“غواصات متفجرة” مفاجأة اليمن للسفن الأميركية البريطانية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
عادت العمليات اليمنية في خليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي ومعها الإنجاز في أجواء محافظة الحديدة لتشعل الأجواء في العالم، وتشحن المعنويات والعزائم في منطقتنا العربية والإسلامية، بالقدر الذي تزيد التحالف الأميركي البريطاني البحري تخبطًا إلى تخطبه، وفشلًا إلى فشله الذريع والمدوي.
ضربتان في آن واحد، لا توجعان الرأس وحسب بل وتفقدان أئمة الكفر الثبات والاتزان، فثمة وسائل وتكتيكات يمنية قتالية جديدة تدخل على خط المواجهة البحرية لم تكن في الحسبان الأميركي والبريطاني على حد سواء.
استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن، بصواريخ وأسلحة مناسبة، وإسقاط طائرة تجسسية من طراز “MQ9″… أحدث المفاجآت للقوات المسلحة اليمنية التي تؤكد استمرار إجراءاتها وعملياتها النوعية ضدّ كافة الأهداف المعادية دفاعًا عن اليمن وإسنادًا للشعب الفلسطيني حتّى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزّة.
من نتائج العملية في خليج عدن وفق متحدث القوات المسلحة إصابة السفينة البريطانية “روبيمار” بشكل مباشر وتوقفها بشكل كامل. ونتيجة الأضرار الكبيرة فالسفينة معرضة للغرق في أي لحظة إذا ما فشلت مهمّة البحرية الأميركية في إطفاء الحريق وجرّ السفينة إلى أماكن الصيانة والترميم بعد فشلها في اعتراض الضربات اليمنية كما سابقاتها.
وعن خروج طاقم السفينة في أعقاب العملية النوعية دون أي إصابات وفق ما ورد في بيان شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أوضحت القوات المسلحة على لسان متحدثها حرصها على سلامة أفراد السفينة.
في الحديدة كانت الدفاعات الجوية حاضرة، بعملية مسددة ومؤثرة أسقطت طائرة تجسسية أميركية هجومية أثناء قيامها بمهام عدائية ضدّ اليمن لصالح كيان العدوّ الإسرائيلي.
إنه تكامل للجهود العسكرية، والعدو الأميركي من دون طائرات الرصد والتجسس كالأعمى، لا يدري كيف وأين ومتى يمكن أن يُضرب ويُستهدف، لذلك جاء بيان قيادته المركزية ليظهر حقيقة الفشل ويزيد طين الأزمة الأميركية بلة.
البيان الأميركي زعم تنفيذ خمس ضربات في يوم الأحد الموافق السابع عشر من شباط/فبراير الجاري ضدّ ثلاثة صواريخ كروز متنقلة وسفينتين غير مأهولتين في اليمن.
وبهذا الإجراء “أي الضربات الخمس” يقول بيان المركزية الأميركية إن المياه الدولية ستصبح أكثر أمنًا للسفن الأميركية والملاحة التجارية، لكن ما يفند الادّعاء الأميركي هو إقرار الشركة البريطانية بتضرر السفينة المستهدفة. على أن المفاجأة هو ما ورد في البيان الأميركي من رصد استخدام اليمن “لأول مرة” “سفينتين غير مأهولتين” في استهداف السفن منذ بدء الهجمات في 23 تشرين الأول/أكتوبر والمفاجأة الأكبر أن إحدى هاتين السفينتين هي “غواصة متفجرة” لا يعرف حجمها ولا قدرتها التدميرية حتّى الآن.
إقرار الأميركي على مضض بجديد الأسلحة رغم التهوين والتقليل من فاعليتها يأتي في معرض التحريض والتهويل من عمليات اليمن لكسب وتوريط المزيد من الحلفاء الدوليين، لكن النجاح في تجنيب سفن الدول الأخرى من الضرب والاستهداف والسماح لها بالمرور بسلام يحرج البيت الأبيض ويعطل خططه التآمرية.
