مسقط - العُمانية

نظَّمت وزارة التراث والسياحة، أمس الإثنين، فعاليات "أسبوع السفر العالمي -الشرق الأوسط"، بمشاركة أكثر من 180 شركة من داخل سلطنة عُمان وخارجها بفندق قصر البستان؛ بهدف تعزيز الشراكة والتواصل بين شركات السفر والسياحة الفاخرة العالمية مع نظيراتها في سلطنة عُمان بما في ذلك المنشآت الفندقية ومقدمو التجارب السياحية باستخدام طرق التواصل المبتكرة لتنمية العلاقات وتبادل الخبرات في المجال السياحي.

وقال سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة: إن سوق السياحة في سلطنة عُمان يشهد نموًّا مطردًا، حيث شهد العام الماضي عددًا قياسيًا من الزوار بلغ 4 ملايين زائر من مسافري الفخامة، والمغامرين، وعشاق الطبيعة، وركاب السفن السياحية، وعشاق الرياضة، وحاضري الفعاليات. وتابع سعادته بأنَّ وزارة التراث والسياحة تركز عبر إستراتيجيتها الوطنية للسياحة 2040 على إيجاد بيئة يمكن أن تزدهر فيها السياحة وتنمو، موضحًا أن الوزارة تحقق ذلك من خلال إدخال تشريعات صديقة للسياحة ومبادرات تعتمد على المشروعات، والاستثمار في البنية الأساسية ومناطق الجذب السياحي، وبناء القدرات، وإنشاء مناطق استثمارية متخصصة لتنمية السياحة.

وبيّن سعادة وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة أن الوزارة لديها خطط طموحة لقطاع السياحة، حيث يتم حاليًا توجيه أكثر من 5.9 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات إلى نحو 360 مشروعًا، مع التركيز على الممارسات المستدامة والمسؤولية تجاه الأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي

تتعرض البيئة السقطرية، لمخاطر متعاظمة وتحديات تهدد بخروجها من قائمة التراث العالمي، في ظل دعوات وتحذيرات محلية وأخرى أطلقها مختصون في البيئة للمحافظة على التراث البيئي في الأرخبيل الكائن على المحيط الهندي والخاضع لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا.

 

وقالت مصادر محلية إن البيئة السقطرية تعرضت خلال الأشهر والسنوات الماضية لسلسلة من الانتهاكات من قبل الإمارات التي تحكم قبضتها على الأرخبيل عبر مليشيا الانتقالي التي اتخذتها أداة للسيطرة على سقطرى.

 

وحذر أبناء سقطرى ومختصون في مجال البيئة من تبعات الإنتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، الأمر الذي يهدد بإزلتها من قائمة التراث العالمي.

 

وتتواجد منذ أيام، في أرخبيل سقطرى، البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو UNESCO والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة IUCN، لتفقد أوضاع الجزيرة، وذلك بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي.

 

ويشارك ‏ في البعثة المتواجدة في سقطرى، صلاح خالد المدير الاقليمي لليونسكو ورسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي وطارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

 

وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح أن ‏أي انتهاكات تقدم عليها أية جهة ستتحمل الجهة المعنية المسؤولية أمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والهيئات الدولية المعنية.

 

وأبدى جميع تطلعه لأن تكلل جهود الجميع بالنجاح لصالح الجزيرة، ومن أجل حماية تراثها الطبيعي من الانتهاكات، والحيلولة دون وضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

 

وناشد أبناء وشباب أرخبيل سقطرى، في بيان لهم، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الإبقاء على جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي، مؤكدين أن سقطرى ليست مجرد جزيرة، بل هي جوهرة فريدة من نوعها في التنوع الحيوي والثقافي، حيث تضم موروثًا بيئيًا نادرًا، وتقاليد ثقافية متجذرة، وأجيالًا تعاقبت على حب هذه الأرض والارتباط بها.

 

 

وأوضح البيان، أن الحفاظ على سقطرى كجزء من التراث العالمي هو واجب إنساني، من أجل ضمان استمرارية هذا التنوع البيئي والثقافي للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن سقطرى تتميز بنباتاتها النادرة، وشواطئها العذراء، وتراثها الشعبي الأصيل، مما يجعلها من أفضل الجزر عالميًا من حيث التنوع الطبيعي والثقافي.

 

ودعا البيان، منظمة اليونسكو وكل الجهات المعنية، للوقوف مع أبناء سقطرى لـ "حماية هذه الجوهرة، وأن تواصل جهودها في الحفاظ على سقطرى من التهديدات البيئية والتدخلات العشوائية، لضمان بقائها كما أرادها الخالق، طبيعة بكرًا ومتنفسًا للإنسانية جمعاء".

 

وتعهد أبناء سقطرى، بالإلتزام بأن يكونوا الحراس الأوفياء لهذه الأرض، ومواصلة العمل على صونها، مؤكدين على الحاجة للدعم والمساندة، من أجل أن تظل سقطرى رمزًا عالميًا للطبيعة والثقافة. 

 

وفي ذات السياق، التقى محافظ أرخبيل سقطرى الموالي للإمارات رأفت الثقلي، يوم أمس الأول، فريق الرصد التفاعلي المشترك بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، في إطار زيارة الفريق لموقع الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي.

 

وبحسب إعلام سلطات سقطرى، فقد استعرض المحافظ جهود السلطة المحلية في حماية التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية للأرخبيل، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سقطرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتغيرات المناخية الحادة التي تسببت في إنجراف التربة وفقدان التنوع الحيوي، منه سقوط عدد كبير من أشجار دم الأخوين.

