وزير الطاقة القطري يرى أن وقفاً لإطلاق النار في غزة سيُنهي هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريده الكعبي الاثنين، أن إعلان وقف إطلاق نار في غزة سيؤدي إلى إنهاء هجمات الحوثيين على سفن في منطقة البحر الأحمر والتي تؤثّر على جدولة شحنات المحروقات.
وقال الوزير الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “قطر للطاقة” الحكومية العملاقة، إن “أساس المشكلة” في منطقة البحر الأحمر، حيث يستهدف المتمردون اليمنيّون المدعومون من إيران سفنًا تجارية، “هو غزو الاحتلال لغزة”.
وقال في مؤتمر صحافي خلال مراسم وضع حجر الأساس لمصنع ضخم للبتروكيماويات على ساحل قطر الشمالي الشرقي، “نأمل أن يُعلَن وقف لإطلاق النار قريبًا لوضع حدّ (للهجمات)، و للأثر الاقتصادي (الذي يترتب عنها) على العالم بأسره”.
منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإلاحتلال أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس والاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتوثر هذه الهجمات على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. ولتجنّب المرور في البحر الأحمر، قررت شركات كثيرة بينها “قطر للطاقة”، تحويل مسار شحناتها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا أقله لمدة أسبوع.
وقال الكعبي في إشارة إلى تحويل مسار الشحن، إن “ذلك سيزيد الكلفة والوقت والقيود على عمليات التسليم”.
وأوضح “قد لا يكون الأمر محسوسًا على المدى القصير، لكن إذا استمرّ على المدى الطويل، فسيعيق الحركة فعليًا… إذا تحدثنا عن الحجم الصافي الذي تمّ شحنه بالفعل على مدى عام كامل”.
في محاولة ردع الحوثيين وحماية الملاحة البحرية، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد.
لكنّ ذلك لم يثنِ الحوثيين عن مواصلة هجماتهم وباتوا يستهدفون السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة ردًا على الضربات، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافًا مشروعة”.
ويؤكدون في كافة بياناتهم أن هجماتهم “لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفعَ الحصار على قطاعِ غزة”.
المصدر أ ف ب الوسومالاحتلال الإسرائيلي الحوثيين اليمن فلسطين قطرالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الحوثيين اليمن فلسطين قطر
إقرأ أيضاً:
اخترق الـسي آي إيه.. كراكا الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
في عام 2018، أصدرت السلطة القضائية في إنجلترا وويلز حكما بالسجن لمدة عامين على كين جامبل البالغ من العمر 18 ربيعا، والتهمة هي تنظيم مجموعة من الهجمات السيبرانية التي أدت إلى اختراق حسابات مجموعة من الشخصيات الحساسة والبارزة في الحكومة الأميركية، ومن بينهم، جون برينان رئيس المخابرات الأميركية آنذاك وزوجته، فضلا عن مارك جوليانو نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وأعضاء أسرته بالكامل.
ولكن، الاختراق الذي قام به جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة ومكونة من عدة قطع متحركة، انتهت باختراق حسابات مجموعة متنوعة من كبار الموظفين في الولايات المتحدة، فضلا عن الوصول إلى منازلهم واختراق شبكاتها وأجهزة التلفاز الخاصة بها لعرض رسائل استفزازية.
يصف كين جامبل ما قام به بأنه أكبر اختراق على الإطلاق، ويؤكد في سجلات المحكمة الرسمية بأنه كان سعيدا بسبب نشوة التحدي والمغامرة التي كان يخوضها، فكيف تمكن من القيام بذلك؟
هجمات جامبل السيبرانية لم تكن هجمات معتادة تعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كانت هجمات منظمة ترتقي إلى مستوى المنظمات العالمية، إذ استطاع تقليد وخداع موظفي خدمة العملاء في كبرى الشركات الأميركية مثل "كومكاست" (Comcast) و"فيريزون" (Verizon) ثم إقناعهم بتسريب بيانات سرية ومهمة عن ضحاياه.
ورغم أن جامبل كان هو الوجه الإعلامي للاختراق والمجرم الرئيسي الذي تم الحكم عليه، إلا أنه لم يكن وحيدا، إذ أسس في بداية فترة نشاطه عبر الإنترنت مجموعة من المخترقين أطلق عليها "كراكا وذ آتيتود" (Cracka with Attitude) واختصارا "سي دبليو إيه" (CWA)، ومن ضمن النشطاء في هذه المجموعة كان "ديفولت" (Default)، وهو قرصان مراهق آخر تأثر كثيرا برحلة سنودن واستغل قدراته لتوصيل رسائل سياسية في المقام الأول.
هجمات جامبل و"ديفولت" لم تكن مجرد هجمات سيبرانية من أجل الاختراق فقط أو الابتزاز، بل امتدت إلى استفزاز الضحايا خاصة من الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، إذ نشر جامبل عبر حسابه في "تويتر" آنذاك متحديا وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" (CIA) قائلا إنه وصل إلى كل شيء تملكه الوكالة وطالبا منهم رفع درجة التحدي، كما اختراق أجهزة التلفاز الخاصة بكل ضحاياه تاركا رسالة استفزازية عليها.
إعلانكما ترك رسائل صوتية عديدة لزوجة وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون مستفزا إياها، فضلا عن تغيير كلمات المرور لحسابات أسرة مارك جوليانو وإزعاجهم بمئات المكالمات المستمرة حتى تم وضعهم تحت حماية الشرطة.
وتجدر الإشارة إلى أن جامبل سرب بعض المعلومات التي وصل إليها عبر مواقع التسريبات الشهيرة والمعروفة مثل "ويكي ليكس" (Wikileaks) وغيرها، وهو الأمر الذي دفع القضاء لرفع حدة التهم الموجهة إليه لتصبح اختراق الحياة الخصوصية وترويع المواطنين.
الحكم النهائيارتكب جامبل هذه الجرائم عندما كان يبلغ من العمر 15 و16 عاما، ورغم صغر سنه، إلا أن هجماته كانت مدفوعة بنوايا سياسية، إذ ذكر في كافة هجماته تعليقات تطلب تحرير فلسطين وإيقاف العمليات الإرهابية فيها، إلى جانب التعرض لقضايا أخرى مختلفة ومتنوعة.
ولكن بسبب صغر سن جامبل، تمكن المحامي الخاص به وليام هارباغ من إقناع المحكمة بأنه لم يكن يدرك عواقب ما يقوم به، فبالنسبة له، كان الأمر كله عبارة عن لعبة ماتعة يخوض غمارها مع أصدقائه في محاولة منهم لجذب الانتباه.
لذا حصل على حكم مخفف بقضاء عامين في سجن الأطفال، وهو الحكم الذي انتهى في أغسطس/آب 2020، ثم عاود كين جامبل مجددا الاتصال بالإنترنت، في محاولة منه للحاق بما فاته، ولكن هذه المرة، دخل عالم الأمن السيبراني وأصبح أحد مدافعيه بدلا من أن يكون قرصانا يتربص بالضحايا.