تحليل إخباري.. حرب غزة تلقي بظلالها علي الذكري الثانية للأزمة الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
مع حلول الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، يستمر المشهد الجيوسياسي في التطور، متأثرا بعدد لا يحصى من العوامل التي تتراوح بين صراعات القوى الإقليمية إلى المناورات الدبلوماسية العالمية. ومع ذلك، وفي خضم الاضطرابات المستمرة في أوروبا الشرقية، مارست حرب آخري، رغم أنها بعيدة جغرافيا، تأثيرها الكبير على ديناميكيات الحرب الأوكرانية.
أولاً، أدى العدوان الإسرائيلي علي غزة إلى تعطيل تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا. وسلطت التقارير الأخيرة الضوء على النداءات العاجلة والمناشدات التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على الدعم العسكري. ومع ذلك، فإن استجابة الحلفاء الغربيين التقليديين كانت فاترة، واتسمت بالتردد والحذر.
ثانياً، من المحتمل أن يكون العدوان الإسرائيلي قد عزز ثقة روسيا في ساحة المعركة. وأصبح خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر جرأة، مع تردد أصداء التعهدات بالنصر الوشيك في مختلف أنحاء الكرملين
ثالثاً، أدت المعايير المزدوجة التي أبرزتها التقارير الإعلامية، مثل ما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن المعاملة المتباينة للحروب، إلى تفاقم التوترات القائمة. إن التناقض الصارخ بين الإدانة العالمية للتصرفات الروسية في أوكرانيا والرد الصامت على العدوان الإسرائيلي في غزة يسلط الضوء على التناقضات في العلاقات الدولية وإزدواجية المعايير.
وأكدت واشنطن بوست أن التورط الغربي المُحسوس في مُعاناة الفلسطينيين يعتبر عائقًا أمام دبلوماسية الولايات المتحدة. ففي خلال الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين، تلقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شكاوى من نظرائه بخصوص أحدث فيتو أمريكي في مجلس الأمن لدعوات وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وتمثل عزلة الولايات المتحدة الظاهرة في هذه القضية تناقضًا لقمة مجموعة العشرين في الهند العام الماضي، حيث نجحت إدارة جو بايدن في الحصول على إدانة واسعة النطاق للعملية الروسية في أوكرانيا.
وقال ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية التابعة للأمم المتحدة: "حقيقة أن الولايات المتحدة تستخدم حق النقض بشكل متكرر في المجلس تجعل من الصعب انتقاد حق النقض الذي تستخدمه روسيا".
وبينما تزعم الولايات المتحدة أن المجلس يجب أن يتجنب التصويت على غزة حتى يجد الإجماع، فإن الولايات المتحدة لم تشعر قط بأي تأنيب ضمير بشأن إجبار روسيا على استخدام حق النقض بشأن أوكرانيا. إذا سُمح للولايات المتحدة بإجبار روسيا على استخدام حق النقض، فإن الدول الأخرى ستفعل الشيء نفسه مع الولايات المتحدة بشأن غزة”. وأضاف جوان أن الروس يشعرون بوجود فرصة واضحة للإشارة إلى نفاق الولايات المتحدة. ويُعَد "النظام القائم على القواعد" مفهوما عزيزا على الزعماء الغربيين، وخاصة بايدن، ويستشهدون به باستمرار عندما يحددون مواقفهم بشأن الشؤون العالمية. وقد يرون في أوكرانيا دفاعاً عن "النظام القائم على القواعد" ضد الوحشية الروسية، ولكن في الكارثة المستمرة في غزة، من السهل أيضاً رؤية انهيار ذلك النظام، بحسب واشنطن بوست.
علاوة على ذلك، أصبح ضعف التحالف الأوروبي والأمريكي واضحا بشكل متزايد وسط تكهنات تحيط بالولاية الثانية المحتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأثار عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة ترامب، إلى جانب تقارب الرئيس الواضح مع بوتين، مخاوف بين الحلفاء الأوروبيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الأوكرانية الروسية الحرب بوتين العدوان الإسرائیلی الولایات المتحدة حق النقض
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيا
قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا اليوم الخميس، إن أوكرانيا تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا خلال عام 2025، مشددًا على أن "دبلوماسية التهدئة لا تنجح مع موسكو"، وداعيًا إلى زيادة الضغط الدولي على روسيا.
وأضاف سيبيجا، خلال كلمته في منتدى أمني في العاصمة الإيطالية روما، أن الوقت قد حان لاعتماد "دبلوماسية الضغط" بدلاً من التهدئة، من أجل إنهاء النزاع الذي دخل عامه الرابع.تبادل جديد لأسرى الحربفي تطور ميداني، أعلنت روسيا وأوكرانيا، الخميس، تبادل دفعة جديدة من أسرى الحرب، في ثالث عملية تبادل خلال أسبوع واحد، بموجب اتفاق أُبرم في أثناء محادثات السلام التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية.
أخبار متعلقة سيحكم بينهما.. ترامب يتعهد بجمع الهند وباكستان على طاولة المفاوضاتبعد كارثة الهند.. مختص لـ"اليوم": 3 أسباب وراء تحطم الطائراتوينص الاتفاق على إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير من الطرفين، جميعهم من الجرحى أو من الجنود دون سن الخامسة والعشرين، إلى جانب إعادة جثامين مقاتلين قضوا خلال المعارك.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر حسابه على "تليجرام"، عن امتنانه لكل من ساعد في تنفيذ هذه العملية، مؤكدًا أن "جنودًا من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود الأوكراني عادوا إلى ديارهم اليوم".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } روسيا وأوكرانيا تواصلان عملية تبادل الأسرى - SBS News
وأوضح أن جميع العائدين بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة نتيجة إصابات بالغة أو أمراض خطيرة.
وقال الجيش الروسي إن مجموعة من العسكريين الروس أُعيدت من أوكرانيا، وهم الآن في بيلاروس، الحليفة الأقرب لموسكو.مشاهد الجنود العائدينقال أمين المظالم الأوكراني دميترو لوبينتس إن الجندي الأوكراني الأكبر سنًا المُفرج عنه يبلغ من العمر 59 عامًا، في حين أن الأصغر سنًا يبلغ 22 عامًا، وشمل التبادل أيضًا جنودًا كانوا في السابق يُعدون مفقودين في أثناء أداء المهام.
في المقابل، بثت وسائل الإعلام الروسية الرسمية مشاهد للجنود العائدين وهم يهتفون "روسيا، روسيا"، وهم يرتدون الزي العسكري.
ورغم نجاح عمليات تبادل الأسرى، فإن محادثات السلام في إسطنبول لم تُفضِ إلى أي تقدم سياسي ملموس، فقد رفضت روسيا الدعوات إلى وقف إطلاق النار دون شروط، وطالبت أوكرانيا بالتخلي عن أجزاء من أراضيها والتراجع عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت روسيا قد أعادت، الأربعاء، جثامين 1212 جنديًا أوكرانيًا قُتلوا خلال المعارك، في إطار جهود إنسانية مرافقة للمحادثات المتعثرة.