خطاب حال الاتحاد من جورج واشنطن إلى بايدن
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
يرى تيري شوبلات أن الخطاب السنوي للرئيس الأميركي عن حال الاتحاد "كان الخطاب الذي نحلم بكتابته وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى"، وهو رأي يبديه العديد من كتّاب الخُطَب، مؤكدين أن إعداد الكلمة التي سيلقيها جو بايدن، الخميس، مهمة مرهقة ومثيرة للإحباط.
يقول هذا المساعد السابق لباراك أوباما: "إنه بالتأكيد واحد من أكثر الخطب الرئاسية المرتقبة لهذا العام"، تبثه القنوات التلفزيونية في أوقات الذروة، لكنه "نادرا ما يُحدث تغييرا في ديناميكية الولاية الرئاسية".
وعندما يلقي بايدن الذي أمضى ثلاثة أيام في منزله في كامب ديفيد لإعداد خطابه، كلمته هذه سيشكل ذلك خاتمة أشهر من العمل الشاق.
وقالت سارادا بيري وهي أيضا من كتاب الخطب السابقين في عهد أوباما إنه في "أكتوبر أو نوفمبر" يبدأ جمع الأفكار من الوزارات والإدارات وأرقام الميزانية.
وأضافت أن مسودة أولى تكتب قبل عيد الميلاد لكن "الأمور الجدية تبدأ فعليا بعد العودة من عطل نهاية العام" والهدف هو "نسج رواية" متماسكة.
أكدت سارادا بيري أن ذلك يشبه "+سوبربول+ لأقلام الرئيس"، في إشارة إلى نهائي دوري كرة القدم الأميركية أهم حدث رياضي سنوي في الولايات المتحدة.
و"الخطاب عن حال الاتحاد" مدرج في الدستور الأميركي الذي ينص على أن يقوم الرئيس "بإطلاع الكونغرس دوريا على حالة الاتحاد".
وأول رئيس أميركي نفذ هذا البند كان جورج واشنطن بأقصر خطاب حتى اليوم بلغ عدد كلماته الألف ونيف، مقابل أكثر من تسعة آلاف كلمة لخطاب جو بايدن العام الماضي.
وبعد واشنطن، اكتفى الرؤساء الأميركيون برسائل خطية. ولم ترسّخ تقاليد مثول مهيب أمام جميع البرلمانيين، قبل أن يتولى وودرو ويلسون الرئاسة في 1913.
أما عبارة "الخطاب عن حال الاتحاد" فقد فرضت بعد الحرب العالمية الثانية.
ويوضح تيري شوبلات "ليس لدينا ملك، لكن في تلك اللحظة عندما يعلن عن وصول الرئيس ويدخل (إلى قاعة الكونغرس) يتخذ الأمر بعدا ملكيا"، مشيرا إلى أن اهمية الخطاب تكمن أيضا في هذه اللحظة المسرحية.
وأضاف محرر معظم خطب أوباما "لدينا نصف الجمهور (أعضاء حزب الرئيس) يقف ويصفق، والنصف الآخر يجلسون مكتوفي الأيدي، وهذا يمكن أن يكون لقطات جيدة للتلفزيون".
وكان الرئيس الديمقراطي السابق حاول اختصار خطابه إلى ثلاثين دقيقة من دون جدوى. وقال شوبلات إن "الضغوط كبيرة جدا" لنذكر الصحة والتعليم والسياسة الخارجية والبيئة والقدرة الشرائية في الوقت نفسه، والهجرة والأمن والتكنولوجيا.
وقالت سارادا بيري "في كل عام كنا نقول لأنفسنا +هذه المرة سنجعله أقصر، وسنفعل شيئا ملهما وسنروي قصة+. وبالتأكيد في كل مرة يكون لدينا خطاب يستمر لساعة على الأقل" يشبه دليلا لوعود جميلة واستحضارات ممتعة لقرارات سابقة .
تصفيقوالعام الماضي، تحدث جو بايدن لأكثر من سبعين دقيقة. أما صاحب الرقم القياسي فهو الرئيس السابق بيل كلينتون الذي تحدث لمدة ساعة و28 دقيقة في العام 2000.
ويعترف "القلمان" بأنه ليست العبارات التي أتقنا صياغتها بل اللحظات العفوية والحوادث الجانبية هي التي تضفي نكهة على "خطاب حال الاتحاد".
ومثال على ذلك حين مزقت الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب حينذاك، نسختها من الخطاب الذي كان قد ألقاه للتو الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في 2020 وهي تقف خلفه تماما.
ويتذكر تيري شوبلات التصفيق الطويل في الكونغرس في يناير 2014، عندما حيا باراك أوباما بين الحضور جنديا أصيب بجروح خطيرة في أفغانستان.
وقال شوبلات الذي سيصدر قريبا كتابا عن تجربته إن "هذه هي اللحظات تبقى في الأذهان ويتحدث عنها الناس في اليوم التالي في العمل أو مع العائلة".
