في رمضان.. الموائد العراقية تواجه تحديا اقتصاديا والبهارات نكهته المميزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في كل عام تشهد الأسواق المحلية في العراق، زخماً واسعاً بفعل إقبال المستهلكين على التسوق والاعداد المسبق للمستلزمات الرمضانية. ولشهر رمضان طابع خاص ومميز لدى المسلمين، إذ يأتي حاملاً معه لمساته الخاصة على الموائد العربية، فتتنوع المأكولات الشعبية وتتميز كل دولة بثقافتها وتراثها الرمضاني، وتُعدّ بعض أصناف الطعام والحلويات والعصائر حكراً على شهر الصيام.
ومنذ قرابة ثلاث سنوات، يأتي شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ففي عام 2020 حلّ وباء كورونا، وما أن انتهى الوباء حتى تلته حرب روسيا على أوكرانيا، لتشكل هذه الخضات بيئة اقتصادية صعبة، ابتداءً من فقدان الكثيرين لوظائفهم، ومن ثم ارتفاع نسب التضخم وغلاء أسعار الغذاء عالمياً.
ويقول أحد أصحاب محلات التوابل في سوق الشورجة، للسومرية نيوز، انه "بدأنا الاستعداد الى شهر رمضان المبارك بشكل بسيط لكن من بعد منتصف شهر شعبان سنكثف الاستعدادات والتجهيز".، مشيرا الى انه "نحن كأصحاب محلات بدأنا بالتجهيز تدريجياً لشهر رمضان المبارك".
وأضاف، انه "نعمل على توفير العصائر والبهارات والتوابل بسبب الاقبال الواسع تجاه هذه المواد في الشهر الفضيل لأنها تعتبر من المستلزمات المهمة والرئيسية على الموائد العراقية طيلة أيام الشهر الكريم".
ووسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية فإن الموائد الرمضانية باتت تواجه تحدياً في الحفاظ على أطباق شعبية اعتادت الأسر العربية على تقديمها عند الإفطار.
لكن أصحاب المحلات يفندون الآراء الاقتصادية، حيث يؤكد مهدي صاحب محل لبيع التوابل، ان "سوق الشورجة يحافظ على إبقاء اسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان عند المستوى الذي يستطيع المواطن العراقي من شراءها".
يتميز المطبخ العراقي بعدد من الأكلات والأطباق الشعبية المشهورة، التي تتصدر مائدة الإفطار في رمضان، وتُعدّ الدولمة والسمك المسقوف (المسكوف) والكباب والتبسي والتشريب والقوزي أهم الأكلات، التي تزين موائد العراقيين خلال الشهر.
ويشتهر المطبخ العراقي بأكلات شعبية عالية الدسم، التي تحرص العائلات على إعدادها طوال الشهر، إضافة إلى وجود أطباق رئيسة كطقس رمضاني.
ويتصدر "حساء العدس" مائدة الصائمين، إضافة إلى اللبن والتمر والمشروبات الغازية والعصائر الطبيعية.
ونكهة رمضان في العراق تختلف عن البلدان الأخرى، حيث تتبادل العائلات الأطباق والزيارات والإفطار عند أقاربهم أو أصدقائهم، وعلى مائدة الإفطار، أطباق حضرها الأهل والجيران والأصدقاء.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
بعد إضافة الكشري.. أطباق عربية تتحول لأيقونة عالمية على قائمة اليونسكو
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إدراج "الكشري المصري" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، ليصبح العنصر المصري الحادي عشر المسجل على قوائم المنظمة.
وجاء الإعلان خلال اجتماعات اللجنة الحكومية للتراث غير المادي، التي عُقدت في العاصمة الهندية نيودلهي.
وعبر وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، عن سعادته بهذا الإنجاز، مؤكدا أن تسجيل الكشري يعكس قدرة التراث المصري على الإلهام والتجدد، ويجسد تقديراً دولياً لما حافظ عليه المصريون جيلاً بعد جيل.
