نظم مركز النيل للإعلام بقنا، حلقة نقاشية حول «حرفة الفركة بين الواقع والتحديات»، وذلك ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، لدعم وتشجيع الصناعة المصرية، تحت شعار «مستقبل ولادنا في منتج بلادنا».

وأقيمت فعاليات الندوة بحضور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وحاضر فيها ياسمين عبد السيد، مدير العلاقات العامة والبرامج بجمعية ريدك، وأدارها إبراهيم عطوة، مسؤول المتابعة بمركز النيل للإعلام، وبمشاركة عدد من العاملين بحرفة الفركة في قرية كوم الضبع بمركز نقادة.

تحديات تواجه حرفة الفركة

وناقشت الحلقة الكثير من المعوقات والتحديات التي تواجه مستقبل حرفة الفركة وهي حرفة قديمة لصناعة الشال من الحرير والقطن، وكانت لفترة قريبة ضمن الموارد الرئيسية للدخل القومي بمركز نقادة، جاء على رأس المعوقات، ارتفاع أسعار المواد الخام، وعراقيل عملية التسويق للمنتجات، وعدم وجود منافذ دائمة لبيع المنتجات اليدوية، وتراجع نسبة الحرفيين المحترفين في الفركة، وعدم إقبال الشباب على العمل بها.

حرفة الفركة في الصعيد 

وأوصت الحلقة النقاشية بتحمل المؤسسات المختلفة دورها في إيجاد آليات غير تقليدية لتسويق منتجات الفركة، وعمل معارض دائمة للمنتجات الحرفية في المناطق السياحية، لضمان انتشار هذه المنتجات ومساهمتها في دفع عجلة التنمية بالبلاد، إضافة لعمل تأمينات أو معاشات للعاملين بالحرف اليدوية، وفتح مجال أوسع لتدريب الشباب والفتيات على الفركة، وإيجاد آليات لدعم المواد الخام مالياً لضمان استمرار الحرفة.

وقال يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، إن الفركة ضمن الحرفة والصناعات الهامة التي كان لها أهمية كبيرة حتى نهاية القرن الماضي، كما أنها من الحرف المتطورة التي تتكيف مع المستجدات الحديثة، فضلاً عن جودتها التي تتفوق على المنتجات المشابهة، لذلك كان قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات حريصا على بحث معوقات ومقترحات تطوير هذه الحرفة، ضمن حملة «مستقبل ولادنا في منتج بلدنا»، ورفع التوصيات والمقترحات المطروحة للجهات المعنية بهذا الشأن.

الحرف اليدوية كانت مصدرا رئيسيا للدخل

فيما قالت ياسمين عبد السيد، مدير العلاقات العامة والبرامج بجمعية ريدك، إن الحرف اليدوية مثلت أهمية كبيرة للدخل القومي المصري والكثير من المدن المصرية خلال السنوات الماضية، وكانت الفركة مصدراً رئيساً للدخل لمعظم الأسر بمركز نقادة والقرى التابعة له، لكن الأوضاع تغيرت خلال الفترة الماضية ولم تعد كما كانت سابقاً، وتسعى حالياً الجمعيات الأهلية بالتنسيق مع المؤسسات المعنية لإعادة الدور الريادي لحرفة الفركة.

وأشارت إلى أن حرفة الفركة واجهت العديد من التحديات خلال عملية تطويرها، على رأسها مشكلة التسويق ووجود منافذ لبيع المنتجات اليدوية، فضلاً عن تدريب العمالة على هذه الحرف التي تواهج الاندثار، مضيفة أن الجهود لا تتوقف للحفاظ على هذه الحرفة والحرف التراثية الأخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محافظة قنا مجمع إعلام قنا قنا الفركة

إقرأ أيضاً:

السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع

 

 

