يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من معضلة كيفية شراء مزيد من الوقت للحرب في غزة على أمل تدمير حركة "حماس"؛ إذ يرزخ تحت وطأة ضغوط داخلية لتحقيق أهداف الحرب وخارجية لتقليل الخسائر بين المدنيين وتخفيف معاناة سكان القطاع.

ذلك الطرح قدمه رافائيل كوهين، وهو محلل في مؤسسة "راند" البحثية، عبر تحليل في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد"، في ظل حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة، على أمل تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها استعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وتدمير القدرات العسكرية لـ"حماس"، بعد أن شنت في 7 أكتوبر الماضي هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة.

وقال كوهين إن "إسرائيل تواجه قيودا حقيقية فيما يتصل بمدى قدرتها على التراجع عن عملياتها العسكرية، وخاصة إذا ظلت ملتزمة بتفكيك حماس بالكامل. ولم تنجح في استئصال الحرحة إلا جزئيا من معاقلها في مدينة خان يونس ومخيمات اللاجئين القريبة من وسط القطاع، فيما بدأت للتو القتال في رفح (في أقصى الجنوب)".

وتابع: "وحتى وفقا للتقديرات الإسرائيلية الخاصة، فإن أغلبية مقاتلي حماس ما زالوا طلقاء. وفي مواجهة خصم بهذا الحجم، قد لا تكون الضربات الجوية والغارات الدقيقة كافية، وقد جربت الولايات المتحدة النهج الأخير في أفغانستان وفشلت فشلا ذريعا، فحركة طالبان تدير أفغانستان الآن".

وحتى الإثنين، قتل جيش الاحتلال في غزة 29 ألفا و92 فلسطينيا وأصاب 69 ألفا و28، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا للسلطات الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

ارتباك بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو.. هل تجمدت مفاوضات تبادل الأسرى واحتلال رفح؟

مشاكل داخلية

و"من شأن تقليص العملية العسكرية أيضا أن يخلق مشاكل سياسية داخلية، وقد انتقد أعضاء مجلس الوزراء رئيس الأركان هرتسي هاليفي لتراجعه عن استخدام القوة الجوية، بينما فقدت إسرائيل أكثر من 230 جنديا في غزة حتى الآن (منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر الماضي)"، كما زاد كوهين.

وأردف: "وعلى أساس إجمالي عدد السكان، فإن هذا العدد أكثر مما خسرته الولايات المتحدة خلال حربي العراق وأفغانستان مجتمعتين. ومن ثم، ترى إسرائيل في القوة الجوية وسيلة لتقليل خسائرها على الأرض، وبالتالي من الصعب ترويج احتمال تقليصها".

واعتبر أنه "أيا كانت الهيئة التي قد تبدو عليها المرحلة التالية من حرب غزة، فلن تجعل أحدا سعيدا".

وبيَّن  أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة على الحد من استخدامها للقوة النارية بالقدر الكافي لاسترضاء منتقديها في الخارج، كما أنها غير قادرة على استرضاء منتقديها في الداخل الذين يدعون إلى إلحاق هزيمة حاسمة بحماس، وفي الوقت نفسه تقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية والاستمرار في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بغزة".

اقرأ أيضاً

كاتب إسرائيلي يرجح قرارا من مجلس الأمن بإقامة دولة فلسطين

دعم دولي

كوهين قال إنه "إذا كانت إسرائيل تنوي شراء الوقت الذي تحتاجه لحل مشكلة مقاتلي الفصائل الفلسطينية، فيتعين عليها أيضا أن تبدأ في معالجة مشكلة الـ3.5 مليون نسمة (سكان القطاع)".

ورأى أنه "للقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل أولا إلى إدراك حقيقة أنها مسؤولة عن أكثر من مليوني مدني في غزة".

وأضاف أنه "على النقيض من بعض الأصوات في اليمين المتشدد في إسرائيل، لا يمكن طرد سكان غزة ببساطة، فالولايات المتحدة وأوروبا وجيران إسرائيل العرب، بل وحتى بعض الأعضاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم بإسرائيل، يعارضون فكرة تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة".

و"الأهم من ذلك أن الفلسطينيين لا يريدون المغادرة، وسيبقون في غزة في المستقبل المنظور.. وبالنسبة لإسرائيل، فإن تقديم المزيد من المساعدات (الإنسانية) للمدنيين في غزة هو أيضا أفضل وسيلة لتأمين الدعم الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، لمهمتها المستمرة في تفكيك حماس".

