البرهان يبحث مع وفد إفريقي تطورات الأوضاع بالسودان
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
السودان – بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، امس الأحد، مع وفد من الاتحاد الإفريقي، التطورات السياسية بالسودان.
جاء ذلك خلال لقاء بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، جمع البرهان مع وفد “الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان” برئاسة محمد بن شمباس، وفق بيان من مجلس السيادة.
وفي 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الاتحاد الإفريقي، عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى معنية بالسودان برئاسة محمد بن شمباس وعضوية كل من سبيسيوسا وانديرا كازيبوي، نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو ماديرا الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية الإفريقية إلى الصومال.
وأوضح البيان أن البرهان “أطلع وفد الآلية الإفريقية على التطورات السياسية في السودان منذ تمرد الدعم السريع على الدولة والانتهاكات التي ارتكبها في حق المواطنين المدنيين”.
وأضاف: “أوضح البرهان للوفد أن أساس الحل يكمن في انسحاب القوات المتمردة (الدعم السريع) من المدن والقرى التي احتلتها وشردت أهلها”.
ووفق البيان “قدم رئيس مجلس السيادة تنويرا شاملا لوفد الآلية حول تطورات الأحداث منذ الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 الذي شهد فض الشراكة بين المكون العسكري والقوى السياسية لتعثر الوصول الي توافق مؤكداً أن ما حدث وقتها لم يكن انقلابا”.
وفي أكتوبر 2021 فرض البرهان “إجراءات استثنائية”، بينها حل مجلسي الوزراء والسيادة الانتقاليين، وهو ما اعتبره الرافضون “انقلابا عسكريا”، بينما قال البرهان إنه “تصحيح لمسار المرحلة الانتقالية”، متعهدا بإعادة السلطة إلى المدنيين.
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.
وأشار البيان إلى أن “البرهان أعرب عن ثقة السودان في الاتحاد الإفريقي وما يمكن أن يقدمه من حلول شريطة أن تعيد الدولة ثقتها في الاتحاد الإفريقي بالتعامل معها كعضو كامل الحقوق في هذه المنظمة”.
وبعد “الإجراءات الاستثنائية” أعلن الاتحاد الإفريقي، في 27 يناير 2021 تعليق عضوية السودان بالتكتل القاري “حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين”.
ونقل البيان عن شمباس تأكيده على “ضرورة إيقاف الحرب وتحقيق الاستقرار للسودان”، مشيرا إلى “حرص الآلية الإفريقية وسعيها لإيجاد حلول للأزمة”.
ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاتحاد الإفریقی
إقرأ أيضاً:
من أسرار حرب السودان
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٢٢ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
ترجمت التحقيق المرئي الذي أعدّه مركز مرونة المعلومات (CIR)، والذي يُعد من أهم التحقيقات التي كشفت أسرار حرب السودان. التحقيق لا يكتفي بإثبات تدفق الأسلحة والمركبات إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) عبر ليبيا، بل تمكن ولأول مرة من تحديد الموقع الدقيق لمعسكر عسكري ثابت تابع للمليشيا في عمق الصحراء الليبية، وربط هذا المعسكر مباشرة بالهجمات التي وقعت داخل السودان، وعلى رأسها الهجوم على معسكر زمزم للنازحين.
استخدم فريق التحقيق عشرات المقاطع المصورة التي نشرها مقاتلو الدعم السريع أنفسهم، ثم قاموا بتحليل التضاريس، والتكوينات الصخرية، وصور الأقمار الصناعية المؤرشفة. ورغم أن مساحة الصحراء التي كانوا يبحثون فيها تعادل حجم فرنسا وإسبانيا معًا، تمكن الفريق من تضييق نطاق البحث باستخدام صور ليلية التقطت قبل أسابيع من ظهور مقاطع المعسكر على الإنترنت، ليكتشفوا بقعة ضوء جديدة في عمق الصحراء. بمطابقة الأفق وتكوينات الصخور مع المشاهد المصورة، حددوا الموقع بدقة غير مسبوقة.
يظهر في المقاطع قائد المليشيا حمدان كجيلي، الذراع اليمنى لعبد الرحيم دقلو، وهو يقف أمام مركبة لاندكروزر مدرعة مطابقة لتلك التي ظهرت لاحقًا في الهجوم على زمزم. وتم تصوير المشهد قبل أيام قليلة من الهجوم وعلى بعد 18 كيلومترًا فقط من المعسكر، بحضور عبد الرحيم دقلو نفسه. هذه المطابقة الدقيقة بين المعسكر الليبي، وقيادات الدعم السريع، والمركبات التي استخدمت في الهجوم الدموي، تقدم دليلاً قاطعًا على الرابط المباشر بين القاعدة الخارجية والهجوم على زمزم وما تبعه من تهجير جماعي لعشرات الآلاف من النازحين الذين كانوا يبحثون عن الأمان.
التحقيق يتحدث أيضًا عن المفارقة المؤلمة: بينما تتأخر قوافل الغذاء عن الوصول إلى مئات الآلاف من النازحين في زمزم، تتدفق الأسلحة والمركبات المعدلة من معسكر في ليبيا إلى قلب دارفور، لتغذي حربًا يدفع ثمنها المدنيون وحدهم.
#من_أحاجي_الحرب