جريدة الوطن:
2025-12-13@11:48:07 GMT

“مبادرة محمد بن زايد للماء”

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

“مبادرة محمد بن زايد للماء”

“مبادرة محمد بن زايد للماء”

 

ارتكزت “رؤية الإمارات للعالم” منذ تأسيسها في السبعينيات من القرن الماضي على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” على خدمة الإنسانية وتقديم يد العون له، والعمل على الوصول إلى إيجاد حل لتلك التحديات والأزمات التي يواجهها والتخفيف من تبعاتها وتداعياتها عليه، حتى أصبح المعيار “القيمي” الأول لتحركات الدبلوماسية الإماراتية ولأبعادها الاستراتيجية التي تضعها هو الإنسان، لذا تتكثف كل الجهود الداخلية والخارجية حول خدمته كما يتم تسليط كل المبادرات لتصب في النهاية لإسعاده.

وقد ارتبطت الدبلوماسية الإماراتية الخارجية بهذه الرؤية، فنجد أن ملف المساعدات الخارجية مرتبط بوزارة الخارجية وهي من حيث الأرقام فإنها تسجل مراكز متقدمة من بين دول العالم في تقديم المساعدات، وهي ضمن العشر الكبار في تقديم المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، كما تجدها تستضيف مقرات عالمية لها علاقة بخدمة الإنسان.

الإمارات كانت دائماً وأبداً في خدمة الإنسان، فحيثما كانت كارثة أو أزمة ومعاناة، نجد الناس يتطلعون إلى دولة الإمارات وإلى قيادتها الرشيدة، بأن تمثل الأمل وتصنع السعادة، وللتأكيد على هذا الأمر فما زلنا نتداول مقطع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون وهو يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ومواقفه الإنسانية النبيلة ومبادرات سموه العظيمة التي تخدم البشرية جمعاء، كما لازلنا نعيش احتفالات تكريم “صناع الأمل” الذي تم قبل أيام في إمارة دبي، ونحن نتذكر نجاحات “كوب 28” في نهاية العام الماضي ومنحه الأمل في احتواء تداعيات التغير المناخي ومخاطره على الكوكب والبشرية وغيرها من القصص.

أما عن أحدث المواقف والمبادرات الإنسانية لهذه الدولة فهي: “مبادرة محمد بن زايد للماء”، التي أطلقت في بداية مارس الجاري بالشراكة مع مؤسسة “إكس برايز” الأمريكية وتهدف إلى البحث عن معالجة أزمة ندرة المياه والعمل على تجنب عواقب هذه المشكلة المتنامية في العالم، والتي تمثل تحدياً حقيقياً لجهود المنظمات الدولية وحكومات العالم.

“مبادرة محمد بن زايد للماء” تبين ثقافة مجتمع الإمارات ونهج حكومتها الرشيدة في مواجهة التحديات ومعالجتها حيث تنطلق من خلال إشراك الجميع في مسئولية البحث عن الحل، وهو النهج الذي تؤكده كل النظريات الفكرية وفلسفات مواجهة التحديات المشتركة في البحث عن أفضل الطرق للحل وإلا ستبقى المعالجة ناقصة.

كما ترسخ المبادرة الكريمة فهم قيادة الإمارات للعمل الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية كون أن العالم يمثل “المجتمع الإنساني” من خلال العمل الجماعي كما هو الحال في مواجهة التطرف والإرهاب أو البحث عن مواجهة أزمة التغير المناخي وغيرها من القضايا الكبرى التي تحتاج إلى الجهود الجماعية، لذا فإن محاور المبادرة الابتكارية يتفرع منها محوريين استراتيجيين لتحقيق أهدافها وهي:

المحور الأول، إشراك مؤسسات عالمية: فكرة الشراكات باعتبارها نهج إماراتي للتعاون من أجل مواجهة التحديات التي تعترض الإنسانية هي مسألة ليست جديدة أو أنها دخلت حديثاً في قاموس العمل الإماراتي فهي قديمة بل إن التجارب التنموية في باقي دول المنطقة تستعين بشركات كونت خبرتها في العمل مع دولة الإمارات، فكرة نهج الشراكات يعني الاستفادة المشتركة للجميع لتحقيق هدف واحد مع التأكيد على الجودة في المنتج النهائي لأن البصمة الإماراتية لا بد أن تكون عالية وبقدر مكانة الإنسان في نهجها.

المحور الثاني، تحفيز المبتكرين حول العالم: وهذا نوع آخر من الأفكار التي تسعى إليها دولة الإمارات وهي تفعيل دور أفراد المجتمع باعتبارهم الحاضنة الحقيقية لإنجاح أي مبادرة لأسباب تضمنتها مبادرة “مبادرة محمد بن زايد للماء” وتشترطها وهي قدرة هؤلاء الأفراد على:

1- تقديم حلول فاعلة لمواجهة شح المياه من منطلق أن أفراد المجتمع هم جزء من الحل كما أنهم جزء من المشكلة من خلال الاستهلاك وبالتالي فسوف يقدمون حلول قابلة للتطبيق وسوف يساهمون في نشر الوعي.

2- أن يقدموا حلول مستدامة ومستمرة، وفي هذا الأمر يتضح النهج الإماراتي من خلال أن جهودها في معالجة أي أزمة ترتكز على آلا تكون حلول وقتية، وإنما مستدامة.

نستطيع القول إن المبادرة تستهدف في بعدها العالمي على تأكيد رؤية الحكيمة لقيادة الإمارات، وهي أن الإنسان هو أساس تعمير الكون وأنه الفاعل والمحرك الأول في مواجهة التحديات والأزمات التي يعاني منها.

“مبادرة محمد بن زايد للماء” تستند على منظومة من قيم دولة الإمارات لتخاطب بها المجتمع الدولي وهي خدمة الإنسان ومساعدته على العيش الكريم وهذا كما جاء في مقدمة المقال أنها الأساس الدبلوماسي لهذا الوطن من تأسيسه.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مبادرة محمد بن زاید للماء مواجهة التحدیات دولة الإمارات فی مواجهة البحث عن من خلال

إقرأ أيضاً:

الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة

الفجيرة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد الالتزام بمواصلة العمل لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي العربي 813

استضافت الفجيرة يومي 11 و12 ديسمبر أعمال الملتقى الفلسفي المشترك بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة، والذي جاء تحت عنوان «المواطنة والآخر: فلسفة الوجود الإنساني». وشارك في الملتقى نخبة من المفكرين والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، بهدف مناقشة إشكاليات المواطنة والهوية والدولة الوطنية، والأبعاد الاجتماعية والثقافية في زمن التحولات العميقة والواسعة التي يمر بها العالم اليوم لاستشراف آفاق الغد.
وانطلقت أعمال الملتقى بكلمتين افتتاحيتين ألقاهما الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور أحمد برقاوي عميد بيت الفلسفة، أكدا فيهما أهمية تناول هذه القضايا الفلسفية في ضوء التحديات الراهنة، وما تتطلبه من فهم أعمق لمسارات الهوية والعيش المشترك، ودور الفكر الفلسفي في قراءة التحولات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.
وتوزّعت جلسات الملتقى على خمسة محاور رئيسية، تناولت الجلسة الأولى «الآخر في الفلسفة المعاصرة»، فيما ناقشت الجلسة الثانية موضوع المواطنة والهوية والدولة. وخصّصت الجلسة الثالثة للطلبة، بهدف بحث دور الشباب في ترسيخ قيم المواطنة وقبول الآخر، بما يعكس توجه دولة الإمارات نحو تمكين الشباب وتعزيز ثقتهم بهويتهم الوطنية بوصفها أساساً للحوار والانفتاح.
واستكملت الجلسات العلمية في اليوم الثاني بالجلسة الرابعة التي تناولت مفهوم المواطنة والتعددية المجتمعية، قبل أن تختتم أعمال الملتقى بالجلسة الخامسة والختامية، والتي ناقشت مفهوم المواطنة والهوية واستغلال المتطرفين لها.
وفي هذا الصدد أكد د. خليفة مبارك الظاهري أن الملتقى يعكس حرص الجامعة على تعزيز رسالتها الثقافية والعلمية في المجتمع، والإسهام في خدمة الفلسفة والمعرفة بمختلف ضروبها، بجانب رسالتها الأكاديمية والبحثية، كما يجسّد الملتقى اهتمام الجامعة بتعزيز شراكتها مع بيت الفلسفة في الفجيرة في سياق تفعيل اتفاقية التعاون بين الطرفين، مشيراً إلى أن التعاون مع بيت الفلسفة يأتي ضمن اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم الدراسات الفلسفية وتعزيز حضورها في مؤسسات التعليم، بما يرفد جهود التنمية والتحديث.
من جانبه، أكد أحمد السماحي، مدير بيت الفلسفة أن اللقاءات التي تعقد يتم إعدادها بعناية، واختيار موضوعاتها بدقة، إذ إن الهدف الأساس من هذا التعاون هو تقديم نتاج فكري فلسفي قيمي عميق من شأنه أن يبين للعالم أن الحوار هو السبيل الأمثل، الذي ينبغي أن ننتهجه من أجل مد جسور التواصل مع الآخر. وذلكم ما دأب عليه بيت الفلسفة وسيستمر به بما يمثله من منفعة فكرية وتواصل خلاق يتوافق وسياسة دولة الإمارات العربية المتحدة.

مقالات مشابهة

  • تنظيم المواقف في «تجارية مدينة محمد بن زايد»
  • الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
  • سيف بن زايد: الإمارات مستمرة في دعم المنظمات الدولية وتعزيز مسارات بناء السلام
  • مدرب الأردن: مواجهة العراق اختبار لصلابتنا الذهنية وأرنولد يؤكد جاهزية “أسود الرافدين”
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • “الغطاء النباتي” يُطلق مبادرة نثر البذور في المزارع الخاصة بحائل
  • “الغطاء النباتي” يطلق مبادرة “نثر البذور في المزارع الخاصة” بحائل بالتعاون مع إمارة المنطقة
  • “مبادرة النيابية” تبحث منح الثقة على موازنة 2026 وتؤكد تقييمها الموضوعي لبنودها
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986