خالد الشناوي يكتب: حوار مع صديقي في مدينة دمنهور
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
في مدينة دمنهور العريقة، والتي شهدت الفتح الإسلامي لمصر، وتحديدا في نادي التجديف والإنقاذ النهري والذي يطل على ترعة المحمودية المتدفقة مياهها من نهر النيل العظيم الخالد.
جلست وصديقي"رضا محسن عمرو" أحد شباب مصر المثقفين والمفكرين والغيورين على وطنهم الحبيب مصر .
جلسنا تحت مظلة كبيرة و في ناحية من النادي نحتسي مشروبنا المفضل "القهوه"، حيث الهدوء يحيط بالمكان من كل جانب وأشعة الشمس تحتوينا دفئا ومحبة في جو الشتاء القارص .
لم نلتق منذ فترة كبيرة فأخذنا الحديث في جوانب متعددة، ولكن كان جله فيما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من أزمات متلاحقة، ولعل آخرها مشكلة قطاع غزة المنكوب، وكيف أن هذا التطور السريع،وتمادي الكيان الإسرائيلي المتغطرس بات أمراً يهدد المنطقة عن بكرة أبيها .
كان حديثنا عن أمن مصر القومي في إقليم متأزم بالصراعات ومتغير بالأمزجه والأقنعه واختلاف وجهات النظر من بعض دول الجوار . وكيف أن مصر باتت تسير وحدها وتتحرك جاهده مدافعة عن سيادتها وعن أمنها،وكيف أن مصر عبر آلاف السنين دفعت جراء وضوحها وجراءتها وانتماءها لقوميتها وعروبتها ضريبة غالية، فقدمت التضحيات كما قدمت الشهداء ولم تتغير او تتراجع قيد أنملة .
عاد بنا الحديث الى سنوات ليست بالطويلة بعد احداث 2011 وكيف حاول الخارج شق الصف المصري واسقاط الدولة المصرية بعدما سقطت دول كثيره في المنطقة، وكيف أن جمعية الشعب المصري العمومية تحركت وخرجت في 30 يونيو 2014 لتقول كلمتها بعد محاولات اختطاف الدولة المصرية لوصمها بالإرهاب مما سيجعل من ذلك ذريعة لتحرك الدول الكبرى لاقتحام الشأن المصري، بزعم محاربة الإرهاب والتشدد والتطرف.
الامر الذي كان سيؤدي حتما إلى تقويض مفاصل الدولة المصرية
بل ورأينا قبل ذلك كيف كانت الخطة لتقسيم البلاد الى دويلات متناحرة .
الا أن شعب مصر الباسل و جيشه المرابط على الثغر،فوتا هذه الفرصة على أعداء الداخل والخارج، في رسالة كبيرة قرأها الخارج قراءة جيدة، ففطنوا إلى قدرة هذا الشعب الجرار على صنع المستحيل وتفويت الفرص وتحدي الصعاب .
وإزاء هذا الإصرار الكبير كانت الخطة الثانية بتصدير الإرهاب إلى الدولة المصرية، وتحديدا في سيناء، استعدادا للإعلان عن سيناء ولاية مستقلة عن الدولة المصرية!
فكانت المواجهة حيث كانت سيناء مسرحاً لعمليات كبيرة استهدفت المدنيين والعسكريين على السواء، كما حاولت استهداف المنشآت الحيوية!
فأخذت مصر في ذلك شوطاً كبيراً في حربها على الإرهاب وضربه في نحره، في رسالة أخرى لكل متآمر هنا وخارج هنا .
ورغم ذلك لم تتوقف عجلة التنمية فسارت مصر على التوازي في إصلاح بنيتها التحتية والأساسية وتعبيد الطرق وانشاء المدن الجديدة والاهتمام بالقرى والمناطق الأشد فقرا واحتياجا.
فكانت مبادرة حياة كريمة ناهيك عن إصلاح منظومة الصحة والقضاء على قوائم الإنتظار ومواجهة الكثافة التعليمية ومحاولة وضع الحلول الموضوعية والمنطقية لها .
فكانت الخطة الثالثة من الخارج بخنق مصر اقتصاديا وبث الشائعات ضغطاً على الدولة المصرية ضغطا كبيرا وعلى جموع المواطنين الذين يعانون اقتصاديا ويسابقون الزمن في محاولة منهم لتوفير متطلبات حياتهم المعيشية لهم ولأسرهم المكلومة!
ولكن كانت روح المصريين المعنوية تقرر الصمود وقدرتها على التحمل رغم موجات الحملات الإعلامية الخارجية المحرضة والناشرة موجاتها السلبية!
واصلت حديثي مع صديقي كيف أن حرب غزة قامت بمباركة أمريكية وأوروبية من الكيان الإسرائيلي اللقيط، وكيف كانت الخطة بتهجير سكان القطاع إلى سيناء تلويحا بسداد واسقاط ديون مصر!
فأصبح اللعب على المكشوف بعدما خرج المحركين من خلف الستار،ليعلنوا عن نواياهم وخطة اسرائيل في تحقيق حلمها الواهم في قيام دولتها من النيل إلى الفرات!
وكيف أن مصر كانت تعد العدة منذ قرابة العشر سنوات في إعادة بناء الجيش المصري بناء كبيرا تسليحا وتكتيكا وفق استراتيجية جديدة على كافة المستويات والأسلحة وعلى سبيل المثال كيف استطاعت مصر أن تخرج ببحريتها القتالية والدفاعية من بحرية المياه الخضراء وحماية سواحلها الاقليمية وحسب_إلى بحرية المياه الزرقاء_دوليا في أعالي البحار تمركزا ودفاعا وقتالا إن لزم الأمر .
مصر قادرة بقواها الصلبة وبقواها الناعمة وبظهيرها الشعبي، وقيادتها السياسية وبما تحمله من حقائب دبلوماسية على صنع المستحيل وتحدي الصعاب وكم مرت على مصر من أزمات فخرجت منها منتصرة مرفوعة الرأس وقد خاب وخسر من عاداها .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولة المصریة کانت الخطة وکیف أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يوضح مفهوم الصدقة وكيف يتصدق الله على عباده
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن سيدُنا رسولُ الله ﷺ حرّرنا من الضيق إلى السَّعة، ونقلَ مفهومَ العبادة من الاقتصار على الطقوس والشعائر، إلى شمولِ معاملةِ الناس، فجعل الذكرَ، والأمرَ بالمعروف، والنهيَ عن المنكر صدقة، قال ﷺ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ».
واضاف: وجعل معاشرةَ الرجلِ لأهله صدقة، فقد قَالُوا: يا رسولَ الله، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قال: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ».
كيف يتصدق الله على عباده
ونوه ان سيدُنا النبي ﷺ ـ وهو يوسّع لنا مفهومَ الصدقة ـ يبيّن أن الله قد تصدق علينا، فلما جُعلت الصلاة في السفر ركعتين، قال ﷺ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».
فإذا فهمتَ ذلك، عرفتَ حينئذٍ قولَه ﷺ: «ما من يومٍ ولا ليلةٍ إلا ولله فيه صدقةٌ يمنُّ بها على من يشاء من عباده، وما مَنَّ الله على عبدٍ بمثل أن يُلهمه ذكره».
وتابع: نعم، صدقاته ومننه سبحانه علينا لا تتناهى ولا نُحصيها، بل نعجز عن عَدِّها، كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: 18]،
وأشار إلى أن النبي ﷺ علمنا أن نقول: «لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك». فليس من صدقةٍ أعظم من أن يوفّقك الله لذكره.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن فقراءَ المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: ذهب أهلُ الدثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم.
قال: «وما ذاك؟».
قالوا: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويُعتقون ولا نُعتق.
فقال ﷺ: «أفلا أُعلّمكم شيئًا تُدرِكون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟».
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: «تُسبّحون وتُكبّرون وتَحمدون دبرَ كلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة».
فرجع فقراء المهاجرين إلى النبي ﷺ وقالوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ.
فقال رسول الله ﷺ: «ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء».
ونوه ان ديننا دينٌ منفتحٌ على الفقراء والأغنياء، يرضى برضى الله وفعله في الأكوان، لا يعرف تفاضلًا بجنس أو لون، لا يفرّق بين حاكم ومحكوم، ولا بين عربي وأعجمي.
دينٌ دعا إلى عبادة الله، وردَّ الناس إلى الأمر الأول ، وفتح لهم مفاهيم العبادة، حتى جعل في كل خير صدقة، وفي كل خير ثوابًا.
قال ﷺ: «إنك مهما أنفقتَ على أهلكَ من نفقةٍ فإنك تؤجرُ عليها، حتى اللقمةَ ترفعها إلى فِي امرأتِك».
ويقول ﷺ: «دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفقتَه في رقبة، ودينارٌ تصدّقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفقتَه على أهلك؛ أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك».
قال العلماء: ما أنفقتَه على أهلك، وما جعلتَه في أهلك مأجورٌ عليه ولو لم تنوِ، فإن نويتَ فلك أجران: أجرُ النية، وأجرُ الفعل.
ومن واسع فضل الله أن جعل التعليم صدقة، فقد قال ﷺ: «أفضلُ الصدقةِ أن يتعلّم المسلمُ علمًا ثم يعلّمه أخاه المسلم».
والدعاء لأخيك صدقة، وكذلك قال ﷺ: «وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة»،
وشدُّ ساقيك لإغاثة الملهوف صدقة، وشدُّ ذراعيك لإعانة الضعيف صدقة.
واختتم منشوره بالدعاء قائلا: اللهم لك الحمد على ما أوليتَنا من مننك، وما أغدقتَ به علينا من فضلك.