وتسبب جيش الاحتلال في دمار هائل في غزة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85% من السكان، بحسب الأمم المتحدة.

وللمرة الأولى منذ إقامتها في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً

اجتياح مرتقب لرفح.. نتنياهو يُغرق التطبيع والسلام في حمام دم

المصدر | رافائيل كوهين/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة نتنياهو إسرائيل حماس الأسرى أمريكا فی غزة

إقرأ أيضاً:

تعرف على أبرز ردود الفعل على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة

وافق مجلس الأمن، الاثنين، بأغلبية ساحقة على أول قرار له يؤيد فيه اقتراح وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب التي تدور رحاها في غزة منذ نحو ثمانية أشهر.

اعلان

ورحب القرار الذي طرحته الولايات المتحدة، باقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي تقول الولايات المتحدة إن إسرائيل قبلته.

ويدعو القرار الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية 14 من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن وامتناع روسيا عن التصويت، إسرائيل وحماس "إلى تنفيذ شروطه بالكامل دون تأخير ودون شروط".

ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت إسرائيل وحماس ستوافقان على المضي قدمًا في الخطة، لكن الدعم القوي للقرار في أقوى هيئة في الأمم المتحدة يضع ضغوطًا إضافية على كلا الطرفين للموافقة على الاقتراح.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في إسرائيل الاثنين، حيث حث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على قبول الخطة الخاصة بغزة بعد الحرب، بينما دفع لمزيد من الضغوط الدولية على حماس للموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار.

وبينما كان نتنياهو متشككا فيما يتعلق بالاتفاق، مؤكدًا أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بتدمير حماس، قالت حماس إنها ترحب بتبني القرار وإنها مستعدة للعمل مع الوسطاء في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتنفيذه، مؤكدة أنها ستواصل "نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي والعمل على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة".

حماس ترحب وإسرائيل تلتزم الصمت.. مجلس الأمن يتبنى خطة وقف إطلاق النار في غزة

وقالت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ريوت شابير بن نفتالي: "هذا يعني أيضاً أن إسرائيل لن تنخرط في مفاوضات لا نهاية لها ولا معنى لها، والتي يمكن أن تستغلها حماس كوسيلة للمماطلة كسب الوقت".

لكن السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد أكدت مجدداً أن إسرائيل قبلت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تدعمه دول في جميع أنحاء العالم.

وقالت توماس غرينفيلد للمجلس "يمكن أن يتوقف القتال اليوم، إذا فعلت حماس الشيء نفسه. أكرر، يمكن أن يتوقف هذا القتال اليوم".

وكان نائب السفيرة الأمريكية روبرت وود، قد صرح للصحفيين في وقت سابق من يوم الاثنين قائلاً، إن الولايات المتحدة تعتبر الاتفاق "الفرصة الأفضل والأكثر واقعية لوضع نهاية مؤقتة على الأقل لهذه الحرب".

الولايات المتحدة تدعو مجلس الأمن الدولي إلى دعم خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، التقى قادة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطر لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح وقالوا لاحقاً إن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وإعادة الإعمار و"صفقة تبادل جادة" بين الرهائن في غزة والفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن موسكو امتنعت عن التصويت لأن تفاصيل الخطة المكونة من ثلاث مراحل لم يتم الكشف عنها و"لدينا مجموعة كاملة من الأسئلة".

وذكر نيبينزيا "أن حماس مدعوة إلى قبول هذه الصفقة المزعومة، لكن لا يوجد ما هو واضح فيما يتعلق بموافقة إسرائيل الرسمية. نظرًا لتصريحات إسرائيل المهددة بشأن تمديد الحرب حتى هزيمة حماس تمامًا ... ما الذي وافقت عليه إسرائيل على وجه التحديد؟".

ومن جانبه، قال السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الممثل العربي في المجلس، إن النص ليس مثاليًا، لكنه "يقدم بصيص أمل للفلسطينيين، لأن البديل هو استمرار المجازر ومعاناة الشعب الفلسطيني".

وأضاف بن جامع: "لقد صوتنا لصالح هذا النص لإعطاء الدبلوماسية فرصة للتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان الذي طال أمده على الشعب الفلسطيني".

