مؤتمر دولي يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الترجمة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أوصى المؤتمر الدولي للغات والإعلام والترجمة (الرقمنة والمجتمعات الافتراضية: رهانات اللغة والأدب والإعلام) بدعم البحوث المهتمة بنتائج توظيف الذكاء الاصطناعي في الترجمة ومواجهة التحديات التي قد تنتج عن استخدامه في الترجمة.
وأكد المؤتمر الذي عقدته جامعة قطر على مدار يومين، بضرورة استخدام النصوص التفاعلية الهادفة في العملية التعليمية وإعادة النظر في تصميم المناهج التعليمية وفق إطار مفاهيمي خاص بالرقمنة، ولاسيما في المراحل الابتدائية.
ودعا المؤتمر إلى تعزيز دراسة الميمات الرقمية التي تتضمن محمولات ثقافية وفق مقاربات نظرية ومنهجية وسيميولوجية مختلفة وفي ضوء التطورات التكنولوجية، والاهتمام بدراسة الميمات دراسة مقارنة مع ثقافات وبيئات مختلفة، وأهمية دراسة المعاجم ذات العلاقة بترجمة الأدب وأهميتها في تجسيد ثقافة المجتمعات التي تظهر صعوبة ترجمتها فيها.
وشدد المؤتمر على ضرورة مواكبة أقسام الإعلام في جامعاتنا العربية عالم الرقمنة وتحدياته على مستوى الخطط والبرامج الأكاديمية ذات الصلة، ونشر ثقافة الرقمنة على مستوى المجتمعات، مع مراعاة وضع ضوابط للمتابعة من قبل المؤسسات التعليمية والإعلامية.
وحث المؤتمر الباحثين والمؤسسات الأكاديمية على الاهتمام بصناعة المدونات (CORPUS) على مستوى اللغات تراعي الكم الكبير من المصطلحات الخاصة بالرقمنة؛ لأن العالم العربي يعاني من نقص كبير في هذا المجال».
وكان المؤتمر قد ناقش 21 ورقة عمل متنوعة بمشاركة نخبة من الباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات حول العالم، وتباحثوا حول التحديات التي فرضتها تكنولوجيا التحول الرقمي على قطاعات اللغات والإعلام والترجمة وعلى العلوم الإنسانية بوجه عام، كما تطرق النقاش الى التداخلات والتأثيرات المتبادلة بين العلوم الإنسانية والتطبيقية في مجتمع الرقمنة.
وأشادت الدكتورة صيتة العذبة العميد المساعد لقطاع اللغات والإعلام والترجمة بالنتائج التي خرج بها المؤتمر الدولي للغات والإعلام والترجمة وبالقيمة العلمية الرفيعة لأوراق العمل التي قدمت خلال الجلسات، وبالتفاعل الكبير في إثراء النقاش، والحضور البارز لطلبة الجامعة مما يعزز من الفائدة المرجوة من مخرجات المؤتمر.
وكرمت د. العذبة ضيوف المؤتمر ومقدمي أوراق العمل الذين يمثلون جامعات عربية وغير عربية، مشيدة بجهودهم العلمية التي تعد من أهم ثمار هذا المؤتمر وعبرت عن تقديرها لضيوف المؤتمر وإسهاماتهم الخاصة بالبحث عن حلول للتساؤلات المطروحة حول القضايا المطروحة للنقاش.
وقالت الدكتورة مريم النعيمي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر التوصيات الختامية،: «إن المؤتمر ناقش قضايا مهمة تتعلق بمستقبل البحث العلمي في العلوم الإنسانية والتحديات التي يواجهها في ظل الرقمنة والمجتمع الافتراضي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الذكاء الاصطناعي الترجمة
إقرأ أيضاً:
كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
في حرم لوي براي الجامعي في باريس، تعمل نحو خمس عشرة شركة ناشئة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، على تحسين الحياة اليومية لمليوني شخص يعانون إعاقات بصرية، كأن يعثروا بسهولة على مقعد شاغر في الحافلة أو أن يقرأوا اللافتات في الشارع.يقول المشارك في تأسيس شركة «إيزيموب» روبن لو غال في حديث إلى وكالة فرانس برس في المعهد الوطني للشباب المكفوفين (INJA) الذي يضم قسماً من الحرم الجامعي الذي افتُتح مطلع ديسمبر 2024، إنّ «هدفنا هو جعل مدينة الغد في المتناول».