القوات المسلحة اليمنية من جانبها لم تعلن عن جديد أسلحتها ووسائلها الهجومية في معرض الدفاع عن كرامة الأمة ومقدساتها. وليس بالضرورة الإفصاح عن كلّ القدرات في معركة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، فيكفي استخدام الأميركي لمصطلح “لأول مرة” لمعرفة حقيقة تنامي القدرات اليمنية وفاعليتها عند الهجوم.
وحتّى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي اكتفى بالتلميح لاستخدام أسلحة متطورة في ميدان المعركة البحرية، قبل أن يقر قائد الأسطول الخامس الأميركي تشارلز برادفورد كوبر أن صواريخ اليمن لا تحتاج أكثر من 75 ثانية لضرب الأهداف المعادية في البحر الأحمر، وأضاف أن قواته لا تمتلك سوى 9 أو 15 ثانية للرد.
ومع الإعلان الأميركي عن تفعيل المدمرة “يو إس إس غريفلي” “لأول مرة” أيضًا نظام الإغلاق المصمم كآخر نظام دفاعي بعد اختراق صاروخ كروز، فالواضح أن القوات الأميركية لا تستطيع في الغالب اعتراض الصواريخ اليمنية رغم تحليقها في السماء إذا ما اقترب من الهدف، فكيف بها عندما تواجه زوارق متفجرة من تحت الماء.
في مجال الأسلحة والتطور التكنولوجي لا مجال للمقارنة بين الولايات المتحدة واليمن، فالأولى إلى جانب بريطانيا تملكان أحدث الاساطيل والمدمرات واقتصادهما يهيمن على العالم إضافة إلى نفوذهما المطلق على الصعيد الدولي، لكن اليمن رغم إمكاناته المحدودة والبسيطة إلا أنه بالله أقوى عودًا وأصلب إرادة.
ما يقدمه اليمن، من إنجازات بفضل الله وتأييده، في البحر الأحمر وكذلك الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، يؤكد حتمية فشل قوى الاستكبار، وإمكانية التغلب على ترسانتها التسليحية وتقنياتها المتطورة بالعمل والصبر والمثابرة والاستفادة من المصادر المتوفّرة كما يمكن اعتبار ذلك أيضًا مقدمة لانتصار يلوح في الأفق، يتوج بتحرير المقدسات وزوال كيان العدوّ الإسرائيلي، والعاقبة لمن اتقى.
إسماعيل المحاقري
المصدر : موقع الخنادق
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين
يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:
قال إدموند فيتون-براون، السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إن الحرس الثوري الإيراني هو الجهة الأجنبية الأكثر نفوذاً في اليمن. من خلال علاقة التنظيم الإيراني مع جماعة الحوثي المسلحة.
وقال براون في لقاء مع برنامج بودكاست على مركز أبحاث ( BICOM) إن “شنّ الحوثيين حملتهم في البحر الأحمر ضد الملاحة فيه أواخر عام ٢٠٢٣ وبداية عام ٢٠٢٤، كان مبادرة حوثية. لم يفعلوا ذلك بناءً على تعليمات إيرانية، بل كانوا يفعلون شيئًا اعتبروه مفيدًا لهم، ولسمعتهم”.
وأضاف أن الحوثيين يستعرضون عضلاتهم ويُظهرون قدرتهم على ابتزاز المجتمع الدولي باستخدام منفذهم إلى البحر الأحمر. لافتاً إلى أن سلوك الحوثيين هذا جاء قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي على غزة منحه القدرة على توسيع الابتزاز.
وبراون هو دبلوماسي بريطاني مخضرم وكان سفيراً للمملكة المتحدة لدى اليمن بين 2015-2017م.
وأضاف براون: سبق ان استخدم الحوثيون الهجمات في البحر الأحمر لتحقيق مكاسب وكان ذلك 07 أكتوبر. وبالتالي، لا يمكن القول إنه مرتبط مباشرةً بتضامن الحوثيين مع الفلسطينيين. على أي حال، مع مرور الوقت، ونشر إدارة بايدن، بدعم من الحكومة البريطانية، قوة بحرية في البحر الأحمر، تكبد الحوثيون خسائر فادحة، ليست كبيرة، بل دمار كبير في منشآتهم العسكرية.
