أصوات من داخل صنعاء بعضها محسوبة على الحوثيين تشيد بمبادرة اللواء العرادة وتطلب الطرف الآخر التوقف عن المراوغة.. «مبادرة فتح الطريق ليست الأولى»
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
تواصلت ردود الأفعال الإيجابية بشأن مبادرة محافظ مأرب عضو مجلس القيادة اللواء سلطان العرادة بفتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء والذي يمر على فرضة نهم.
وبحسب ما رصده محرر مأرب برس من تفاعلات على مواقع التواصل، فقد لاقت المبادرة استحسان واسع لدى اليمنيين، كونها تخفف من معاناة المواطنين في السفر والتنقل والقيود التي فرضتها جماعة الحوثي منذ انقلابها عام 2014 باغلاقها للطرق الرئيسية بين المحافظات.
مبادرة الشيخ سلطان العرادة المعلنة من طرف واحد، نالت ايضا اشادات كبيرة من داخل صنعاء الخاضعة للحوثيين، بل وحتى من اصوات محسوبة على جماعة الحوثي.
يقول النائب في برلمان الحوثيين بصنعاء ، أحمد سيف حاشد معلقا على المبادرة:''لا أدري لماذا لديّ إحساس بأن سلطان العرادة صادقاً فيما أعلنه، وإحساس أكثف أن سلطة صنعاء غير جادة، بل أنها تخاتل وتناور، لقد سأمنا المناورة التي باتت تعرّي وتكشف عدم الجدية، وفقدان ما بقي من مصداقية، إن بقي لها بقايا أو وجود".
واضاف: "لقد سمعت خطاب سابق في عام أسبق أن سلطة صنعاء سوف تفتح جميع الطرق من طرف واحد، واتضح أنها كانت تكذب؛ ولذلك لم أعد أصدقها فيما يخص استعدادها لفتح الطرقات.. الكذب يسقط المصداقية وينال منها. وحبل الكذب قصير".
اما الناشط والصحفي الموالي للحوثيين، مجدي عقبة فيقول: ''حتى الآن.. مبادرة العرادة أوضح وأصدق من مبادرة محمد علي والشيخ طعيمان، فالمرواغة والهروب من الحقائق تضعكم في دائرة الاشتباه".
وتعليقا على مسارعة سلطات الحوثيين في الاعلان عن مبادرة مختلفة بفتح طريق اخرى تمر من مأرب الى صنعاء عبر صرواح، وهي طريق غير صالحة وبعيدة من حيث المسافة وليست الطريق الرئيسية، خاطب الصحفي عقبة، الحوثيين بقوله: ''العرادة أعلن فتح (طريق مأرب - نهم - صنعاء ) من جانبهم، رد عليه بفتح نفس الطريق من جانبكم مش تهرب إلى صرواح''.
الصحفي، محمد العلائي يسخر من الحوثيين قائلا: "لا مشكـلة لدى الحوثيين أن تكــون كــل طــرق الدنيــا ومنافذها مغلقة ومسدودة بحيث لا يبــقى أمام الناس ســوى طريق واحــد مفتوح ومتــاح وميسَّــر: الطــريـق المــؤدي إلى الــدار الآخــرة".
أحد أقارب زعيم مليشيات الحوثي ويدعى "أبو زنجبيل الحوثي" علق على إعلان مبادرة اللواء سلطان العرادة فتح طريق مأرب-صنعاء من طرف واحد بقوله: "إذا كان فتح الطريق من جهتهم صحيح فعلى اصحابنا الفتح، وإن كانت مسرحية فلتبينوا للناس ذلك او فلتفعلو مسرحية مثلها يتم الإعلان عن فتح الطريق من جهتنا وصلى الله وبارك وان كانت جوانب الطريق ملغومة يتم العمل على تنظيفها أما التطنيش فغير مقبول".
سفير اليمن في الأردن علي العمراني توقع في منشور على صفحته في فيسبوك -رصده محرر مأرب برس- بان الحوثيين سوف يتنطعون كثيراً، فيما يخص فتح الطرقات، وسيتبنون شروطاً تعجيزية وتعقيدات لا أول لها ولا آخر، كما يفعلون في كل حالة وكل مرة؛ منذ نشَأت الحركة الحوثية قبل عشرين عاماً.
وكتب: "منذ سنوات والهجوم على مارب يأتي من جهة الحوثيين، وليس العكس!إذن ما الذي يخيف الحوثيين ولمَ لا يفعلون مثلما فعل محافظ مارب؟
كل ما في الأمر أن الحوثيين لا يبالون بمعاناة اليمنيين.وهم أصحاب الشعار الأثير؛ لا نبالي!".
