سودانايل:
2024-06-12@14:00:05 GMT

الطريق للحرب الأهلية الشاملة بجهالة

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

صلاح جلال

قد أرسل لى الأستاذ مبارك الكودا مقال ينتقد فيه د.الوليد مادبو يقول فيه مخاطبا الوليد “كنا نبحث عن شخص متعلم له سند مجتمعى من الغرب ليكون رئيساً للوزراء فى هذه المرحلة الصعبة “، وأقول: من أنتم الذين تبحثون ومن خولكم بالبحث ؟ لماذا هذا الإستعلاء فى العطاء والمنع والنظرة الدونية للآخرين . هل أنت لا تعلم أن د.

الوليد من غزية إذا أصيبت غزية أصيب معها فالرجل من أهلة ، لقد تمت إعتداءات متكررة بالطيران على حاضرة الرزيقات ومات خلق كثير من المدنيين ودمرت مبانى ومساجد ومصالح والآن الفيديوهات مبذولة فى حدود علمى فى الميديا عن الدمار فى الضعين وبادية الرزيقات عامة فى حالة غضب وحزن شديد ويعتقدون أن ماحدث هو إستهداف لهم كقبيلة وجماعة سكانية لأن قيادة الدعم السريع تنتمى للرزيقات يجب تأديبهم فى حملة دفتردارية ! .

لقد سبق ان حذرناكم منذ بداية هذه الحرب اللعينة والتعبئة الهوجاء القائمة على أسس عرقية وجهوية سوف تحدث فرز كبير ومنعطف خطير وستكون القوات المسلحة أول ضحايا هذا الفرز العرقى الذى على أساسة تم إستهداف أبناء بعض القبائل فى الخرطوم والشمالية والجزيرة وفى كل مكان فيه سيطرة للقوات المسلحة إستهداف على الإثنية والجهة ولون البشرة ، مايحدث هو مرحلة متقدمة فى الإنقسام المجتمعى ستقود لتحول الحرب من الثروة والسلطة إلى الجهة والقبيلة وتبدأ حرب الكل ضد الكل ، أنكم ومعكم قيادة القوات المسلحة تركبون طريقاً وعراً وثنايا ضيقة ذات حواف حادة تقود البلاد نحو حرب أهلية شاملة لاتبقى ولاتذر.

قلناها لكم منذ بداية الإستنفار والآن تعيشونها فى الواقع هذه الحرب الأفضل أن تقف اليوم قبل الغد وتنتهى على طاولة التفاوض ، قبل أن تفلت

أستغرب لحملتكم ذات المغاريف المتعددة Double Standers يتألم كتابكم مع حزن الصديق د.صديق بولاد وفقد أهلة جراء إنتهاكات نكراء من جنود الدعم السريع وتنهضون ضد د.الوليد مادبو وهو يحزن على ظلم وقع على أهلة من قيادة القوات المسلحة والقصف العشوائي لطيرانها بالبراميل المتفجرة التى جعلت لحم نسائهم وأطفالهم وشيوخهم أشلاء وممتلكاتهم على قلتها رماد فى مشهد يفطر القلوب ومنكم من يتغزل فى ساره صانعة كباب لحم البشر وآخرين ينادون فى نشوة بضرورة تسميم مصادر المياه فى الغرب للقضاء على ثروتهم الحيوانية ، من أين جاء هؤلاء ؟ وتستكثرون على د.الوليد مادبو أن يبكى ويحزن مع أسرته فهو مهما نال من درجات العلم ليس مقطوع من شجرة له حاضنة وأسرة ممتدة فهو من غُزية أم وأب إذا تألمت غزية يتألم لها ، أتركوا الوليد مادبو لحزنه النبيل الذى نشاطره فيه ونعزية ، وننهض بكل ما لدينا من مروءة لمواساتهم أحزانهم ونعمل لرفع الظلم الواقع عليهم من طيران القوات المسلحة ، ونناشد المجتمع الدولى بأغلظ عبارات المطالبة الضغط لوقف القصف العشوائي للطيران على المدنيين فى نيالا والفاشر والجنينة والزرق والضعين وبابنوسة وفى ود الحداد ومدنى والقطينة ومدن العاصمة الثلاثة ، لقد كتبت مطالباً فى عدة تغريدات بإنتداب قائد سلاح الطيران للمحكمة الجنائية الدولية ، فى إتساق مع حماية كافة المدنيين فى مناطق الحرب وفق القانون الإنسانى الدولى وإتفاقيات جنيف الأربعة المنظمة للحروب ، لقد تصدينا ومازلنا نتصدى لإنتهاكات قوات الدعم السريع كذلك فى الجنينة والعاصمة والجزيرة مؤكدين لهم هذه جرائم لن نسمح لأحد من مرتكبيها أن يفلت من العقاب ونطالب بوقفها فورا .

