أكّدت الإعلامية دينا عصمت، أنّ مصر رأت أن الغد يحتاج لمزيد من العمل والجهد والابتكار، فأعلنت عن أكبر صفقة في تاريخها باستثمار مباشر بشراكة مع كيانات اقتصادية كبرى؛ لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي.

نقل الخبرات وخلق فرص عمل جديدة

وشددت «عصمت»، خلال تقديم برنامج «اليوم»، المُذاع عبر شاشة «دي أم سي»، على أن النتيجة في نقل الخبرات للعمالة المصرية، وخلق فرص عمل جديدة، وضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى 6 سنوات من الدراسات والاستراتيجيات تأتي في إطار خطة الدولة المصرية في التنمية حتى عام 2025، والتي انتجت أول بادرة اقتصادية كبرى بهذا الحجم، يعقبها المزيد من الشركات لا هدف لها سواء مواطن آمن في سربه يمتلك قوت يومه.

أضخم وأكبر استثمار على مدار تاريخ الدولة المصرية

وأوضحت أن هذا المشروع أضخم وأكبر استثمار على مدار تاريخ الدولة المصرية بـ35 مليار دولار استثمار مباشر، و150 مليار دولار على مدار بناء المشروع جرى التوقيع اليوم لتحصل مصر على 24 مليار دولار سيولة مباشرة، و11 مليار دولار من قيمة الوديعة الإماراتية بالبنك المركزي.

ونوهت إلى أنّ مساحة مدينة رأس الحكمة، تبلغ 170.8 مليون متر مربع، باستهداف حجم تدفق سياحي يتجاوز الـ8 ملايين سائح سنويًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رأس الحكمة مشروع رأس الحكمة الاقتصاد الاقتصاد المصري ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

بين استثمار خارجي ضائع ومأساة داخلية مؤلمة – قصة مصفاتي مقديشو و المفتية.

بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

في عام 1974 أطلقت الحكومة العراقية مشروعا استثمارياً استراتيجياً في الصومال تمثل في إنشاء مصفاة نفطية بالقرب من ميناء مقديشو ، على بُعد حوالي 12 كيلومتراً من ميناء مقديشو ( العاصمة ) .
كانت التصاميم من قبل الكوادر العراقية و تم احالة مناقصة تجهيز المواد الى شركة أنجلو ( Ingeco ) الايطالية و تم تنفيذ المشروع من قبل ( الشركة العامة للمشاريع النفطية ) العراقية بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون طن سنويًا ، أي ما يعادل حوالي 10,000 برميل يومياً.
و هذا يعكس بشكل كبير عظمة الجهد الوطني الحكوميّ العراقي قبل 60 سنة حيث كانت الكوادر الهندسية و الفنية العراقية قادرة على إنشاء مصافي و مستودعات نفطية داخل و خارج العراق و كانت الدول العربية و غيرها تستعير خبرات المهندسين العراقيين ؟؟!!
و في هذا الزمان تم تدمير الجهد الوطني .

بتاريخ 2020/7/14 كتبت مقالة طالبت فيها الحكومة العراقية استرجاع استثمارات العراق في الخارج و منها انبوب و مستودع و ميناء المعجز النفطي على البحر الأحمر و تطرقت في النشر على الفيس للمطالبة بالمصفى العراقي في الصومال و عشرات الاستثمارات الأخرى في دول العالم و لدينا القدرة على رفع دعوى رسمية لاسترجاع لأصول و الحقوق العراقية خارج العراق إذا تلقينا الدعم من الدولة.

تفاصيل الاتفاقية والتمويل

تم تأسيس المصفاة على أساس شراكة متساوية بين العراق والصومال ، حيث تكفّل العراق بكامل تكاليف الإنشاء بالعملات الأجنبية.
وكان من المقرر أن تسدد الصومال حصتها البالغة 50% من التكاليف خلال ثلاث سنوات من بدء تشغيل المشروع، بفائدة رمزية.
وقد بلغت تكلفة المشروع حوالي 8 ملايين دينار عراقي آنذاك ، في وقت كان فيه الدينار العراقي يعادل نحو( 3.5 دولارات أمريكية ).
و هذا يعكس حجم الاستثمار الكبير في ذلك الوقت و قوة الدينار العراقي الكبيرة امام العملات العالمية.

