حول عجز دول الغرب في مجموعة العشرين عن فرض أجندة أوكرانيا، كتب مدير الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية، أوليغ كاربوفيتش، في "إزفيستيا":
الأسبوع الماضي، انعقد اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو. بالمقارنة مع منتدى دافوس، أو، على سبيل المثال، مؤتمر ميونيخ الأمني، جرى تجاهل هذا الحدث المهم عمليا أو الحديث عنه باقتضاب شديد من قبل وسائل الإعلام الغربية، وهو أمر ليس مفاجئا.
فلم يعودوا قادرين على فرض إرادتهم على الأغلبية العالمية؛ وعندما يتفاعل الغرب مع الجنوب العالمي والشرق، باستثناء بعض الدول التابعة مثل اليابان وكوريا الجنوبية، يواجه، على نحو متزايد، وعيًا بطبيعة نهجه في التعامل مع المشاكل الدولية.
الموضوع الرئيس الذي تقوم عليه مجموعة العشرين هو الأجندة الاقتصادية العالمية، والتي تم إنشاء المجموعة، في العام 2008، من أجل تحقيق الاستقرار فيها. ولفترة طويلة، ظلت واشنطن تطالب بوضع المتحكم بالعمليات في هذا المنحى والضامن لحرمة المبادئ الأساسية للعولمة. لكن أحداث العامين الماضيين غيرت هذا النموذج.
وكما تبين فيما بعد، فإن الولايات المتحدة، من أجل تحقيق أهداف جيوسياسية ضيقة، مستعدة لإسقاط نظام التجارة العالمية والمؤسسات المالية، من خلال استخدام هراوة العقوبات. أدت الأحداث الأوكرانية وفشل أحلام إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا إلى حقيقة أن التحالف الأميركي الأوروبي بدأ، بأيديه، يقوّض الثقة في روافع تنظيم الاقتصاد العالمي التي أنشأها السياسيون الغربيون البارزون في الماضي. لقد فقدت فكرة العولمة في شكلها السابق مصداقيتها وتحولت إلى مهزلة. فيمكن الآن، على وجوه السياسيين والدبلوماسيين في معظم دول مجموعة العشرين غير الغربية، أن تقرأ عدم فهم الخط الأنغلوسكسوني المدمر، والذي تتمثل نتيجته الطبيعية في العزلة الذاتية الحتمية لدول مجموعة العشرين الغربية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مجموعة العشرين مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية السورية تتحرك نحو الغرب.. الشرع يبدأ من فرنسا
باريس-رويترز
يزور الرئيس السوري أحمد الشرع باريس اليوم الأربعاء، في أول رحلة له إلى أوروبا منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر كانون الأول، وذلك في إطار سعيه للحصول على دعم دولي لجهوده الرامية إلى تحقيق المزيد من الاستقرار في بلده التي مزقتها الحرب.
وحصل الشرع، الذي سيجري محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إعفاء من الأمم المتحدة للسفر إلى باريس إذ لا يزال مدرجا على قائمة عقوبات الإرهاب بسبب قيادته السابقة لجماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية المسلحة، وهي جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الرئيسين سيناقشان كيفية ضمان سيادة سوريا وأمنها، وطريقة التعامل مع الأقليات بعد الهجمات في الآونة الأخيرة على العلويين والدروز، وجهود مكافحة الإرهاب ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتنسيق المساعدات والدعم الاقتصادي، بما يشمل تخفيف العقوبات.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية "من الواضح أنه نظرا للتحديات الهائلة التي تواجه سوريا، فإن هناك توقعات لدعم من فرنسا ومن شركاء سوريا الدوليين الرئيسيين"، مضيفا أن باريس ليست ساذجة فيما يتعلق بصلات الشرع السابقة مع المتشددين ولا تزال لديها مطالب بشأن العملية الانتقالية.
وتابع "هناك دور واضح يجب على المجتمع الدولي أن يضطلع به في سوريا لتمكين استقرارها."
رحبت فرنسا بسقوط الأسد، وعززت علاقاتها بشكل متزايد مع السلطات الانتقالية بقيادة الشرع. وعقد ماكرون مؤخرا اجتماعا ثلاثيا عبر رابط فيديو مع الشرع والرئيس اللبناني جوزاف عون، في إطار جهود رامية لتخفيف التوتر على الحدود.