جنين- ساعات طويلة قضتها عائلة أبو سرية وهي تحاول بكل الطرق التي تعرفها لإنقاذ شاب أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، بعد أن تمكنت من سحبه من أمام منزلها، وبعد أن فشلت محاولات وصول طاقم الإسعاف إليه.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق اللحظات الأولى لمحاولة اتصال العائلة بسيارات الإسعاف، ويظهر المقطع الشاب المصاب وحوله عائلة أبو سرية يتحدثون مع المسعفين ويشرحون لهم طبيعة الإصابة.

وقال حسام أبو سرية إن المصاب يعاني نزيفا بعد إصابته بعيار ناري دخل في خاصرته اليمنى وخرج من ظهره، إضافة لإصابة في ذراعه اليمنى، ووجود آثار دماء على قدمه اليسرى المصابة بشظية.

شهد حضوراً مكثفاً لقوات الاحتلال بأكثر من 50 آلية عسكرية، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين..
الاحتلال يقتحم مخيم جنين بالضفة الغربية مخلفاً شهداء وجرحى ودماراً في البنية التحتية. pic.twitter.com/tYumHgqo1C

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) February 21, 2024

نزيف لمدة 6 ساعات

تحدث حسام (20 عاما)، للجزيرة نت، عن تفاصيل ما جرى، وقال "كنا في المنزل حين بدأ الاشتباك في الخارج، بعد لحظات سمعنا شابا يصرخ ويتألم، فتحت باب المنزل ورأيت عددا من الجنود يطلقون النار على شابين، أحدهما استشهد على الفور، وأصيب الآخر أمام باب منزلنا، فسحبته إلى الداخل، وعلى الفور أرسلت تسجيلا صوتيا أطلب فيه إرسال سيارة إسعاف إلى منزلي".

لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى منزل أبو سرية، فلجأ لتصوير فيديو يظهر فيه حالة المصاب وحاجته للتدخل الطبي على الفور، وهو ما دفع طاقم الإسعاف للتدخل عبر الهاتف.

يصف أبو سرية محاولاته بقوله: "قالوا لي يجب أن تعرف إن كانت الرصاصة مستقرة في الخاصرة أو خرجت من الجهة الأخرى، ثم طلبوا مني الضغط على الجرح بمنشفة وربط جروحه الأخرى، بقي الشاب ينزف بدون علاج لمدة 6 ساعات، وقبل نقله للإسعاف كان في الرمق الأخير".

جيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي على سيارات الإسعاف، ويمنعها من دخول مخيم جنين لنقل الإصابات pic.twitter.com/UzmqNjH27G

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 20, 2024

إسعاف أولي

وتحدث المسعف مراد خمايسة، للجزيرة نت، عن منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لطواقم الإسعاف من الوصول إلى المصابين في حارة السمران بقلب مخيم جنين، التي تركزت فيها الاشتباكات المسلحة ليلة الأربعاء، وقال "حاولنا إجراء التنسيق بمساعدة الارتباط الفلسطيني (جهة تواصل بين السلطة وإسرائيل) لضمان دخولنا إلى المخيم، بعد ورود بلاغات من الأهالي بوجود أكثر من إصابة، 4 منها في حارة السمران، لكن لم يتم التنسيق لسيارات الإسعاف للدخول وإخراج المصابين".

وبعد تعذر وصول المسعفين، اضطر أهالي المخيم للاتصال بطواقم الهلال الأحمر عبر مكالمات الفيديو، لإنقاذ الجرحى ووقف نزيفهم.

يقول خمايسة "حاولنا تقديم حلول أولية للعائلات التي استقبلت المصابين في منازلها، شرحنا لهم كيفية ربط الجروح والضغط عليها للحد من النزيف، لكن كل دقيقة كانت تمر، كانت تزيد من خطر تعرض المصابين للموت، كما أن هذه الطرق ليست ناجحة 100%، لكنها كانت محاولة لكسب الوقت لحين الموافقة على التنسيق والسماح لنا بالدخول إلى داخل المخيم".

وقال ضابط الإسعاف في "مركز الحياة" في جنين يزن جرار للجزيرة نت "بعد حصولنا على الموافقة لدخول المخيم، وصلنا إلى حارة السمران ووجدنا الشاب في منزل أبو سرية في حالة صعبة جدا، حيث فقد كثيرا من الدم، وكان يجب التعامل معه بشكل سريع ميدانيا قبل نقله إلى المستشفى".

