سلسلة أعمال إسماعيل ياسين كانت من أشهر السلاسل السينمائية، التي عُرضت خلال فترة الخمسينيات والستينيات، ولكل فيلم مشهدًا شهيرًا، حفظه الجمهور بنبرة صوت وانفاعلات إسماعيل ياسين، حتى طريقته في إلقاء «الإيفيهات» كانت مميزة وخاصة به فقط.

أخبار متعلقة

فيلم «مطرح مطروح» يكتفي بإيرادات 256 ألف جنيه الخميس

«مطرح مطروح» لمحمود حميدة يحقق 191 ألف جنيه في أول أيام عرضه

«مطرح مطروح» يبدأ منافسات موسم الصيف السينمائى

في 1957، قدم الفنان إسماعيل ياسين فيلم «إسماعيل ياسين في الأسطول»، واحتوى على عددًا من المشاهد البارزة، من ضمنها مشهد وقوفه على المركب، عندما قرر أصدقائه الاتفاق ومساعدته على الحصول على مبلغ مالي معين، حينها اتفق الجميع على الـ«قرعة»، ووضعوا كل الورق في الصندوق باسمه كي يتمكن هو من الفوز بها.

إسماعيل ياسين

كيف كرر محمود حميدة حيلة إسماعيل ياسين؟

بعد مرور 66 عامًا على عرض الفيلم الشهير، قدم محمود حميدة فيلم «مطرح مطروح»، الذي عُرض في السينمات بالأيام السابقة، وحقق نجاحًا، وإيرادات متوسطة، وضم العمل مجموعة من الفنانين من أعمار مختلفة، وأجيال متنوعة، ومدارس كوميديا متعددة.

فيلم مطرح مطروح - صورة أرشيفية

وضمن أحداث العمل كرر محمود حميدة، مشهد «القُرعة» الذي أداه إسماعيل ياسين في فيلمه، وسامي مغاوري نفذ مهمة أحمد رمزي، عندما اقترح هو فكرة أن يكون جميع الورق باسم «رجب» الشخصية الذي أداها إسماعيل ياسين.

إسماعيل ياسين

قرر «بديع» وهو الدور الذي قدمه محمود حميدة، سحب ورقة من الصندوق وتفاجء باسمه داخلها، ثم قرر سحب جميع الأوراق الموجودة، وتفاجئ أنها أيضًا باسمه هو، ولكن مع اختلاف ظروف كُلًا من إسماعيل ياسين ومحمود حميدة.

محمود حميدة مطرح مطروح فيلم مطرح مطروح إسماعيل ياسين الفنان محمود حميدة محمود حميدة في مطرح مطروح أفلام 2023 أفلام إسماعيل ياسين

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين محمود حميدة مطرح مطروح فيلم مطرح مطروح الفنان محمود حميدة محمود حميدة في مطرح مطروح أفلام 2023 زي النهاردة محمود حمیدة مطرح مطروح

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية في تسمية المدن والأحياء.. مطرح أنموذجًا

 

 

أنور الخنجري

alkhanjarianwar@gmail.com

 

تُعد اللغة العربية من أغزر اللغات في العالم من حيث المُفردات والدلالات، وقد شكّلت عبر قرون طويلة مرآةً للثقافة والهوية العربية، ليس في الأدب والشعر فقط، بل في حياة النَّاس اليومية وتفاعلهم مع المكان.

