سرايا - يبدو أن التصريح القوي الذي أثار عاصفة من الاحتجاج والجدل على المستوى الإعلامي العربي لوزير الخارجية المصري سامح شكري بخصوص شرعية حركة حماس كان بمثابة إطار يرد على تفاصيل خلاف لم تعد مكتومة بين الوسيط المصري وبين قيادات سياسية في حركة حماس مردها على الأرجح ضغوط مصرية تحاول إجبار الحركة على قبول ما عُرض في القاهرة من تفاصيل صفقة لتبادل الأسرى.




والأرجح وفقا لمصادر مطلعة أن تصريحات شكري التي أثارت استياء بالغا في الشارعين المصري والعربي بخصوص شرعية حركة حماس ومغادرتها للإجماع الفلسطيني بقيت في مواصفة ترد ضمنا على تصريح قبل ثلاثة أيام أصدره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حيث أكد في تصريحه أن حركة حماس أوقفت وقررت ايقاف كل المفاوضات والاتصالات الجارية بشأن صفقة تبادل مع العدو الاسرائيلي متمسكة بخيارها بأن تنسحب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة كاملا وان يتم وقف إطلاق النار فورا و بصورة نهائية وليس فقط في وقت تبادل الأسرى والرهائن.

هل يعني ذلك شيئا محدّدًا؟.

الجواب نعم على الأرجح لأن نقطة الخلاف الرئيسية بين ممثلي حركة حماس ووفدها في القاهرة والسلطات المصرية كانت تلك التي تتمحور حول إصرار الوفد الحمساوي على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار.

وهما نقطتان أثارهما الوسطاء المصريون بطريقة تدعو حركة حماس الي تليين موقفها مما يعني بان الوسيط المصري إستهجن خلال الاتصالات ان تصر قيادة حركة حماس على إنسحاب القوات الاسرائيلية بصورة كاملة من القطاع.

وبالتالي تصريحات هنية عكست الإيحاء ضمنا بضغوط مصرية وفي هذه الجزئية تم تفريغها دبلوماسيا بالتصريح الشهير للوزير شكري والذي قال فيه إن حماس خارج الإجماع الفلسطيني وإن الجهات التي موّلتها وعزّزتها ينبغي أن تُحاسب.

أغلب التقدير أن الوزير شكري قال ذلك على الأرجح ردًّا على تمسك وفد حماس بالقاهرة بعدم الإستسلام للضغوط المصرية في جزئيتي الوقف الشامل والنهائي لإطلاق النار ثم انسحاب القوات الاسرائيلية بصورة متكاملة من أرض القطاع.

وبالتالي تحاول القيادة المصرية هنا أو المؤسسة المصرية عبر تصريح الوزير شكري لفت نظر حماس إلى أنها في طريقها إلى خسارة صديق مصري محتمل وأن مصر في حال رفض ضغوطها ومقترحاتها يمكن أن تؤسس ردة فعل.

لكن حماس في المقابل تُدرك أن الاستسلام لما يريده الإسرائيليون خصوصا في الجزئيات العسكرية تحديدا في الأزمة الحالية يعني قبول الخروج من المعادلة السياسية تماما ويعني التقدم بصفقة تخدم اليمين الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني لا بل قد يشكل في النهاية السياسية لفصائل المقاومة.

وبالتالي وبكل هدوء واتّزان مالت فصائل المقاومة لإعلان موقفها كثوابت حتى تلتزم فيها لاحقا دون تفعيل الخلاف مع الوسطاء فيما قررت المؤسسة المصرية الرد.

وقال الوزير شكري ما قاله مثيرا عاصفة من الاعتراض خصوصا وأن المفارقة تتجلّى في تصريح الوزير المصري لأن حماس التي يعتبرها خارج الإجماع الوطني الفلسطيني بمعنى أنها لا تملك الشرعية تتعامل معها مصر رسميا وأمنيا منذ سنوات باعتبارها ورقة ضغط إسرائيلية.

داخل صفوف المقاومة نُوقشت تصريحات الوزير من حيث دوافعها ونتائجها ودلالاتها المُلغّزة الأعمق.

وتم التأكيد على أن قرار فصائل المقاومة الاستمرار في ثوابتها وموقفها وعدم الخضوع لما تريده رسالة الوزير شكري من صيغة أقرب للاستسلام للشروط الإسرائيلية العسكرية في القطاع.

وبالتالي الاستعداد للمجازفة بإما غياب الوسيط المصري تماما بعد الآن والانتقال إلى مرحلة اشتباك ضد المقاومة من جهة السلطات المصرية بالتالي أو البقاء في الموقف الحالي على أمل أن تضغط أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة وقطر على مصر لبقاء وساطتها.

