترتيب وضع قطاع غزة سواء على المستوى الإنساني أو على مستوى الحكم.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي ومقدم البرامج في القناة 12 بن كسميت: ربما حان الوقت لإنهاء مسألة الأسرى الفظيعة وتأجيل استئناف الحرب.
وتساءل كسميت: القضية هي هل أصبح نتنياهو مستعدا من ناحية حزبية لتحقيق هذا الأمر حتى لو كانت صفقة لإطلاق سراح 10 أسرى ووقف إطلاق النار لمدة شهرين؟ ماذا عن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟ لم نسمعهما منذ مدة طويلة.
معارضة داخل الحكومة
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن موقف معارض داخل الحكومة، حيث هاجم وزير الأمن الداخلي بن غفير تصريحات نتنياهو، وكتب على صفحته في فيسبوك أن مقترح إنهاء الحرب دون هزيمة حماس لن يتحقق مطلقا.
وفي تطور لافت، فشل الائتلاف الحكومي في تمرير قرار مواصلة تجنيد الاحتياط وفق الأمر 8 خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن، حيث سقط القرار بتصويت 4 معه و7 ضده.
وفي انتقاد حاد من داخل حزب الليكود، قال عضو الكنيست عميت هاليفي "نحن الآن على بعد 20 شهرا من خطة عملياتية يجب القول إنها فاشلة حقا وكلفتنا ثمنا داميا هائلا من القتلى والجرحى". كما أنها لم تحقق الهدف العملياتي، أي أهداف المجلس المصغر (الكابينت)، وهي القضاء على القدرات العسكرية والسلطوية لحماس.
وأوضح أن حماس اليوم لديها قوة كبيرة في قطاع غزة وهي تحكم الأرض والسكان، ولذلك فإن الواجب الأساسي ليس على كل قائد في الجيش أو أي عضو كنيست بل على كل شخص مطلع بأي طريقة أن يتأكد من أنه تم استخلاص الدروس.
وأشاد عضو الكنيست برئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، معتبرا خطة الاقتحامات التي جاء بها كانت قادرة بل أوقعت حماس بضربات، لكنها لم تهزمها، لذلك نهضت حماس من جديد مرارا وتكرارا.
إعلانونصح قادة الجيش بأن يوجهوا ضرباتهم إلى المقاومة من خارج القطاع، وتساءل: لماذا يجب إدخال الجنود إلى الشجاعية؟ لا يجب إدخال الجنود إلى بيت حانون، فكم من الجنود قتلوا في بيت حانون وحدها؟