قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى”، ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، إن واحد من أبرز مهربي السيارات والمواد الغذائية والسجائر في منطقة دول الساحل والصحراء هو مختار بلمختار القائد البارز في جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ومؤسس تنظيم المرابطون والقيادي المنشق عن تنظيم القاعدة، وذاعت شهرته باسم "مختار مارلبورو" لتخصصه في تهريب السجائر الأجنبية وتجارة الأسلحة وعمليات خطف السائحين والإفراج عنهم بعد دفع الفدية من دولهم، وتحصل على أكثر من 100 مليون دولار كفدية لمختطفين أجانب في عمليتين منفصلتين في أقل من عام (من ديسمبر 2008 وحتى نوفمبر 2009)؛ وقت أن كان مسؤول فرع الصحراء في تنظيم القاعدة.



وأضافت "عبد الرحيم"، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وخلال أقل من شهر أسقطت حكم طالبان في أفغانستان باعتباره ملاذًا وحاضنًا لتنظيم القاعدة؛ الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر وخرجت القاعدة وبالأدق جزءا كبيرا من قياداتها وعناصرها من جبال أفغانستان والمدن التي احتوت معسكراتها إلى الشتات، منهم من عاد إلى بلادهم في الشرق الأوسط ودول أسيوية، وقطاع كبير قُدر وقتها بخمسة آلاف عنصر توجه إلى العراق؛ حيث يتواجد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي كان يقوده أبو مصعب الزرقاوي؛ الذي كانت له رؤى وتوجهات عقيدية وحركية لا تتفق تمامًا مع قيادة القاعدة المركزية وخاصة مع أسامة بن لادن، ومن بطن فرع القاعدة في العراق خرج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والذي تحول فيما بعد إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذي عُرف اختصارا بـ"داعش".

 

وبيّنت أن جوهر الخلاف الفقهي والفكري بين القاعدة وداعش كان يكمن في أولويات الجهاد كما يزعمون؛ القاعدة كانت ترى ضرورة مواجهة العدو البعيد وهي دول الغرب وأمريكا، ومن هذا المنطلق كانت توجه عملياتها وأهدافها؛ بينما تبنى داعش مفهوم العدو القريب، والمقصود به الدول العربية والإسلامية ليقيم على أرضها دولته المزعومة "دولة الخلافة" وبعدها ينطلق لمحاربة العدو البعيد دول الغرب وأمريكا.

وأوضحت أن الأيام والأحداث أثبتوا خطأ وقصر نظر الاستراتيجية الأمريكية والغربية في التعامل مع ظاهرة الإرهاب في حالة القاعدة؛ حيث دعمت أمريكا مجاهدي تنظيم القاعدة في أفغانستان في سياق ما عُرف بالحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وقتها رأت الإدارة الأمريكية أن داعش ينقل أخطار الإرهاب إلى دول المشرق، وكلنا نتذكر مقولة كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق "دعهم يتحاربون على أراضيهم"؛ معتقدة أن من سيكتوي بنيران إرهاب داعش هم العرب والمسلمين وعلى أرضهم بعيدا عن دول الغرب؛ مؤكدة أن هذا القصور وغياب المفهوم الشامل لمخاطر الإرهاب وكيفية مواجهته على الصعيد الإقليمي والدولي وفر المناخ المناسب لشتات القاعدة والمنشقين عنها لنقل أفكارهم وفروع تنظيماتهم الإرهابية من القاعدة وداعش ومن التنظيمات التي تولدت من الصراع الذي نشأ بين التنظيمين خاصة بعد ما سُمي بثورات الربيع العربي؛ حيث انفتحت فضاءات ملائمة للصراع والتنافس بين داعش والقاعدة في العراق وسوريا وليبيا؛ لينتقل بعدها لاستهداف مناطق نفوذ جديدة، وبحثا عن ملاذات آمنة في القارة الإفريقية، وبذلك شهدنا موجات المد والتنامي وتصاعد الأخطار والمطامع لجماعات الإرهاب في القرن الإفريقي ودول الساحل والصحراء؛ مستغلين للأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية في تلك البلدان؛ مع استمرار التراخي وغياب الإرادة والرؤية الواضحة من الدول الكبرى والهيئات الدولية في صياغة استراتيجية متكاملة وشاملة لمواجهة الإرهاب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الأخرى تنظيم القاعدة تنظیم القاعدة القاعدة فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

انفجار عنيف في قاعدة عسكرية أمريكية جنوب اليابان.. والجيش يبدأ تحقيقات عاجلة

أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، نقلاً عن وكالة “رويترز”، بوقوع انفجار في قاعدة كادينا الجوية التابعة للجيش الأمريكي في أوكيناوا جنوب اليابان، مشيرة إلى ورود أنباء عن إصابات، دون تحديد عددها حتى الآن.

وأوضحت التقارير أن الانفجار وقع في منطقة تخزين الذخيرة داخل القاعدة، فيما أكد مسؤول في قرية يوميتان وقوع الحادث، مضيفاً أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابساته.

هذا وتُعد قاعدة كادينا الجوية أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة، حيث تمتد على مساحة حوالي ألفي هكتار، وتضم مدرجين رئيسيين بطول نحو 3.7 كيلومتر، كما تستضيف القاعدة أحدث المقاتلات الأمريكية المتطورة، وكانت مركزًا لانطلاق العديد من المناورات العسكرية متعددة الجنسيات في منطقة شمال المحيط الهادئ.

يذكر أنه، تقع قاعدة كادينا الجوية الأمريكية في جزيرة أوكيناوا جنوب اليابان، وتعتبر أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة، وتُستخدم القاعدة كنقطة انطلاق رئيسية للعمليات العسكرية والتدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيط الهادئ، كما تضم القاعدة مجموعة من أحدث المقاتلات والقوات الجوية، وهي ذات أهمية استراتيجية كبيرة لضمان الأمن الإقليمي في آسيا-Pacific، كما شهدت القاعدة في يونيو 2020 حادثة اندلاع حريق في مستودع للمواد الخطرة، مما أثار مخاوف محلية حول سلامة العمليات العسكرية هناك.

مقالات مشابهة

  • غارات أمريكية على سوريا تقـ.تل قياديا في تنظيم حراس الدين
  • غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • انفجار عنيف في قاعدة عسكرية أمريكية جنوب اليابان.. والجيش يبدأ تحقيقات عاجلة
  • "داعش" في منطقة الساحل.. صحراويون يحتلون مناصب عليا بالتنظيم
  • أم الجمال تحتفي بعيد الأضحى بفعاليات متنوعة تنظمها وزارة السياحة
  • زعيم تنظيم القاعدة في اليمن يهدد ترامب وماسك
  • مهدداً ترامب وماسك وآخرين.. تنظيم القاعدة يدعو لـاغتيال قادة بالمنطقة
  • زغيم تنظيم القاعدة في اليمن يخرج متوعدا ويدعو الذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات عربية وأمريكية
  • زعيم تنظيم القاعدة في اليمن يتوعد ترامب وماسك وقيادات دول الخليج ومصر والأردن