يمن مونيتور/ قسم الأخبار

حذّرت منظمة مراسلون بلا حدود من تدهور غير مسبوق لأوضاع الصحفيين في اليمن، مؤكدة أن البلاد باتت “أكثر خطورة” على الصحفيين من أي وقت مضى، مع تواصل الاعتقالات والانتهاكات من قبل مختلف أطراف النزاع، وفي مقدمتهم جماعة الحوثي والحكومة المعترف بها دولياً.

وفي تقريرها السنوي الصادر بمناسبة مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025، صنّفت المنظمة اليمن في المرتبة 154 من أصل 180 دولة، مشيرة إلى تراجع خطير بلغ 11 مركزاً في تصنيف الأمن فقط، ما يعكس بيئة عدائية تتسع ضد الصحافة المستقلة.

وبحسب المنظمة، يقبع تسعة صحفيين حالياً خلف القضبان في اليمن، من بينهم ثمانية رهائن لدى الحوثيين، الذين يستخدمون النظام القضائي كـ”أداة للقمع وتكميم الأفواه”.

وتقول المنظمة إن الصحفيين في مناطق سيطرة الجماعة يتعرضون لتهديد مستمر، من الملاحقة إلى التعذيب، وصولاً إلى الأحكام الجائرة.

وفي هذا السياق، استعرضت المنظمة حالة الصحفي محمد المياحي، المختطف منذ سبتمبر 2024، والذي احتُجز في ظروف “غير إنسانية”، واتُهم بـ”الإضرار بأمن الدولة واقتصادها” على خلفية منشوراته، وطُلب منه التوقف عن الكتابة أو دفع غرامة قدرها خمسة ملايين ريال.

ولم تسلم الحكومة اليمنية من الانتقادات، إذ أكدت مراسلون بلا حدود أن السلطة الشرعية تمارس هي الأخرى “ممارسات قمعية مماثلة”، مستشهدةً بقضية الصحفيين صبري بن مخاشن ومزاحم باجابر، حيث أصدرت نيابة أمن الدولة في حضرموت مذكرات توقيف بحقهما في 18 يونيو 2025، بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

الصحفي مزاحم باجابر، مدير موقع “الأحقاف ميديا”، اعتُقل أثناء توجهه إلى مدينة المكلا، على الرغم من صدور قرار من وزارة الداخلية بالإفراج عنه، بحجة عدم اختصاص النيابة العامة بقضايا الصحافة، لكن محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي رفض إطلاق سراحه، وفقاً لتأكيدات المنظمة.

كما رصد التقرير واحدة من أوسع حملات الاختطاف التي شنها الحوثيون ضد الصحفيين، ففي 22 مايو 2025، اختُطف سبعة صحفيين من منازلهم في الحديدة، ضمن موجة قمع ممنهجة تضرب كل صوت حر.

وقال جوناثان داغر، رئيس مكتب الشرق الأوسط في “مراسلون بلا حدود”: “إن هذا الارتفاع المقلق في حالات الاعتقال، يكشف عن تواطؤ الأنظمة القضائية مع سلطات الأمر الواقع، واستخدامها كأداة للقمع بدلًا من أن تكون ملاذًا للعدالة”.

وأكدت المنظمة أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والصحافة، مطالبةً بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين، وعلى رأسهم محمد المياحي، ورفضها القاطع لأي أحكام قضائية تصدر عن جماعات مسلحة بحق إعلاميين يمارسون عملهم المهني.

وتختتم “مراسلون بلا حدود” تقريرها بتأكيد أن حرية الصحافة في اليمن باتت في مهب الريح، بين القمع الحوثي والتضييق الحكومي، وسط غياب أي ضمانات قانونية أو سياسية تحمي الصحفيين وتكفل حرية الرأي والتعبير.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن حرية الصحافة حقوق وحريات مراسلون بلا حدود مراسلون بلا حدود

إقرأ أيضاً:

أول دراسة عربية متخصصة حول “فن الكاريكاتير وصناعة الرأي العام”

شهدت الساحة الثقافية مؤخرا إصدار دراسة متخصصة مستفيضة حول فن الكاريكاتير ودوره في صناعة الرأي العام، عن دار الابتكار في الأردن، وهي دراسة مستفيضة للدكتور علي القحيص، الكاتب والروائي ورسام الكاريكاتير والناقد المتخصص في فن الكاريكاتير ورمزيته ودوره في التأثير على الرأي العام وتشكيل الوعي المجتمعي،
حيث اعتمدت هذه الدراسة على أطروحة رسالة الدكتوراه للمؤلف الذي أهدى العمل إلى الرسام الكبير الراحل ناجي العلي، والتي قدمها في أحد جامعات دولة الإمارات لنيل درجة الدكتوراه في الصحافة والإعلام.
وتكاد أن تكون أول دراسة متخصصة في العالم العربي حول فن الكاريكاتير ودوره في صناعة وتوجيع الرأي العام، وفيها تطرق الباحث إلى بدايات ولادة هذا الفن الناقد المشاكس ونشأته وانتشاره وتسميته وتأثيره وتاريخه، ورصد آراء رؤساء التحرير للصحف التي كانت تحتضن نخبة رسامي الكاريكاتير، في (الصحافة السعودية والإماراتية والأردنية).
عندما كانت الصحف في أوج تأثيرها ورواجها وانتشارها.
أيام كان فن الكاريكاتير وقتها الأكثر شيوعا وتأثيرا بلا منازع، عبر تلك الصحف التي كانت الأوسع انتشارا. وفيها تناول الباحث فن الكاريكاتير ودوره ورسالته البالغة الأهمية في النقد الساخر والأسلوب (المضحك المبكي)، ورصد الهفوات وسبر أغوار الحقيقة وكشف العيوب والمبالغة برصد الحدث من أجل لفت الانتباه لقضايا المجتمع.
وتضمنت الرسالة التي احتوت على ١٩ فصلا من 260 صفحة من الحجم المتوسط، عن أهمية وأهداف ورسالة ومحتوى الكاريكاتير وكيف كان مادة دسمة للصحافة وعنصرا مهما لرواجها وانتشارها، ومحتوى محفزا ونقطة جذب وعنصر تشويق للقارئ والمتابعين من خلال الصحافة الورقية، قبل أن تضعف وتتلاشى لأسباب انتشار الأجهزة الذكية والبرمجيات وأدوات الاتصال الحديثة وتأثير الصور الرقمية الدقيقة، في حين أن الكاريكاتير ما زال يتنقل في وسائل التقنية عبر المواقع والمنصات رغم التهميش، وعبر منابر الإعلام الحديث، لتأثيره وجرأته وأهمية فكرته التي تصل إلى المتابع بدون تردد وتأويل ورتوش.

مقالات مشابهة

  • اليمن يفقد جيله القادم.. ملايين الأطفال خارج المدارس وتحذيرات من “كارثة تعليمية”
  • مراسلون بلا حدود: اليمن أكثر خطورة على الصحفيين في ظل موجة اعتقالات واسعة
  • “حرس حدود الشرقية”: احباط تهريب (3000) قرص إمفيتامين
  • ترامب ووسائل الإعلام.. حرب قانونية تهدد حرية الصحافة في أميركا
  • أول دراسة عربية متخصصة حول “فن الكاريكاتير وصناعة الرأي العام”
  • “أطباء بلا حدود”: أكثر من 40 ألف نازح في الضفة الغربية
  • أطباء بلا حدود: الحصبة تفتك بالأطفال في اليمن وسط تدهور النظام الصحي
  • مدير الجمارك يأمر بتيسير العبور في “حدود جابر”
  • “نقابة الصحفيين” تقر تعليمات سجل الصحفيين المؤازرين