الجميع أمام المسؤولية اليوم: الدولة أم الشعبوية؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تشكل جلسة مجلس الوزراء اليوم محطة اساسية على صعيد حسم التوجه المتعلق بالحوافز الاجتماعية للقطاع العام المشلول بشكل شبه كلي بفعل الاضراب المفتوح منذ اسابيع لا بل منذ اشهر مما تسبب بشلل تام لكل القطاعات، وارتد بشكل سلبي على عملية جباية الايرادات .
وما زاد الطين المطلبي بلة، استغلال بعض الضباط المتقاعدين الحق المشروع للعسكريين بالمطالبة بتحسين اوضاعهم، لفرض انفسهم "قادة في الشارع" تستهويهم اضواء الشاشات والنقل المباشر، فيطلقون المواقف والاتهامات بلغة سوقية هي ابعد ما تكون عن المناقبية والانضباطية اللتين تميّزان المؤسسة العسكرية.
ومن الواضح أن القيادات العسكرية والامنية قد ادركت خطورة السماح بتمادي المتسلقين على ظهر المطالب المعيشية في انفعالهم ونزقهم، فأبلغت من يعنيهم الامر، من اصحاب الرؤوس الحامية او الفارغة لا فرق، بعدم السماح بتكرار محاصرة السرايا، كما حصل يوم الجمعة الفائت، او مهاجمتها كما حصل سابقا مما كاد يهدد بوقوع مواجهة بين العسكريين المتقابلين عند حدود السرايا واستدراج البلد الى فتنة طائفية وسياسية لا تحمد عقباها.
اوساط حكومية معنية اكدت أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات مطولة خلال الايام الماضية للتوصل الى حل يوافق بين أحقية المطالب المرفوعة والامكانات المتاحة في الخزينة، انطلاقا من امرين ثابتين لا يمكن القفز فوقهما، وهما سقف الانفاق المحدد في الموازنة والسقف الشهري لضخّ السيولة النقدية بالليرة المحدد من قبل مصرف لبنان لعدم تعريض السوق النقدي للاهتزاز مجددا".
وتضيف الاوساط "أن مشروع المرسوم المعروض على طاولة مجلس الوزراء منذ ثلاثة أشهر بشأن الحوافز سيُعرض مجددا على مجلس الوزراء للدرس والاقرار، بعدما ادخلت تعديلات معينة عبر اعادة توزيع للأموال لتعزيز الفئات الدنيا ".
وشددت المصادر على "ان رئيس الحكومة ابلغ جميع المعنيين في الحكومة وخارجها بوجوب تحمّل مسؤوليتهم المباشرة في الحفاظ على "الاستقرار النقدي" النسبي القائم رغم خطورة الاوضاع الامنية والشغور المتمادي في الدولة، وبأن اللجوء إلى سلاح الإضراب وشلّ الإدارة لا يخدم الموظفين، ولا يوصلهم إلى حقوقهم، لا سيما أن إضراب موظفي المالية يعطل الإيرادات التي من خلالها تدفع الدولة رواتب القطاع العام".
واكدت الاوساط الحكومية المعنية "ان جميع الوزراء مدعوون اليوم الى المشاركة في الجلسة ومناقشة ما هو مطروح من حلول وخيارات للوصول الى حل يعيد تحريك الادارة ويؤمن الممكن من مطالب القطاع العام والمتقاعدين"، محذرة من أن التلكؤ عن القيام بالواجبات المطلوبة في هذا الاطار ستكون ترجمته الفعلية بالمزيد من الشلل والانهيار في قدرات الدولة، وبالتالي خسارة اي فرصة للنهوض، وهذا الامر سيتحمل الموظفون مسؤوليته المباشرة والفورية عبر عدم صرف رواتبهم لهذا الشهر وللفترة المقبلة".
وتختم الاوساط الحكومية المعنية "بعد امتحان اليوم سيكرم الجميع أو يهانوا، فليتحمل الجميع مسؤوليتهم الوطنية والاخلاقية وليلاقوا رئيس الحكومة في مسعاه الانقاذي قبل فوات الاوان".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفرنسي يقدم استقالته بعد يوم من تشكيل الحكومة
الثورة نت /..
قدم رئيس الوزراء الفرنسي، سيبستيان لوكورنو، استقالته اليوم الإثنين إلى الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أعلن قصر الإليزيه في بيان، ما يعمق الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد.
وعين لوكورنو في التاسع من أيلول/سبتمبر وتعرض لانتقادات المعارضين واليمين بعدما كشف مساء الأحد تشكيلة حكومته وهي الثالثة في البلاد في غضون سنة.
وكان من المتوقع أن يقدم لوكورنو بيان حكومته أمام الجمعية الوطنية، المجلس الأدنى للبرلمان، ويعلن عن النصف الثاني من تشكيلته الوزارية غدا الثلاثاء.
وبرز توجه الحكومة الفرنسية الجديدة التي تمثل تيار يمين الوسط، نحو أزمة داخلية بعد ساعات فقط من الإعلان عن الحقائب الوزارية الرئيسية.
وأعرب وزير الداخلية وزعيم حزب الجمهوريين المحافظ، برونو ريتايو، الذي احتفظ بمنصبه، عن عدم رضاه عن تشكيلة الحكومة الجديدة، وأعلن عن اجتماع أزمة طارئ للحزب اليوم الإثنين.
وسبق أن طالب ريتايو بحصة تبلغ ثلث المناصب الوزارية لحزبه، وأفادت تقارير بأنه لا يزال غير راض عن دور وتأثير المحافظين في الحكومة الجديدة، وفقا لما ذكرته إذاعة فرنسا الدولية (آر إف أي) نقلا عن مصادر حزبية.
وأفادت تقارير بأن المحافظين أعربوا عن غضبهم أيضا بعد أن تم تعيين برونو لو مير، وزير الاقتصاد والمالية المخضرم الذي غادر منصبه في 2024 وينتمي إلى حزب ماكرون ممثل تيار الوسط، بشكل مفاجئ وزيرا للدفاع.
وحذرت وزيرة الثقافة المحافظة رشيدة داتي، التي احتفظت أيضا بمنصبها، الحزب من مغبة الانسحاب من الحكومة. وقالت داتي في منشور على منصة “إكس” مساء أمس الأحد، إنه “في لحظة خطيرة تمر بها البلاد، يجب ألا يتنصل الجمهوريون من مسؤوليتهم”.
وكان رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو قد خسر تصويتا بالثقة في البرلمان في 8 أيلول/ سبتمبر، مما دفعه إلى التنحي عن رئاسة حكومة الأقلية. وعين الرئيس ماكرون بعد ذلك لوكورنو رئيسا للوزراء.
وتتحمل البلاد حاليا أعلى مستوى من الدين في الاتحاد الأوروبي، بنحو 3,3 تريليون يورو (3,9 تريليون دولار).