بيان رقم (٢٨)

ما تزال الأوضاع المأساوية في بلادنا تلقي بظلال سالبة على حياة شعبنا، وذلك في ظل غياب أي أمل ملموس لإيقاف الحرب بين الطرفين قريباً، سواء عبر الرجوع للحوار من خلال استئناف جولة المفاوضات في منبر جدة، أو تنشيط بقية المنابر الإقليمية الأخرى التي تراجع دورها بسبب رفض الجيش لمنبر الإيقاد، أو عدم تحريك مبادرات سلام تبناها سابقا الاتحاد الأفريقي، أو بعض الدول المجاورة.


ويتزامن غياب الرؤية لدى الطرفين في وضع حد لمعاناة المواطنين في مناطق الحرب مع غياب مبادرات وطنية فاعلة للقوى المدنية، وكذلك استمرار المحيطين الإقليمي والقاري والدولي في الضغط بكل الوسائل المتاحة لإيقاف الحرب، فضلاً عن ذلك يتفاقم وضع المواطنين في أتون مواقع الحرب ومناطق النزوح واللجوء في وقت تتراجع فيه أخبار الحرب ضمن جدولة التغطية الإعلامية الدولية، واهتمامات العالم.

إننا نرى أن الجيش ما يزال مختطفا من دعاة استمرار الحرب ويسعى القائد الأعلى للجيش عبد الفتاح البرهان عبر ضغط الفلول للمناورة لكسب الوقت. وتمثل ذلك في زيارة البرهان الأخيرة إلى ليبيا ثم مصر بحثا عن الدعم وليس السلام، ولم تثمر هاتان الزيارتان عن أي فرص لحمل البرهان على تخيير التفاوض، أو منحه فرصاً لتحقيق الانتصار في هذه الحرب التي وصفها بالعبثية، وكذا الأمر ينطبق على زيارة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى ليبيا، حيث لم تنعكس على مستوى تفعيل الخيار السلمي لإنهاء الحرب.

على صعيد مسار الحرب وتأثيرها على الأوضاع الأمنية في مناطق الحرب فقد وقفت القيادة المركزية على تقارير عن تردي هذه الأوضاع في بعض قرى ولاية الجزيرة، حيث استمر النهب والسلب وقتل المواطنين بدم بارد. وقناعتنا أن الطرفين يتحملان كامل المسؤولية تجاه إزهاق أرواح المواطنين. فالدعم السريع بوصفه سلطة الأمر الواقع هناك من واجبه حفظ حياة هؤلاء المواطنين العزل، وتفويت الفرصة أمام فلول النظام الذين يسعون لإفساد الوضع الأمني وتعريض حياة المواطنين للخطر عبر تبني حملات مقاومة ضد الدعم السريع تطلع بها جيوب من الفلول. إننا واثقون أن لا خلاص من الوضع المزري الذي يواجه سكان الجزيرة، ومناطق أخرى من القطر، والتي تشهد انفلاتا أمنيا ً، وتردياً في الوضع الغذائي والصحي، إلا بالاحتكام إلى صوت العقل وإيقاف ويلات الحرب، ومن ثم البدء في إجراءات سياسية يتعهدها المدنيون لعودة حكم القانون في البلاد، والذي من شأنه أن يساعد في إنهاء هذه المعاناة التي قاربت العام.

إننا في القيادة المركزية للضباط وضباط الصف والجنود ندين كذلك محاولات طرفي الحرب للتضييق على المواطنين، ورموز العمل السياسي والاجتماعي. ومن هنا نطالب الجيش بعدم تضييق نشاط الشيخ الأمين الإنساني، والذي تم اقتحام مسيده في أمدرمان واعتقال بعض مؤيديه المتطوعين، ولا شك أن إغلاق مسيد الأمين كان قد ضاعف من معاناة المواطنين الذين كانوا يلجأون إليه بحثاً عن الطعام الذي يقدمه في تطوع نبيل طوال فترة الحرب، وكذلك العلاج وتعليم اطفالهم.

نؤكد مجدداً في القيادة المركزية أن بلادنا محاصرة بكل مهددات التشظي ما يتطلب وحدة الصف السوداني لإيقاف الحرب عبر عون من الأشقاء حول العالم، ونشير إلى أن المسؤولية ملقاة على عاتق قيادة الجيش لمراعاة حالة مواطنينا الشاقة والجلوس مع قيادة الدعم السريع لإطفاء شعلة الحرب، وتجنيب بلادنا المزيد من الخراب، ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا الأبي الكريم المرابض في مدنه وقراه، والنازح داخلياً، والمشرد عبر تخوم العالم.

القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين (تضامن)

الثلاثاء، الخامس من مارس 2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القیادة المرکزیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني

صراحة نيوز-أعلنت بريطانيا عقوبات على قادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية، المتهمين بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، وهجمات متعمّدة ضد المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.

أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن “الجرائم الشنيعة… لا يمكن أن تمرّ من دون عقاب”.

أُعلن عن العقوبات يوم الخميس، واستهدفت أربع شخصيات بارزة ضمن قوات الدعم السريع، من بينهم عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

وبموجب هذه العقوبات، تواجه الشخصيات الأربعة تجميد أصولها وحظر سفر دولي.

أوضح مسؤولون بريطانيون أن صور الأقمار الصناعية من الفاشر تكشف عن تجمّعات لجثث، وأرضٍ مخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه في وجودها، في إطار ما وصفته المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة لبث الرعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب”.

اعتبرت إيفيت كوبر أن الفظائع في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”، متهمة قوات الدعم السريع بعمليات إعدام جماعية، واستخدام التجويع كسلاح، والاغتصاب الممنهج كأداة حرب مخططة مسبقًا.

أكدت وزيرة الخارجية أن العقوبات تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، بينما ستقدّم حزمة المساعدات المعزّزة دعمًا إنسانيًا منقذًا للحياة للمتضررين.

تعهدت كوبر بأن “المملكة المتحدة لن تدير ظهرها، وستظل دائمًا إلى جانب الشعب السوداني”.

إلى جانب العقوبات، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم 21 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع، لتوفير الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية وحماية النساء والأطفال.

وستدعم هذه الحزمة الجديدة نحو 150 ألف شخص من خلال الرعاية الطبية والمأوى، بالإضافة إلى الحفاظ على قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات.

يرتفع بذلك إجمالي الدعم الإنساني البريطاني للسودان هذا العام إلى 146 مليون جنيه إسترليني، وسط تدهور الوضع الإنساني الذي يعتبر الأسوأ في العالم، مع حاجة حوالي 30 مليون شخص للمساعدة، وتشريد 12 مليون داخليًا، وفرار نحو خمسة ملايين إلى دول الجوار.

عززت لندن ضغوطها الدبلوماسية خلال الأشهر الماضية، إذ اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني قرارًا تقوده المملكة المتحدة للتحقيق العاجل في فظائع الفاشر.

قدمت المملكة المتحدة أيضًا دعمًا فنيًا لآليات العدالة الدولية، واستثمرت 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع “سودان ويتنس” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي.

وأشار مسؤولون إلى أن عقوبات إضافية قيد الدراسة ضمن جهود إنهاء الإفلات من العقاب.

حثّت الحكومة البريطانية جميع أطراف النزاع، بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، على السماح بوصول غير مقيد للعاملين في مجال الإغاثة وضمان سلامة المدنيين المحاصرين.

القادة المستهدفون بالعقوبات هم:

عبد الرحيم حمدان دقلو: نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق “حميدتي”، متهم بالقتل الجماعي، الإعدامات العرقية، العنف الجنسي، الاختطاف، والهجمات على مرافق صحية.

جدّو حمدان أحمد: قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور، متهم بعمليات قتل جماعي، العنف الجنسي، والاختطاف.

الفاتح عبد الله إدريس: عميد في قوات الدعم السريع، متهم بالإشراف على أعمال عنف ضد المدنيين على أساس إثني وديني.

تيجاني إبراهيم موسى محمد: قائد ميداني في الدعم السريع، متهم بالاستهداف المتعمد للمدنيين في الفاشر.

مقالات مشابهة

  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا
  • ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • القيادة المركزية الأمريكية: التقديرات تشير إلى وجود نحو 60 مليون طن من الأنقاض في جميع أنحاء غزة
  • جوتيريش: سنلتقي ممثلين عن الجيش السوداني والدعم السريع في جنيف
  • نوارة أبو محمد تؤكد أن القيادة لا تألو جهدا في تفقد أحوال المواطنين