ويوفّر التطبيق الذي ابتكرته «إيزيموب» ويغطي أربع مناطق فرنسية (من ليون إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي) ويستخدمه حالياً 12 ألف شخص، ميزات كثيرة بينها تحديد موقع أبواب المركبات، ومواقف السيارات الشاغرة، وحتى عدّ التوقفات عن طريق تنبيه المستخدمين عند نزولهم.
ويقول روبن لو غال «في الواقع، إذا صعد شخص ما إلى الحافلة، يُدرك بالضبط أين عليه الجلوس أو ما إذا كان هناك مقعد شاغر، ويُصدر التطبيق صوت تنبيه وإشارة اهتزازية في حال وجود مقعد شاغر».
ويضيف «لقد دمجنا خوارزمية ذكاء اصطناعي تُحلل الصورة وتُحدد مواقع البنية التحتية الرئيسية للنقل، مثل بوابات دوارة وأبواب ومقاعد. يسمع المستخدم مثلاً أن الباب مفتوح على بُعد خمسة أمتار اتجاه معيّن».
ويستضيف مجمع لوي براي 17 شركة ناشئة تسعى إلى هدف واحد هو «تطوير حلول ملموسة»، على ما يؤكد مديره تيبو دو مارتيمبري، وهو أيضا من ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف «لسنا مستشفى، بل تركز الأبحاث هنا على تحسين الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين: كيف سنُسهّل عليهم التنقل، وكيف يُمكنهم شراء الخبز بأنفسهم، أو الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة مباراة كرة قدم. الأمر كله يتعلق بعدم الإقصاء وبسهولة الوصول».
- قراءة لافتات الشوارع -
بدأ عدد من هذه الشركات الناشئة يحقق شهرة على غرار «آرثا فرانس». يشكل جهازها الذي فاز بمسابقة «ليبين» للابتكار عام 2024، نظارة مزوّدة بكاميرا صغيرة تنقل البيانات البصرية إلى أحاسيس لمسية عبر حزام قطني.
تُترجم الصور التي تلتقطها الكاميرا، بفضل حزام قطني في ظهر المستخدم، إلى نبضات تُمكّن الشخص ضعيف البصر أو المكفوف من إدراك بيئته بدقة أكبر، على ما يوضح المشارك في تأسيس الشركة لوي دو فيرون لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن «الذكاء الاصطناعي يتيح إعادة إنتاج كل عمليات معالجة الصور التي يُجريها الدماغ». وبالمثل، «نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتمكين الشخص من قراءة لافتات الشوارع. وهذه ميزة مطلوبة بشدة من المكفوفين».
وبالإضافة إلى تحسين الحياة اليومية، تسعى الشركات الناشئة إلى تسهيل إتاحة الأنشطة الثقافية والترفيهية. تبتكر شركة «غيف فيجن» البريطانية الناشئة خوذ رأس قائمة على الواقع المعزز تُتيح لمَن يعانون ضعاف بصر «تجربة حدث رياضي من قُرب».
في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول مديرة تطوير الأعمال الفرنسية في الشركة الناشئة سيسيه دوكوريه التي تعاني من إعاقة بصرية، «هناك أجهزة كثيرة في فرنسا مصممة للمكفوفين، مزودة بأجهزة لوحية تعمل باللمس وميزات صوتية، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي جهاز مخصص لمَن يعانون ضعفا في البصر».
وتضيف «إذا لم تكن لدينا معدات، فسنرى أشخاصا يركضون، لكننا لن نتمكن من تحديد هوية الفريق، سواء كانوا رجالاً أم نساء. من المهم أن نكون جميعاً على قدم المساواة».
وبحسب التقديرات الرسمية، يعاني نحو 1.7 مليون شخص في فرنسا من إعاقة بصرية، من بينهم أكثر من 200 ألف كفيف.