الأخ الكودا هذه الحرب خاسرة فهى كالثعابين أفضلها الميت ، أوقفوا هذه الحملات والأقلام الراعفة كعصافير النار منك ومن آخرين رصدت منهم د.عشارى ود.محمد جلال ومزمل والآن شخصك ضد د.الوليد لأنه يبكى أهله وعشيرته ولكننا المستهدف الإساءة لقبائل العطاوة النى تعتبرونها حاضنة للدعم السريع ، إذا كان هدفكم تخويف د.تدالوليد وهدمه أنكم لاتعرفون عريكة هذه الجماعة السكانية التى لا تنام على ضيم (برجعوا عليكم يجغموكم جغم ويتفوكم تف ويشربوكم جووت ويترعوك عاع ) فى رواية منسوبة للمحارب الأمير يونس الدكيم أحد أبطال المهدية ومحاربيها الأفزاز مرفعين المشركين القصير بلاع الطوال كما كان يناديه خليفة المهدى عليه السلام فى حرب التحرير الأولى ، التى إستبسلت فيها هذه القبائل ولم تبقى شئ من أجل الدين والوطن ، فإذا قامت القيامة على الوليد فى وسطكم للحط منه سيقيم له أهله تمثال فى مدنهم ومخارفهم من الضعين وسبدو وأم مطارق حتى سفاهة احتفالا بتاريخهم المشهود الذى لايلين فى العطاء والوطنية .

حطكم من قدر جماعات سكانية بالجملة جاء بينكم من يطلق عليهم لفظ عرب الشتات وملاقيط غرب أفريقيا، وهو لايعلم أن ثلث موروث السودان الحضارى من تلك الأنحاء كما ذكر ذلك المؤرخ ابن عمر التونسى فى تاريخ دارفور والسنغالي الشيخ انتا تيوب فى مجلداته العشرة التى أعتمدتها اليونسكوا للثقافة والعلوم بعنوان The african civilization عندما كان أجداد من تطلقون عليهم بجهالة متناهية بالتاريخ عرب الشتات كانو هم على ظهور الخيل لتأسيس الكولة الوطنية الأولى مجاهدين لتحرير السودان ، وكان أجداد الآخرين يشربون عصير البلح ويؤذنون فى الشوك والسلم مع الطيب الدوش فى قصيدته سعاد.

ختامة

يا أخ الكودا وبقية الجوقة الراعفة ضد د.الوليد مادبو والمستهدف فى الأصل قبائل غرب السودان التى ندافع عنها ، د.الوليد فهو صاحب جراب مليان تراكيش قادر أن يدافع عن نفسه لكن أقول لكم أتركوا القبلية والجهوية إنها منتنة وطريق الندامة ولعبة خطرة ستشعل حريق يصعب إحتوائه لاتنجو منه جهة أو عرق ، أتركوا قبائل العطاوة ما تركوكم حتى لا يلبسوا الدرع كاملة (وكلنا نشوف نجوم القايلة) هؤلاء جماعات متحزمين بقلوبهم ونصبح على رماد كان لنا وطن ، كما قال الشاعر إبن نباته السعدى

لَبِسوا القلوبَ على الدروعِ حَزَامَةً

منهم فليسَ تقلم الأظفارُ

٢٤ فبراير ٢٠٢٤م  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة د الولید مادبو

إقرأ أيضاً:

الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم

محمد الحمامصي
دراسة تعد من أهم الدراسات الحيوية حاضرًا ومستقبلنًا في فهم ما يحدث في المجتمع السوداني من صراعات لا تنتهي وتنذر بتفكك الدولة السودانية.