وأكد الوزير أن إدراج هذا الطبق الشعبي العريق يعكس الاهتمام العالمي بثقافة الحياة اليومية للمصريين، واعتباره جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية، وأضاف أن الكشري هو أول أكلة مصرية تُسجل في قوائم اليونسكو، مشيراً إلى أن السنوات القادمة ستشهد إدراج المزيد من الممارسات والعناصر الثقافية المرتبطة بالتراث الاجتماعي.
كما شدد على استمرار الجهود الحكومية في حماية التراث اللامادي، وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية للحفاظ على الممارسات الحية التي تشكل روح الشخصية المصرية.
مأكولات عربية أخرى على لائحة التراث العالميلا يقتصر وجود التراث الغذائي العربي على الكشري فحسب، إذ تضم قائمة اليونسكو عدداً من الأطباق والممارسات الغذائية التي تشكل ذاكرة شعوب المنطقة.
الهريسة التونسية معجون النار الذي عبر القاراتتعود كلمة "الهريسة" إلى الفعل العربي هرس، أي طحن أو فتل، وهي صلصة حارة مرتبطة بشكل وثيق بالمطبخ المغاربي ويعد الفلفل الحار المجفف أساس مكوناتها، حيث يقطع ويُطهى ويُطحن مع الثوم والملح والكزبرة، باستخدام أدوات تقليدية كالهون والرحى.
وقد تطورت الهريسة عبر الزمن، وتداخلت فيها مكونات من ثقافات أخرى، منها الفلفل الهندي وصلصة "تاباسكو" الأميركية ويرجع بعض المؤرخين انتشار الفلفل الحار في تونس إلى الحقبة الإسبانية في القرن السادس عشر.
القهوة الخولانية السعودية طقوس الضيافة وذاكرة الجبالأدرجت اليونسكو عام 2022 ممارسات زراعة وإعداد القهوة الخولانية في السعودية ضمن تراث الإنسانية وتعود خبرة زراعة هذا البن إلى أكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت القبائل تزرعه بأساليب دقيقة تُنقل من جيل إلى آخر.
وتصف المنظمة هذه الممارسات بأنها تعزز التماسك الاجتماعي وتمنح المجتمع هوية مشتركة، إذ تُعد القهوة رمزاً للكرم والضيافة في الثقافة السعودية وتشمل العملية زراعة البذور في أكياس خاصة، ثم نقلها إلى مصاطب جبلية قبل حصاد الثمار وتجفيفها وتجهيزها للاستهلاك التقليدي.
الكسكس المغاربي طبق الاحتفالات وتاج الموائديُعد الكسكس واحداً من أشهر الأطباق التي تمثل التراث الغذائي لشمال أفريقيا، وقد جرى إدراجه على قائمة اليونسكو باعتباره جزءاً أساسياً من الثقافة الأسرية في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
ويُقدم الكسكس في المناسبات السعيدة والاجتماعات العائلية، ويتنوع تقديمه بين الأطباق المالحة المحضرة باللحم أو الخضروات أو الأسماك، والنسخ المحلاة وتوثق المصادر العربية تناوله منذ القرن التاسع عشر، رغم الاعتقاد بأنه أقدم بكثير.
ويمثل هذا الطبق رمزاً للوحدة الثقافية في المنطقة، إذ لا تكتمل الوجبة بدونه في الكثير من البيوت المغاربية.
تراث عربي ينبض بالحياةيمثل إدراج "الكشري المصري" استمراراً لحضور المطبخ العربي على الساحة العالمية، وتأكيداً على أن الأطباق الشعبية ليست مجرد وجبات، بل حكايات ثقافية تعكس روح الشعوب وتاريخها العميق ومن الهريسة إلى القهوة والكسكس، يواصل التراث الغذائي العربي إبهار العالم بوصفاته وطقوسه التي تروى عبر الأجيال.