الفيلم التوثيقي “صول”.. يحتفي بالموسيقي المبدع غابي صهيوني بين محبيه على مسرح دار الأسد باللاذقية
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
اللاذقية-سانا
جاء العرض الخاص للفيلم التوثيقي “صول” عن الحياة الملهمة للموسيقي المبدع غابي صهيوني في دار الأسد للثقافة باللاذقية بطابع مختلف، فبعد عروض ومشاركات في العديد من المهرجانات العربية والدولية وتوثيقه للحالة الإبداعية الخاصة التي يجسدها غابي الذي سكن قلوب أهل اللاذقية وغدا أحد أعلامها، جاء ليعرض أول مرة في مدينته ووسط محبيه.
سبع سنوات احتاجتها المخرجة زهرة البودي لتنجز فيلما توثيقيا عن “غابي” الموسيقي الذي ولد ولديه حالة خاصة جدا تدعى “متلازمة العظم البلوري” والتي أقعدته عن الحركة والمشي وأفقدته بصره بشكل نهائي منذ سنواته الأولى إلا أنها لم تستطع أن توقف شغفه بالموسيقا أو تحد من إبداعه الذي وجد طريقه رغم الألم ليخرج بأصوات عدد من أهم الفنانين كفايا يونان وليندا بيطار ومحمد المجذوب وغيرهم.
الفيلم الذي يبدأ بالعلامة الموسيقية دو وينتهي بالصول، يعرض لمراحل حياة غابي العازف والملحن والمؤلف والمدرس الموسيقي بما فيها من ألم وإبداع وعمل متواصل لا تقطعه سوى فترات المعالجات الطبية والصحية لحالة غابي والذي تلزمه في كثير من الأحيان سرير المشفى دون أن تكون قادرة على سلب ضحكته وطاقة الحياة التي يوزعها على كل من حوله.
مخرجة الفيلم زهرة البودي اعتبرت في تصريح لمراسلة سانا أن لعرض اليوم وقعه الخاص، فبالرغم من أن الفيلم عرض على الكثير من شاشات السينما في العالم إلا أن عرضه في مدينتنا اللاذقية يبقى الأهم والأجمل.
وتحدثت البودي التي في جعبتها العديد من الأفلام القصيرة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عن ظروف الفيلم التي بدأت بصدفة جمعتها مع غابي لتولد معها فكرة الفيلم مع شعورها بالخصوصية والتميز الذي يمثلها غابي، وعند اقترابها من حياة غابي أدركت أن هكذا إنسان لا يمكن اختصاره بدقائق لتأخذ رحلة التحضير للفيلم سبع سنوات رافقت فيها غابي في حياته اليومية وفي موسيقاه وحفلاته وتعبه، وعندما كانت تشعر بالحاجة للتوقف كانت إرادة غابي تعيدها من جديد.
واعتبرت البودي أن أهم ما يميز الفيلم الذي صنع بالكثير من الحب والشغف هي الإرادة التي يتميز بها غابي والرسالة التي يحاول إيصالها بأنها حكاية إنسان عادي خلق بمميزات مختلفة.
من جهته قال غابي صهيوني الذي لم يحضر الفيلم قبل ذلك رغم عرضه في الكثير من الدول خارج سورية رغبة منه بحضوره بين أهله ومحبيه في مدينته: “إن هذا النوع من الأفلام اعتدنا أن يكون كسيرة ذاتية تأتي بعد رحيل الشخص، لكن اليوم الحالة مختلفة فالفيلم يحكي عن فترة من حياتي سأشاهدها وأشعر بها مع الجمهور”.
غابي الذي يحلو للكثيرين تسميته بموسيقار اللاذقية يعرف عن نفسه بأنه سوري من اللاذقية يعزف ويطبخ الموسيقا ويحب الحياة التي لم يقبل أن تنتصر عليه بمصاعبها، مشيرا إلى أن اختيار اسم الفيلم صول وهو المفتاح الضابط للموسيقا والنقطة التي انتهى بها الفيلم للقول إن الحياة عند غابي لم تتوقف هنا، بل هي نقطة بداية جديدة.
رنا ديب والدة غابي والبطل الموجود خلفه في جميع مراحل حياته اعتبرت أن الإيمان بالله وبغابي كان دوما يمدها بالعزيمة، متمنية أن يحضر الجميع الفيلم، وخاصة الأمهات اللواتي لديهن أطفال من ذوي الإعاقة ليتأكدوا أنه مهما قست الحياة ومهما كانت صعوباتها نستطيع مواجهتها، وأن الأمهات قادرات على العبور بأبنائهن في الحياة وخلق روح الإبداع والتميز فيهم.
يشار إلى أن الفيلم عرض وشارك في الكثير من المهرجانات العربية والغربية في مصر والإمارات والهند وإسبانيا واليونان وكوريا الجنوبية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.
وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.
وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".
وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.
وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".