شبكة انباء العراق:
2025-07-05@13:03:32 GMT

في ذمة السيسي: حصار وتجويع وترويع

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هذه رسالة موجهة إلى المهيب عبد الفتاح السيسي، بكل نياشينه الحربية، وألقابه المكسيكية، وحكمته الفلسفية باعتباره طبيب الفلاسفة. .
يا سيادة الزعيم الأوحد والقائد المسدد والعبقري الفذ. كلنا نعرف ان السور العازل الذي بنيته انت بنفسك بين غزة وسيناء، ولا يزيد ارتفاعه على خمسة أمتار.

هو الآن تحت حماية جنودك وضباطك بإشراف امير أمراء الجزيرة (إبراهيم العرجاني)، وان المسافة بينك وبين الجياع اقل بكثير من ملاعب كرة القدم. فبدلا من ان ترسل طائراتك الحربية للمشاركة في العرض الجوي المخصص لأنزل اكياس الدقيق في البحر، وبعثرة المعكرونة ومعلبات التونة فوق سطح الماء، وبدلا من تجشم الصعاب لارسال مواد لا تساوي وزن اصغر شاحنة من الشاحنات التي احتجزتها انت خلف المعبر. حاول يا سيادة الرئيس ان تختزل المسافات وتخفف المعاناة بفتح بوابة المعبر لكي تتحرك الشاحنات كلها دفعة واحدة، وتتوجه صوب مخيمات الجياع، الذين ذاقوا الموت غصة بعد غصة. فالذي سمح للطائرات بالتحليق فوق غزة لن يعترض على تحرك الشاحنات. وبدلا من ارسال سفينتكم (PAN GG) برحلات مكوكية لنقل المؤن إلى ميناء اشدود حاول ان ترسلها في الرحلة القادمة إلى مرفأ غزة القريب منك، ولو بمعدل رحلة واحدة في الشهر. .
اما إذا كنت محرجا وينتابك الخوف من نتنياهو وتخشى توبيخه فاستخدم السلالم الخشبية لاسقاط الصناديق والشوالات والأكياس وإنزالها من فوق السور، أو اللجوء إلى رميها وقذفها من بعيد بواسطة المنجنيق. ولك الأجر والثواب. .
السيد الرئيس المحترم: لا توجد في جعبتنا كلمات اخرى نشرح لك فيها الأوضاع المزرية هناك. لا شك انك اعلم بها من غيرك، لأنك اخترقت الأعراف والتشريعات والمبادئ الانسانية في الضغط عليهم. وليس في نيتنا توجيه مناشداتنا إلى العالم المتحضر، لأنهم اعلم بها. وقد فشل كل الملوك والرؤساء في إقناعك بفتح المعبر. وها نحن نفشل مجددا في إقناعك، فحقوق الإنسان تختفي تماما في التعامل مع الفلسطينيين، وكل من يطالب بحقوقهم يدرج في قوائم المعادين للسامية، لكننا نناشدك للمرة الأخيرة ان تسمح بوصول ربع المساعدات، ولك حق التصرف بالباقي. ونتغاضى عن قيامك ببيعها في متاجر القاهرة أو إرسالها إلى كينيا. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

لماذا تهدد السعودية السيسي

"30 يونيو 2025 ستكون الذكرى الأخيرة التي تحتفلون بها، والعام القادم ستكونون في سجن القناطر أو ليمان طرة تنكتون على هروب السيسي بطائرته الفخمة أو ربما يسجن ويلاقي مصير مرسي ومبارك".

هذا ما كتبه الكاتب السعودي المرموق قينان الغامدي ردا على إحدى المغردات المصريات التي كتبت منشورا يحتفل بذكرى 30 يونيو، وشكرت كل دول الخليج ما عدا السعودية وهو ما أغضب الغامدي ورفاقه.

أن يهدد صحفي سعودي الرئيس المصري بالسجن أو الهروب وسقوط نظامه هي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات السعودية المصرية بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، ما يعبر عن أزمة مكتومة بين الطرفين.

"أنا لا أقدح من رأسي"

عبارة خالدة كتبها ذات مرة سعود القحطاني المحرك الرئيسي للذباب الالكتروني السعودي، تلك العبارة تكشف لك طريقة عمل الصحفيين السعوديين والذباب الالكتروني الذين لا يتحركون وفق أهوائهم ولا يعبرون عن بنات أفكارهم دون إذن مسبق أو ضوء أخضر لمهاجمة هذا أو ذاك، وهو ما ينطبق على حالة قينان الغامدي وتهديده للسيسي علانية.

الغامدي هو صحفي سعودي مرموق عمل سابقا نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، ثم اختاره الأمير خالد الفيصل لتأسيس ورئاسة صحيفة الوطن السعودية، ثم عمل أيضا في هيئة تحرير صحيفتي البلاد والشرق السعوديتين.

تهديدات الغامدي رافقتها تعليقات لعدد من المغردين والصحفيين والنشطاء السعوديين كلها تصب في نفس الاتجاه، وهو مهاجمة النظام الحالي بقوة وتذكيره بأفضال السعودية عليه بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013 والتأكيد على حقيقة أنه لولا دعم السعودية لما وصل السيسي لرئاسة الجمهورية في مصر.

هذه الجولة من المعركة صحبها حدث جلل، وهو سخرية مسؤول سعودي بارز من نائب رئيس مجلس الوزراء المصري على صفحته الرسمية. تركي آل الشيخ الذي لا يقدح أيضا من رأسه، سخر من وزير النقل المصري الفريق كامل الوزير، بعد حديث الوزير عن المقارنة بين الطرق في السعودية ومصر بعد الحادث الأليم على الطريق الإقليمي في محافظة المنوفية والذي أودى بحياة 18 فتاة وطالبة مصرية.

رئيس هيئة الترفيه السعودية هو أحد أقرب المسؤولين السعوديين من ولي العهد محمد بن سلمان، وعلى الجهة المقابلة يعتبر كامل الوزير الذي يشغل منصب وزير النقل والصناعة ونائب رئيس مجلس الوزراء المصري هو أحد أقرب المسؤولين المصريين من عبد الفتاح السيسي، بل إن السيسي يعتبره أحد أفضل وأكفأ قيادات القوات المسلحة المصرية.

سخرية تركي آل الشيخ من كامل الوزير وتهديدات الصحفي السعودي قينان الغامدي للسيسي ونظامه هي حلقة من مسلسل الخلافات المصري السعودي في الأشهر الأخيرة، والتي بلغت ذروتها إبان زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة العربية واختياره للمملكة العربية السعودية كي تكون وجهته الأولى خارجيا، ولقاءاته مع قادة المملكة وقطر والإمارات وسوريا في تجاهل تام لمصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي.

تغريدة كتبها المجنس السعودي والإعلامي المصري عمرو أديب في اليوم الأول لزيارة ترامب أشعلت الخلافات بين البلدين، فقد تحدث أديب عن أهمية السعودية، وبأنها باتت الدولة العظمى في الأقليم ولا يمكن لأي زعيم غربي أن يزور المنطقة ولا تكون السعودية وجهته الأولى، تغريدة احتفى بها الذباب الإلكتروني السعودي كثيرا وذهبوا لأبعد من ذلك، وهو التقليل من دور مصر التي باتت على الهامش الإقليمي والعربي على حد قولهم، وهو ما أغضب لجان السيسي الإلكترونية ومدينة إنتاجه الإعلامية، فانبروا دفاعا عن مصر الشقيقة الكبرى ومكانتها التي لم ولن تتأثر بزيارة ترامب للمنطقة، وذهبوا لأبعد من ذلك بأن السيسي هو من رفض لقاء ترامب في جولته الخليجية لخلافات تتعلق بملف التهجير.

بعدها بأيام، اشتبكت اللجان الإلكترونية المصرية مع الذباب الالكتروني السعودي عندما اقترح ناشط وصحفي سعودي نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى الرياض وسحب منصب الأمانة العامة من مصر ومنحه للوزير السعودي السابق عادل الجبير، في تأكيد جديد على مكانة السعودية ورمزيتها وتعاظم نفوذها الإقليمي في السنوات الأخيرة، وهو ما أغضب الإعلاميين المصريين أيضا وذكّروا السعودية بتاريخ الجامعة العربية وأهمية دور مصر في إنشائها واستضافة مقرها الدائم منذ عام 1945.

الخلافات المصرية السعودية قديمة حديثة، تؤخرها الفلوس اللي زي الرز ولكنها لا تنهيها أو تعالجها، فهناك ملف تسليم جزيرتي تيران وصنافير، وهو أحد الملفات العالقة بين النظامين ولم يتم حله بشكل يرضي الطرفين حتى الآن.

هناك أيضا ملف تخارج الجيش من الاقتصاد المصري، وهو ما طالب به عدد من المسؤولين والصحفيين السعوجيين أكثر من مرة من أجل استمرار الاستثمارات السعودية في الاقتصاد المصري المأزوم، وهذا الملف تحديدا لا يتحرك السيسي لإنجازه لخشيته من انقلاب الجيش ضده إذا قام بالمساس بمصالحه المؤسسة العسكرية اقتصاديا.

ملف آخر وهو توقف المساعدات السعودية المباشرة وغير المشروطة إلى نظام السيسي منذ سنوات، واستبدالها باستثمارات مقابل أصول مصرية وشروط قاسية، وهو ما لم يعتده السيسي في علاقته مع المملكة منذ انقلابه العسكري في تموز/ يوليو 2013.

انفتاح السيسي الكبير على الإمارات وتقاربه مع ابن زايد وفتحه خزائن مصر وأراضيها وموانئها لصناديق أبو ظبي السيادية، والتباطؤ في المعاملة بالمثل مع صندوق الثروة السيادي السعودي، أيضا يعد أحد الأسباب المركزية للخلافات المكتومة بين النظامين.

ملف عمالة المصريين والتلويح بطردهم من السعودية على لسان بعض المغردين السعوديين بين الحين والآخر يمثل ضغطا كبيرا على نظام السيسي؛ الذي يعتبر العمالة المصرية في الخارج وتحديدا في السعودية مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية الشحيحة بشدة في البلاد منذ ما يقارب عشر سنوات.

لكن يبقى الملف الأخير المتعلق بقطاع غزة وموقف السيسي المعلن من رفض التهجير، وهو ما يراه البعض مغايرا لضغوط أمريكية على السعودية لقبول التطبيع مع إسرائيل والضغط على مصر من أجل قبول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

أسئلة كثيرة عن جولات الصراع المصري السعودي، لكن يبقى السؤال الأهم: إذا كانت السعودية تستطيع تهديد السيسي ونظامه والضغط عليه، فما هي أوراق القوة أو الضعط التي يمتلكها النظام المصري؟

مقالات مشابهة

  • السيسي: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر
  • عمر كمال نجم حفل البيت الفني للفنون الشعبية 24 يوليو المقبل
  • لماذا تهدد السعودية السيسي
  • عمر كمال يشارك الفرقة القومية بحفل البيت الفني للفنون الشعبية
  • تفاصيل حفل عمر كمال على مسرح «محمد عبد الوهاب» في الإسكندرية 24 يوليو الجاري
  • حصار متصاعد وسور جديد يحاصر بلدة سنجل في الضفة الغربية
  • أسامة كمال : بيان 3 يوليو 2013 يشبه إعلان تأميم قناة السويس
  • انتصار للشعب على الإرهاب.. أسامة كمال عن 3 يوليو : الإخوان رفعوا شعار يا نحكمكم يا نقتلكم
  • غارات مدمّرة تُفشل حصار الدعم السريع للفاشر.. وتحذيرات من سقوط آخر معاقل الدولة
  • «الجاسر» يضع حجر أساس الممر اللوجستي الرابط بين ميناء جدة الإسلامي والمنطقة اللوجستية بالخُمرة