ويضيف جرار "ما قمنا به من تعليمات للأهالي كان إجراء مبدئيا للحفاظ على حياة المصابين، لكنه ليس فعالا بشكل كبير، لو تأخرنا قليلا كان يمكن أن نفقد الجريح بسبب النزيف، فربط الجروح والضغط عليها لا يوقف النزف بشكل كامل، لكنه يخفف منه فقط".

وداع جثمان الشهيد عارف قدومي بعد أن رتقى باشتباك مع قوات الاحتلال في مخيم جنين بالضفة الغربية#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/dekFXdS0I0

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 21, 2024

اقتحام وحصار المخيم

وخلال الساعات الثماني التي استغرقها اقتحام الاحتلال، كانت المعلومات التي ترد من داخل حارات مخيم جنين قليلة جدا، ولم يتمكن المسعفون الذين توزعوا على مداخله من معرفة عدد الإصابات وطبيعتها بدقة.

وحتى بعد منتصف الليل، لم يصل إلى مستشفيات المدينة سوى 3 إصابات، اثنتان منها وصلتا إلى مستشفى جنين الحكومي، الذي يبعد عن مدخل المخيم مئات الأمتار فقط.

وفي ساحة المستشفى، كانت سيارات الإسعاف تتمركز استعدادا للسماح لها بدخول المخيم ونقل الإصابات والجرحى، لكن آليات الاحتلال الإسرائيلي كانت تغلق مدخل المخيم الرئيسي والمداخل الأخرى، وتمنع تحرك طواقم الإسعاف بشكل كامل.

يقول المسعف خمايسة "حاولنا أن نتوزع بسياراتنا على مداخل المخيم، لنسرع آلية الوصول للجرحى، لكن لم يسمح لنا بالدخول أبدا، كما أن جرافات الاحتلال كانت تواصل تجريف الشوارع داخل المخيم ما يعوق تحركنا بشكل كبير".

وأضاف "للأسف الاحتلال الإسرائيلي أصبح ينتهج فكرة منع المسعفين من الوصول إلى المصابين ونقلهم، وحصار المستشفيات، ومنع الطواقم الطبية من العمل بشكل طبيعي، في كل اقتحام يتم في جنين والمخيم".

وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، استطاعت سيارات الإسعاف نقل المصابين من داخل المخيم، وتبين أن الإصابات كان بعضها بالرصاص وبعضها بشظايا قصف من طائرة مسيّرة إسرائيلية، إضافة لنقل جثمان الشهيد عارف القدومي، وهو من مقاومي منطقة قلقيلية، وكان داخل مخيم جنين لحظة دخول القوات الخاصة الإسرائيلية إليه.

وكان أفراد من كتائب القسام في مخيم جنين اكتشفوا تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى حارة السمران واقتحام منزل عائلة الصباغ، حيث جرت اشتباكات مسلحة بين المقاومين والقوة الخاصة، قبل وصول تعزيزات عسكرية إسرائيلية للمخيم مدعومة بالجرافات. وحاصرت القوة شابا في المنزل المجاور لعائلة الصباغ واشتبكت معه، قبل أن تطلق قذيفة "انيرجا" صوب المنزل.

وتقول ماجدة الصباغ للجزيرة نت "فور اكتشاف القوة الخاصة من قبل المقاومين، اقتحم الجنود المنزل ووضعونا في إحدى الغرف، ومنعونا من مداواة جروحنا بشكل نهائي. كانت الاشتباكات عنيفة جدا، وأصيب شابان، أحدهما سحبه الجيران (عائلة أبو سرية)، والآخر وضعوه هنا في منزلنا، سمعت ضابط الاحتلال يحقق معه ويستجوبه، قبل أن يتم اعتقاله من داخل المنزل وهو مصاب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی سیارات الإسعاف قوات الاحتلال من الوصول إلى داخل المخیم للجزیرة نت مخیم جنین أبو سریة

إقرأ أيضاً:

أهالي غزة والضفة يستقبلون أبناءهم بعد سنوات من الأسر والتعذيب

الجديد برس| بعد أشهر وسنوات طِوال عجاف قضاها الأسرى الفلسطينيون بين غياهب الظلام والعذاب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تسلل نور الحرية من بين مصراعي الزنازين آذناً أخيراً بالفرج. ويستقبل الأهالي الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مئات الأسرى المحررين الذي انتزعوا حريتهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، في أجواء مُلئت بالسعادة كجبر خاطر يلف قلوبهم بعد عامين من الإبادة الطاحنة في قطاع غزة. وترصد “وكالة سند للأنباء” فرحة الأهالي باستقبال أبنائهم في مشهد مُبهج مُلئ بمشاعر مختلطة مُزجت بين الفرح والحزن والصدمات، أعلام ترفرف في كل مكان، وزغاريد الفرح تعلو بعد عامين من صوت القصف وأزيز الرصاص. فرحة عارمة.. وفي القطاع المكلوم، اجتمعت مئات العائلات شاخصة أبصارها في محيط مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط أجواء مُلئت بالبهجة والترقب في انتظار استقبال أبنائهم المفرج عنهم من سجون الاحتلال. وكانت بعض العائلات الفلسطينية قد فقدت الاتصال بأبنائها خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع، متوقعين ارتقاءهم شهداء، إلى أن جاء البشير معلنا تحررهم ضمن صفقة التبادل لتنقلب مراسم العزاء إلى فرحة مبهجة وكأن الميت عاد إلى قيد الحياة من جديد. وبعد ظنّها باستشهادهما تفاجأت السيدة علياء البحطيطي أنّ ولديها أسرى، سيفرج عنهم اليوم ضمن صفقة التبادل، والتي ظنت أنهما استشهدا بعد اختفائهما خلال البحث عن الطحين قرب “مصائد الموت”. وملئت ساحة مستشفى ناصر وهي المكان الذي سيصل إليه الأسرى المحررون بالكبار والصغار الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا الأناشيد الوطنية وتهليلات الانتصار. بموع الفرح.. أسرى الضفة والقدس يعانقون الحرية واستقبل الأهالي في الضفة الغربية والقدس أبناءهم الأسرى بحضور شعبي كبير بعد وصولهم لرام الله ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها المقاومة، بينما كانت سلطات الاحتلال قد توعدت بالعقوبات لمظهري أجواء الاحتفال والاحتفاء بالحرية. “رجعت الحياة بعد ما فقدنا الأمل بالحياة”، بعد أن كان ينتظره حكما لسنوات طويلة بالسجن الأسير مصعب قوزح من طولكرم يعانق الحرية، ويعيش أجواء الفرحة بلقائه عائلته وأبنائه. وبدموع الفرح استقبل أهالي الأسير خيري سلامة من مدينة نابلس نجلهم الذي عانق الحرية بعد 23 سنة في سجون الاحتلال، والذي كان محكوما بالسجن المؤبد مدى الحياة. وعانقت عائلة “الصافي” المحرر الصحفي حمزة الصافي وسط حالة من الحب والفرحة والدموع، عقب الإفراج عنه ضمن صفقة طوفان الأحرار الثالثة. “طوفان الأحرار 3”.. وشملت عملية اليوم الإفراج عن 1716 أسيرًا من قطاع غزة، إلى جانب 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة في الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى بعض الحالات التي سيتم تسليمها إلى الخارج، مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية سراح 20 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة. وكانت إدارة سجون الاحتلال قد وصفت أسرى قطاع غزة المعتقلين خلال حرب الإبادة بـ”المقاتلين غير الشرعيين”، حيث بلغ عدد الأسرى المندرجين تحت هذا الوصف 2,673 معتقلًا، بما لا يشمل جميع معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال والمصنّفين ضمن هذه الفئة، كما يشمل هذا التصنيف أيضًا معتقلين عربًا من لبنان وسوريا. وفي السياق، قال مكتب إعلام الأسرى، إنه جرى نقل 154 أسيراً فلسطينياً مبعدين إلى الخارج إلى جمهورية مصر العربية، لإتمام إجراءات الإفراج عنهم ضمن تنفيذ مراحل صفقة “طوفان الأحرار 3”.

مقالات مشابهة

  • أهالي غزة والضفة يستقبلون أبناءهم بعد سنوات من الأسر والتعذيب
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم
  • الشرطة: وفاة مواطنة في جنين
  • إصابات باقتحام الاحتلال مخيم الفوار جنوب الخليل
  • الاحتلال يحقق مع أهالي الأسرى المنوي الإفراج عنهم اليوم
  • الاحتلال يستدعي أهالي الأسرى المقدسيين المنوي الإفراج عنهم للتحقيق
  • الاحتلال يمنع العشرات من أهالي الأسرى المبعدين من السفر للقائهم
  • تاريخ الحصار البحري على غزة
  • سلطات مطار عدن تحبط محاولة تهريب قطع أثرية كانت في طريقها إلى الخارج
  • الاحتلال يقتحم مدينة البيرة الفلسطينية ويعتقل الشباب