وسيجلس الكاتبان الخميس أمام التلفاز مساء الخميس، من دون حنين كبير إلى الماضي، وقالت سارادا بيري ضاحكة "سأكون سعيدة بأنني مجرد متفرجة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حال الاتحاد
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن
أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تقريرها السنوي حول رواتب موظفي البيت الأبيض، كاشفة عن تفاصيل الرواتب التي يتقاضاها أكثر من 400 موظف خلال الولاية الثانية للرئيس الجمهوري.
ويقدم هذا التقرير سنوياً إلى الكونغرس بموجب التشريعات الفيدرالية المتعلقة بالشفافية الإدارية.
ويُسلط التقرير الضوء على الفوارق في مستويات الأجور داخل البيت الأبيض، ويتيح مقارنة هيكل الرواتب الحالي بتلك التي كانت معتمدة خلال إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
أعلى الرواتب: من هي الأسماء البارزة؟
بحسب ما أوردته شبكة "فوكس نيوز"، تتصدر جاكلين كلوب، كبيرة المستشارين في البيت الأبيض، قائمة الأعلى أجرا براتب سنوي يبلغ 225 ألف و700 دولار، وهو الحد الأقصى المعتمد قانونيًا لموظفي البيت الأبيض.
وتليها مباشرة إدجار مكرتشيان، المستشار المساعد، براتب سنوي قدره 203 ألف و645 دولارًا، فيما يتقاضى 33 موظفًا آخرون٬ من بينهم شخصيات بارزة٬ رواتب تصل إلى 195 ألف و200 دولار.
وتشمل هذه المجموعة أسماء مثل كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض)، وتوم هومان (مسؤول الحدود)، وسوزان وايلز (رئيسة الموظفين)، وبيتر نافارو (المستشار التجاري)، وستيفن تشيونج (مدير الاتصالات)، وستيفن ميلر (مستشار الأمن الداخلي).
وتتراوح رواتب مساعدي النواب ما بين 155 ألف و175 ألف دولار، بينما يحصل المساعدون الخاصون على ما بين 121 ألف و500 و150 ألف دولار.
أما كُتّاب خطابات الرئيس فيتقاضون أجورًا تتراوح بين 92 ألف و500 و121 و500 دولار.
ترامب.. بلا راتب فعلي
رغم أن القانون الأمريكي يمنح رئيس البلاد راتبا سنويا يبلغ 400 ألف دولار، بالإضافة إلى بدلات بقيمة تصل إلى 169 ألف دولار تشمل نفقات سفر وترفيه وتجديد سكني، إلا أن ترامب واصل خلال ولايته الثانية تعهده بالتبرع بكامل راتبه لصالح وكالات حكومية، كما فعل في ولايته الأولى.
ورغم أن إجمالي المزايا الرئاسية يبلغ حوالي 569 ألف دولار سنويًا، إلا أن ترامب يُعد من بين رؤساء الولايات المتحدة القلائل الذين تنازلوا عن رواتبهم الرسمية.
موظفون بلا أجور.. لماذا؟
أظهر التقرير أن ثمانية موظفين في البيت الأبيض لا يتقاضون أي رواتب على الإطلاق، وذلك بسبب توليهم مناصب حكومية أخرى يحصلون بموجبها على تعويضات مالية.
ومن أبرز هؤلاء، وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يعمل كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض دون تقاضي راتب إضافي، وكذلك المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يتقاضى أجره من وزارة الخارجية.
متوسط أعلى من عهد بايدن
يشير التقرير إلى وجود فجوة ملحوظة في سلم الرواتب داخل البيت الأبيض، حيث يتمركز كبار الموظفين في أعلى السلم بأجور تتجاوز 180 ألف دولار، بينما يتقاضى أكثر من 100 موظف رواتب تقل عن 80 ألف دولار سنويًا.
وبحسب الأرقام، فإن متوسط الراتب في إدارة ترامب يبلغ 194 ألف و114 دولارا، وهو أعلى من متوسط رواتب إدارة بايدن لعام 2024، البالغ 166 و109 دولارا.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن كانت تضم في عام 2024 نحو 564 موظفا، أي أكثر من إدارة ترامب، لكن بعدد أقل من ذوي الدخول المرتفعة، إذ لم يتجاوز عدد من يتقاضون أكثر من 180 ألف دولار سوى 21 موظفًا فقط.
وتعكس هذه الأرقام توجه إدارة ترامب نحو تقليص عدد الموظفين مع التركيز على تعيين كبار مستشارين برواتب مرتفعة، مقارنة بإدارة بايدن التي اتسمت ببنية إدارية أوسع ولكن بأجور أكثر توازنًا.
كما يثير الفارق في متوسط الرواتب تساؤلات بشأن أولويات الإنفاق داخل المكتب التنفيذي، ومستوى تركز السلطة وصناعة القرار بين نخبة ضيقة ذات أجور عالية.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، من المرجح أن يُعاد طرح هذا التقرير كأداة للمقارنة بين رؤى الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإدارة البيت الأبيض، سواء من حيث الكفاءة الإدارية أو التوزيع العادل للموارد داخل الجهاز التنفيذي.