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

بادئ ذي بدء، لا يُمكن فَهم الحرب الإسرائيلية على إيران وتحليل دوافعها بشكل موضوعي ومنهجي، ولا التنبؤ بمآلاتها، بمعزلٍ عن سياقاتها التاريخية والسياسية الممتدة؛ فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، دخل العالم مرحلة الحرب الباردة، وانقسم إلى معسكرين: اشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ورأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الإطار، برزت حركات التحرُّر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية كرد فعل طبيعي على واقع الاستعمار، مدعومةً إلى حد كبير من المعسكر الاشتراكي، الذي وفَّر لها دعمًا سياسيًا واقتصاديًا. وأدى هذا الواقع إلى قدر من التوازن النسبي في النظام العالمي، مكَّن العديد من دول العالم الثالث، التي كانت ترزح تحت أشكال متعددة من السيطرة الاستعمارية، من نيل استقلالها السياسي. غير أن هذه المرحلة لم تبلغ مداها؛ إذ شهدت مسارات متأرجحة بين التقدم والتراجع، بفعل عوامل موضوعية مُتراكمة، انتهت بانهيار المنظومة الاشتراكية، وعلى ضوئه تبدَّلت خريطة الصراعات والتحالفات السياسية. وفي خضم هذه التحولات، شكَّلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة؛ فقد أطاحت بنظام الشاه، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، والذي كان يُعرف بـ"شرطي الخليج"؛ نظرًا لدوره في حماية المصالح الغربية، وفي مقدمتها المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

كانت إيران في عهد الشاه تُقيم علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، وكان العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء طهران، في مشهدٍ يُعبِّر بوضوح عن ارتهان النظام السابق للمحور الغربي. غير أن قيام الجمهورية الإسلامية غيَّر موازين القوى في المنطقة؛ إذ تبنَّت موقفًا مُعاديًا للهيمنة الإمبريالية والصهيونية، وهو ما منحها تأييدًا شعبيًا واسعًا في العالم العربي. هذا التحوُّل جعل إيران هدفًا مباشرًا لتحالف إمبريالي-صهيوني- رجعي، رأى في سقوط نظام الشاه تهديدًا مباشرًا لأحد أهم أركان المشروع الغربي في منطقة النفوذ التقليدي للغرب. وقد عُدَّ ذلك انتصارًا استراتيجيًا لكل القوى المُناهِضة للوجود الاستعماري. لكنَّ التطورات العالمية، وعلى رأسها انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط المنظومة الاشتراكية، منحت الولايات المتحدة فرصة التفرد بقيادة النظام العالمي وفرض هيمنتها على مناطق نفوذ المعسكر المُنهار، لا سيما في الشرق الأوسط. وسعت واشنطن إلى تفكيك ما تبقى من قوى المقاومة؛ سواء عبر الحروب المباشرة أو من خلال دعم قوى سياسية موالية لها.

وباستثناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نجحت الولايات المتحدة إلى حدٍ كبيرٍ في تدمير معظم قوى المُمانَعة العربية الرسمية. وانطلاقًا من هذا الواقع، يُمكن فَهم الحرب الإسرائيلية الأخيرة؛ باعتبارها حلقة ضمن مشروع استراتيجي طويل الأمد، يسعى إلى فرض السيطرة الكاملة على شعوب المنطقة، وتصفية ما تبقى من قوى مُقاوِمة للمشروع الصهيوني- الأمريكي، باتت إيران تمثل الهدف الأبرز للمخططات الإمبريالية- الصهيونية. وهنا تتجلى أبعاد الحرب باعتبارها فصلًا جديدًا في صراع شامل، تتداخل فيه العوامل الجيوسياسية مع الرهانات العقائدية والاقتصادية.