رأي اليوم
إقرأ أيضاً : غزة: 136 مريضا بمستشفى ناصر دون مساعدات إنسانيةإقرأ أيضاً : فريق قانوني: الفلسطينيون يعانون عقابا جماعيا والمستوطنون دون عقابإقرأ أيضاً : قاضي قضاة فلسطين يحذر من منع الاحتلال دخول المصلين للأقصى في رمضان


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القاهرة رئيس القوات غزة القاهرة غزة قيادة القوات القوات مصر الشعب مصر مصر قيادة فلسطين مصر رمضان القاهرة غزة الاحتلال الشعب رئيس القوات القطاع الوزیر شکری حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

تشييع مهيب لرئيسي ورفاقه في طهران

 

الثورة /متابعات
في موكب جنائزي مهيب – وبمشاركة 50 وفدا عربيا وأجنبيا رفيع المستوى – ودعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس جثامين الشهداء: الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما، وذلك وسط حشود رسمية وشعبية غير مسبوقة اكتظت بها شوارع العاصمة طهران .
وصلى قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، صباح أمس، في جامعة طهران، على جثمان الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي ورفاقه قبل أن تتم مراسم التأبين عصرا بحضور وفود رؤساء دول وحكومات وممثلي عشرات الدول العربية والإسلامية والأجنبية عالية المستوى إلى جانب ممثلي دول وحركات المقاومة في العالم الإسلامي على غرار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وألقى هنية كلمةً، خلال مراسم التشييع في جامعة طهران، مُقدّماً العزاء باسم الشعب الفلسطيني وباسم فصائل المقاومة على أرض فلسطين، وباسم غزة.
وقال هنية إنّ الرئيس الراحل أكّد له – خلال لقاء جمعهما في شهر رمضان الماضي – أنّ “القضية الفلسطينية هي في صلب قضايا الأمة، وأنّ المقاومة هي خيار استراتيجي لمشروع التحرير”.
وأضاف أنّ رئيسي أكّد أنّ “إيران مستمرة في دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق تطلعات الشعب والأمة”، وأنّ “طوفان الأقصى هو زلزال ضرب الكيان الصهيوني، وأحدث تحولاً تاريخياً على مستوى العالم”.
وشدّد هنية، من طهران، على أنّ “غزة سوف تواصل المقاومة حتى تحرير كل الأرض، وفي قلبها القدس المبارك”، مردفاً بالقول: “نحن مطمئنون، بحضور قيادات محور المقاومة، أنّ الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة”.
وكانت الجثامين قد وصلت أمس الأول إلى مصلى الإمام الخميني في طهران، بعد تشييع مليوني في قم، حيث كانت المحطة الأولى لهم في مقام السيدة المعصومة، وبعدها انطلق التشييع الشعبي إلى شوارع المدينة، وصولاً إلى مسجد جمكران.
وقبل قم، شيّعت مدينة تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية في إيران، الرئيس ورفاقه، حيث استقبلتهم تجمعات حاشدة من أبناء الشعب الإيراني في حشود كبيرة جداً توديعاً لهم.
وعقب الحادثة الأليمة أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية أنّ نائب الرئيس، محمد مخبر، سيتولى مهمّات الرئاسة موقتاً، وفقاً للمادة الـ131 من القانون، بحيث يتعيّن عليه وعلى رئيسَي السلطة القضائية والتشريعية، التحضير لإقامة انتخابات خلال 50 يوماً.
على صعيد متصل نقل وفد اليمن برئاسة محمد عبد السلام، تعازي اليمن قيادة وشعبا للجمهورية الإسلامية في إيران في استشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان ورفاقهما.
وعبر عبد السلام خلال مشاركته أمس على رأس وفد اليمن، في مراسم العزاء والوداع التكريمي والتشييع للرئيس الإيراني ووزير الخارجية ورفاقهما، عن خالص العزاء وعظيم المواساة للقيادة والشعب الإيراني في فقدان هؤلاء القادة الذين مثّل رحيلهم خسارة فادحة للأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن هكذا قادة “يكفيهم فخرا أنهم قدموا في سنوات قليلة خدمات كبيرة لبلدهم وأمتهم وللقضية الفلسطينية التي انتصر لها الرئيس إبراهيم رئيسي وظل ينافح عنها حتى آخر أيامه”.

مقالات مشابهة

  • هنية وقادة بالفصائل يلتقون وزير الخارجية الإيراني الجديد في طهران
  • خطاب المعركة: ثقة وانسجام المقاومة وخلافات الاحتلال
  • في عزّ مصابها وآلمها.. إيران بلسان عربي مبين “لن نتخلى عن فلسطين”
  • تشييع مهيب لرئيسي ورفاقه في طهران
  • مصدر مصري يرد على تقرير CNN بشأن تلاعب مصر بمقترح وقف إطلاق النار
  • مصدر مصري يرد على تقرير CNN بشأن تلاعب مصر باتفاق وقف إطلاق النار
  • سامح شكري يصل طهران لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسي ووزير خارجية إيران
  • “CNN”: مخابرات مصر تلاعبت بمقترح وقف إطلاق النار الأخير الذي وافقت عليه حماس
  • كاتب صحفي: مصر حريصة على مناقشة القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية
  • أول رد من حركة حماس على أوامر محكمة الجنايات الدولية بإعتقال قادة في المقاومة