أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الظواهر الفلكية لتعامد الشمس بمصر على معبد أبو سمبل ومعبد الكرنك ومعبد قصر قارون بالفيوم وكنيسة الملاك ميخائيل بالشرقية ظواهر استثنائية بمصر ويطالب بإعداد ملف لتسجيها تراث عالمى لامادى باليونسكو  

حبس عصابة التنقيب عن الآثار 4 أيام على ذمة التحقيقات بأخميم المؤتمر الدولي الرابع لكلية الآثار جامعة الفيوم بالاشتراك مع جامعة الاقصر

ونوه إلى أهمية ظاهرة تعامد الشمس على أبو سمبل الذى يحتفى بها العالم سنويًا فى موقع مسجل تراث عالمى منذ عام 1979 ويشمل "معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة" والتى تضم الكثير من المعابد الأثرية مثل معبد رمسيس الثانى فى أبو سمبل ومعبد إيزيس فى جزيرة فيلة الذين أمكن إنقاذهما من الغرق بسبب بناء السد العالى، وكان الموقع الأصلى لمعالم موقع التراث العالمى "معالم النوبة" أمام الشلال الثانى، لكن منذ إنشاء السد العالى تم نقلهم إلى موقعهم الحالى الجديد وأطلقت منظمة اليونسكو حملة عالمية لإنقاذ المواقع المهددة بالغرق من جرّاء بناء السد ونقلها إلى موقع جديد ملائم من ناحية السلامة خلال الفترة من ١٩٦٠ إلى ١٩٨٠م بتكلفة بلغت وقتها ٨٠ مليون دولار وشاركت فيها ٥٠ دولة وساهم فيها الإيكوموس

 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن التعامد بأبو سمبل كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام وبعد نقل المعبد على تل ارتفاعه 66 متر تأخرت الظاهرة 24 ساعة لتصبح 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 60 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس الذى يضم منصة تشمل تمثال الملك رمسيس الثانى جالسًا وبجواره تمثال الإله رع حور آختى والذي يحمل على رأسه قرص الشمس وثعبان أوريوس والإله آمون إله الشمس والريح والخصوبة بينما يظل تمثال الإله "بتاح" في ظلام لأن قدماء المصريين لكانوا يعتبرونه "إله الظلام".

وتستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة وقد تصل إلي 25 دقيقة 

 

وأردف بأن أسباب ذلك هو تصميم المصريين للمعبد بناءً على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه والآخر لبدء موسم الحصاد أو أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش

 

وشهدت مصر القديمة حركة بناء وتشييد واسعة خلال حكم رمسيس الثاني وكانت النوبة مهمة للمصريين لأنها كانت مصدرًا للذهب والعديد من السلع التجارية الثمينة الأخرى لذلك بنى بها العديد من المعابد الكبرى من أجل إبهار النوبيين بقوة مصر أشهرها معبدى أبو سمبل وتضم المعبد الكبير المخصص لرمسيس الثاني نفسه والمعبد الصغير المخصص لزوجته الرئيسية الملكة نفرتاري.

 

وبدأ بناء مجمع المعابد عام 1264 قبل الميلاد واستمر 20 عامًا حتى عام 1244 قبل الميلاد وكان يعرف باسم "معبد رمسيس المحبوب من قبل آمون"

 

ونحت المعبدين فى الجبل في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن ال 13 قبل الميلاد كنصب دائم له وللملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش وتم نقله على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة وفوق خزان السد العالي في أسوان، وتم اكتشاف معابد أبوسمبل لأول مرة فى أغسطس عام 1817 عندما نجح المستكشف الإيطالى جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب وسمي المعبد بهذا الاسم على اسم طفل صغير قاد المستكشفين إلى الموقع من جديد والذي كان يراه من وقت إلى آخر في الرمال المتحركة وفي نهاية المطاف أطلق المستكشفون اسمه على المعبد 

 

وعن عبقرية المصريين فى الفلك أشار الدكتور ريحان إلى رصد قدماء المصريين بعض الظواهر الفلكية مثل كسوف الشمس كما اتخذوا أسماء الكواكب كآلهة فعبدوا اله الشمس (رع) واعتمدوا النظام الشمسي وقسموا السنة إلى 3 فصول  كل فصل يتألف من أربعة أشهر، وقد أطلقوا على الأول الفيضان أو "اخت" والثاني فصل بذر الحبوب أو "برت"، والثالث فصل الحصاد أو "شمو"، بل واستطاعوا أن يتعرفوا عن الكواكب الأخرى، كعطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، كما استطاعوا رصد حركة بعض النجوم والأجرام السماوية وتحديد أبراجها واستطاعوا أن يتعرفوا على الكواكب الأخرى مثل عطارد، الزهرة،المريخ، المشتري، زحل و ابتكروا الساعة الشمسية