ورحب الاتحاد الأوروبي باعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث كتب جوزيب بوريل على منصة إكس: "نذكر بدعمنا الكامل لخارطة الطريق المكونة من ثلاث مراحل التي اقترحها الرئيس الأمريكي ونحث الطرفين على قبولها وتنفيذها."

وكان مجلس الأمن قد تبنى قرارًا في 25 آذار/مارس، يطالب بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة خلال شهر رمضان، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، ولكن لم يكن هناك توقف للحرب.

تغطية خاصة| مجلس الأمن الدولي يتبنى مشروع قرار أمريكي يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزةحرب غزة في يومها الـ249| بعد تبني مجلس الأمن لقرار وقف إطلاق النار.. قصف إسرائيلي مستمر على القطاع

ويسلط قرار يوم الاثنين الضوء على "أهمية الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار يتكون من ثلاث مراحل ويشير إلى أن الدول الثلاث مستعدة "للعمل على ضمان استمرار المفاوضات لغاية التوصل إلى جميع الاتفاقات".

وأشار إعلان بايدن عن الاقتراح الجديد في 31 أيار/ مايو إلى وقف فوري تام وشامل لإطلاق النار مع إطلاق سراح المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى وإعادة رفات بعض المحتجوين الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى ديارهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة بما في ذلك الشمال.

اعلان

فضلًا عن التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع على جميع من يحتاجها من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك وحدات الإسكان المقدمة من المجتمع الدولي.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مقتل شخص وإصابة العشرات إثر انفجار في مصنع للأسلحة شرق بولندا اكثر من 19 ألف صاروخ غير موجه أطلق على إسرائيل منذ بدء الحرب وفق الجيش الإسرائيلي "أنقذوهم الآن".. إطلاق منطاد ضخم في سماء تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في غزة مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن قطاع غزة وقف إطلاق النار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها الـ249| بعد تبني مجلس الأمن لقرار وقف إطلاق النار.. قصف إسرائيلي مستمر على القطاع يعرض الآن Next حماس ترحب وإسرائيل تلتزم الصمت.. مجلس الأمن يتبنى خطة وقف إطلاق النار في غزة يعرض الآن Next اكثر من 19 ألف صاروخ غير موجه أطلق على إسرائيل منذ بدء الحرب وفق الجيش الإسرائيلي يعرض الآن Next أوروبا تنحرف يمينًا ولكن الوسط يقاوم: ما الذي تعنيه نتائج انتخابات الاتحاد الأوروبي وماذا بعد؟ يعرض الآن Next ترامب تجاهل زيارتها.. بايدن يزور مقبرة عسكرية أمريكية قرب باريس اعلانالاكثر قراءة دراجون عراة يجوبون شوارع مكسيكو سيتي مطالبين بطرق آمنة "أحدهم سألني أين المقاومة".. شهود عيان يروون تفاصيل ما حدث معهم في هجوم النصيرات المروع شاهد: ثور يقفز فوق سياج حلبة في أوريغون ويصيب 3 أشخاص قبل الإمساك به مباشر. تغطية خاصة| مجلس الأمن الدولي يتبنى مشروع قرار أمريكي يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة انتخابات الاتحاد الأوروبي: تعرف على أبرز الفائزين والخاسرين في دول التكتل الـ27 اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 حركة حماس إسرائيل غزة يمين متطرف فرنسا احتجاز رهائن قتل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيمانويل ماكرون أوروبا بنيامين نتنياهو Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلن استعدادها لاتخاذ مزيد الإجراءات بما في ذلك العسكرية ضد إيران
  • هكذا تناولت صحف الاحتلال قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار بغزة
  • هكذا ردت مندوبة إسرائيل على قرار مجلس الأمن الذي تبنى اقتراح بايدن بغزة
  • هكذا رد مندوب إسرائيل على قرار مجلس الأمن الذي تبنى اقتراح بايدن بغزة
  • هكذا تناولت صحف الاحتلال قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة
  • تعرف على أبرز ردود الفعل على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • إسرائيل ترد على تبني مجلس الأمن مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • أول رد إسرائيلي على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • بعد قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار بغزة .. إسرائيل: سنستمر بالحرب حتى إعادة الرهائن وتفكيك حماس
  • المخابرات الأميركية والبريطانية ساعدت إسرائيل في استعادة 4 محتجزين بغزة