الدكتور / خالد الهادي.
الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع وهي نواة تكوين المجتمعات ولها حقوق وواجبات حتى تدوم وتصبح في المجتمع عاملاً فاعلاً يسوده الحب والوئام والتعاون والسلام وكل ذلك يعتمد على متانة العلاقات الأسرية بين الزوج وزوجته والأبناء ومن أهم مقومات نجاح الحياة الزوجية يأتي في مقدمة أسبابها مراعاة حقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها (الحقوق التي كفلها الإسلام للطرفين)
وحقوق الأسرة هي أحد أنواع الحقوق بعضها غير المالية وهي مجموعة من الحقوق التي تنشأ من العلاقات الأسرية.
الحقوق الناشئة من الزواج
هي تلك الحقوق التي تنشأ بين الزوجين ، فللزوج حقوق على زوجته والعكس كذلك صحيح ومن أمثلة
حقوق الزوج على زوجته:
أن تكون أمينة على شرفه وان تطيعه وأن تقيم معه في مسكنه
وحقوق الزوجة على زوجها: –
الإنفاق عليها وأن يعاملها معاملة حسنة وغيرها ..
.ويتلخّص مما سبق: –
أنّه كما للمرأة حقوق على زوجها فعليها واجبات تجاهه كذلك فمن حقوق الزوج على زوجته طاعته وتمكين نفسها لزوجها ضمن الشرع حتى يعفّ نفسه عن الحرام بالإضافة إلى حفظه في غيابه وذلك بعدم إدخال من يكره إلى بيته عند غيابه.
*وهنا لابد لنا أن نسلط الضوء أكثر لأهمية ذلك وهو حقوق الزوج على زوجته والواجبات على الزوجة تجاه زوجها بشكل أساسي من خلال التعاليم الأخلاقية التي حددها الشرع في الدين الإسلامي والتي تتجاهلها بعض النساء تعمدا أو دون تعمد عن جهل مما يهدد كيان الأسرة ويحدث التنافر والاشكالات بين الزوج وزوجته نتيجة التهاون في معرفة حقوق كلا منهما على الآخر وخصوصا من الزوجة تجاه زوجها.
قال الله تعالى:(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم).
*القوامة في اللغة*: من قام على الشيء، أي حافظ عليه وراعى مصالحهُ
شروط القوامة
1/القيام بالحقوق المالية للزوجة من مهر ونفقة
2/حسن العشرة والبعد عن إيذائها
3/الأمانة ومراقبة الله تعالى في أداء هذه المهمة واستعمالها كما أمر الله
*وهناك مسقطات القوامة*
1/تقصير الزوج في حقوق زوجته، فإن قصر أو إساء العشرة فللمرأة خيار بين البقاء أو الفسخ
والقوامة مسؤولية ولها شروط :
فأنت قوام لتجعلها سيدة لا خادمة وزوجة لا جارية ورفيقة لا تابعة.
عن جابر بن عبد الله قال : *قال صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع : “ فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة*.
ومن اسباب الخلافات الزوجية التغافل وعدم التعامل بالندية والمثل ..
ومن الضروري أن يعلم الزوجان أن الحياة تكاملية وليست فردية فكل منهما مكمل للآخر
وإن حقوق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق، بل إن حقه عليها أعظم من حقها عليه *لقول الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة*)
وهو ما يؤكد عليه الدين الإسلامي وترتكز بالمختصر على الآتي: –
_ طاعة الزوج و تلبية رغباته المشروعة فاحذري أختي الزوجة أن تكوني متكبرة على زوجك إذا أراد منك حاجته الزوجية، أو تتعللي بالأعذار الواهية، فقد جاء الوعيد الشديد في ممانعة المرأة لزوجها إذا طلبها لفراشه *قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان وعليها لعنتها الملائكة حتى تصبح .
_فكوني ودودة لطيفة مطيعة حتى يشعر زوجك بالسكينة،
*قال تعالى:* {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*)
*وهناك نصائح نوردها للزوجة*: –
عدم الخروج من المنزل إلى بإذنه
_صيانة الزوج في نفسها وماله
-المداراة وحسن العشرة وعلى ذلك تكون الحياة السعيدة والبيئة المثالية السليمة لإنشاء الأجيال المؤمنة
_ تفقدي وقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة وتنغص النوم مغضبة كما جاء في وصية الأعرابية لبنتها.
إياك وكثرة الشكوى والضجر من متاعب البيت أو من الضيوف، فقد يكون ذلك سبباً في نفوره منك ومن البيت، واصبري فإنك مأجورة إن شاء الله.
_ الحفاظ على أسرار الزوج وخاصة ما يجري بينكما في الخلوة من الرفث والشؤون الخاصة بالزوجية.
*وهناك حقوق متعددة يجب على الزوجة المؤمنة ان تعيها وتضعها صوب عينها لتحافظ على زوجها وكيان بيتها حتى يكون زوجها اغلى ما لديها واقرب إلى قلبها لتحظى بالأنس والاطمئنان في كنف زوجها ويملأ بيتهم الحب الحنان والود والرحمة والشوق لبعضهم البعض*.
*ومن تلك الواجبات والحقوق البسيطة جدا. الآتي* : –
1 – أن تصون كرامته.
2 – أن تحفظ عرضه وتقدس شرفه.
3 – أن ترعى ماله.
4 – أن تحترم أهله.
5 – ان تجله في حضوره.
6 – ان تعظمه في غيبته.
7 – ان تحب ما يحبه وإن كان غير محبوب.
8 – ان تكره ما يكرهه وإن كان غير مكروه
9 – ان تهتم بكل ما يهتم به.
10 -ان تصرف وجهها عن ما يصرف وجهه عنه.
11 – ان تغضب لكل ما يغضبه.
12 – ان ترضى بكل ما يرضيه.
13 – إن جاء بقليل استكثرته.
14 – إن جاء بكثير شكرته.
15 – ان تستيقظ قبل أن يستيقظ.
16 – ان تنام بعد أن ينام.
17 – أن تلين إذا قسى
18 -. ان تسكن إذا ثار.
19 – ان لا تتمارض بين يديه
20 – .ان ترضى بكل ما يرضيه.
21 – ان لا تبكي وهو يضحك والعكس.
22 -ان ترفع قدره بين أهلها.
23 – ان تعظم منزلته بين جيرانها.
24_ إن شكى إليها واسته.
25 – إن شكى منها أنصفته
.26 -ان تستقبله إذا دخل وتودعه إذا خرج
27 – ان تجعل نفسها ماوسعها الجمال وتظهر من الأفعال أحسنها. وتظهر من الإشارات أخفها
28 – ان تظهر من الأنوثة ألطفها وتبين من الفكاهات أعذبها وتحاول أن تملأ قلبه وعينه
29 – ان تقابل سيئته بالحسنة وتقابل ذنبه بالعفو وتقابل عذره بالقبول.
وفي الأخير أخي الزوج وأختي الزوجة هذا كله منهج حياة لدوام كينونة المحبة الأسرية بين الزوج وزوجته نشارك به في مقالنا هذا للحد من الخلافات داخل الأسرة بسبب أمور أحيانا تكون تافهة للغاية وينتج عنها الطلاق وتفكك الأسرة وتشرد الأبناء
فما اجمل الحياة بوجود الوعي والإدراك بين الزوجين
وصلى الله وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين معلم البشرية والذي بعثه الله ليتتم مكارم الأخلاق.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن : الجمهورية الجديدة تعزز حقوق الإنسان برؤية شاملة
قال المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن الاحتفال باليوم العالمي لـ حقوق الإنسان هذا العام يأتي في لحظة فارقة تشهد فيها مصر خطوات غير مسبوقة لترسيخ مفهوم الحقوق الشاملة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي إطار الجمهورية الجديدة التي وضعت الإنسان في قلب الأولويات الوطنية وجعلته محور السياسات العامة والتنموية.
وأكد الحبال في تصريحات صحفية له اليوم، أن ما تحقق على صعيد حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة كان مسار عمل متكامل تُرجم إلى سياسات واضحة، وتشريعات تقدمية، وبرامج تستهدف الارتقاء بحياة المواطن على المستويات كافة. وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي تمثل أول إطار مصري شامل ومؤسسي يضع خريطة طريق طويلة المدى لتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما يعد نقلة نوعية في طريقة تعامل الدولة مع ملف حقوق الإنسان.
وأوضح الحبال أن هذه الاستراتيجية جاءت امتدادًا لرؤية الدولة في بناء الإنسان المصري، والتي تجلت في التوسع في برامج الحماية الاجتماعية مثل "تكافل وكرامة"، وتطوير الريف المصري ضمن المبادرة العملاقة "حياة كريمة"، التي تُعد المشروع الأضخم في تاريخ مصر الحديث لتعزيز الحق في السكن الكريم، والرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات الأساسية.
وقال: "لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان دون النظر إلى حياة الناس اليومية، وما يحدث من تحسين في جودة الحياة لملايين المواطنين هو في حد ذاته ترجمة مباشرة لجوهر الحقوق الإنسانية."
وأضاف أن الجمهورية الجديدة تبنت نهجًا يوازن بين توفير التنمية وصون الكرامة الإنسانية، مشيرًا إلى التقدم الملحوظ في ملف تمكين المرأة والشباب، وإجراءات دمج وتمكين ذوي الهمم، إلى جانب التوسع في إطلاق المبادرات الصحية التي استهدفت القضاء على الأمراض المزمنة، وتوفير الخدمات الطبية لجميع الفئات بلا تمييز.
وشدد الحبال على أن مصر اتخذت خطوات جادة لتعزيز الحقوق السياسية والمدنية من خلال توسيع مساحة الحوار الوطني، وتشجيع المشاركة المجتمعية، وتحديث البنية التشريعية والقانونية بما يتماشى مع المعايير الدولية، مع الحفاظ على خصوصية المجتمع المصري وثوابته الوطنية.
وأضاف أن الدولة تتعامل مع ملاحظات الشركاء الدوليين بقدر من الشفافية والجدية، دون السماح لأي طرف باستخدام ملف حقوق الإنسان كأداة ضغط سياسي أو وسيلة للتدخل في الشأن الداخلي.
وأشار الحبال إلى أن جهود الدولة في مكافحة الإرهاب كانت جزءًا أساسيًا من حماية حق الإنسان في الحياة والاستقرار، مؤكدًا أن ما قدمته مصر من تضحيات لحماية شعبها والمنطقة يستحق الإشادة والإدراك الكامل لحجم التحديات التي واجهتها البلاد.
ولفت الحبال إلى أن الجمهورية الجديدة ماضية في مسارها لبناء دولة حديثة قوية، تحترم حقوق مواطنيها، وتوفر لهم حياة كريمة، وتعمل بروح منفتحة ومسؤولة لتعزيز مكانة مصر في هذا الملف.