وبناءً على هذا التحليل العام، يتضح أن المنطقة لا تتحرك في فراغ؛ بل تخضع لتوازنات وتحولات كبرى، ما تزال تؤثر في طبيعة الصراع، وإن تغيَّرت أشكال المواجهة وعناوينها السياسية. ويبقى السؤال الجوهري قائمًا: هل النصر حتمي للمشروع الإمبريالي- الصهيوني؟ الجواب، بموضوعية: لا؛ فهناك عوامل رئيسية تُضعِف هذا الاحتمال؛ أهمها: إرادة الصمود والمواجهة طويلة النفس، التي أثبتت حضورها في أكثر من ساحة، ومنها الفلسطينية رغم الكلفة الباهظة، والتي تُشكِّل نقيضًا واضحًا لمنطق الهيمنة الصهيونية- الأمريكية. وكذلك البُعد القِيَمِي والوجداني للصراع، القائم على مفاهيم الكرامة والهوية والقضية العادلة، وهي مُرتكزات لا يُمكن تقويضها أو استيرادها من مصانع الإمبريالية.

وعليه.. لا يُمكن فصل العدوان الإسرائيلي على إيران عن المسار التاريخي للصراع بين قوى الاستعمار والهيمنة من جهة، وقوى التحرُّر والاستقلال من جهة أخرى. وفي ظل المعطيات السياسية والعسكرية الراهنة، يُمكن توقُّع عدد من السيناريوهات المُقبلة. لكن قبل ذلك لا بُد من التوقُّف عند الضربة الأمريكية التي باتت حتمية في الأيام القليلة الماضية؛ وذلك استنادًا إلى 4 اعتبارات رئيسية؛ الاعتبار الأول: مؤشرات جِدَّية تفيد بأنَّ الكيان الصهيوني يمُر بأزمة وجودية عميقة. الاعتبار الثاني: تأكيد أمريكي على الالتزام بحماية الكيان الصهيوني. الاعتبار الثالث: توجيه الرأي العام نحو السردية التي فقدت مصداقيتها حول سعي إيران لامتلاك السلاح النووي. الاعتبار الرابع: تقدير أمريكي خاص بأن الضربة العسكرية قد تُشكِّل مدخلًا يفتح أفقًا للحوار السياسي. وهذه الاعتبارات وغيرها ستتضح من خلال الرد الإيراني.

أما السيناريوهات المقبلة، فتندرج ضمن مسارين بارزين؛ الأول: توسيع دائرة الصراع ودخول قوى جديدة على خط المواجهة. الثاني: استمرار حرب الاستنزاف الحالية أطول مدة مُمكنة، وإذا ما أُخضِع هذان السيناريوهان لقانون التناقض وصراع الأضداد، يمكن استخلاص سيناريو ثالث، وهو وقف مؤقت للحرب وقبول الطرفين بصيغة توازن مرحلي.

وبغض النظر عن تفوق القوة العسكرية والنتائج الآنية وكل التطورات اللاحقة، فإن معركة الإرادات ما تزال مفتوحة، ومشروعية الدفاع عن الكرامة الوطنية تبقى قائمة، وستُواصِل قوى التحرُّر والتقدُّم، التشكُّل بصور متعددة، ولن تتمكَّن قوى الظلم والعدوان من القضاء على إرادة الشعوب وحقها في الحرية والسيادة الوطنية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير الايكاردا تعزيز التعاون
  • رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير الإيكاردا تعزيز التعاون
  • رئيس قطاع الإرشاد الزراعي يشارك في جلسة نقاشية حول تطوير التكنولوجيات الزراعية
  • رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير «الإيكاردا» تعزيز التعاون المشترك
  • مدير عمليات شرطة عجمان يتفقد مركز الصناعية
  • صناعة الفخار.. ورشة بـ متحف شرم الشيخ تعيد روح الحرف اليدوية
  • الدخول مجانا.. شاهد المنتجات اليدوية والتراثية بمعرض الجيزة
  • السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع
  • مدير الشباب والرياضة بقنا يستقبل فريق شباب يدير شباب YLY
  • بحضور مصطفى بكري.. مجمع النيل للإعلام بالشرقية يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو