الشهيد اللواء طه المداني .. قائد عسكري ورجل الأمن الأول
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يمانيون -متابعات
بدماثة الخلق، وهدوء الأعصاب، ودقة الملاحظة كان الشهيد اللواء طه حسن إسماعيل المداني على موعد مع ميدان الشرف في أكثر من مناسبة.
ما قبل توليه المسؤول الأمني الأول لـ«أنصار الله»، ولاحقًا «اللجان الشعبية الأمنية» المنبثقة من ثورة 21 سبتمبر 2014م، ثم «عضو اللجنة الأمنية العليا» عقب الإعلان الدستوري في 7 فبراير 2015م، عندما تسلمت «اللجنة الثورية العليا» قيادة البلاد، كان لهذا القائد المحنك قصة نضال وثورة.
الرجل الذي عرفته المساجد والسجون _ في أوائل سنوات ما عرف بحروب صعدة الستة_ثائرًا بهتاف الصرخة “الموت لأمريكا”، كأبسط موقف حينذاك، عندما تحركت ثلة قليلة في مواجهة الهجمة الأمريكية على المنطقة في عهد جورج بوش الإبن وزمن حكم الخائن علي صالح، حيث نجا من الاعتقال في طريقه لأداء فريضة الحج، ليقع في أخرى لاحقًا عقب رفع الهتاف في الجامع الكبير بصنعاء عام 2003.
عُرف أبو حسن بحسه الأمني، وفق مقريين منه، وأسهمت محنة السجن في تبلور شخصيته المجبولة على هدوء الطبع، وبرود الأعصاب، وهي خصال ذاتية لا بد من توافرها لكل رجل أمن محنك.
في الساحة العسكرية أثبت المداني نفسه أيضاً في أكثر من جبهة.
وفي أواخر عام 2006م، وبعد انتهاء الحرب الثالثة، كان خروجه من السجن، فعاد وقتها الشهيد المداني إلى الميدان كرجل أمن، بعدما اكتشف عن قرب الحاجة الملحة لتأسيس جهاز أمني خاص يحمي ظهور المؤيدين لحركة “أنصار الله” من أي عمل مضاد في الغرف السوداء الممولة والمعدة خارجياً.
وفي العام 2007 ظهر أبو حسن إبّان الحرب الرابعة رجلاً لا يُشق له غبار، وفيها جُرح ثلاث مرات، وكانت هذه بمثابة أوسمة الشرف ومنزلة أولى النياشين.
هنا بدأت شخصية الشهيد أبو الحسن المداني تظهر كقائد يجمع بين الشخصية الأمنية والعسكرية على السواء.
عام 2008، إبّان الحرب الخامسة، تأكدت عسكريتُه إلى جانب موقعه الأمني حينما أدار المواجهة باقتدار في منطقة آل حميدان في مديرية سحار بصعدة، لتقع على يديه ورفاقه ما عرف آنذاك بمجزرة الدبابات.
وحينما شنت السلطة الحرب السادسة، أوكلت إليه مهمة الدفاع عن منطقة الصعيد في صعدة، فأدار معركة منطقة المقاش المحاذية لصعدة بكفاءة حتى النصر في مواجهة الفرقة الأولى مدرع التابعة للفار علي محسن الأحمر ومجاميعه التي عرفت بالبشمركة.
بعدها سهر الشهيد طه المداني على تحديث وتطوير الجهاز الأمني لـ”للأنصار”، وجعله منفصلًا عن الجانب “العسكري”، وبجدارة قدم خبرته الطويلة تلك لـ “ثورة 21 سبتمبر” سنة 2014، لتنبثق منها “لجان أمنية شعبية” مثّلت قوة إسناد لأجهزة الدولة، الأمر الذي مكنه من بسط الأمن على أوسع نطاق، كما تحقق تحت إشرافه تفكيك مئات الخلايا المتصلة بتنظيم “القاعدة” وعناصر الأحمر، ملحقًا بأجهزة الاستخبارات الأجنبية هزائم كبرى.
لم يتوقف عند ذلك الحد كمسؤول أمني وعسكري في الصف الأول.. انطلق بعدها للتصدي للعدوان الأمريكي ــ السعودي، وبادر بنفسه إلى إسناد رفاقه، فسبقهم إلى الشهادة في ساحات الدفاع الوطني، لكن ثمّة تكتم متعمد على مكان وتاريخ ووقت استشهاده رغم كمّ الشائعات الكثيرة حول ذلك.
بهذا يكون قد حقق منتهى ما يتمناه كثيرون غيره، على الصعيد الشخصي بعد رحلة كفاحية كانت عظيمة الأثر، بما ترك خلفه من إرث ثوري زاخر العطاء.
ويكفي وصف السيد القائد له حين قال: “كان كثير المعونة، قليل المؤونة”.
ومع اعتراف قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى فرانك ماكينزي بأن “الولايات المتحدة تعاني من محدودية قدرات الاستطلاع الأميركية فوق اليمن، خاصة فيما يتعلق بقدرات الاستطلاع(آي.أس.آر).
فإن هذا الإنجاز قد حمل بصمات هذا الرجل، كقيادي لن تستطيع أجهزة المخابرات الأجنبية أن تنسى اسمه، مؤسساً للجهاز الأمني.. ذلك كان الشهيد اللواء طه حسن إسماعيل المداني أبو الحسن.
-المسيرة – إبراهيم العنسي
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري واسع يواكب محادثات السلام الروسية الأوكرانية
تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات العسكرية اليوم قبل اجتماع مسؤولين من البلدين اليوم في مدينة إسطنبول بتركيا لإجراء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بينهما.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أن دفاعاتها الجوية أسقطت 162 مسيرة أوكرانية، كانت في طريقها نحو أهداف مدنية، فوق عدة مقاطعات روسية الليلة الماضية ـمنها 57 مسيرة، تم إسقاطها فوق مقاطعة كورسك، و31 مسيرة أسقطت فوق مقاطعة وبيلغورود.
واعتبرت الوزارة أن الهجمات الأوكرانية على المنشآت المدنية في روسيا "محاولة صرف الانتباه عن فشل ما تسميه بـالهجوم المض، الذي كانت قد أعلنت عنه في يونيو/ حزيران 2023"
وأضافت أن القوات المسلحة الأوكرانية" تستهدف بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في جمهورية القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج، بالمسيرات والصواريخ، بهدف زرع الرعب في صفوف المدنيين".
هجوم غير مسبوق
وشنت أوكرانيا أمس الأحد هجوما منسقا واسع النطاق وغير مسبوق بواسطة مسيرات على مطارات عسكرية في روسيا وصولا إلى سيبيريا. وقالت إنها استهدفت قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى.
وقال أندريه كوفالينكو المسؤول في مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني اليوم الاثنين إن أوكرانيا دمرت 13 طائرة على الأقل خلال هجوم على قواعد جوية روسية.
وذكر كوفالينكو، وهو رئيس مركز مكافحة التضليل الإعلامي في المجلس، في منشور على تطبيق تيليغرام أن أضرارا لحقت أيضا ببعض الطائرات الأخرى خلال الهجوم.
في حين قال سلاح الجو الأوكراني إن الكرملين أطلق 472 طائرة مسيرة على أوكرانيا، وهو أكبر عدد تطلقه روسيا في ليلة واحدة خلال الحرب.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن عمليات قصف وهجمات جوية روسية أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بالقرب من مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا أوكرانيا.
إعلانبينما أدى هجوم بطائرات مسيرة على منطقة سومي بشمال شرق البلاد في وقت مبكر من اليوم الاثنين إلى إصابة 6 على الأقل بينهم طفلان.
وذكر إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا عبر تطبيق تيليغرام أن3 نساء قُتلن في سلسلة من عمليات القصف الروسي على قرية ترنوفات شرقي مدينة زابوريجيا في وقت متأخر من أمس ولحقت أيضا أضرار بالغة بمتجر وعدة منازل.
وقال فيدوروف إن رجلا لقي حتفه في منطقة مجاورة في ضربة روسية بقنبلة جوية موجهة. وأصيب تسعة أشخاص في الهجمات الروسية التي دمرت منزلا خاصا.
وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة سومي اليوم عبر تيليغرام إن طفلين من بين المصابين في هجوم روسي بطائرة مسيرة على المنطقة. وقال إن طفلا عمره 7 أعوام من بين الضحايا وأن مبان عديدة في أنحاء المنطقة تضررت.
على الجانب الآخر قال مسؤولون روس اليوم إن هجمات أوكرانية بالمسيرات على منطقتي كورسك وفورونيج الروسيتين تسببت في إشعال حرائق في مناطق سكنية وعطّلت حركة المرور على طريق سريع رئيسي.
وقال ألكسندر خينشتاين القائم بأعمال حاكم كورسك إن الحطام المتساقط من الطائرات المسيرة المدمرة في كورسك تسبب في إشعال حرائق في عدة منازل وإلحاق أضرار بوحدات سكنية.
مسيرة أوكرانية، قال حاكم المنطقة ألكسندر جوسيف، إن حطام الطائرات المسيرة قطع خطوط الكهرباء التي سقطت على الطريق السريع الرئيسي إم-4.
وأضاف جوسيف أنه تم إغلاق جزء صغير من الطريق السريع، الذي يربط مدن موسكو وفورونيج وروستوف أون دون وكراسنودار. وأضاف عبر تيليغرام أن حطام المسيرات المتساقط ألحق أضرارا بواجهات عدة منازل. وأكد حكام المنطقتين عدم وقوع إصابات.
وتسبق هجمات اليوم الاثنين الإعلان لقاء وفدي البلدين مجددا في مدينة اسطنبول بغية التحرك باتجاه إنهاء النزاع الذي بدأ مع حرب روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
إعلانومن المقرر أن يعقد الجانبان الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بينهما لكنهما لا يزالان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب مع احتدام القتال.
وذكر كيث كيلوغ مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجانبين سيقدمان في تركيا وثائقهما التي تحدد أفكارهما بشأن شروط السلام، على الرغم من أن من الواضح أن موسكو وكييف لا تزالان متباعدتين بعد ثلاث سنوات من الحرب.
وأشار كيلوج إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات، بل إن ممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيشاركون أيضا على الرغم من أنه لم يتضح على أي مستوى ستكون الولايات المتحدة ممثلة.
مطالب أوكرانياوقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن وفد كييف وصل إلى إسطنبول، ومن المقرر عقد اجتماع بين الجانبين بعد ظهر اليوم الاثنين.
وورد في أمر تنفيذي أصدره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد أن وفد أوكرانيا سيضم أيضا نائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عدة مسؤولين عسكريين ومسؤولي مخابرات.
وأظهرت نسخة من وثيقة أوكرانية اطلعت عليها رويترز أن المفاوضين الأوكرانيين "سيقدمون في اسطنبول للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى حل سلمي دائم".
ووفقا للوثيقة فإن كييف "تهدف إلى عدم وجود أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية بعد إبرام اتفاق سلام، وعدم وجود أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها قوات موسكو، وكذلك تقديم تعويضات لأوكرانيا.
وأضافت الوثيقة أن الموقع الحالي لخط المواجهة سيكون نقطة البداية للمفاوضات حول الأراضي.
وسيترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين استشهد بعد الجولة الأولى بما حدث مع الجنرال ورجل الدولة الفرنسي نابليون بونابرت في الماضي ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم دائما في الوقت نفسه.
إعلانوقال ميدينسكي، كبير مفاوضي الكرملين، أمس إن موسكو تلقت مسودة المذكرة الأوكرانية وصرح لوكالة الإعلام الروسية بأن الكرملين سيرد عليها اليوم.
وكان بوتين قد اقترح فكرة المحادثات المباشرة لأول مرة بعد أن طالبته أوكرانيا وقوى أوروبية بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي رفضه الكرملين.
وقال بوتين إن روسيا ستضع مسودة مذكرة تحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل وبعدها فقط ستناقش وقف إطلاق النار.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام، لكنهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين دون التوصل إلى اتفاق سلام.
يذكر أن الجولة الأولى من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا جرت في 16مايو/ أيار أسفرت عن أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب، لكنها لم تسفر عن أي بادرة سلام، أو حتى وقف لإطلاق النار، إذ اكتفى الطرفان بتحديد موقفيهما التفاوضيين المبدئيين.