حرب مدمرة
تعد دراسة قضية الحروب الأهلية في السودان والموقف الإقليمي والدولي منها مدخلًا لفهم أبعاد الصراعات السودانية والمواقف الدولية منها وتحليلها، وكذلك فهم دوافع القوى الكبرى في السودان وأهدفها، ومن ثم فهم الإطار العام للصراع الدولي على أرض السودان، بالإضافة إلى تشخيص عوامل الضعف في البنيان السوداني التي تجذب إليها الصراعات الدولية، وهي الخطوة المهمة والأساسية على طريق تحديد أسلوب العلاج الذي يبعد السودان من دائرة الصراع الدولي وطبيعته ويقلل من فرص التدخل الأجنبي في شؤونه.

وهذه الدراسة “الحروب الأهلية في السودان والموقف الإقليمي والدولي منه 1955 – 2005” للباحثة سالي عبدالله دوبح، تعد من أهم الدراسات الحيوية حاضرًا ومستقبلنًا في فهم ما يحدث في المجتمع السوداني من صراعات لا تنتهي وتنذر بتفكك الدولة السودانية. حيث تسلط الضوء على موضوعات وأحداث تاريخية؛ اعتمدت على الوثائق البريطانية غير المنشورة في معرفة موقف بعض الشخصيات السودانية تجاه أحداث الحرب الأهلية الأولى، التي أوضحت كثيرًا من الحقائق. كما تناقش دور الرئيس السوداني عمر حسن البشير السياسي والعسكري في أحداث الحرب الأهلية الثانية منذ وصوله إلى السلطة في 1989 وحتى 2005، بالاعتماد على تقارير مسح الأسلحة، والبرامج الوثائقية التي كشفت كثيرًا من التسجيلات المسربة للرئيس البشير وأوضحت موقفه تجاه الحرب في الجنوب.

الدراسة تعد من أهم الدراسات في فهم ما يحدث في المجتمع السوداني من صراعات لا تنتهي وتنذر بتفكك الدولة السودانية
الدراسة تعد من أهم الدراسات في فهم ما يحدث في المجتمع السوداني من صراعات لا تنتهي وتنذر بتفكك الدولة السودانية
وتم اختيار زمن الدراسة في المدة الممتدة من 1955 إلى 2005، وهي المدة الزمنية التي حدثت فيها الحروب الأهلية في السودان وما تبعها من متغيرات في المواقف الإقليمية والدولية حتى 2005 الذي يشهد نهاية الحرب الأهلية الثانية بتوقيع اتفاق نيفاشا.

وتناولت دوبح بالتفصيل كل أحداث ومجريات هذه الفترة بدءا من الحرب الأهلية السودانية الأولى، وموقف القوى الإقليمية والدولية خلال الفترة الممتدة من 1955 وحتى 1972، حيث تطورت الأحداث السياسية في جنوب السودان بدءا من العصيان المسلح للفرقة الاستوائية في 18 أغسطس 1955، وما نتج عن ذلك من قتل للكثير من الشماليين، ثم أحداث الحرب منذ بداية يناير 1964 وحتى نهاية سبتمبر من العام 1964، والمتغيرات السياسية ما بعد انتفاضة أكتوبر 1964. وانتهاء باتفاق أديس أبابا وجهود التسوية السلمية وإعلان الرئيس جعفر النميري في 1969 إيقاف الحرب وتطرق إلى اتفاقية الحكم الذاتي الإقليمي التي أنهت الحرب في 1972.

ثم الحرب الأهلية الثانية في المدة الممتدة من 1983 وحتى 1988، وأوضاع السودان ما بعد اتفاق أديس أبابا في المدة الممتدة من 1973 إلى 1982، والأسباب التي أدت إلى تجدد الحرب الأهلية الثانية وفي مقدمتها القرارات التي أصدرها الرئيس جعفر النميري التي أسهمت في انهيار اتفاق أديس أبابا وكان نتيجة ذلك العصيان المسلح من قبل جنود الكتيبة 105 ورفض الجنوبيين تلك القرارات. وقد أدى ذلك إلى سقوط نظام الرئيس جعفر النميري فضًلا عن الصراعات السياسية بين النخب السودانية وسقوط العديد من المدن في يد الجيش الشعبي لتحرير السودان.

وتوقفت دوبح عند دور الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الحرب السودانية منذ وصوله إلى السلطة في العام 1989 وحتى 2005؛ متناولة انقلابه ووصوله إلى سدة الحكم، حيث عمل نظامه على تجيير الدين في الحرب ضد الجنوبيين. كما ناقشت موقف القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب الأهلية الثانية في المدة الممتدة بين 1983 و2005.