 

وتابع الدكتور ريحان بأن الشمس تتعامد أيضًا يوم 21 ديسمبر من كل عام على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالفيوم بالتزامن مع تعامد الشمس على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر، ويبعد معبد قصر قارون حوالى 65 كم عن مدينة الفيوم ويقع جنوب غرب بحيرة قارون ضمن التقسيم الجغرافى فى شمال غرب إقليم الفيوم بمركز يوسف الصديق، وتسمى المدينة بمدينة ديونيسيوس، وهى مدينة شيدت فى العصر البطلمى حوالى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت تسمى ديونيسيوس نسبة إلى إله الخمر عند اليونانيين، فى منتصف المدينة شيد معبد للإله سوبك الإله المحلى لإقليم الفيوم، والذى كان يعبد فى صورة تمساح، شيد المعبد من الحجر الجيرى.

 

وقد اكتشف الظاهرة الدكتور مجدى فكرى وبدأ الاحتفال بها 2010 وتتعامد الشمس لمدة 25 دقيقة حتى تدخل لمدخل المعبد ثم تتسرب من خلال محور المعبد لتضىء المقصورة الوسطى لقدس الأقداس والتى يفترض انها كانت تحتوى على المركب المقدس للإله سوبك لتنحرف يمينا لتنير المقصورة اليمنى والتى يفترض انها كانت تحتوى على تمثال الإله فيما تظل المقصورة اليسرى غارقة فى الظلام حيث كانت تحوى على مومياء للإله سوبك التمساح والتى كانت يجب أن تبقى فى الظلام، كما تتعامد الشمس على معبد الكرنك في الأقصر يوم 21 ديسمبر من كل عام من الساعة السادسة وحتى الثامنة صباحًا 

 

وأكد الدكتور ريحان أن أحفاد قدماء المصريين أصبح لهم نصيبًا من ظاهرة التعامد حيث تتعامد الشمس أيضًا بكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بمنيا القمح محافظة الشرقية في ظاهرة فلكية روحانية تحظى بزيارة المصريين مسلمين ومسيحيين وتعد الكنيسة محطة هامة فى مسار العائلة المقدسة والذى يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي وتتعامد الشمس بها ثلاث مرات سنويًا أول مايو على مذبح القديس مار جرجس فى عيد استشهاده، و19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل فى عيده والذى حدث منذ أيام، و22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها ولكن حجبت أشعة الشمس عن هذا المذبح نتيجة إضافة مبنى خرسانى للخدمات الكنسية على واجهة الكنيسة عام 1984‪ ‬‬‬‬.‬‬‬‬‬

 

ومن الجدير بالذكر أن فريقًا من المهندسين المعماريين والأثريين فى المتحف المصرى الكبير قاموا بمحاكاة هذه الظاهرة وإقامة تمثال الملك رمسيس الثانى فى البهو العظيم بالمتحف فى زاوية من خلالها تشرق الشمس وتتعامد على وجه الملك يوم 21 فبراير و21 أكتوبر من كل عام وذلك منذ تطبيق الفكرة عام 2021

وقد أوضح المهندس عادل سعد أحد مسؤولي المتحف المصري الكبير، كيف تم تنفيذ الفكرة موضحًا أن العمل بدأ بدراسة صاحب الفكرة المهندس أحمد عوض؛ بتحديد ارتفاع تمثال رمسيس الثاني ثم تحديد الزاوية المراد فتحها وما يمكن أن يعيق وصول ضوء الشمس إلى وجهه وتم تعديل التصميم في منطقة صغيرة للسماح بدخول ضوء الشمس وتكرار التجربة للتأكد من أن الأشعة ستضيء وجه التمثال في التاريخ المحدد كل عام

 

وبدأت التجربة الأولى فبراير 2021 من خلال ثلاث نقاط مختلفة وتم اختيار أفضلها لتحقيق الظاهرة حسب الظروف المناخية، وتوج العمل بمحاذاة الشمس على وجه التمثال يوم 21 فبراير 2022، وتم تكسية الواجهة بنوع خاص من الزجاج الذي يسمح للضوء بالنفاذ ويكمل الشكل الجمالي للواجهة، وإن كانت السحب والغيوم بمنطقة الجيزة حالت من حدوث التعامد على وجه رمسيس بالمتحف المصرى يوم 21 فبراير من هذا العام