ليست الأولى
وهذه ليست المبادرة الاولى لقيادة محافظة مأرب، حيث سبق ان تقدم اللواء سلطان العرادة بعدة مبادرات لفتح الطرقات وايضا لإعادة ربط المحافظات بمحطة مأرب الغازية من منطلق استشعار المسئولية تجاه المواطنيين، لكن جميع تلك المبادرات قوبلت برفض حوثي.
اللواء العرادة قال امس الاول في اعلانها مبادرة فتح الطريق أن "هذه الخطوة تأتي عقب مبادرات متكررة من جانب الحكومة وسبق الحديث عنها مع المبعوث الأممي وعدد من الوسطاء المحليين وإعلانها عبر وسائل الإعلام".
وقد أبدى العرادة، استعداد القيادة السياسية والعسكرية إلى فتح الطرق الأخرى (مأرب - البيضاء - صنعاء ) وطريق ( مأرب - صرواح - صنعاء ) من جانب واحد..متمنياً استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.
واضاف " آمل من الجميع التعاون في فتح جميع الطرقات الرئيسية في كل المدن اليمنية من أجل مصلحة الشعب اليمني وباقي الأمور لها مكانها وشأنها سواء كانت حرباً أو سلماً "..مشدداً على ضرورة تجنب المزايدات فيما يخص فتح الطرقات للشعب ، ومن جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: سلطان العرادة فتح الطرقات فتح الطریق
إقرأ أيضاً:
من الراهدة إلى ثرة.. الحوثي يكرس دولة الجبايات من بوابة فتح الطرقات المغلقة
سارعت ميليشيا الحوثي الإيرانية إلى تقديم مبادرات مشبوهة لإعادة فتح عدد من الطرقات الرئيسية المغلقة، بعد سنوات من الإغلاق والتعنت ورفض كل المقترحات التي تقدمتها بها الحكومة اليمنية والأمم المتحدة من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين والحركة التجارية.
Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينخلال اليومين الماضيين؛ أطلقت ميليشيا الحوثي ما أسمته مبادرة إعادة فتح طريق "عدن- تعز" عبر طريق "الراهدة – كرش – الشريجة". وكذا مبادرة فتح طريق عقبة ثرة وهو من الطرق الرئيسية الرابطة بين محافظتي أبين والبيضاء. وجاء الإعلان عن هذه المبادرتين جاءت بشكل مفاجئ وبعد أيام من التوصل لاتفاق بفتح طريق مريس – قعطبة والذي يربط محافظة الضالع المحررة مع محافظة إب الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
وعلى مدى 10 سنوات ظلت الميليشيات الحوثية تراوغ وترفض أي مبادرات إنسانية لفتح الطريقين الحيويين رغم المناشدات والمطالبات المحلية والأممية. وقامت بشكل متعمد على تفخيخ الطريقين بالألغام والمتفجرات وتدمير الجسور الصغيرة الرابطة في الأودية من أجل عرقلة أي جهود أو محاولة لإعادة فتحها مستقبلًا.
ويرى مراقبون أن سعي الميليشيات الحوثية نحو إعادة فتح الطرقات المغلقة منذ سنوات يأتي ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى البحث عن مصادر تمويل عقب الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم جراء الغارات التي دمرت موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي. مشيرين إلى إن الميليشيات تتستر بغطاء الإنسانية من أجل تبرير سعيها لإعادة فتح الطرقات، في حين أن أنظارها تتجه نحو الموانئ المحررة التي أصبحت ملاذها الأخير لاستيراد الوقود والغذاء.
توخي الحذر..
بدورها إدارة الأمن في محافظة أبين ترحب بكل الجهود الرامية إلى التخفيف من معاناة المواطنين في مختلف الجوانب، إلا أنها في ذات الوقت دعت إلى الحذر من الدعوات المفاجئة للميليشيات الحوثية بشأن فتح طريق جبهة ثرة الاستراتيجي، ومحاولة استغلاله لأغراضها المالية والعسكرية.
وأيدت كل المساعي التي تدعو إلى فتح طريق "ثرة"، بما يتيح للنازحين العودة إلى منازلهم، أسوةً بما جرى في بقية المحافظات المحررة، وتحت إشراف الأشقاء في التحالف العربي. واعتبرت أن من الإيجابيات عودة السكان إلى قراهم، محذرة من ضرورة الوعي بالمخاطر الأمنية، حيث دفعت المؤسسة الأمنية والعسكرية، إلى جانب المقاومة والقبائل، ثمنًا باهظًا في معركة تحرير أبين ولودر من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
وكشف البيان أن الأوضاع الراهنة تشير إلى محاولات متجددة من العدو لإعادة استهداف أبين عبر أدوات جديدة، في وقت باتت فيه التنظيمات الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة بفضل عملية "سهام الشرق" والضربات الجوية الدقيقة. ونبه إلى أن التقارير تشير إلى تجنيد ممنهج لبعض البسطاء من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية لخدمة مخطط قادم يستهدف السلم الاجتماعي.
