موقع النيلين:
2025-07-06@09:40:00 GMT

حربان.. وقانون دولي بمكيالين

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT


من خلال مقارنة السلوك الذي اتخذته أمريكا وحلفاؤها الغربيون مع كلٍّ من الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة، ظهر جليًا لبلدان العالم تلاعب تلك الدول بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبالقيم الإنسانية، وأن هذا التلاعب ينبع وفقًا لمصالح وأيديولوچيات تلك الدول، ووفقًا لتاريخها الاستعماري، وبسبب هيمنتها وتحكمها في المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية.

وقد جاءت حرب غزة التي تدور رحاها منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023 لتكشف بمآسيها وفظائعها زيفَ أمريكا والغرب اللذين يتشدقان ليل نهار بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وتعاملهم مع القانون الدولي ومع أزمات ومشكلات الدول بمعايير مزدوجة، واتباع سياسة الكيل بمكيالين في تعاملهم مع حربَي أوكرانيا وغزة. فمنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية سارعت أمريكا ودول الغرب في التنكيل بروسيا وإصدار القوانين الجائرة ضدها بما فيها فرض العقوبات غير المسبوقة عليها، ومعاداة الدول التي لم تُدِن الغزو الروسي، ناهيك عن إصدار محكمة الجنايات الدولية (بقوة أمريكا والغرب) مذكرةَ توقيف ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من القيادات الروسية البارزة. إضافة إلى قيام أمريكا والغرب بمدِّ أوكرانيا بترسانة من الأسلحة المتطورة، وتدريبهم للقوات الأوكرانية على استخدام الأسلحة الجديدة، وتطوُّع عدد كبير من شباب أمريكا ودول الغرب للعمل مع الجيش الأوكراني، وتجييشهم الإعلامي للتنكيل بروسيا..

هذا من جهة. ومن جهة أخرى: تقديم أمريكا والغرب المساعدات المادية والدعم اللوجستي المتواصل للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، واستقبال اللاجئين الأوكرانيين استقبالاً حافلاً في أمريكا والدول الغربية، ومنحهم الإقامة وكافة المساعدات المادية اللازمة لهم، وقيام بعض الدول الغربية (وعلى رأسها فرنسا) بتوقيع اتفاقات أمنية مشتركة مع أوكرانيا، وكل تلك الأفعال المنافية للقانون الدولي من أجل مصالح أمريكا والغرب، وسعيهم لهزيمة روسيا والعمل على إضعافها وتطويقها برؤوس الصواريخ النووية لحلف الناتو، ومن ثمّ توريطهم لأوكرانيا في تلك الحرب. وبالمقابل فإن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل ضد قطاع غزة ظهر جليًا فيها تورط أمريكا والغرب، بسبب إعطائهم الضوء الأخضر لإسرائيل ولما ارتكبته من جرائم بحجة دفاع إسرائيل عن النفس، وموافقتهم على كل الجرائم والمخططات الصهيونية التي ينفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومتطرفوه ومستوطنوه، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة بشكل كلي، وقتله أكثر من ٣٠ ألف مدني من النساء والأطفال والشيوخ، وإصابة أكثر من ثمانين ألف فلسطيني، وبترصد قوات الاحتلال الإسرائيلي العمل على تجويع وتهجير أبناء غزة، ومنع تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لهم. ما يؤكد على تورط أمريكا والغرب في تلك الحرب، فلم تعُد معها للقيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان أيُّ قيمة، وذلك بعد أن أصبحتِ الحياة الإنسانية للفلسطينيين، والحفاظ على أرواحهم وحقوقهم في الحياة بلا قيمة عند تلك الدول.

ففي الحرب الأوكرانية كان الكل يدين روسيا، أما الآن فلقد لزم كل من أمريكا ودول الغرب الصمت عن جرائم إسرائيل، وأيَّدوا عدوانها الجائر على غزة، وساندوا إسرائيل بالمساعدات العسكرية والمادية، ما يثبت تورط أيديهما الغادرة وولوغهما في دماء الفلسطينيين. ولم يتوقفِ الأمر عند هذا الحد، وذلك بعد أن عملت أمريكا وحلفاؤها الغربيون على التصدي لكل القرارات الدولية والأممية التي تدعو لوقف الحرب عن طريق الڤيتو الأمريكي اللعين، هذا الڤيتو الذي ظل عبر تاريخ القضية الفلسطينية صدًّا منيعًا لمنع أي قرار يتعلق بإدانة إسرائيل، أو بتنفيذ القرارات المتعلقة بحقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم. أما الآن وخلال حرب غزة فإن أمريكا تقف بالمرصاد لمنع أي قرار دولي يتعلق بوقف المجزرة الإسرائيلية، وبعرقلة قرارات مجلس الأمن، وبالتالي خذلان شعوب العالم الحر التي تقف عاجزة عن فعل شيء لوقف تلك الحرب، ما يثبت تحكم أمريكا وحلفائها الغربيين في القانون الدولي، واتباع ازدواجية المعايير من أجل نصرة إسرائيل التي زرعوها في المنطقة منذ أكثر من قرن. فهل يتمكن العالم مجتمِعًا من تغيير منظومة مجلس الأمن، وإلغاء الڤيتو اللعين لعزل أمريكا وحلفائها المتلاعبين بالقانون الدولي والظالمين للدول؟ أم بعقاب إسرائيل ومقاطعتها كليًّا وعزلها عن العالم؟ هذا العالم الساعي للأمان والسلام.

صالح أبومسلم – صحيفة الأسبوع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أمریکا والغرب

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: أردنا إعادة دمشق إلى مكانتها كبوابة للشرق وتكللت جهودنا باستعادة سوريا مكانتها بين الدول وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة

2025-07-03hadeilسابق وزير الخارجية: عملنا على خطاب يظهر سوريا بوجهها الحقيقي، بعيداً عن الشعارات ويحفظ كرامة المواطن السوريالتالي وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه انظر ايضاًوزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه

آخر الأخبار 2025-07-03وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه 2025-07-03وزير الخارجية: أردنا إعادة دمشق إلى مكانتها كبوابة للشرق وتكللت جهودنا باستعادة سوريا مكانتها بين الدول وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة 2025-07-03وزير الخارجية: عملنا على خطاب يظهر سوريا بوجهها الحقيقي، بعيداً عن الشعارات ويحفظ كرامة المواطن السوري 2025-07-03وزير الخارجية: التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا 2025-07-03وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية بكل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها دولة المواطنة والرعاية لا الامتياز 2025-07-03وزير الإعلام: استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليه 2025-07-03وزير الإعلام: في هذه اللحظة التاريخية نقف اليوم جميعاً على عتبة سردية جديدة في سوريا الجديدة، سردية لم تبن على الرموز وإبهار التصميم بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • العلاقة الطبيعية مع أمريكا هي الحرب
  • كينيا والسباق الأممي على استضافة المقرات الدولية خارج نيويورك
  • عملاء إسرائيل في الخليج!
  • هل تستطيع أمريكا دعم إسرائيل وأوكرانيا في ذات الوقت؟
  • بحّار إسباني يرفع شكوى ضد إسرائيل بتهم “جرائم حرب” و”الاختطاف في المياه الدولية
  • أمريكا تهدد الاتحاد الأوروبي بفرض جمارك بنسبة 17% على الصادرات الزراعية
  • وزير الخارجية: أردنا إعادة دمشق إلى مكانتها كبوابة للشرق وتكللت جهودنا باستعادة سوريا مكانتها بين الدول وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة
  • إسرائيل تهاجم العفو الدولية وتتهمها بالانضمام إلى حماس
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الإرادة الدولية لمحاسبة إسرائيل ما تزال غائبة
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الحرب على غزة تحولت إلى سوق ربح للشركات الدولية