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار رئيس حملة الدفاع الحضارة المصرية الظواهر الفلكية تعامد الشمس معبد أبو سمبل معبد الكرنك معبد قصر قارون الفيوم كنيسة الملاك ميخائيل الشرقية ظواهر استثنائية الدکتور ریحان رمسیس الثانی رمسیس الثانى الملک رمسیس قبل المیلاد الشمس على من کل عام أبو سمبل

إقرأ أيضاً:

5.28 % ارتفاعا في الرقم القياسي للصناعات التحويلية والاستخراجية خلال مارس 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر الجـهاز المركـزي للتعبئة العامـة والإحصاء، اليوم  السبت ،البيـانات الأولية للرقـم القياسي لإنتاج الصناعات التحويلية والاستخراجية عن شهـر مارس 2024.  
وقد قام الجهاز بتحديث منهجية الرقم القياسي باستخدام سنه الأساس 2012/2013 وعلى مستوي الأرقام القياسية للنـشاط الصناعي وفقا لدليل النـشـاط الـصنـاعي (ISIC Rev.4) وباستخدام الرقم القياسي الشـهري (لأسعار المنتجين بأساس 2012/2013) وذلك منذ يناير 2020.
واشار الجهاز الي انه بلغ الرقم القيـاسي للصناعات التحويلية والاستخراجية (بدون الزيت الخام والمنتجـات البترولية) 107.61 خلال شهر مارس 2024 (أولـي) مقابل 102.21 خلال شهر فبراير  2024(نهائي) بنسبة ارتفاع قدرها 5.28٪.  

واوضح الجهاز الاقتصادية التي شهدت ارتفاعا حيث بلغ الرقم القيـاسي لصناعة الملابس الجاهزة 184.17 خلال شهر مارس 2024 مقارنـــة بشهـر فبراير 2024 حيث بلغ 124.04 بنسـبه ارتفاع قــدرهـا 48.48٪ وذلك وفقا لاحتياجات السوق وارتفاع سعر الصرف.

كما  بلغ الــرقم القيــاسي لصناعة الجلد و منتجاته 39.78 خــــلال شــهر مارس 2024 مقــــارنة بشهـــر فبراير  2024 حيـث بـلـــــغ 32.10 بنــسـبـــه ارتفاع قـدرهــــا 23.93٪ وذلك وفقا لاحتياجات السوق.                     
اما الأنشطة الاقتصادية التي شهدت انخفاضاً فقد بلغ الــرقم القيـــاسي لصناعة الأجهزة الكهربائية 87.02 خلال شهــر مارس 2024 مقــارنة بشــهــر فبراير  2024 حيــث بلــــغ 104.38 بنسبـة انخـفـاض قــدرهــا 16.63٪ وذلك بسبب عدم توافر المواد الأولية اللازمة للمنتج.
وبلــغ الرقــــم القيـاســي لصناعة المركبات ذات المحركات 157.63 خـــلال شهــــر مارس 2024 مقـــارنـــة بشــهر فبراير  2024 حــيــث بــلــغ 167.24 بنســبـة انخـفــاض قدرهـــا 5.75٪ وذلك بسبب عدم توافر المواد الأولية اللازمة للمنتج.

مقالات مشابهة

  • ظاهرة وحش جهنم.. تفاصيل تغيرات الطقس خلال الفترة المقبلة
  • خبير مناخ يحذّر من ظاهرة «وحش جهنم»: ترفع الحرارة فوق 40 درجة
  • الشرقية تحتفل بذكرى دخول العائلة المقدسة منطقة آثار تل بسطة بالزقازيق
  • خبير آثار يشيد بفوز القاهرة عاصمة للسياحة بمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2026
  • 5.28 % ارتفاعا في الرقم القياسي للصناعات التحويلية والاستخراجية خلال مارس 2024
  • أبرزت الديلي ميل تقريرا عنه.. خبير أثري يشرح تاريخ اكتشاف تابوت رمسيس الثاني
  • خبير أثري: الصحف البريطانية تهتم بالحضارة المصرية القديمة وتتحدث عن ملوكها
  • احتفالية لمطرانية الزقازيق ومنيا القمح لإحياء ذكري مرور العائلة المقدسة بالشرقية
  • الشرطة الكندية تفتح تحقيقا بعد تعرض معبد يهودى للهجوم في فانكوفر
  • حقيقة اكتشاف أثري جديد عن رمسيس الثاني.. خبير مصريات يكشف التفاصيل