وحذرت الأجهزة الأمنية من مغبة التهاون، داعية إلى الاستجابة لتوصياتها الأمنية، لضمان أن يكون فتح طريق "ثرة" خطوة آمنة تحفظ أمن واستقرار أبين، وتمنع تحميل المسؤولية لأي جهة مستقبلاً في حال حدوث أي اختراقات.
وجددت قيادة أمن أبين تأكيدها على دعم فتح الطريق بما يخدم المصلحة العامة وعودة المشردين، وإبقاء تشكيلات المقاومة في "ثرة" في أعلى درجات الجاهزية القتالية، مع تعزيزهم بقوات إضافية من "العمالقة" لا تقل عن كتيبتين، إن لم يكن لواء كامل نظرًا لحساسية الموقع وقربه من مواقع العدو.
دولة جبايات
وبعيدًا عن تغني قيادات الميليشيات الحوثية ودعواتهم لفتح الطرقات التي كانوا سببًا في إغلاقها قبل نحو 10 أعوام، يبرز جانب خفي من هذه المبادرات المشبوهة. فما حدث في طريق " الضالع- مريس- دمت" قبل أيام يكشف جانب من المخطط الذي تسعى القيادات الحوثي لتنفيذه عبر فتح مزيدًا من الطرقات التي تصل بصورة مباشرة نحو الموانئ المحررة.
وتحولت فرحة اليمنيين فتح طريق الرئيسي في الضالع المعروف بطريق "عدن - صنعاء" إلى كابوس كبير وغصة تزيد من المعاناة الإنسانية. حيث سارعت الميليشيات لنصب ما يسمونه "منفذ جمركي" للابتزاز وجني الأموال من سائقي الشاحنات والسيارات المارة عبر المنفذ.
يقول سائقي شاحنات لـ"نيوزيمن": أن الميليشيات استحدثت في دمت منفذًا جمركيًا تابعًا لها، حيث يقوم المنفذ بفرض الرسوم غير القانونية على البضائع وسائقي الشاحنات حتى على رأس الغنم الواحد. حيث يمثل الموقع الجمركي الحوثي مركزًا للجباية لنهب التجار والمسافرين بين المناطق المحررة والخاضعة لسيطرتهم.
وبعد تضرر موانئ الحديدة أضطر الكثير من التجار في مناطق الحوثي إلى التوجه صوب ميناء عدن لاستيراد بضائعهم، الأمر الذي دفعها إلى المسارعة لفتح الطرقات المغلقة في محافظة الضالع وتوجيه مبادرات جديدة نحو طريق الراهدة التابعة لمحافظة تعز وطريق ثرة في محافظة أبين. ومع الدعوات لفتح هذه الطرق بدأت بالترتيب لإنشاد منافذ جمركية مشابهة للمنافذ الأخرى التي تجني من خلالها الميليشيات أموال طائلة.
منذ مطلع عام 2017، شيدت مليشيات الحوثي أكثر من 8 منافذ جمركية برية، من بينها جمرك "الراهدة" جنوبي محافظة تعز، وجمرك "عفار" في البيضاء، وجمرك "نهم" في صنعاء، وجمرك "ميتم" في إب، وجمارك "الحزم" في الجوف، ومؤخراً جمرك "دمت" في الضالع. وتقوم هذه المنافذ الحوثية بفرض رسوم إضافية غير قانونية على البضائع التجارية والمركبات، واستيفاء رسوم جمركية كانت الحكومة الشرعية قد قررت إعفاء التجار من دفعها لتخفيف معاناة المواطنين.
تُدِر هذه المنافذ الجمركية للميليشيات الحوثية عائدات تزيد على 100 مليار ريال يمني سنوياً. وتذهب هذه الأموال إلى حسابات قيادات حوثية وجهات حكومية واقعة تحت سيطرة الجماعة في صنعاء.
وقال أحد التجار في صنعاء لـ"نيوزيمن" أن السبب وراء مبادرات الحوثية لفتح الطرقات ليس حبًا برفع المعاناة عن المواطنين، وإنما البحث عن مصدر تمويل إضافي بعد أن فقد عائدات موانئ الحديدة المتوقفة. مشيرًا إلى أن الميليشيات ستعمل المستحيل حتى لو فتحت الطرقات التي رفضت فتحها لسنوات طويلة من أجل الحصول على جبايات إضافية عبر المنافذ البرية دون المبالاة بما ستعكسه الإتاوات الحوثية على ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية والأساسية.