ومن أبرز تجليات هذا التفاعل، ما نراه في تسمية المدن والأحياء والمواضع المختلفة؛ حيث تأخذ الأسماء طابعًا لغويًا غنيًا، يعكس البيئة، أو التاريخ، أو القبيلة، أو حتى الشعور الجمعي تجاه المكان. اللغة إذاً ليست وسيلة للتخاطب فحسب، بل هي خزان للذاكرة الجماعية، وجسر يصل الحاضر بالماضي. ومن أبلغ تجليات حضور اللغة في الحياة اليومية، ما نراه في تسمية المدن والأحياء؛ حيث يتداخل العامل الجغرافي مع التاريخي، والبيئي مع الاجتماعي، لتنتج تسميات محمّلة بالمعنى والحنين. وفي المدن الساحلية القديمة مثل مطرح، تظهر اللغة العربية، كغيرها من اللغات الحيَّة، تفاعلًا ملموسًا في مسميات الأماكن والأحياء وهي مرآة صادقة للهوية، لكن هذه المرآة بدأت تُكسر بصمت، حين تُمحى الأسماء بلا مُبرر، ويُستبدل بها ما لا يحمل من الروح شيئًا.

اسم مدينة "مَطْرَح" بحد ذاته له جذور عربية قديمة، ومعناه مرتبط بوظيفة المدينة التاريخية والجغرافية والتجارية، ومن حيث المعنى اللغوي فإنَّ كلمة "مَطْرَح" في اللغة العربية مشتقة من الفعل "طَرَحَ"، أي ألقى أو وضع، و"المَطْرَح" هو المكان الذي يُطرح فيه الشيء، أي يُلقى أو يُنزل فيه. وبناءً على موقع المدينة الساحلي، فإنه من المؤكد أن الاسم يُشير إلى أنها كانت مكانًا تُطرح فيه البضائع القادمة من البحر، أي ميناءً أو مرسى للتجارة، حيث يطرح فيها التجار بضائعهم أو حيث تطرح السفن مراسيها، وهذا يتماشى مع تاريخها العريق كميناء تجاري مهم في سلطنة عُمان، وخاصة لكونها كانت جزءًا من الحراك البحري والتجاري في الخليج والمحيط الهندي وأفريقيا. وبذلك، فإنَّ التسمية تنبع من عمق المعنى اللغوي والبيئي والتاريخي للمكان.

والتشبث بالأسماء العربية لا يعني إقصاء اللغات الأخرى؛ بل على العكس، ففي تعدد اللغات المستخدمة في تسمية الأحياء أو المواضع ما يعكس الترابط الثقافي والتاريخي لعُمان مع محيطها الأوسع في آسيا وإفريقيا. فكما نعتز بالأسماء العربية للمدن والأحياء العُمانية، فإننا لا نجد في تسميات سواحيلية أو بلوشية أو أعجمية أو غجراتية أو غيرها من اللغات واللهجات الحية في مدينة مطرح أو غيرها من المدن العُمانية ما يُنقص من الهوية؛ بل نراه ثراءً ثقافيًا وشاهدًا حيًا يؤرخ تواصل عُمان الحضاري مع محيطها الواسع.

اللغة السواحيلية، على سبيل المثال، ليست دخيلة؛ بل هي لغة تحدث بها العُمانيون في زنجبار وبمبا ومُمباسا، وساحل شرق أفريقيا برمته، وتوارثوها في بعض البيوت والمجالس حتى اليوم. وكذلك بالنسبة للبلوشية والزدجالية والغجراتية والأعجمية، وهكذا الحال أيضا مع الشحرية والمهرية في محافظة ظفار، أو الكمزارية في محافظة مسندم، كلها مكونات بشرية أصيلة في نسيج المجتمع العُماني.

إن تنوع اللغات في التسمية ليس ضعفًا، بل دليل قوة وانتشار، وهو يُعبّر عن الامتداد الطبيعي لعُمان عبر البحر، وعن التعايش والتعدد الذي لطالما ميّز شخصيتها الحضارية.

وإعادة الاعتبار لمسميات الأحياء القديمة في مطرح يشكل رد الجميل لمكان ما زال حيًا في وجدان الكثير من الناس وهو شكل من أشكال الوفاء لتاريخ لم يُكتب بعد، لكنه يعيش على ألسنة الناس وقلوبهم. ومن الأمثلة على ذلك، اسم الحي القديم "نازي موُجه"، وهي كلمة سواحيلية أطلقها العُمانيون القادمون من شرق إفريقيا على الحي الذي استقروا فيه عند عودتهم إلى مطرح. وكان الاسم يحمل في نبرته نكهة المغترب، ودلالة على تواصل الجغرافيا والثقافة، لكن الاسم تغيّر لاحقًا إلى "حي الصاغة"، وهو اسم لا يُعبّر عن الذاكرة أو الأصل؛ بل يرتبط بحرفة حديثة نسبيًا في هذا الحي.