وأكدت دوبح على هشاشة التكوين القومي في السودان وعجز الحكومات السودانية بعد الاستقلال عن حسم مشكلة الجنوب؛ إذ عملت حكومة إسماعيل الأزهري على تشكيل لجنة لكن تلك اللجنة لم يكن فيها تمثيل عدد الجنوبين كبيرا مقارنة بأعداد الشماليين، ورفضت مطالب الجنوبيين بالنظام الفيدرالي إلى جانب ذلك إعلان الحكومة بأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، واللغة العربية هي اللغة الرسمية في السودان، الأمر الذي أسهم بشعور الجنوبيين بعدم الثقة. أما حكومة عبدالله خليل فعلى الرغم من السماح للجنوبيين بمشاركهم في الانتخابات في 1958 وحصول الجنوبيين على 37 مقعدًا؛ لكن الجنوبيين قدموا استقالاتهم نتيجة لمحاكمة العضو أزيوني بتهمة الفيدرالية والترويج لها، إلى جانب ذلك فشلت في إيقاف التصعيد الأمني في الجنوب.

حرب تستنزف كل الموارد

وإلى جانب ذلك؛ عانت حكومة عبدالله خليل من الصراعات الداخلية على السلطة. أما حكومة عبود فقد تعاملت مع الجنوبيين، وقد حظرت الأحزاب السياسية في جميع انحاء السودان ودعم الدعوة الإسلامية بالجنوب، وإنشاء المعاهد الدينية، وتعريب المناهج، وجعل اللغة العربية لغة التخاطب الرسمي في البلاد؛ الأمر الذي أدى إلى ازدياد أعمال العنف وظهور عدد من التنظيمات السياسية والعسكرية وكان من أبرزها الاتحاد الوطني السوداني – الأفريقي للمناطق المغلقة “الذي طالب باستقلال الجنوب في حالة رفض الاتحاد الفيدرالي”. إلى جانب ذلك ظهرت حركة أنيانا التي تكونت من الكوادر الذين شاركوا في العصيان المسلح.

وكشفت دوبح دور رئيس الوزراء الصادق المهدي أثناء الحرب الاهلية الأولى حيث عمل على تسليح الزعماء الموالين ومؤيديه، ومن ناحية أخرى كان عجز أطراف القتال، الجيش السوداني والفصائل الجنوبية وحركة أنيانيا، عن تحقيق الانتصار جاء لكي يعزز جهود الرئيس السوداني جعفر النميري وحل مشكلة جنوب السودان. فمثلت سياسته مرحلة جديدة تجاه الحكم الذاتي الإقليمي في إطار السودان الموحد، مع اعترافه بالفوارق الدينية والثقافية بين الشمال والجنوب.

ولفتت إلى أن العوامل الإقليمية مؤثرة مباشرة في حرب الجنوب السوداني وخاصة دول الجوار التي عملت على دعم حركة أنيانيا لاسيما أوغندا والكونغو وأريتريا وتشاد وإثيوبيا حيث كانت مراكز لنشاط حركة أنيانيا والفصائل الجنوبية أثناء الحرب الأولى، ومع تجدد الحرب الثانية عملت على تسليح ودعم الحركة الشعبية والجيش الشعبي وقوات التجمع الوطني المعارض ودعمهم الأمر الذي أدى إلى استمرار الحرب طوال خمسين عامًا.

نقلا عن العرب الدولية:  

مقالات مشابهة

  • محللون: الاستقالات من حكومة الطوارئ شهادة فشل للحرب الإسرائيلية على غزة
  • القوات المسلحة توزع عددا كبيرا من الحصص الغذائية بنصف الثمن
  • الوليد مادبو وهو يعوي!
  • ???? الوليد مادبو: حميدتي ما عادش عندو الكنترول الكان عندو في السابق
  • ايقاف الحرب كلمة طيبة
  • الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم
  • راشد عبد الرحيم: اكذب خلق الله
  • أوربان: انتخابات البرلمان الأوروبي نجحت في إبطاء القطار الذي يقود أوروبا إلى الحرب
  • هل سيحاول "حزب الله" شل القبة الحديدية؟ تقرير عبري يوضح تصوراته للحرب الشاملة
  • أيّ كرامة في الحرب العبثية