التشغيل والتأميم

بدأ تشغيل المصفاة فعليًا عام 1978 بإدارة مشتركة بين العراق والصومال ، لكن بعض المصادر تشير إلى أنه في أوائل الثمانينيات ، أعلنت الحكومة الصومالية تأميم المصفاة ، مما أدى إلى إنهاء الشراكة مع العراق.
وتُظهر هذه الخطوة التحديات التي قد تواجه الاستثمارات الأجنبية في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية في الدول المضيفة.

الوضع الحالي والمستقبل المحتمل

في السنوات الأخيرة ، أُثيرت مجدداً قضية المصفاة العراقية في الصومال.
وخلال قمة بغداد في يونيو 2025 ، طلب الرئيس الصومالي من العراق إعادة تأهيل المصفاة المتوقفة عن العمل ، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
و هذا يفتح الباب أمام العراق لإعادة النظر في استثماراته السابقة في الخارج واستغلالها لتعزيز العلاقات الاقتصادية و تنوع موارده مع الدول الشقيقة.

من الاستثمارات الخارجية إلى الخسارات الداخلية مصفى المفتية مثالًا

وبينما كان العراق يضع ثقله المالي والفني في مشاريع استراتيجية خارج حدوده كما في الصومال ، عانى في الداخل من إهمال أو سوء إدارة لاحد صروح الصناعة العراقية العريقة إلا و هو ، مصفى المفتية النفطي ؟!

فقد أُنشئ مستودع و مصفى المفتية النفطي في سبعينات القرن الماضي في محافظة البصرة ، بطاقة تقارب طاقة المصفى العراقي في الصومال ، وكان أحد أبرز المعالم الصناعية والرموز الاقتصادية للمحافظة.

إلا أن هذا الصرح الكبير لم ينجُ من عبث الإهمال والفساد ، حيث تعرّض للسرقة والتهديم ، وتم بيعه كخردة ، مع ( رصيف ومستودع المفتية النفطي ) في حادثة مؤلمة أدمت قلوب البصريين ، إذ تم طمس معلم من معالم مدينتهم العزيزة بدون اي عقاب او اجراء ضد من نفذ هذه الكارثة الاقتصادية؟

في الختام

قصة مصفاة مقديشو وقضية مصفى المفتية تجسدان تناقضاً مؤلماً بين طموح العراق في التوسع الاستثماري الخارجي وتفريطه ببعض من أثمن منشآته الوطنية.
وهي دعوة صريحة لإعادة تقييم الإرث الصناعي و النفطي و الزراعي العراقي الكبيرين داخل و خارج أرض الوطن الحبيب ، والحفاظ على ما تبقى منه ، واسترجاع ما يمكن إحياؤه سواء داخل البلاد أو خارجها …..

مصادر موثوقة لمزيد من المعلومات
• جريدة الوقائع العراقية: العدد 2370 لعام 1974، حيث نُشرت تفاصيل الاتفاقية الخاصة بالمصفاة.
• مجلة “النفط والعالم”: تناولت المشروع في أعدادها الصادرة في السبعينيات.
• أرشيف جريدة السفير اللبنانية: نشرت تقريرًا عن المشروع في عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل 1974.
. الوثيقة المرفقة من مجلة الف باء العراقية حسب ما منشور في الانترنت .

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • بين استثمار خارجي ضائع ومأساة داخلية مؤلمة – قصة مصفاتي مقديشو و المفتية.
  • تاريخ النقد الأدبي عند العرب
  • السوداني يوجه بتكثيف الجهود وعدم السماح باستخدام موارد الدولة في الانتخابات
  • السوداني للنزاهة: يجب منع استغلال موارد الدولة في الانتخابات
  • تنويع وتوسيع المحفظة العالمية.. الكواري: زيادة استثمارات جهاز قطر في جميع أنحاء آسيا
  • الوزير: نستهدف صادرات صناعية بـ118 مليار دولار بحلول 2030 .. نواب: الصناعة والتصدير أهم موارد العملة الصعبة
  • ترامب يطلق أكبر مشروع دفاعي في تاريخ أمريكا بتكلفة 175 مليار دولار
  • البعثة المصرية بالحج: حجاجنا بخير ونتابع الحالات الصحية على مدار الساعة
  • خارج السوق المصرفي.. التحفظ على 7 ملايين جنيه من تجارة النقد الأجنبي
  • برج ترامب في دمشق .. استثمار أم محاولة لاستمالة قلب رجل البيت الأبيض؟