كذلك هو الحال مع حي "كوهبون" وهي تسمية بلوشية تعني "تحت الجبل"، في إشارة مباشرة إلى موقع الحي الجغرافي الواقع أسفل السفوح الجبلية، وتُجسّد هذه التسمية العلاقة الحميمة بين السكان والبيئة الطبيعية المحيطة، كما تعكس البُعد اللغوي والثقافي الذي حمله البلوش معهم إلى المكان، فاختلط بالهوية المحلية وأصبح جزءًا من الذاكرة العمرانية للمنطقة. كما أن "سور اللواتيا" الذي يحمل رمزية اجتماعية ودلالة على التمايز السكاني، أو على شكل من أشكال التنظيم المجتمعي الذي حافظ على هوية الجماعة. وكذلك حي "جبروه" الذي ربما يكون الاسم منسوبًا إلى شخصية قوية، أو يحمل دلالة على القوة أو السلطة في تاريخ الحي. وحتى تسمية "حارة الشمال" الذي يشير إلى الحي الواقع في الجهة الشمالية لمدينة مطرح العتيقة، تحول مؤخرا الى حي الميناء، وقِس على ذلك أحياء وأسماء عديدة أخرى.

هذه الأسماء تحمل في الغالب دلالات اجتماعية أو جغرافية، أو تاريخية ترتبط بالبيئة العُمانية وهي أسماء ليست خادشة للحياء العام بأي شكل، بل تمثل جزءًا من الهوية اللِّسانية الشعبية للمكان، وتحمل دلالات ثقافية وجغرافية عميقة تعكس التركيبة السكانية والتاريخية للمدن العُمانية، خاصة في مدينتي مسقط ومطرح.

حين نتحدث عن استخدام الأسماء المحلية، فإننا لا نتحدث عن "لفظ" بحد ذاته؛ بل نتحدث عن المعنى، عن الجذور، عن الحكايات التي تختبئ خلف كل اسم. الاسم المحلي ليس مجرد دلالة، بل هو رابط بين الأجيال، وهوية لغوية تعاند الذوبان في ثقافة الاستيراد والتحديث الأجوف.

وأخيرًا.. اللغة- أيًا كانت عربية أو غيرها- ليست قادرة على توصيف الواقع فحسب؛ بل هي أيضًا حافظة للخصوصية، وهي ما يعطي لمطرح (ولغيرها من المدن) ملامحها التي لا تتكرر.

مقالات مشابهة

  • محمود عبد العزيز… «الساحر» الذي خرج من خلايا النحل إلى صدارة الشاشة المصرية
  • محمود عبد العزيز.. الساحر الذي لم يغادر الشاشة رغم الغياب
  • بكاء رانيا محمود ياسين وحزن وفاء عامر.. نجوم الفن فى وداع سميحة ايوب
  • بعد تقديم إقرار التصالح .. وقف تنفيذ العقوبة على مرتضى منصور بتهمة سب الخطيب
  • هتوحشيني أوي يا حبيبتي.. رانيا محمود ياسين تنعى سميحة أيوب
  • والده فنان شهير.. من هو «الابن الغامض» للراحلة سميحة أيوب؟
  • «افتقدك كثيرا».. رانيا محمود ياسين تحيي ذكرى ميلاد والدها
  • اللغة العربية في تسمية المدن والأحياء.. مطرح أنموذجًا
  • بدعى ربنا ينور قبرك.. شهيرة فى رسالة مؤثرة بذكرى ميلاد محمود ياسين
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع