حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي

نحن الآن نعيش في زمن حرب مدمرة طالت كل شيء وجاء التعليم في مقدمة المرافق التي أصابها الإنهيار التام وهذه قمة المأساة والمأساة الكبري أن التعليم في بلادنا الحبيبة قد وصل إلي ادني مستوياته منذ سنين لأسباب عديدة كلنا نعرفها وعلي رأسها أن الزمام والهيمنة والسيطرة صارت حصريآ علي الجهلة الذين لايرون ابعد من ارنبة أنوفهم !!.

.
رغم ظروفنا التي جعلت العالم يقف مشدوها ينظر إلينا بعين الحسرة والألم لما آل إليه حالنا ولكن يظل هذا العالم لا يغادر محطة العطف والتعاطف الشفهي فقط ولاحلول عملية تقدم وكل يوم يمر يزداد الوضع تفاقما والأسر تشتتا بالداخل والخارج والخوف كل الخوف أن تتلاشي الهوية ونصبح مسخا مشوها ونتحول الي قطعان هائمة علي وجوهها منهم من يدخل حدود الغير تهريبا وبعضهم يصل وقد علاه الرهق وبعضهم يقع فريسة لقطاع الطرق الذين يجردونه من كل مايحمل من مال ومتاع ويتركونه لمصيره المجهول والمهربون قساة القلب يتقاضون الأجرة المبالغ فيها ويتعاملون مع الركاب وكأنهم حيوانات وينطلقون في طرق وعرة ، سهول رملية ، صخور ووهاد وهاويات في سرعة جنونية وكل يوم نسمع عن حوادث مروعة تموت فيها أسر بكاملها هربت من الرمضاء الي النار !!..
في هذه الأجواء السوداوية التي تساوت فيها الجاليات السودانية هنا وهنالك ورغم النقص في الأنفس والثمرات وحالة الضنك والضياع التي تغلف الجميع ولو نظرنا لعيون الأطفال الذين وجدوا مقاعد للدراسة بالمهجر أو لم يجدوا لكن الجميع يعانون من الضياع وقد انتقلت نفس امراض التعليم من بلادنا الي أرض الشتات والمعلم الذي كنا نؤمل أن يكون صمام الأمان كله وطنية يبذل نفسه للعملية التعليمية بكل تجرد وإخلاص ولكن للاسف خارج السودان افتتحت مدارس خاصة لها نفس النظرة المادية ولا تعير التعليم الجيد المجود أية نظرة وعم طوفان الدروس الخصوصية القري والحضر بالخارج والمعلم لايهتم بالدوام الصباحي في المدرسة وينشط في الأمسيات وهو يتجول بين منزل وآخر مثل بائع الحليب يقدم الدروس الخصوصية باعلي الأثمان وفي المدرسة يكون في قمة الكسل والخمول والنوم الذي يصل إلى درجة الشخير فلا يصحح كراسات وليس له وقت يعطيه للطالب خارج الفصل إذا كان هذا الطالب يحتاج للنصح والإرشاد والتشجيع ومعالجة المشاكل ورفع الروح المعنوية.
ورغم كل ما يحيط بنا من دمار وانهيار في الماديات والمعنويات يظل الامل يحدونا وكلنا تفاؤل في أن رحمة الله سبحانه وتعالى قريبة ولن نكف عن الدعاء والاستغفار والتضرع إليه سبحانه وتعالي أن نرجع الى بلادنا الحبيبة في اسرع وقت ممكن لنبدأ حياة كريمة نتجنب فيها أخطاء الماضي ونكون يدا واحدة وجسد واحد كالبنيان المرصوص ، آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نواصل في الحلقة القادمة عن تلاشي اللغة الإنجليزية في السودان من الروضة الي كلية الدراسات العليا وقد صارت الإنجليزية تدرس بالعربي وليته كان عربيا فصيحا بل عربي دارجي وقد وصل مستوي المخاطبة عندنا الي درجة يرثي لها وحتي من يحملون درجة الدكتوراة في لغة جون صرنا لانجد منهم غير التاتاة والفهفاة وقلة الحيلة وعدم التعبير مثل هذا الدبلوماسي السوداني في أروقة الأمم المتحدة الذي كان يتحدث الي مستمعيه في هذا المنبر العالمي بانحليزية أظنه اقتبسعا من ( Donkey me ride you Khartoum Palace piaster two ) !!..
والنتيجة أن العالم ممثلا في الأمم المتحدة ضحك علي انحليزيتنا الركيكة وقد كان في ما مضي أن خريج الوسطي كان يتحدثها وكأنه تخرج في مدارس لندن !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)

الجديد برس| خاص| تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، مقاطع فيديو ، رصدها الجديد برس” تكشف ما وصفوه بفضيحة مدوية تتعلق بالمساعدات الإماراتية المقدمة لقطاع غزة، حيث أظهرت المقاطع عبور شاحنات تحمل لافتات “مساعدات من دولة الإمارات” نحو القطاع وهي فارغة تمامًا. ووثّقت المقاطع التي التُقطت من عدة زوايا، دخول الشاحنات عبر المعابر المؤدية إلى غزة دون أي حمولة في صناديقها، في مشهد أثار موجة استنكار وسخط واسع، وسط اتهامات للإمارات وبعض الدول العربية بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في تشديد الحصار وتجويع السكان المحاصرين. وكانت الإمارات قد أعلنت يوم أمس ، دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، ضمن ما اسمته “عملية الفارس الشهم3” الإنسانية. ورأى نشطاء ومراقبون أن هذا المشهد لا يمثل فقط خداعًا للرأي العام، بل يكشف عن استخدام “المساعدات الإنسانية” كأداة دعائية لتمرير مواقف سياسية تتماهى مع سياسات الاحتلال، على حساب المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. وتأتي هذه الفضيحة وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق، ما يجعل أي تلاعب بالمساعدات قضية إنسانية وأخلاقية كبرى تستدعي تحقيقًا دوليًا ومساءلة علنية، بحسب نشطاء حقوقيين. https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2025/07/فضيحة-اماراتية-في-غزة-شاحنات-بدون-مساعدات.mp4

مقالات مشابهة

  • الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
  • المفوضية تستقبل وفداً من طلبة الدراسات العليا بجامعة طرابلس
  • تطوير برامج الدراسات العليا ضمن ورشة عمل في جامعة دمشق
  • مسيرة حاشدة لطلاب الأكاديمية العليا بصنعاء تضامناً مع غزة
  • جامعة الملك فيصل تفتح باب القبول في 48 برنامجًا للدراسات العليا
  • تعليم الوادي الجديد: انطلاق الحقيبة التدريبية لدعم تنمية وتطوير تدريس اللغة الفرنسية (Trefle)
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الصحة: زيادة ملحوظة في أعداد الأطباء المتقدمين لبرامج الدراسات العليا
  • بالصور.. هذه هي كنيسة رقاد السيدة التي سيشيّع فيها زياد الرحباني
  • التعليم ترشح قائمة كتب جديدة لـانجليزي المستوى الرفيع بمدارس اللغات