 

وأشار الثقلي إلى حزمة من الإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية في سبيل حماية البيئة، من بينها، حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، وإصدار لائحة تنظم الصيد التقليدي ومنع دخول نبتة القات إلى الأرخبيل، بالإضافة إلى إيقاف التعديات على الأراضي الساحلية.

 

ولفت إلى أنه تم خلال الفترة الماضية تأهيل أربع محميات طبيعية وتحسين بنيتها التحتية بدعم من مشروع اليونيب، إلى جانب إنشاء مركز اللغة السقطرية، في خطوة تهدف إلى صون التراث الثقافي غير المادي للجزيرة.

 

وأكد الثقلي أهمية إعداد "الخطة العامة لأرخبيل سقطرى (Master Plan)"، لتحديد الاستخدامات البيئية والمجتمعية للأراضي، إلى جانب تأهيل الكوادر المحلية في مجالات تقييم الأثر البيئي والتنمية المستدامة.

 

وتخلل اللقاء عرض مرئي قدمه فرع الهيئة العامة لحماية البيئة، استعرض أبرز أنشطة المشاريع البيئية المنفذة في مجالات التوعية البيئية، وتأهيل المحميات، ومكافحة الأنواع الدخيلة، وتدريب الكوادر المحلية.

 

بدورهم، أكد أعضاء الفريق الزائر أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع البيئي والاطلاع على الجهود المبذولة للحفاظ على القيمة العالمية لموقع سقطرى، مشيرين لاستعداد منظمة اليونسكو لتقديم الدعم اللازم في هذا الإطار.

 

المختصون في البيئة جددوا تحذيراتهم التي يطلقونها بين الفينة والأخرى، من تبعات الانتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، حيث دعا المهندس أحمد سعيد سليمان السقطري إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمنع خروجه من قائمة التراث العالمي.

 

 وقال السقطري، وهو مختص بيئي: "نمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية، في ظل التحديات البيئية والميدانية التي تواجه الأرخبيل"، مشيرا لضعف إنفاذ القوانين البيئية، والتوسع العمراني العشوائي، إلى جانب تراجع قدرات الرقابة البيئية في الجزيرة.

 

ولفت إلة أن التقييم القادم لليونسكو قد يكون نقطة فاصلة، وقد يفضي إلى نتائج كارثية إذا لم يتم التعامل معه بمسؤولية وطنية عالية، مطالبا السلطة المحلية والحكومة بتبني خطة طوارئ عاجلة تتضمن تجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة، وتعزيز الرقابة البيئية في الأرخبيل.

 

المصور عبد الرحمن الغابري هو الآخر الذي وثق جمال الطبيعة والبيئة السقطرية، عبر عن قلقه العميق تجاه الجزيرة التي تواجه خطر شطبها من قائمة التراث الإنساني.

 

وقال الغابري إن هذا التهديد ناتج عن العبث والاستهتار بما تملكه اليمن من تنوع بيئي نادر وطقوس فريدة، مؤكدا أن البلاد شهدت تدميرًا مستمرًا للبيئة والإنسان، بينما يتجاهل المسؤولون في البلاد هذه الكوارث.

 

 

وحذّر الغابري، من أن الاستثمار العشوائي في سقطرى سيؤدي إلى تدمير لا يمكن تعويضه، مشيرًا إلى أن هذا العبث سيستمر في التأثير على الجزيرة لعقود قادمة، داعيا الجميع إلى الوعي بأهمية سقطرى وجمالها، محذرًا من أن استمرار التدمير سيؤدي إلى فقدان كنوزها الطبيعية.

 

وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين أكد أن سقطرى لم تشهد استثمارًا حقيقيًا في البنية التحتية البيئية التي تتوافق مع مكانتها العالمية، لافتا إلى أن التعاطي مع هذا التصنيف العالمي على المستوى الوطني كان ضعيفًا، وتراجع مستوى الحماية والتدابير التقييمية خلال السنوات الماضية.

 

 وأشار إلى التغيرات المناخية والاضطرابات السياسية التي شهدتها الجزيرة في العقد الأخير، لافتا إلى الزيارة المشتركة الحالية من فريق اليونسكو والمركز العالمي لحماية الطبيعة لتقييم حالة التدابير المتعلقة ببيئة الجزيرة.

 

ودعا كفاين، الحكومة والسلطات المحلية والمواطنين إلى التعاون مع الفريق الأممي، من أجل حماية سقطرى والحفاظ عليها كتراث طبيعي عالمي.


مقالات مشابهة

  • الرياض تحتضن أعمال النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية بمشاركة قيادات بلدية وتنموية عالمية
  • غدا.. الرياض تحتضن حوار المدن العربية الأوروبية بمشاركة عالمية
  • "سقطرى" في دائرة الخطر والسقوط من "التراث العالمي" وأصوات المناشدة ترتفع وتُحذّر (تقرير)
  • مسقط صمام الأمان
  • وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة
  • أسبوع القفطان 2025 : افتتاح النسخة الخامسة والعشرين من مراكش تحت شعار الصحراء ونقل التراث
  • 3025 موقعًا ومعلمًا أثريًا في سلطنة عُمان منها أكثر من 600 في محافظة مسقط
  • صفقة في الظل.. أسرار الاتفاق الخفي بين أمريكا وصنعاء في مسقط تُكشف لأول مرة
  • بمشاركة نخبة من المتفوقين..  درنة تحتضن المسابقة المنهجية لطلبة التعليم الأساسي