“يوم الفصل” في اليمن: حناء للإبل وأهازيج وزيارة لقبر هود
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/اندبندنت عربية
بطقوس مدهشة، تحيي بلدة تريم حضرموت شرق اليمن، في الخامس من شهر شعبان كل عام، يوم الحناء والمسراح أو ما بات يعرف بـ”يوم الفصل” وهو اليوم الأول لفعاليات زيارة ما يعتقد أنه “قبر النبي هود”.
وفي يوم الحناء والمسراح يعمل أرباب الإبل على تزيينها وتخضيبها بالحناء، وكتابة أسماء مميزة عليها لتسهيل معرفة ملاكها أثناء سباق الهجن، بينما يصطف جمع من الناس مرددين الأهازيج و”الدان” الحضرمي في غياب أي آلات موسيقية، ويتجمع الناس في هذه الساحات بأعداد كبيرة مدفوعين بطابع الشجن.
ويشارك الأطفال في تلك الطقوس حاملين المباخر حول الحضور. أما الخطاطون فيتفننون في كتابة أسماء وشعارات مختلفة على الإبل، وكتب على إحداها “الحكومة” في سياق سياسي كوميدي، احتجاجاً على وضع البلاد.
تحدث كرامة عبيد لـ”اندبندنت عربية” وهو مهتم ومربي هجن، قائلاً عن هذه الفاعلية “يوم الحناء والمسراح (فصل الركاب) هو اليوم الأول من فعاليات زيارة قبر نبي الله هود السنوية وتقام في عشر ساحات، ويقسم أصحاب الهجن إلى مجموعات، كل مجموعة لا تقل عن 10 ولا تزيد على 20 من الإبل، يتنافسون في ما بينهم خلال أيام زيارة قبر نبي الله هود، بدءاً من وضع الحناء والزينة لهذه الفاعلية السنوية”.
وأضاف “في فجر اليوم السادس من شعبان وهو اليوم الثاني من بدء طقوس هذه الفاعلية، يشد أصحاب الهجن رحالهم من مدينة تريم، في رحلة تستغرق ثمانية أيام ذهاب وعودة يتخللها بقاء يوم وليلة في شعب نبي الله هود”، وتابع “يبدأ يومنا الثاني أي يوم السادس من شعبان، بالشعر والمراجيز، والتوسل والتوكل على الله. يتبعها تنافس بين الشعراء في المدح والهجاء، يليه سباق الهجن بين أصحاب الخبرة”.
والتقت “اندبندنت عربية” بمغني الدان الحضرمي محمد كرامة في إحدى تجمعات “يوم الحناء والمسرح” في تريم حضرموت، ويقول إن “هذه عادات وتقاليد موروثة عن الأجداد، حيث كانوا يذهبون إلى زيارة نبي الله هود على ظهر الهجن، وتتخلل الزيارة جلسات دان ورجز، كل بفنه الخاص”.
زيارة وعودة
ويواصل كرامة أن “أصحاب الهجن يصلون إلى قبر نبي الله هود في صباح اليوم الثالث، ويقيمون هناك ليوم وليلة. بعدها يرحلون عائدين إلى مدينة تريم بتلك الطريقة التي وصلوا بها إلى قبر نبي الله هود وفي اليوم الثالث عشر من شعبان، يقام سباق وفاعلية كبيرة في مدينة تريم، بحضور عدد كبير من المشاهدين والشخصيات الاجتماعية، وتعتبر هذه الفاعلية إعلاناً عن انتهاء فعاليات زيارة قبر نبي الله هود”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الثقافة الحناء حضرموت هود
إقرأ أيضاً:
أمسية شعرية استثنائية في القاهرة: “مؤانسة” بين يحيى فضل الله وقاسم أبو زيد
نظم اتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر أمسية شعرية استثنائية جمعت بين الشاعرين يحيى فضل الله وقاسم أبو زيد في القاهرة تحت عنوان “مؤانسة”. شارك في الأمسية الفنان الهادي الجبل، وحضرها نخبة من المثقفين والفنانين السودانيين المقيمين في مصر.
القاهرة: التغيير
مثلت الأمسية مناسبة ثقافية تجاوزت حدود القراءة الشعرية إلى فضاء للحوار والتأمل في دور الفن أثناء الأزمات. حملت القصائد المقدمة مزيجًا من الوجع والأمل، مع التركيز على دور الفن في التعبير عن هموم المجتمع السوداني. كانت الأمسية فرصة للشاعرين لتبادل الأفكار والآراء حول دور الفن في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع السوداني.
طقس مقاومةوصف الدكتور علي سعيد، الناقد المسرحي، الأمسية بأنها “طقس مقاومة” يجسد قدرة الشعر على مواجهة العنف وإعادة بناء الوعي الجمعي. وأشار المخرج ناصر يوسف إلى أهمية هذه الفعاليات في تقديم الدعم النفسي ومعالجة آثار الحرب. وقال إن الشعر والموسيقى والغناء لعبوا دورًا فاعلًا في معالجة معاناة الناس أثناء الحرب.
جانب من الحضور تجارب إبداعيةجمعت الأمسية بين الشعر والموسيقى، حيث قدم يحيى فضل الله وقاسم أبو زيد نصوصًا تجريبية تكسر المألوف. أضاف الهادي الجبل بعدًا غنائيًا عبر تقديمه ألحانًا لقصائد الشاعرين، مما خلق حوارًا فنيًا فريدًا. كانت الأمسية فرصة للشاعرين لاستكشاف آفاق جديدة في الكتابة الشعرية والغنائية.
دور الفن في التعبير عن هموم المجتمعأكد الحضور على دور الفن في التعبير عن هموم المجتمع السوداني، خاصة في ظل الأزمات. مثلت الأمسية نموذجًا للفعل الثقافي المقاوم، حيث نجحت في تحويل اللحظة الشعرية إلى فضاء للتضامن والتأمل في مصير السودان. كانت الأمسية أيضًا فرصة للاحتفاء بالتنوع الثقافي السوداني وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع السوداني.
استمرار تأثير جيل الثمانينيات الثقافيمثلت الأمسية استمرارًا لتأثير جيل الثمانينيات الثقافي، رغم التحديات. أظهرت قدرة الفن على بناء جسور بين الماضي والحاضر، وبين الداخل السوداني وخارجه. كانت الأمسية شهادة على استمرار تأثير هذا الجيل في المشهد الثقافي السوداني.
جانب من المشاركات لقاء استثنائيوصف المخرج عبد الرحمن سوركتي الأمسية بأنها “لقاء استثنائي” جمع بين الإبداع والموقف الأخلاقي، مما منح الحضور شعورًا بالأمل والانتماء في ظل الظروف الصعبة. كانت الأمسية فرصة للشاعرين والفنانين للحوار والتأمل في دور الفن في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع السوداني.
ختام الأمسيةاختتمت الأمسية بتقديم الشكر والتقدير لاتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر على تنظيم هذه الفعالية الثقافية الهامة. كانت الأمسية نموذجًا للتعاون الفني والثقافي بين الشعراء والفنانين السودانيين، وستظل ذكرى خالدة في ذاكرة الحضور.
الوسوماتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر الهادي الجبل قاسم أبو زيد يحي فضل الله