صحيفة الاتحاد:
2025-12-13@20:46:48 GMT

الجفاف في «رئة الأرض» مرشح للاستمرار

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة الشتاء هذا العام الأكثر سخونة في دول أوروبية زايد الكثيري يعتلي منصة التتويج في «أبوظبي إكستريم»

في خضم موجة جفاف تجتاح منطقة الأمازون بشمال البرازيل منذ نحو عام، تتصاعد التحذيرات، من إمكانية تواصل الأزمة لفترة تفوق ما هو متوقع، بما يفاقم المخاطر المُحدقة بتلك المنطقة، التي تشكل نحو 60% من بقعةٍ تضم غابات مطيرة تحمل الاسم نفسه، وتُعرف عالمياً بـ «رئة الأرض».


فهذه الموجة الناجمة عن تغير المناخ وما نتج عنه من تبعات تشمل ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة وتراجعاً حاداً لمعدل هطول الأمطار، تشكل تهديداً جسيماً لغابات الأمازون التي تمتد على مساحة ملايين الكيلومترات المربعة في قارة أميركا الجنوبية، وتضطلع بدور حيوي في حماية كوكبنا، بفعل قدرتها على امتصاص جانب لا يُستهان به، من الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.
ويحذر العلماء من أن الجفاف الذي يضرب «الأمازون البرازيلية»، مرشح للاستمرار لفترة أطول، في ظل توقعات بأن يتواصل الانخفاض الحالي في معدلات هطول الأمطار حتى شهر أبريل المقبل على الأقل. وتشير دراسات علمية إلى أن تلك الموجة، أفقدت المنطقة خلال عام 2023 وحده، ما يُقدر بـ 3.33 مليون هكتار من المياه السطحية، وذلك في أماكن لا تبعد سوى 50 كيلومتراً تقريباً، من مناطق حضرية وقرى تقطنها تجمعات من السكان الأصليين في البرازيل. 
وشدد الخبير في مجال الاستشعار عن بُعد في معهد «الأمازون للبيئة والسكان» كارلوس سوزا، على ضرورة مراقبة التحولات التي تطرأ على ما يُعرف بـ«البيئات المائية»، التي قال إنها تتأثر بموجات الجفاف قبل غيرها، مشيراً إلى أن النظم البيئية من هذا النوع، يمكن أن تدق ناقوس الخطر، قبل وصول تدهور غابات الأمازون إلى نقطة اللاعودة، بما ينذر بتحولها إلى منطقة تكسوها أعشاب السافانا.
وقد تبلغ غابات الأمازون هذه المرحلة، إذا فقدت ما بين 20% إلى 25% من مساحتها الأصلية، وهو ما يقول العلماء إنه بات يمثل «فرضية معقولة وقابلة للحدوث»، مع أزمة الجفاف الحالية، التي كان من بين عوامل تفاقم حدتها؛ ظاهرة التذبذب الجنوبي أو «النينيو»، بما يصاحبها من ارتفاع حاد في درجات الحرارة.
ويقول خبراء المناخ، إن تلك الظاهرة التي تحدث بشكل دوري كل بضعة أعوام، بدأت في هذه المرة مبكراً عن الموعد الذي كان متوقعا لها. فبعدما كانت تقديرات العلماء تشير إلى أنه لن يتسنى رصدها قبل حلول يناير من العام الجاري، بدا واضحاً أنها بدأت في سبتمبر 2023، وهو ما يُعزى بشكل كبير، كما قالوا في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة «إيوس» المعنية بالشؤون العلمية، إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الأطلسي، على نحو غير معتاد على مدار الشهور الماضية.
ويؤكد الخبراء، أن الانتهاء المتوقع لظاهرة «النينيو» بحلول أبريل، لا يعني أن معدلات هطول الأمطار على غابات الأمازون ستعود إلى طبيعتها في الشهر التالي لذلك مباشرة، مشيرين إلى أن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة تستغرق وقتاً، وتبدأ عادة في المحيطات، قبل أن تمتد إلى اليابسة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجفاف البرازيل الغابات المناخ الأمطار غابات الأمازون إلى أن

إقرأ أيضاً:

طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم

في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.

هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.

قام العلماء بتصميم فستان لإظهار دقة المادة الجديدة (جامعة كورنل)سر الرفلبِرد الرائع

وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.

في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.

المادة الجديدة تمتص أكثر من 99% من الضوء (جامعة كورنل)حلول غير مسبوقة

طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.

حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".

إعلان

بعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما  تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.

النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.

تطبيقات مهمة

قد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.

ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.

كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.

أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.

مقالات مشابهة

  • مسألة وقت | العلماء يحذرون من زلزال قوي يضرب إسطنبول .. ماذا يحدث؟
  • أضخم انفجار شمسي في تاريخ الأرض.. ماذا لو تكرر اليوم؟
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • 98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
  • عادل نعمان: الإسراء والمعراج أنكرهم عدد كبير من العلماء
  • أمطار الخريف تمنح طهران الأمل في الحياة.. هل تنهي أزمة الجفاف؟
  • أبرد الأماكن على كوكب الأرض.. حياة مزدهرة تحت الصفر
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986
  • المملكة تعزز ريادتها العالمية في مكافحة الجفاف