وتابع: “ورغم أن الناس انتقدوا الرد الأمريكي الأولي باعتباره مُفرطًا في الحذر، وأعتقد أنه كان كذلك بالفعل، إلا أنه كان له بعض التأثير، وكان بيانًا قويًا جدًا للنوايا. وأعتقد أن الحوثيين حينها أدركوا ذلك، لكنهم استمروا ليُثبتوا مصداقيتهم في قولهم إنهم حقًا، كما تعلمون، أبطال القضية الفلسطينية ضد إسرائيل.”
مع ذلك يقول براون: كان عليهم بذل المزيد من الجهود لمهاجمة إسرائيل مباشرةً. وهكذا، بدأوا، مع مرور الوقت، يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ لمحاولة اختراق الدفاعات الإسرائيلية وتوجيه ضربة إلى الأراضي الإسرائيلية. وقد فعلوا ذلك بالفعل في الماضي فلديهم خبرة في القيام بذلك ضد المملكة العربية السعودية خلال الحرب الأهلية، ولديهم خبرة في القيام بذلك ضد الإمارات العربية المتحدة.
لذلك يرى براون إن الحوثيين قالوا “لنرَ إن كنا نستطيع ضرب إسرائيل”. مضيفاً: من الواضح أن إسرائيل تتمتع بدفاع قوي جدًا، وقليل جدًا من هذه الهجمات ينجح. ولكن عندما ينجح، فمن الواضح أنه يُحدث اضطرابًا كبيرًا. وعندما يُكبد الإسرائيليون أي خسائر أو يُسببون اضطرابًا خطيرًا، فإنهم يشعرون حينها بالحاجة إلى الرد.
ولفت إلى دورة القصف التي تمت منذ منتصف مارس/آذار حتى مطلع مايو/أيار خلال ولاية ترامب الثانية. وقال: ثم جاء دونالد ترامب ليقول إن قواعد الاشتباك السابقة كانت غير كافية، وإن الولايات المتحدة لا ينبغي الاستهانة بها، وإن الحوثيين سيُدمرون إن لم يتوقفوا عن تهديد الملاحة الدولية في المياه الدولية. كما قال صراحةً إنه سيُحمّل إيران مسؤولية كل ما فعله الحوثيون، حتى يتوقع الإيرانيون أيضًا التعرض لهجوم عسكري إن استمروا في تسهيل ودعم هجمات الحوثيين على المجتمع الدولي.
منع الحوثيين من حشد القوات
وقال الدبلوماسي البريطاني السابق في اليمن “أعتقد أن أهم شيء حققته الحملة الأمريكية، والذي لم يتحدث عنه الناس كثيرًا، هو حقيقة أنها منعت الحوثيين من حشد القوات لإحراز تقدم في الحرب الأهلية، لأن الحرب الأهلية مستمرة في اليمن والهدف الحالي للحوثيين هو السيطرة على مدينة مأرب، ومدينة مأرب مهمة استراتيجيًا للغاية”.
وأضاف: مأرب مدينة كبيرة جدًا، وستفتح أيضًا الطريق أمام الحوثيين للتقدم شرقًا نحو حقول النفط اليمنية، وجنوبًا نحو خليج عدن أو ساحل المحيط الهندي. لذا، من المهم جدًا منع الحوثيين من الفوز في الحرب الأهلية. من المهم جدًا ألا ينجحوا في الاستيلاء على مأرب”.
وتابع: “وبالطبع، عندما شنّ الأمريكيون هذه الحملة الجوية الواسعة والعدوانية، أدرك الحوثيون أن قواتهم التي كانت تحشد للسيطرة على مأرب كانت في غاية الضعف، وأنهم قد يُسحقون تمامًا من الجو. لذا، اضطروا إلى التخلي عن حصار مأرب والتخلي عن الأعمال الهندسية التي كانوا يقومون بها لدعم هذا الحصار”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...